لا يختلف اثنان في أن علم الإدارة وإتقان فنونها هي المفاتيح لنجاح أي مشروع أو مؤسسة مهما صغرت أو كبرت، لأن افتقاد الإدارة الصحيحة يجعل جميع الطاقات والإمكانات مبعثرة ودون هدف محدد، وبالتالي فشل ذلك المشروع برمته، وعندما نتكلم عن إدارة دولة بمؤسساتها المتشعبة وحجم العمالة والواجبات الملقاة على عاتقها فإن القدرة الإدارية تتضاعف أهميتها عشرات بل مئات المرات، لأن أي خلل ستكون نتائجه كارثية.
ويتساءل البعض عن سر نجاح البحرين بمواردها المالية والنفطية المحدودة بمواكبة ركب التقدم العمراني والتعليمي والخدمات التعليمية والصحية بشكل مضطرد، رغم كل المعوقات الأمنية والسياسية التي يضعها أعداء الوطن ومحاولاتهم المستمرة في وضع العصي بين دواليب حركة الحكومة ومؤسساتها العامة، والجواب بسيط جداً هو أن سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، أثبت أن لديه رؤية إدارية في تسيير مرافق الدولة قل نظيرها في المنطقة بل وحتى في العالم.
وقد يحسب البعض كلماتي هذه مجرد مديح لهذا الشخص العظيم، والذي هو بغنى عن أي مديح يوجه له، لكن الوقائع تثبت ما أقوله بالأدلة والأرقام التي يمكن لأي منصف مراجعتها وسيرى حجم العمل والبراعة في تقدير سمو الأمير خليفة لاقتصاد البحرين ولإمكانات المملكة الاقتصادية والإنسانية واستغلالها بأفضل شكل ممكن لتأمين الرفاه لشعب المملكة بل وحتى المقيمين على أرضها المعطاء.
كما إن سموه يتمتع بالخصائص الرئيسة لرجل الدولة الناجح وأهمها قربه من المواطنين وفتح بابه لسماع شكاواهم ومطالبهم لدرجة أن المواطن تصل مطالبه إلى سمو رئيس الوزراء أسرع من إيصالها إلى أي مدير أو وزير في الدولة، وقد رأينا جميعاً زيارة سموه للاطلاع على مستنقع قلالي وتوجيهه بالحل الفوري لهذه المشكلة البيئية بعد أن كانت هذه المشكلة تراوح مكانها في أروقة المؤسسات المعينة دون حلول.
وفي سعيه المستمر لتحسين فرص الاقتصاد البحريني، نجد سموه حاضراً في أغلب الفعاليات الاقتصادية والمعارض التي تقام في البحرين، ويتجول فيها جناحاً جناحاً ويستفسر من القائمين عليها عن احتياجاتهم والمعوقات التي تواجههم، وقد أخبرني الكثير منهم أنهم تلقوا اتصالات من مكتب سموه بعد المعرض لتذليل المعوقات التي ذكروها له أثناء زيارته له، ناهيك عن أن لسموه ذاكرة قوية جداً ولا ينسى تقريباً أي شخص قابله ولو لمرة واحدة، وتجده يسأله عندما يراه مرة أخرى عن مشكلته وإن كانت قد تم حلها أم لا، وهو ما حصل معي شخصياً.
كما إن سموه يتابع بشكل يومي جميع الأخبار والصحف، وقد يكون في جريدة ما خبر صغير جداً عن مشكلة لمواطن فإذا به يتلقى اتصالاً من مكتب سموه، وأحياناً من سموه شخصياً ليتابع مشكلته ويجد لها حلولاً سريعة تنهي معاناته مع البيروقراطية الإدارية، وقد أخبرني الكثير من الزملاء الصحافيين أنهم يتلقون باستمرار اتصالات من سموه ليتابع معهم ما يكتبونه عن أي مشاكل في أي مرفق من المرافق الحكومية، وطلب منهم معلومات تفصيلية لغرض إيجاد حلول سريعة لها.
اجتماعياً نجد سموه قريباً من المواطن في مجالسه واحتفالاته وأفراحه وأتراحه، وشخصياً حصلت معي عدة مرات أنني كنت أزور بعض الإخوة في مناسبات اجتماعية وفوجئت بسموه يدخل إلى المجلس دون أي تشريفات أو إجراءات أمنية خاصة، بل وتجده يتلقى التهاني من الحاضرين عن المناسبة، مما جعله قريباً على القلوب ومحبوباً من الشعب.
أكاديمياً وعلى المستوى العالمي فقد حصل سموه على العديد من الجوائز المرموقة عالمياً ومن منظمات دولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، تقديراً لإنجازات سموه على الصعيد الإسكاني والعمراني والتنمية البشرية في مملكة البحرين، ناهيك عن شهادات الدكتوراه الفخرية من أرقى جامعات العالم.
إن هذه الأخلاق الرفيعة والإنجازات الكبيرة هي ما جعل أعداء الوطن يستهدفون سمو رئيس الوزراء بسمومهم الإعلامية والكلامية، وسعيهم الخائب لتشويه سمعة هذا الرجل الكبير والانتقاص من دوره الريادي في نهضة مملكة البحرين على كافة الأصعدة، والمسيرة التي مازالت مستمرة رغم كل التحديات التي تواجهها مملكة البحرين الحبيبة.
إن الشعب البحريني الوفي لقيادته الرشيدة، وعلى رأسها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وسمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء وسمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، لينظر بعين الرضا والامتنان لإنجازات سمو الأمير خليفة، ويتطلع قدماً للمزيد من التقدم والتطور لهذه المملكة الكريمة وشعبها المعطاء، ومن واجب كل مدير أن يقتدي بسموه ويدرك عبقريته الإدارية، وأن يحاول بقدر استطاعته أن يكون مثله قريباً للمواطن متتبعاً لاحتياجاته ومتواضعاً إلى أقصى الحدود في التعامل معه، ولهذا كله نؤمن حقاً أن خليفة بن سلمان آل خليفة مدرسة في علم الإدارة يجب أن تدرس أكاديمياً لكل الأجيال.