في العام 2008 عندما شاهدتُ الفيلم المصري الرائع «حسن ومرقص» للفنانين القديرين عادل إمام وعمر الشريف، لم أكن أتخيل حينها أن هذا الفيلم سيتحول إلى واقع بعد أعوام قليلة جداً، وكأن تفاصيل الفيلم تشي بالكثير من القراءات الصحيحة والمنطقية لما سيجري على أرض الكنانة من وقائع أربكت الواقع المجتمعي لأحبتنا وإخوتنا في مصر الحبيبة، ومازالت تربكه.
لقد شخص فيلم «حسن ومرقص» الوضع في مصر بطريقة دقيقة للغاية، فهو لم يطرح المشكلة كي يهرب عنها، بل واجهها بكل جرأة ليرسم الحل الأنجع للحالة المصرية، ومدى إمكانية انسجام أصحاب الأديان في بلد عرف عنه بالتعايش وقبول الآخر، ومن هنا كان مقترح الفيلم لحل المشكل الاجتماعي هو عبر التقارب والاندماج، واللعب على المشتركات بين الأديان السماوية، خصوصاً في ظل مجتمع يعتبر من أكبر المجتمعات العربية تصديراً للحرية والكرامة والعروبة والانفتاح والوعي.
طيلة الفيلم، كان يحاول كل من عادل إمام وعمر الشريف أن يقترب كل منهما لفكر الآخر، وذلك حول طرحهما مقاربات فكرية وتاريخية وسلوكية حول تطابق السلوك الإسلامي المسيحي في الكثير من جنباتهما، كما حاولا معالجة العنف الديني والمجتمعي عند الشريحة البسيطة في مجتمع عاطفي جداً، وتحطيم مفاهيم التطرف عبر نشر قيم الحب والتسامح والبحث عن مساحات العيش المشترك.
بعض القنوات الفضائية الفنية العربية اليوم، والتي فاق أداؤها غالبية الفضائيات الدينية، تحاول عرض هذا الفيلم مرات ومرات، وكأنها تريد أن تذكر إخوتنا وأحبتنا في مصر وبقية الوطن العربي، بألا حل لكل قضايانا المجتمعية سوى أن نتكاتف عبر قيمنا الدينية والتاريخية، وأن مفاهيم التكفير والتطرف لا تنتج مجتمعاً سوياً على الإطلاق، وأنه يجب على كل المخرّفين وتجار الدم والمتعصبين من رجال الدين من كل الديانات والمذاهب والمنجمين والسياسيين من كل التيارات السياسية والأحزاب المختلفة أن يتوقفوا عن إطلاق فتاوى التكفير والتحريض والعنف وبث روح الكراهية بين الناس.
عرفنا وبعد مشاهدة «حسن ومرقص» لماذا واجه الفنان القدير عادل إمام حرباً شرسة من كافة المتطرفين الدينيين، حين حاول في غالبية أفلامهم الأخيرة في أن يواجههم بكل حزم ومن دون تردد، ليرسل إشارات للعالم العربي مفادها أن الــدين أكبر وأسمى من أن يختطف من طرف جماعات متشددة، وأن الديانات السماوية ليست ضيقة لهذا الحد، بل هي تستوعب كل البشر، دون وضع فروقات من الناحية الإنسانية ومن منطلق «إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق».
«حسن ومرقص» ليس فيلماً فقط؛ بل هو محطة للتأمل فـــــــي واقعنا العربي، وفــي الواقع المصري على وجه الخصوص، وما أحوج كل العرب والمصريين لمشاهدته في هذه الظروف العصيبة التي يمرون بها، والذي يمكن لهذا الفيلم أن يكون في كثير من الأحيان، أفضل من خطبة جمعة لإمام يبث فينا روح الكراهية والتشرذم، أو من واعظ مسيحي لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، ومـن هنا يأتي دور الفنان ليأخذ موقعه الطبيعي فـي مجتمع مسكون بالخوف وتقــــديس رجال الدين والسياسيين... فشكراً عادل إمام وشكراً عمر الشريف.
لقد شخص فيلم «حسن ومرقص» الوضع في مصر بطريقة دقيقة للغاية، فهو لم يطرح المشكلة كي يهرب عنها، بل واجهها بكل جرأة ليرسم الحل الأنجع للحالة المصرية، ومدى إمكانية انسجام أصحاب الأديان في بلد عرف عنه بالتعايش وقبول الآخر، ومن هنا كان مقترح الفيلم لحل المشكل الاجتماعي هو عبر التقارب والاندماج، واللعب على المشتركات بين الأديان السماوية، خصوصاً في ظل مجتمع يعتبر من أكبر المجتمعات العربية تصديراً للحرية والكرامة والعروبة والانفتاح والوعي.
طيلة الفيلم، كان يحاول كل من عادل إمام وعمر الشريف أن يقترب كل منهما لفكر الآخر، وذلك حول طرحهما مقاربات فكرية وتاريخية وسلوكية حول تطابق السلوك الإسلامي المسيحي في الكثير من جنباتهما، كما حاولا معالجة العنف الديني والمجتمعي عند الشريحة البسيطة في مجتمع عاطفي جداً، وتحطيم مفاهيم التطرف عبر نشر قيم الحب والتسامح والبحث عن مساحات العيش المشترك.
بعض القنوات الفضائية الفنية العربية اليوم، والتي فاق أداؤها غالبية الفضائيات الدينية، تحاول عرض هذا الفيلم مرات ومرات، وكأنها تريد أن تذكر إخوتنا وأحبتنا في مصر وبقية الوطن العربي، بألا حل لكل قضايانا المجتمعية سوى أن نتكاتف عبر قيمنا الدينية والتاريخية، وأن مفاهيم التكفير والتطرف لا تنتج مجتمعاً سوياً على الإطلاق، وأنه يجب على كل المخرّفين وتجار الدم والمتعصبين من رجال الدين من كل الديانات والمذاهب والمنجمين والسياسيين من كل التيارات السياسية والأحزاب المختلفة أن يتوقفوا عن إطلاق فتاوى التكفير والتحريض والعنف وبث روح الكراهية بين الناس.
عرفنا وبعد مشاهدة «حسن ومرقص» لماذا واجه الفنان القدير عادل إمام حرباً شرسة من كافة المتطرفين الدينيين، حين حاول في غالبية أفلامهم الأخيرة في أن يواجههم بكل حزم ومن دون تردد، ليرسل إشارات للعالم العربي مفادها أن الــدين أكبر وأسمى من أن يختطف من طرف جماعات متشددة، وأن الديانات السماوية ليست ضيقة لهذا الحد، بل هي تستوعب كل البشر، دون وضع فروقات من الناحية الإنسانية ومن منطلق «إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق».
«حسن ومرقص» ليس فيلماً فقط؛ بل هو محطة للتأمل فـــــــي واقعنا العربي، وفــي الواقع المصري على وجه الخصوص، وما أحوج كل العرب والمصريين لمشاهدته في هذه الظروف العصيبة التي يمرون بها، والذي يمكن لهذا الفيلم أن يكون في كثير من الأحيان، أفضل من خطبة جمعة لإمام يبث فينا روح الكراهية والتشرذم، أو من واعظ مسيحي لا يرى أبعد من أرنبة أنفه، ومـن هنا يأتي دور الفنان ليأخذ موقعه الطبيعي فـي مجتمع مسكون بالخوف وتقــــديس رجال الدين والسياسيين... فشكراً عادل إمام وشكراً عمر الشريف.