اختيار أكثر من خمسين ألفاً من أهل القرى قضاء الأيام التي يتوسطها اليوم الذي اتخذه ذلك البعض عنوانا للتمرد (14 أغسطس) خارج البحرين هو رسالة واضحة منهم إلى ذلك البعض الذي اعتبر نفسه في ثورة، هذه الرسالة مفادها أنهم قد ضجوا من أعمال المراهقة التي وضعتهم أمام مخاطر أربكت حياتهم وهددت مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، وتسببت في توتير العلاقة بينهم وبين إخوانهم في هذا الوطن الجميل وإحداث شرخ طائفي خطير.
مغادرة هذا العدد الكبير من أهل القرى البلاد في هذه الفترة وحرصهم على ألا يكونوا موجودين فيها في ذلك اليوم تحديداً؛ يعني باختصار أنهم يرفضون هذه الحركة ولا يثقون في من يقف وراءها ويقودها، ويعني أنهم يريدون أن يقولوا لهم كفى فقد حولتم حياتنا إلى جحيم، وأن عليكم التوقف عن هذه الممارسات التي بدل أن تصلح الأحوال خربتها.
الواضح اليوم أن كثيرين من أهل القرى وصلوا حداً لم يعودوا معه قادرين على تحمل نتاج تلك المراهقة الفكرية التي يعيشها ذلك البعض، وقرروا أن يتركوا الخجل والخوف والقيود الاجتماعية التي تفرضها الحياة في القرية، وأن يقولوا كفى لا نريدكم ولا نريد ما وعدتمونا به، واتركونا نعيش ونعمل مع شركائنا في الوطن لبناء مستقبل أبنائنا.
ما فعله أهل القرى كان عبارة عن صرخة مدوية في وجه ذلك النفر الذي دفعه خياله إلى تصور أمور لا علاقة لها بالواقع، ولم يبال بالآخرين الذين حاول أن يغريهم بالشعارات التي رفعها واستغل ظروفهم وبساطتهم ومعتقداتهم ليكونوا له عوناً وسنداً.. وأكباش فداء! صرخة قرنت بموقف عملي يؤكد أنهم وصلوا إلى حال لا مفر معها من رفع الصوت عالياً والجهر بكلمة (لا).
لكن المشكلة لم تنته عند هذا الحد لسببين؛ الأول هو أن ذلك البعض اعتبر يوم 14 أغسطس هو اليوم الأول لمرحلة جديدة من أعمال الفوضى والتخريب، أي أنه منعطف في «الثورة» يؤمل أن يعين على استمرارها والانتقال بها إلى آفاق أرحب، والثاني هو أنه ليس بمقدور أهل القرى مواجهة ذلك البعض بشكل مستمر وليس عملياً السفر إلى الخارج كلما عزم ذلك البعض على تنفيذ فعالية من فعالياته التي لا يراد لها أن تنتهي.
هذا يعني أن أهل القرى الآن يواجهــــون مشكلة ينبغي وقوف الجميع إلى جانبهم وأولهم الحكومة التي عليها أن تستغل هذه الفرصة لكسب بعضهم وتحييد آخرين، فهم البحر الذي يسبح فيه ذلك البعض والهواء الذي يتنفسه ومن دونهم يتأثر نشاطه ويندثر.
لا يمكن لأهل القرى الذين تململوا وضجوا من ممارسات ذلك البعض واسع الحلم أن يقفوا في وجهه لوحدهم، فالقرى تحكمها علاقات اجتماعية يصعب معها الوقوف في وجه ذلك البعض الذي يردد أنه إنما يعمل من أجلهم ومن أجل أبنائهم ومستقبلهم ويزين لهم الحياة ليستفيد من بساطتهم. لا يمكن لأهل القرى بهذا العدد أن يقفوا في وجه ذلك البعض، لذلك لا بد من دعمهم والوقوف إلى جانبهم وتشجيعهم بتوفير مختلف احتياجاتهم، وبالتالي توصيل رسالة عملية إليهم مفادها أن الحكومة يهمها مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وأنهم جزء أساس في الدفاع عن الوطن.
هذا الدور ينبغي أن تقوم به الحكومة خصوصاً وأنها تعرف أن المشكلة ليست مع أهل القرى وإنما مع مجموعة صغيرة تستغل أوضاع القرى وأهلها بما يخدم مآربها، فليس أسهل من استغلال من له حاجة، وليس أسهل من تطويع المبادئ لشحن البسطاء واتخاذهم درعاً يتحمل الضربات.
رفض هذا العدد من أهل القرى لحركة التمرد وتعمده السفر إلى الخارج في ذلك اليوم الذي أرادوه «ثورة جديدة» رسالة مهمة ستضيع إن لم تقرأها الحكومة بعناية.
مغادرة هذا العدد الكبير من أهل القرى البلاد في هذه الفترة وحرصهم على ألا يكونوا موجودين فيها في ذلك اليوم تحديداً؛ يعني باختصار أنهم يرفضون هذه الحركة ولا يثقون في من يقف وراءها ويقودها، ويعني أنهم يريدون أن يقولوا لهم كفى فقد حولتم حياتنا إلى جحيم، وأن عليكم التوقف عن هذه الممارسات التي بدل أن تصلح الأحوال خربتها.
الواضح اليوم أن كثيرين من أهل القرى وصلوا حداً لم يعودوا معه قادرين على تحمل نتاج تلك المراهقة الفكرية التي يعيشها ذلك البعض، وقرروا أن يتركوا الخجل والخوف والقيود الاجتماعية التي تفرضها الحياة في القرية، وأن يقولوا كفى لا نريدكم ولا نريد ما وعدتمونا به، واتركونا نعيش ونعمل مع شركائنا في الوطن لبناء مستقبل أبنائنا.
ما فعله أهل القرى كان عبارة عن صرخة مدوية في وجه ذلك النفر الذي دفعه خياله إلى تصور أمور لا علاقة لها بالواقع، ولم يبال بالآخرين الذين حاول أن يغريهم بالشعارات التي رفعها واستغل ظروفهم وبساطتهم ومعتقداتهم ليكونوا له عوناً وسنداً.. وأكباش فداء! صرخة قرنت بموقف عملي يؤكد أنهم وصلوا إلى حال لا مفر معها من رفع الصوت عالياً والجهر بكلمة (لا).
لكن المشكلة لم تنته عند هذا الحد لسببين؛ الأول هو أن ذلك البعض اعتبر يوم 14 أغسطس هو اليوم الأول لمرحلة جديدة من أعمال الفوضى والتخريب، أي أنه منعطف في «الثورة» يؤمل أن يعين على استمرارها والانتقال بها إلى آفاق أرحب، والثاني هو أنه ليس بمقدور أهل القرى مواجهة ذلك البعض بشكل مستمر وليس عملياً السفر إلى الخارج كلما عزم ذلك البعض على تنفيذ فعالية من فعالياته التي لا يراد لها أن تنتهي.
هذا يعني أن أهل القرى الآن يواجهــــون مشكلة ينبغي وقوف الجميع إلى جانبهم وأولهم الحكومة التي عليها أن تستغل هذه الفرصة لكسب بعضهم وتحييد آخرين، فهم البحر الذي يسبح فيه ذلك البعض والهواء الذي يتنفسه ومن دونهم يتأثر نشاطه ويندثر.
لا يمكن لأهل القرى الذين تململوا وضجوا من ممارسات ذلك البعض واسع الحلم أن يقفوا في وجهه لوحدهم، فالقرى تحكمها علاقات اجتماعية يصعب معها الوقوف في وجه ذلك البعض الذي يردد أنه إنما يعمل من أجلهم ومن أجل أبنائهم ومستقبلهم ويزين لهم الحياة ليستفيد من بساطتهم. لا يمكن لأهل القرى بهذا العدد أن يقفوا في وجه ذلك البعض، لذلك لا بد من دعمهم والوقوف إلى جانبهم وتشجيعهم بتوفير مختلف احتياجاتهم، وبالتالي توصيل رسالة عملية إليهم مفادها أن الحكومة يهمها مستقبلهم ومستقبل أبنائهم وأنهم جزء أساس في الدفاع عن الوطن.
هذا الدور ينبغي أن تقوم به الحكومة خصوصاً وأنها تعرف أن المشكلة ليست مع أهل القرى وإنما مع مجموعة صغيرة تستغل أوضاع القرى وأهلها بما يخدم مآربها، فليس أسهل من استغلال من له حاجة، وليس أسهل من تطويع المبادئ لشحن البسطاء واتخاذهم درعاً يتحمل الضربات.
رفض هذا العدد من أهل القرى لحركة التمرد وتعمده السفر إلى الخارج في ذلك اليوم الذي أرادوه «ثورة جديدة» رسالة مهمة ستضيع إن لم تقرأها الحكومة بعناية.