قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
بيتٍ لأمير الشعراء أحمد شوقي تعودنا أن نسمعه ونردده ونحن على المقاعد الدراسية، خصوصاً في الفترة المحيطة بيوم المعلم أو العلم.
كبرنا وعلمنا أن المعلم ليس المقصود به هو فقط المدرّس المتواجد في الصفوف الدراسية مثل ما ارتبط بأذهاننا من شطر هذا البيت؛ بل إننا نلتقي بهذا المعلم باستمرار فهو جزء لا يتجزأ عن حياتنا التي نعيشها من المهد لوصولنا إلى اللحد.
فالمعلم ممكن أن يكون قريباً أو بعيداً؛ فهو فرد من أفراد العائلة كطفلتك الصغيرة أو صديق أو حتى شخص تلتقي به في أحد الأماكن العامة يقدم لك نصيحة غير متوقعة دون سابق إنذار، ويلعب دوراً بارزاً في تغيير مسار حياتك، وليس بالضرورة أن نتعلم من محاسن الناس وأنبلهم؛ بل أيضاً من مساوئهم والأخطاء التي يقعون بها ونحاول بدورنا أن نتجنبها. وذلك كي تكون لنا عظة من باب تطبيق المثل الذي يقول «من جرّب المجرب كان عقله مخرب».
أما عندما يكون هذا المعلم بمثابة القائد الموجه لك فهنا الأمر يختلف بشدة ويصبح على هذا المعلم أن يستدرك كل خطوة يقوم بها كي لا تهتز صورته بأعين تلامذته. وعندما تكون هذه الصورة تشاهد من قبل عشرة ملايين مشاهد عربي وما يزيد، يصبح الأمر بشدة الخطورة.
حقيقة إنني لا أجد أي إضافة فكرية أو قيمة ثقافية أن أكتب بموضوع «الكنتاكي» والمهزلة التلفزيونية التي حدثت على الشاشة الصغيرة الأسبوع الماضي، والتي شاهدها عدد كبير من المشاهدين سواء عبر شبكة اليوتيوب أو الشاشة الصغيرة.. فأي عرب نحن!!! الذين يمكننا أن نقوم بهذه التصرفات، وفي المقابل ملايين من الأرواح تتناثر أجسادها أشلاء ولا تجد أحداً يواريها!
بيوت تهدم وعوائل تتعرى من جدران تؤويها وشيوخ وأطفال لم تعد لديها أصوات وحناجر تصرخ طلباً للاستغاثة، وللأسف لم يجدوا أحداً يصوّت لهم ولا يعير نداءاتهم أي انتباه، فالشعوب العربية لا يوجد فيها إلا ما يعرف بالخاسر الأكبر لقيمها العملاقة التي باتت زينة تتجمل بها رفوف المكتبات.
أي عرب نحن!!
شابٌ واحدٌ، ويشرفنا أن يكون بحرينياً، احتفظ بدمعة أمه في قلبه وحرقة قلب والده وأعلن الجهاد، مقابل 30 مليون شاب أعلنوا السخاء في التصويت في سبيل إنجاح هذا أو ذاك! وإذا جمعنا قيمة التصويت مع البذخ الذي يصرف على إقامة البرنامج لوصلنا إلى ما يزيد على أربعين مليون دولار، هذا الرقم كفيل أن يرفع اقتصاد دولة ويقضي على مجاعة الصومال.. فإن كنت أرفض أن يقاد أبناؤنا إلى التشدد والإرهاب فإنني أرفض أيضاً أن تحيا عقولهم بالسخافات واللامبالاة.
فهنيئاً لمن عرف القيمة الحقيقية للقصيدة العملاقة بمعناها:
بلادُ العربِ أوطاني من الشـامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يمـنٍ إلى مصـرَ فتطوانِ
فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقـــــــنا
لسان الضادِ يجمعنا بقحطان وعـدنانِ
كاد المعلم أن يكون رسولا
بيتٍ لأمير الشعراء أحمد شوقي تعودنا أن نسمعه ونردده ونحن على المقاعد الدراسية، خصوصاً في الفترة المحيطة بيوم المعلم أو العلم.
كبرنا وعلمنا أن المعلم ليس المقصود به هو فقط المدرّس المتواجد في الصفوف الدراسية مثل ما ارتبط بأذهاننا من شطر هذا البيت؛ بل إننا نلتقي بهذا المعلم باستمرار فهو جزء لا يتجزأ عن حياتنا التي نعيشها من المهد لوصولنا إلى اللحد.
فالمعلم ممكن أن يكون قريباً أو بعيداً؛ فهو فرد من أفراد العائلة كطفلتك الصغيرة أو صديق أو حتى شخص تلتقي به في أحد الأماكن العامة يقدم لك نصيحة غير متوقعة دون سابق إنذار، ويلعب دوراً بارزاً في تغيير مسار حياتك، وليس بالضرورة أن نتعلم من محاسن الناس وأنبلهم؛ بل أيضاً من مساوئهم والأخطاء التي يقعون بها ونحاول بدورنا أن نتجنبها. وذلك كي تكون لنا عظة من باب تطبيق المثل الذي يقول «من جرّب المجرب كان عقله مخرب».
أما عندما يكون هذا المعلم بمثابة القائد الموجه لك فهنا الأمر يختلف بشدة ويصبح على هذا المعلم أن يستدرك كل خطوة يقوم بها كي لا تهتز صورته بأعين تلامذته. وعندما تكون هذه الصورة تشاهد من قبل عشرة ملايين مشاهد عربي وما يزيد، يصبح الأمر بشدة الخطورة.
حقيقة إنني لا أجد أي إضافة فكرية أو قيمة ثقافية أن أكتب بموضوع «الكنتاكي» والمهزلة التلفزيونية التي حدثت على الشاشة الصغيرة الأسبوع الماضي، والتي شاهدها عدد كبير من المشاهدين سواء عبر شبكة اليوتيوب أو الشاشة الصغيرة.. فأي عرب نحن!!! الذين يمكننا أن نقوم بهذه التصرفات، وفي المقابل ملايين من الأرواح تتناثر أجسادها أشلاء ولا تجد أحداً يواريها!
بيوت تهدم وعوائل تتعرى من جدران تؤويها وشيوخ وأطفال لم تعد لديها أصوات وحناجر تصرخ طلباً للاستغاثة، وللأسف لم يجدوا أحداً يصوّت لهم ولا يعير نداءاتهم أي انتباه، فالشعوب العربية لا يوجد فيها إلا ما يعرف بالخاسر الأكبر لقيمها العملاقة التي باتت زينة تتجمل بها رفوف المكتبات.
أي عرب نحن!!
شابٌ واحدٌ، ويشرفنا أن يكون بحرينياً، احتفظ بدمعة أمه في قلبه وحرقة قلب والده وأعلن الجهاد، مقابل 30 مليون شاب أعلنوا السخاء في التصويت في سبيل إنجاح هذا أو ذاك! وإذا جمعنا قيمة التصويت مع البذخ الذي يصرف على إقامة البرنامج لوصلنا إلى ما يزيد على أربعين مليون دولار، هذا الرقم كفيل أن يرفع اقتصاد دولة ويقضي على مجاعة الصومال.. فإن كنت أرفض أن يقاد أبناؤنا إلى التشدد والإرهاب فإنني أرفض أيضاً أن تحيا عقولهم بالسخافات واللامبالاة.
فهنيئاً لمن عرف القيمة الحقيقية للقصيدة العملاقة بمعناها:
بلادُ العربِ أوطاني من الشـامِ لبغدانِ
ومن نجدٍ إلى يمـنٍ إلى مصـرَ فتطوانِ
فـلا حـدٌّ يباعدُنا ولا ديـنٌ يفـرّقـــــــنا
لسان الضادِ يجمعنا بقحطان وعـدنانِ