أي دولة مدنية هذه التي سيقيمونها والتي تستثني المواطن بناء على لون عمامته أو توصيفه أو مقامه؟!
إن كان البعض يعتقد بأن الوفاق سـ»تشذ» عن القاعدة الولائية التابعة لمرشد إيران الخامنئي وأنها بالفعل صادقة فيما تدعيه بمطالبتها بـ»الدولة المدنية»، فهؤلاء البعض يحتاجون لطرد هذه الفكرة «الفانتازية» عن خيالاتهم.
الوفاق حالها كحال غيرها من الكيانات التي شكلت من وحي «الثورة الخمينية» والتي هدفها كان إقامة دولة إسلامية «شيعية» تدين بالولاء التام والطاعة لحكم الخميني باعتباره «حجة الله» وأنه شخص «مقدس» كل تابع له هو تابع لآل بيت الرسول الكرام وكل مخالف له هو «شاذ» عن الفئة الناجية وتستوجب محاربته وتسقيطه حتى لو كان من المذهب الشيعي، وهذا حاصل بوضوح في البحرين.
لا يمكن لفاقد الشيء أن يعطيه، بالتالي من يعدون الناس بالدولة المدنية ومن يستعرضون أمام المجتمع الدولي أنهم يريدون العدالة والمساواة للجميع باختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم وتلاوينهم، هم في حقيقة الأمر لا يمتلكون أن يطبقوا ما يقولونه كونهم محكومين بأوامر رجل واحد متدثر بعباءة الدين في طعن صريح لأهم مبادئ الدولة المدنية.
قانون الأسرة في البحرين وضعت أمامه العراقيل والمعوقات رغم أنه ينصف المرأة، كل ذلك لأن الولي الفقيه يرفضه، ولأنه يرى فيه تجاوزاً لصلاحياته وتعدياً على حقه «المنفرد» في حكم المجتمع وتقرير مصير رجاله ونسائه، فأين الدولة المدنية التي يدعون؟!
مسيرات يتداعى لها فقط لنصرة «الإله» الذي يقدسونه دون الله، أي دولة مدنية هذه التي سيقيمونها التي تستثني المواطن بناء على لون عمامته أو توصيفه أو مقامه؟!
هذه ليست الدولة المدنية بل الدولة «الخمينية» التي تحول رجل الدين إلى قائد سياسي وإلى «نبي» يوحى له من السماء ويجب على جميع الناس اتباعه وإلا فإنهم كفرة فجرة، يجب على الجميع القول له «سمعاً وطاعة» و»لبيك» و»فداك» دون أي حق لهم في إعمال العقول واتخاذ قراراتهم بإرادتهم.
المضحك في الموضوع تلك التيارات الليبرالية التي تدعي المدنية والتي هي في أساس نشأتها كانت معارضة لسطوة الدين أو تملك رجال الدين للمجتمع، هذه التيارات التي كانت تنادي بفصل الدين عن الدولة، كانت ترى في العلمانية أفضل طريقة لإدارة مجتمع متعدد الأطياف بحيث لا تتوقف الممارسات عند الانتماءات الدينية والمذهبية، الحكم فيها للقانون والدساتير والأحكام المدنية بحيث يتساوى كل فرد مع الآخر ولا يعامل آخر بتمييز عن غيره، فأين هذه التيارات اليوم من عمليات «تأليه» و»تقديس» لابسي عباءة الدين؟! أين الدولة المدنية التي يدعون؟!
المخجل أن تكون التيارات الليبرالية أداة طيعة في أيدي اليمين المتطرف الإسلامي، المضحك أن تطالب هذه التيارات بالدولة المدنية لكن حينما تقرر الوفاق الإسلامية الخروج في مسيرة لتهتف لمرجعها الديني المعتمد من إيران تخرج التيارات الليبرالية معها، تجر جراً من أنفها لتهتف لعيسى قاسم وإلا فإن نصيبها من الكعكة الموعودة سيسقط، هذا إن كان لهم نصيب أصلاً.
في البحرين، أي تكتل أو تشكيل يرفع مبادئ الدولة المدنية والليبرالية شعاراً له، ليس له إلا موقع واحد لا غير، موقعه يتمثل بأن يكون «تابعاً» للتيار الديني المتشدد، وعلى الأرض اليوم نرى كيف أن الوفاق أنشأت لها فروعاً مجانية من خلال «قيادة» هذه الجمعيات والتحكم فيها.
نعم نريد دولة مدنية، نريد دولة لا يوجد فيها تمييز، يكون القانون فيها مطبقاً على الجميع بلا استثناء، وحين نقول بلا استثناء فإننا نعني الجميع، أبناء العوائل وأصحاب النفوذ وأيضاً رجال الدين ولو كان يسبق اسمهم توصيف «آية الله» الممنوح من خامنئي إيران.
من يعول على هؤلاء لإقامة دولة مدنية في البحرين فهو يخادع نفسه، إذ ماذا تتوقعون من خريجي مدرسة «الخميني»؟! ماذا تتوقعون ممن يعملون بشكل فاضح على تطبيق أسس قيام الثورة المتأسلمة في إيران؟!
دولة مدنية مع عملية «تأليه» لعيسى قاسم؟! تضحكون على أنفسكم قبل ضحككم على الآخرين.
{{ article.visit_count }}
إن كان البعض يعتقد بأن الوفاق سـ»تشذ» عن القاعدة الولائية التابعة لمرشد إيران الخامنئي وأنها بالفعل صادقة فيما تدعيه بمطالبتها بـ»الدولة المدنية»، فهؤلاء البعض يحتاجون لطرد هذه الفكرة «الفانتازية» عن خيالاتهم.
الوفاق حالها كحال غيرها من الكيانات التي شكلت من وحي «الثورة الخمينية» والتي هدفها كان إقامة دولة إسلامية «شيعية» تدين بالولاء التام والطاعة لحكم الخميني باعتباره «حجة الله» وأنه شخص «مقدس» كل تابع له هو تابع لآل بيت الرسول الكرام وكل مخالف له هو «شاذ» عن الفئة الناجية وتستوجب محاربته وتسقيطه حتى لو كان من المذهب الشيعي، وهذا حاصل بوضوح في البحرين.
لا يمكن لفاقد الشيء أن يعطيه، بالتالي من يعدون الناس بالدولة المدنية ومن يستعرضون أمام المجتمع الدولي أنهم يريدون العدالة والمساواة للجميع باختلاف مذاهبهم وانتماءاتهم وتلاوينهم، هم في حقيقة الأمر لا يمتلكون أن يطبقوا ما يقولونه كونهم محكومين بأوامر رجل واحد متدثر بعباءة الدين في طعن صريح لأهم مبادئ الدولة المدنية.
قانون الأسرة في البحرين وضعت أمامه العراقيل والمعوقات رغم أنه ينصف المرأة، كل ذلك لأن الولي الفقيه يرفضه، ولأنه يرى فيه تجاوزاً لصلاحياته وتعدياً على حقه «المنفرد» في حكم المجتمع وتقرير مصير رجاله ونسائه، فأين الدولة المدنية التي يدعون؟!
مسيرات يتداعى لها فقط لنصرة «الإله» الذي يقدسونه دون الله، أي دولة مدنية هذه التي سيقيمونها التي تستثني المواطن بناء على لون عمامته أو توصيفه أو مقامه؟!
هذه ليست الدولة المدنية بل الدولة «الخمينية» التي تحول رجل الدين إلى قائد سياسي وإلى «نبي» يوحى له من السماء ويجب على جميع الناس اتباعه وإلا فإنهم كفرة فجرة، يجب على الجميع القول له «سمعاً وطاعة» و»لبيك» و»فداك» دون أي حق لهم في إعمال العقول واتخاذ قراراتهم بإرادتهم.
المضحك في الموضوع تلك التيارات الليبرالية التي تدعي المدنية والتي هي في أساس نشأتها كانت معارضة لسطوة الدين أو تملك رجال الدين للمجتمع، هذه التيارات التي كانت تنادي بفصل الدين عن الدولة، كانت ترى في العلمانية أفضل طريقة لإدارة مجتمع متعدد الأطياف بحيث لا تتوقف الممارسات عند الانتماءات الدينية والمذهبية، الحكم فيها للقانون والدساتير والأحكام المدنية بحيث يتساوى كل فرد مع الآخر ولا يعامل آخر بتمييز عن غيره، فأين هذه التيارات اليوم من عمليات «تأليه» و»تقديس» لابسي عباءة الدين؟! أين الدولة المدنية التي يدعون؟!
المخجل أن تكون التيارات الليبرالية أداة طيعة في أيدي اليمين المتطرف الإسلامي، المضحك أن تطالب هذه التيارات بالدولة المدنية لكن حينما تقرر الوفاق الإسلامية الخروج في مسيرة لتهتف لمرجعها الديني المعتمد من إيران تخرج التيارات الليبرالية معها، تجر جراً من أنفها لتهتف لعيسى قاسم وإلا فإن نصيبها من الكعكة الموعودة سيسقط، هذا إن كان لهم نصيب أصلاً.
في البحرين، أي تكتل أو تشكيل يرفع مبادئ الدولة المدنية والليبرالية شعاراً له، ليس له إلا موقع واحد لا غير، موقعه يتمثل بأن يكون «تابعاً» للتيار الديني المتشدد، وعلى الأرض اليوم نرى كيف أن الوفاق أنشأت لها فروعاً مجانية من خلال «قيادة» هذه الجمعيات والتحكم فيها.
نعم نريد دولة مدنية، نريد دولة لا يوجد فيها تمييز، يكون القانون فيها مطبقاً على الجميع بلا استثناء، وحين نقول بلا استثناء فإننا نعني الجميع، أبناء العوائل وأصحاب النفوذ وأيضاً رجال الدين ولو كان يسبق اسمهم توصيف «آية الله» الممنوح من خامنئي إيران.
من يعول على هؤلاء لإقامة دولة مدنية في البحرين فهو يخادع نفسه، إذ ماذا تتوقعون من خريجي مدرسة «الخميني»؟! ماذا تتوقعون ممن يعملون بشكل فاضح على تطبيق أسس قيام الثورة المتأسلمة في إيران؟!
دولة مدنية مع عملية «تأليه» لعيسى قاسم؟! تضحكون على أنفسكم قبل ضحككم على الآخرين.