يقول خبراء تفاوض بريطانيون إنه من الاستحالة أن تجد حالة انتصار متكافئ (win-win situation) مع جماعات لا تعترف بحقوق الجماعات الأخرى، وهم يرددون هذا القول كلما وجدت على أرض الواقع مناقشات وعمليات تحاور بين فرقاء هدفها الوصول لأرضية مشتركة.
في الغرب قد تتوصل الأطراف المختلفة لتوافقات، قد تصل لنهايات سلمية، أو أقلها تأسيس لمرحلة يمكن من خلالها العمل على التفاهم بشكل أكبر طالما أن الهدف واحد، وغالباً ما يكون الهدف هو مصلحة المجتمع أي المصلحة العامة، لا المصلحة الحزبية أو المكسب الضيق.
لو تم تطبيق ذلك على الحوار الدائر اليوم في البحرين فإننا سنجد النقيض تماماً، نصل اليوم للجلسة الخامسة عشرة ونسبة الإنجاز لا شيء فيما يتعلق بمناقشة ما يوجد على جدول الأعمال من مواضيع، وهذا وضع متوقع طالما أن هناك من يدخل الحوار وهو لا يعترف بحق الأطراف الأخرى.
في الحوار البحريني من الصعب جداً أن نجد حالة (win-win) فالأهداف مختلفة تماماً، هناك من يريد تغيير هوية الدولة بأكملها وتصفير عدادها ونسف كل ما تحقق فيها بـ»قنبلة ذرية» لأنه يرى الوضع الأنسب هو إعادتنا لـ»عصره الحجري» ثم البدء ببنائها من جديد وتفصيلها حسبما يراه هو ويريد أو يأمره بذلك وليه الفقيه، يريد فعل كل ذلك وإن اختلف معه أحد فإنه يجهز له وابلاً من الاتهامات والشتائم وغيرها.
هذا الحوار غير متكافئ أبداً، لا لأن الحكم ليس على الطاولة كما يطالب عناصر التأزيم وقادة الانقلاب، لأن مطالبتهم هذه إن تحققت هي بحد ذاتها نسف لفكرة الحوار الجامع لمختلف الأطياف المجتمعية وتوجهاتها، هو غير متكافئ لأن الغاية منه لدى الطرف المتعنت والمصر على «نسف كيان الدولة» ليست متعلقة أبداً بمصلحة وطن أو مصلحة شعب، هي مرتبطة فقط بمصلحة فئة وتجمعات تدعي اختزال الشعب في نفسها، وتحاول أن تبث مزيداً من الكراهية في قلوب الناس ضد النظام الحاكم الشرعي لتطرح فكرة استفتاء في جانب آخر بناء على مقدار الكراهية التي تحاول زرعه لتقود الناس بعدها كيفما تريد، بنفس آلية «اذهبوا وموتوا من أجلي وأجل أفكاري وأهدافي، وهذه مفاتيح الجنة».
الحوارات في الخارج تنجح بنسبة أكبر من حواراتنا العربية، لأن كثيراً منها غير مبنية على أهداف طائفية مذهبية عنصرية، كثيراً منها ليست مبنية على تغذية للكراهية وزرع لعقد المظلومية لدى أجيال طوال عقود، كثير منها هدفه قد يكون مكسباً سياسياً لكن هدفه في شكله الأشمل صالح المجتمع والناس بشكل عام، لا يهدف لتغليب آراء فئة وتحقيق أهدافها المنبثقة من «أيديولوجية» قائمة على إحراق الوطن كل يوم وكل ساعة حتى ترضخ الدولة.
طالما هناك رفض للقبول بحق الآخرين من قبل الفئة المتعنتة فمن الاستحالة أن نصل لمرحلة فيها تحقيق مكاسب لجميع الأطراف، الطرف المؤزم للحوار كشف نفسه بوضوح، والعاقل يمكنه بسهولة توقع نتيجة حوار مثل هذا.
تذكروا..
“You will never find a win-win situation with parties never beliefs on others rights!”.
{{ article.visit_count }}
في الغرب قد تتوصل الأطراف المختلفة لتوافقات، قد تصل لنهايات سلمية، أو أقلها تأسيس لمرحلة يمكن من خلالها العمل على التفاهم بشكل أكبر طالما أن الهدف واحد، وغالباً ما يكون الهدف هو مصلحة المجتمع أي المصلحة العامة، لا المصلحة الحزبية أو المكسب الضيق.
لو تم تطبيق ذلك على الحوار الدائر اليوم في البحرين فإننا سنجد النقيض تماماً، نصل اليوم للجلسة الخامسة عشرة ونسبة الإنجاز لا شيء فيما يتعلق بمناقشة ما يوجد على جدول الأعمال من مواضيع، وهذا وضع متوقع طالما أن هناك من يدخل الحوار وهو لا يعترف بحق الأطراف الأخرى.
في الحوار البحريني من الصعب جداً أن نجد حالة (win-win) فالأهداف مختلفة تماماً، هناك من يريد تغيير هوية الدولة بأكملها وتصفير عدادها ونسف كل ما تحقق فيها بـ»قنبلة ذرية» لأنه يرى الوضع الأنسب هو إعادتنا لـ»عصره الحجري» ثم البدء ببنائها من جديد وتفصيلها حسبما يراه هو ويريد أو يأمره بذلك وليه الفقيه، يريد فعل كل ذلك وإن اختلف معه أحد فإنه يجهز له وابلاً من الاتهامات والشتائم وغيرها.
هذا الحوار غير متكافئ أبداً، لا لأن الحكم ليس على الطاولة كما يطالب عناصر التأزيم وقادة الانقلاب، لأن مطالبتهم هذه إن تحققت هي بحد ذاتها نسف لفكرة الحوار الجامع لمختلف الأطياف المجتمعية وتوجهاتها، هو غير متكافئ لأن الغاية منه لدى الطرف المتعنت والمصر على «نسف كيان الدولة» ليست متعلقة أبداً بمصلحة وطن أو مصلحة شعب، هي مرتبطة فقط بمصلحة فئة وتجمعات تدعي اختزال الشعب في نفسها، وتحاول أن تبث مزيداً من الكراهية في قلوب الناس ضد النظام الحاكم الشرعي لتطرح فكرة استفتاء في جانب آخر بناء على مقدار الكراهية التي تحاول زرعه لتقود الناس بعدها كيفما تريد، بنفس آلية «اذهبوا وموتوا من أجلي وأجل أفكاري وأهدافي، وهذه مفاتيح الجنة».
الحوارات في الخارج تنجح بنسبة أكبر من حواراتنا العربية، لأن كثيراً منها غير مبنية على أهداف طائفية مذهبية عنصرية، كثيراً منها ليست مبنية على تغذية للكراهية وزرع لعقد المظلومية لدى أجيال طوال عقود، كثير منها هدفه قد يكون مكسباً سياسياً لكن هدفه في شكله الأشمل صالح المجتمع والناس بشكل عام، لا يهدف لتغليب آراء فئة وتحقيق أهدافها المنبثقة من «أيديولوجية» قائمة على إحراق الوطن كل يوم وكل ساعة حتى ترضخ الدولة.
طالما هناك رفض للقبول بحق الآخرين من قبل الفئة المتعنتة فمن الاستحالة أن نصل لمرحلة فيها تحقيق مكاسب لجميع الأطراف، الطرف المؤزم للحوار كشف نفسه بوضوح، والعاقل يمكنه بسهولة توقع نتيجة حوار مثل هذا.
تذكروا..
“You will never find a win-win situation with parties never beliefs on others rights!”.