حينما حذرنا باكراً من وجوب الانتباه والاحتياط لظهور جماعة في مواقع التواصل الاجتماعي تطلق على نفسها «جماعة تمرد 14 أغسطس» قامت بإصدار عدد من البيانات التي تدعو فيها لتغيير نظام الحكم، قيل لنا لا تعطوا الموضوع أهمية أكبر من حجمه ولا تساهموا في تسليط الضوء عليه ومنحه زخماً وانتشاراً أكثر مما يستحق!!
لكنني منذ بدأت الإشارة لضرورة الانتباه لهذا الموضوع، وكتبت عنه قبل أكثر من أسبوعين في مواقع التواصل الاجتماعي أو في مقال سابق، كنت أكرر دوماً؛ الجماعة ليسوا بحاجة لنا لنشر الموضوع أو تسليط الضوء عليه، إذ إن مثل هذه الأمور تخرج بالتوافق السري ويبدؤون في كل اتجاه بصب الزيت على النار، فصحافتهم ستكتب والمواقع الإلكترونية ستعمم، وفضاءات التواصل الاجتماعي ستمتلئ بتغريدات ورسائل وصور، ومن هم خارج البحرين سيعملون ويروجون، ومنابر وخطب الجمع ستدعم وتبرر وتبارك، والجمعيات السياسية ستتبنى، أما القنوات فستطرح وتحلل وتناقش وتهلل، ولا بد بعد كل ذلك من الزج بقصص تخاطب المشاعر وتشحن الجموع وتنثر فيهم الحقد والغضب والكراهية عن حوادث تحرش وتعذيب وانتهاكات وما شابه.
إذاً الكل سيشارك في الأمر -كما حدث سابقاً مراراً- وسيبدي اقتناعه وفرحه أو مؤازرته، أو على الأقل عدم اعتراضه مع وجود بعض الاقتراحات والنصائح والتحفظات ربما!! نعم ستكر السبحة سريعاً وسيقوم الكل بدوره المرسوم مع محاولة إعطاء طابع أن الأمر غير متفق عليه أو مدبر، لكن التجارب والوقائع المشابهة والمتكررة تثبت لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الأمور ومنها (تمرد 14 أغسطس) أمور تدبر بليل، وتصدر الأوامر إلى الجميع كي يعمل ويشارك ويساهم في كل موقع صغر أم كبر، وهم للأمانة في ذلك منظمون بارعون متفانون، لا لشيء سوى أنهم ببساطة كما نفهمهم غير قادرين على رفض أو مناقشة الأوامر وإلا سيرتكبون معصية!! كما أن جموع العامة ستصدق كل ما يقال لها وتتأثر بما تسمع وتتعاطف مع ما يصل إليها من خلال خطابات سياسية أو خطب دينية وغيرها!!
هذا التحليل الذي أوصلتنا إليه التجارب ومحاولة فهم تركيبة وعقلية وتحركات ونمط عمل هؤلاء جعلنا ننتبه مبكراً ونحذر لضرورة التحفز والتصدي لظهور مثل هذه الجماعة التي يسمونها «تمرد»، وأطلقت عليها في مقال سابق «تمرغ»؛ فتمرغ هذه أراد أصحابها الركوب من جديد على الأحداث في العالم العربي والاستفادة من الزخم الذي أحاط بنجاح تمرد المصرية التي أفضت إلى عزل الدكتور مرسي وتولي رئيس جديد زمام الأمور في مصر، وكنا نعلم أن تلك الدعوة والبيان المعنون بتمرد البحرين ما هو إلا بداية جولة جديدة، وكنا ننتظر توالي الأحداث وقيام كل منهم بدوره وهذا فعلاً ما كان.
فبعد صدور بيان الحركة والإعلان عن هدفها الواضح والصريح كما جاء «هناك هدف واحد وصريح ومحدد لحركتنا السلمية؛ وهو سحب الشرعية من نظام العائلة الخليفية وتسليم الحكم إلى الشعب البحريني للبدء في مرحلة انتقالية لتقرير المصير»، كان لابد هنا أن تنتبه قيادات «المعارضة» لخطورة هذا الإعلان وتسارع بشجبه أو التبرؤ منه، نظراً لخطورته ونسفه كل المسلمات الوطنية وضربه اللحمة وإعلانه الخروج على الدولة والقانون، وهو بذلك يحكم بالموت على كل مساعي حلحلة الأزمة والوصول إلى توافقات سياسية ووطنية واجتماعية، لا من خلال طاولة حوار ولا غيرها، لكن الوفاق كرأس المعارضة لم تستنكر هذا الهدف المعلن ولم تتبرأ منه، بل أعلن أمينها العام علي سلمان دعمه لهذه الحركة، ومن بعده جاءت مواقف وتصريحات في الداخل والخارج، وبالتالي يضع ذلك الجميع في نفس الخانة.
لذلك فإن بيان الداخلية والحكومة باعتبار «أن حركة تمرد 14 أغسطس هي امتداد لتنظيم 14 فبراير الإرهابي والمعروض حالياً على المحاكم البحرينية يجعل المشاركة فيه خروجاً على القانون»، هذا البيان يتطلب من المعارضة، وعلى رأسها الوفاق، أن توضح موقفها بجلاء من حركة «تمرغ» وأهدافها، ولا مجال للتلاعب بالعبارات والمواقف كأن تقول نحن نؤيد هذا الحراك (السلمي!!) ثم تتراجع عن تأييد أهدافه الانقلابية المتمثلة في الخروج على الإجماع الوطني ومحاولة تغيير نظام الحكم، هذا الرقص على السلالم مكشوف وسنقول لهم بنفس المنطق «خلو بالكم من السلمية المكسورة».
شريط إخباري...
نطالب كل الأطراف بموقف واضح جداً من حركة 14 أغسطس وأهدافها، وننبه إلى أن الأدوار المختلفة في التحشيد لهذه الحركة بدأت تمارس من خلال زيادة عمليات التخريب في الشوارع وتجييش الناس ببث قصص الانتهاكات الجنسية وصور التعذيب وما إلى ذلك، وهي أمور ليس دورنا أن نؤكدها أو ننفيها، فهذا دور القضاء والنيابة، لكننا نتساءل فقط عن التوقيت والتزامن مع «تمرد» ومساعي تحريك الشارع وشحنه بروح الغضب والكراهية بكل الوسائل؟!
لكنني منذ بدأت الإشارة لضرورة الانتباه لهذا الموضوع، وكتبت عنه قبل أكثر من أسبوعين في مواقع التواصل الاجتماعي أو في مقال سابق، كنت أكرر دوماً؛ الجماعة ليسوا بحاجة لنا لنشر الموضوع أو تسليط الضوء عليه، إذ إن مثل هذه الأمور تخرج بالتوافق السري ويبدؤون في كل اتجاه بصب الزيت على النار، فصحافتهم ستكتب والمواقع الإلكترونية ستعمم، وفضاءات التواصل الاجتماعي ستمتلئ بتغريدات ورسائل وصور، ومن هم خارج البحرين سيعملون ويروجون، ومنابر وخطب الجمع ستدعم وتبرر وتبارك، والجمعيات السياسية ستتبنى، أما القنوات فستطرح وتحلل وتناقش وتهلل، ولا بد بعد كل ذلك من الزج بقصص تخاطب المشاعر وتشحن الجموع وتنثر فيهم الحقد والغضب والكراهية عن حوادث تحرش وتعذيب وانتهاكات وما شابه.
إذاً الكل سيشارك في الأمر -كما حدث سابقاً مراراً- وسيبدي اقتناعه وفرحه أو مؤازرته، أو على الأقل عدم اعتراضه مع وجود بعض الاقتراحات والنصائح والتحفظات ربما!! نعم ستكر السبحة سريعاً وسيقوم الكل بدوره المرسوم مع محاولة إعطاء طابع أن الأمر غير متفق عليه أو مدبر، لكن التجارب والوقائع المشابهة والمتكررة تثبت لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه الأمور ومنها (تمرد 14 أغسطس) أمور تدبر بليل، وتصدر الأوامر إلى الجميع كي يعمل ويشارك ويساهم في كل موقع صغر أم كبر، وهم للأمانة في ذلك منظمون بارعون متفانون، لا لشيء سوى أنهم ببساطة كما نفهمهم غير قادرين على رفض أو مناقشة الأوامر وإلا سيرتكبون معصية!! كما أن جموع العامة ستصدق كل ما يقال لها وتتأثر بما تسمع وتتعاطف مع ما يصل إليها من خلال خطابات سياسية أو خطب دينية وغيرها!!
هذا التحليل الذي أوصلتنا إليه التجارب ومحاولة فهم تركيبة وعقلية وتحركات ونمط عمل هؤلاء جعلنا ننتبه مبكراً ونحذر لضرورة التحفز والتصدي لظهور مثل هذه الجماعة التي يسمونها «تمرد»، وأطلقت عليها في مقال سابق «تمرغ»؛ فتمرغ هذه أراد أصحابها الركوب من جديد على الأحداث في العالم العربي والاستفادة من الزخم الذي أحاط بنجاح تمرد المصرية التي أفضت إلى عزل الدكتور مرسي وتولي رئيس جديد زمام الأمور في مصر، وكنا نعلم أن تلك الدعوة والبيان المعنون بتمرد البحرين ما هو إلا بداية جولة جديدة، وكنا ننتظر توالي الأحداث وقيام كل منهم بدوره وهذا فعلاً ما كان.
فبعد صدور بيان الحركة والإعلان عن هدفها الواضح والصريح كما جاء «هناك هدف واحد وصريح ومحدد لحركتنا السلمية؛ وهو سحب الشرعية من نظام العائلة الخليفية وتسليم الحكم إلى الشعب البحريني للبدء في مرحلة انتقالية لتقرير المصير»، كان لابد هنا أن تنتبه قيادات «المعارضة» لخطورة هذا الإعلان وتسارع بشجبه أو التبرؤ منه، نظراً لخطورته ونسفه كل المسلمات الوطنية وضربه اللحمة وإعلانه الخروج على الدولة والقانون، وهو بذلك يحكم بالموت على كل مساعي حلحلة الأزمة والوصول إلى توافقات سياسية ووطنية واجتماعية، لا من خلال طاولة حوار ولا غيرها، لكن الوفاق كرأس المعارضة لم تستنكر هذا الهدف المعلن ولم تتبرأ منه، بل أعلن أمينها العام علي سلمان دعمه لهذه الحركة، ومن بعده جاءت مواقف وتصريحات في الداخل والخارج، وبالتالي يضع ذلك الجميع في نفس الخانة.
لذلك فإن بيان الداخلية والحكومة باعتبار «أن حركة تمرد 14 أغسطس هي امتداد لتنظيم 14 فبراير الإرهابي والمعروض حالياً على المحاكم البحرينية يجعل المشاركة فيه خروجاً على القانون»، هذا البيان يتطلب من المعارضة، وعلى رأسها الوفاق، أن توضح موقفها بجلاء من حركة «تمرغ» وأهدافها، ولا مجال للتلاعب بالعبارات والمواقف كأن تقول نحن نؤيد هذا الحراك (السلمي!!) ثم تتراجع عن تأييد أهدافه الانقلابية المتمثلة في الخروج على الإجماع الوطني ومحاولة تغيير نظام الحكم، هذا الرقص على السلالم مكشوف وسنقول لهم بنفس المنطق «خلو بالكم من السلمية المكسورة».
شريط إخباري...
نطالب كل الأطراف بموقف واضح جداً من حركة 14 أغسطس وأهدافها، وننبه إلى أن الأدوار المختلفة في التحشيد لهذه الحركة بدأت تمارس من خلال زيادة عمليات التخريب في الشوارع وتجييش الناس ببث قصص الانتهاكات الجنسية وصور التعذيب وما إلى ذلك، وهي أمور ليس دورنا أن نؤكدها أو ننفيها، فهذا دور القضاء والنيابة، لكننا نتساءل فقط عن التوقيت والتزامن مع «تمرد» ومساعي تحريك الشارع وشحنه بروح الغضب والكراهية بكل الوسائل؟!