خبران نشرا بالأمس يتعلقان بالحادث الذي وقع فوق كوبري السيف وراح ضحيته فتاتان وإصابة ثالثة، هذا الحادث كان من أكثر الحوادث التي أغضبت أهل البحرين، وجعلتنا نشعر أن المواطن والمقيم إنما هو (أضحية) للتلاعب والفساد في الوزارات.الخبر الأول يقول إن المحكمة انتدبت خبيراً فنياً من المرور لمعاينة موقع الحادث.الخبر الثاني يقول إن لجنة الخدمات والبيئة عقدت إجتماعاً أمس برئاسة الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة مع المسؤولين في وزارة الأشغال، وقد وجه الشيخ خالد الأشغال إلى اتخاذ التدابير والإجراءات للحيلولة دون تكرار وقوع حادث السيف المؤسف.في الخبر الأول استوقفني أن المحكمة طلبت خبيراً مرورياً لأخذ رأيه في حادث السيف، لكنها لم تطلب خبيراً أو مهندساً لمعاينة الحواجز المرورية كون هذا الأمر له علاقة قوية بالحادث، صحيح نحتاج إلى خبير مروري، لكن المطلوب بعد تكرار سقوط السيارات من نفس الموقع أن يتم انتداب خبير هندسي لمعاينة الحواجز وتصميم الطرق، وهل هي صالحة لتتحمل وقوع حوادث لسيارات أو شاحنات؟كان هذا مهماً؛ ونتمنى من القضاء والمحكمة الأخذ به كونه له علاقة قوية بسقوط السيارة إلى أسفل الكوبري وبالتالي وفاة الفتاتين، كما إن وزارة الأشغال شريك في الحادث، وينبغي عدم تجاهل أخطاء الوزارة وأن تتحمل المسؤولية فيما يتعلق بهذا الحادث. أما فيما يتعلق بالخبر الثاني؛ فقد قالت المهندسة هدى فخرو أمام لجنة الخدمات؛ إن وزارة الأشغال اتخذت إجراءات وتدابير بعد وقوع الحادث الأول في نوفمبر من العام الماضي، والذي راح ضحيته مواطن سعودي بعد سقوط سيارته الجيب كروزر. وقالت المهندسة إن الإجراءات تضمنت تثبيت حواجز خرسانية (ولا أعرف ما هي) من بعد الحادث الأول.هذا كلام المهندسة أمام اللجنة في اعتقادي أنه جانب الصواب، فلو أن الوزارة اتخذت إجراءات (كما تقول من كلام لا يقدم ولا يؤخر) لما وقع الحادث الثاني وسقطت سيارة كرولا وراح ضحيتها فتاتان.ما تحدث عنه الوزير محمد المطوع قبل يومين عن تقارير الوزارات (غير مفيدة) أو أنها تقارير علاقات عامة، هو ذاته ما تقوله وزارة الأشغال من تبرير لضحايا الطرق في البحرين التي هم شركاء في إثمها ومسؤوليتها.وهو ذاته ما تقوله وزارات الخدمات وعلى رأسها وزارات النفي، التي تنفي كل شيء وتصبح أضحوكة للناس. مع عميق الأسف (هذا شعور المواطن) وأكده مركز التميز؛ بأن الوزراء وبالتالي وزاراتهم لا يقولون لنا الحقيقة، وقد سبقت مركز التميز وقلت هذا من واقع ما نقرأ ونشاهد على أرض الواقع، وتصريحات الوزراء.الحادث الأول وقع في نوفمبر، ويقع الحادث الثاني بعده بـ8 أشهر وتقول لنا المهندسة الكريمة، الوزارة وضعت حواجز خرسانية (ودي أقول شي، بس خلونا نصوم.. الضرب في الميت حرام). مصائب وكوراث الأشغال لا تنتهي في تصميم الطرق عندنا، والله لو أنكم في دولة أخرى بها محاسبة ما بقي منكم من أحد على ما تفعلونها بنا من كوارث يذهب ضحيتها المواطن من إصابات وتذهب أرواح.قبل فترة قصيرة كنت عائداً من المحرق على جسر الشيخ عيسى (الذي يوصل المنامة بالبسيتين) وما إن صعدت على الجسر (الذي به أخطاء تصميم تجعل السيارات تلعب في حال هبوب رياح شديدة) حتى أضحكتني الإنارة، والله كأن الإضاءة لملعب كرة طائرة شاطئية في مكان بعيد عن المدينة، (كشاف) يعمل وآخر لا يعمل، والله الموضوع مضحك كثيراً ومحزن، وللأسف إنه في وجه الزائر القادم من المطار.جسر كلف الملايين لم تدرس طريقة إنارته، وصرنا في عصر ما قبل الخمسينيات، الإنارة الخاطئة تسبب حوادث وكوارث، لكن ماذا نقول عن عباقرة المهندسين الذين يرتكبون كوارث بحق الوطن، تحتاجون إلى أن تدخلوا أقسام هندسة في جامعات محترمة ومن بعدها تعملون على تصميم (حلبات الكارتنغ) وايد عليكم بعد.والله مثل إنارة جسر الشيخ عيسى لم أر في حياتي، إلا هنا، كشافات يتم وضعها من بعيد لتنير مساحة بسيطة من الجسر العلوي (انتوا وين والدنيا والعالم وين)!!كل هذه الأخطاء تكلف الدولة ملايين، وتكلف المواطن الإصابات والأرواح، تخطؤون ومن ثم تستنجدون بشركات استشارية لتقول لكم إن شغلكم غلط، والحسبة عندكم، ميزانيات وأموال مهدورة.أين ديوان الرقابة المالية مما تفعله بنا وزارة الأشغال، كل هذا الهدر من الأموال أليس عليه تدقيق، النواب دخلوا البيات الصيفي، وهم أصلاً لم يخرجوا منه.رذاذ..ثلاثة من نواب الجنوبية لم يوجهوا حتى سؤالاً واحداً في دور الانعقاد الماضي، ثلاثة نواب ولا سؤال نيابي؛ الملا، والقعود، والسعيدي.أموت أنا في هذا السنع والأدب اللي عندكم، (طيبين أووي) مثل ما يقول عادل إمام.بالله عليكم إذا أداة السؤال لم يستخدمها النواب، فما بالكم بلجان التحقيق وبالاستجواب. كما إن هناك 200 حالة غياب لأربعين نائباً..!بالله عليكم من وين بس نداوي جراحنا، لماذا تشعروننا أن مجلس النواب هو مجلس (همبكة)..!!
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90