من أطرف ما يتم تداوله على اليوتيوب والتويتر والفيسبوك؛ أفلام لعمليات قطع شوارع بإشعال النيران في إطارات السيارات تتم على أيدي صغار في السن يتقدمها جمل مثل «أشبال المشيمع ينفذون العملية الفلانية» و»أشبال فلان أو علان يسيطرون على الشارع الفلاني أو العلاني»، وغيرها من عبارات توحي أن هذه العمليات التخريبية لا تستدعي إنزال «الفريق الأول» أو «الممتاز»؛ حيث إن الأشبال قادرون على القيام بها وتحقيق درجة النجاح المطلوبة!
التقديم بمثل هذه العبارات يراد منه بيان أن الصغار أيضاً طفح بهم الكيل فصاروا يخرجون إلى الشوارع دون أن يهابوا رجال الأمن، وتحولوا جميعهم إلى «أبطال الميادين»، وأنهم اليوم مبعث فخر لآبائهم وأمهاتهم.. ووطنهم. والتقديم بهذه العبارات يكون أيضاً مصحوباً بكثير من «المفوشر» الذي يفترض الحصول على التصفيق الحار من قبل الجميع.
لست على علم إن كان لدى وزارة الداخلية فريق «أشبال رجال الأمن» لتقوم بإنزالهم لمواجهة «أشبال أبطال الميادين» لتتساوى الكفتان، لكني على يقين أن الجمعيات السياسية وقبلها أولياء أمور هؤلاء الأشبال يرتكبون حماقة بالمتاجرة بهم ودفعهم إلى الشوارع ليكونوا أكباش فداء، فما يقومون به جريمة ينبغي أن يعاقبوا عليها لا أن يكافؤوا بالتصفيق والتعبير عن الإعجاب.
إنهم يرتكبون جريمة في حق الطفولة تستدعي من «العاقلين» الذين أباحوا لفريق الكبار القيام بمثل تلك العمليات المجرمة قانوناً منعهم ومحاسبة من يدفعهم إلى الشوارع، حيث «الثورة» لا تكون باستدرار العواطف ولا بـ»المفوشر». ما يقوم به هؤلاء يدخل في باب «لفشار» وهم المسؤولون عما يحدث لهؤلاء الصبية من أذى.
قبل أيام قام «أرباب» أولئك الأشبال بشن حملة إعلامية ملخصها أن البحرين تحبس طفلين، لكنهم لم يقولوا للعالم ماذا فعل الطفلان ليحكم عليهما بالسجن. هم يعرفون أن العالم الغربي مهووس بالأطفال ومهووس بإصدار القوانين التي تجعلهم يشعرون أنهم قدموا شيئاً طيباً للطفل والطفولة، لذا فإنهم يضربون على الوتر الحساس الذي يعلمون مسبقاً أنه سيصدر صوتاً يمكن الاستفادة منه في شن حملة إعلامية ضد الحكومة.
بصراحة؛ لم يعد مقبولاً القول إن فلاناً طفل وإنه لم يتعد مرحلة الطفولة لأنه لم يبلغ بعد الثامنة عشرة من عمره، فمن يقوم بالتخريب وخطف الشوارع وإلقاء زجاجات المولوتوف على رجال الأمن بغية إحداث أكبر ضرر بينهم ودون مراعاة حتى للمواطنين والمقيمين من مستخدمي الطريق ممن صادف تواجدهم في المكان، من يقوم بكل هذا هو خارج دائرة الطفولة ولا بد من معاقبته، لأن ما يمارسه هذا «الطفل» من أعمال يمكن أن تؤذي الآخرين وقد تؤدي إلى القتل.
في اليومين الأخيرين تم الضرب على وتر آخر هو الطلاب المحرومون من الامتحانات بسبب وجودهم في السجن أو بسبب أنهم «ملاحقون أمنياً»، وتم أيضاً العمل على الاستفادة من هذا الأمر بهدف الإساءة إلى الدولة وإظهار أنها دولة بوليسية لا تراعي الطلبة وأعمارهم ومستقبلهم، مثلما لا يعنيها الأطفال والطفولة، وبالتالي فإن المطالبة بإسقاطها حق ومنطق.
لكن؛ مثلما أنهم لم يبينوا للعالم ماذا فعل أولئك «الأطفال» وكيف أنهم قاموا باستغلالهم وتحويلهم إلى أداة لتنفيذ خططهم ومآربهم، كذلك فإنهم لم يشيروا أبداً إلى ما فعله الطلاب المحرومون من الامتحانات للأسباب التي ذكروها.
توريط الأطفال بزجهم في أتون معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل ثم السعي إلى الاستفادة إعلامياً مما يحدث لهم مسألة أخلاقية ما كان ينبغي من الجمعيات السياسية أن تفعلها أو توافق من يفعلها ، لأن استغلال الأطفال في هذا الأمر جريمة، ولا يمكن إلا أن توصف بهذا الوصف.
{{ article.visit_count }}
التقديم بمثل هذه العبارات يراد منه بيان أن الصغار أيضاً طفح بهم الكيل فصاروا يخرجون إلى الشوارع دون أن يهابوا رجال الأمن، وتحولوا جميعهم إلى «أبطال الميادين»، وأنهم اليوم مبعث فخر لآبائهم وأمهاتهم.. ووطنهم. والتقديم بهذه العبارات يكون أيضاً مصحوباً بكثير من «المفوشر» الذي يفترض الحصول على التصفيق الحار من قبل الجميع.
لست على علم إن كان لدى وزارة الداخلية فريق «أشبال رجال الأمن» لتقوم بإنزالهم لمواجهة «أشبال أبطال الميادين» لتتساوى الكفتان، لكني على يقين أن الجمعيات السياسية وقبلها أولياء أمور هؤلاء الأشبال يرتكبون حماقة بالمتاجرة بهم ودفعهم إلى الشوارع ليكونوا أكباش فداء، فما يقومون به جريمة ينبغي أن يعاقبوا عليها لا أن يكافؤوا بالتصفيق والتعبير عن الإعجاب.
إنهم يرتكبون جريمة في حق الطفولة تستدعي من «العاقلين» الذين أباحوا لفريق الكبار القيام بمثل تلك العمليات المجرمة قانوناً منعهم ومحاسبة من يدفعهم إلى الشوارع، حيث «الثورة» لا تكون باستدرار العواطف ولا بـ»المفوشر». ما يقوم به هؤلاء يدخل في باب «لفشار» وهم المسؤولون عما يحدث لهؤلاء الصبية من أذى.
قبل أيام قام «أرباب» أولئك الأشبال بشن حملة إعلامية ملخصها أن البحرين تحبس طفلين، لكنهم لم يقولوا للعالم ماذا فعل الطفلان ليحكم عليهما بالسجن. هم يعرفون أن العالم الغربي مهووس بالأطفال ومهووس بإصدار القوانين التي تجعلهم يشعرون أنهم قدموا شيئاً طيباً للطفل والطفولة، لذا فإنهم يضربون على الوتر الحساس الذي يعلمون مسبقاً أنه سيصدر صوتاً يمكن الاستفادة منه في شن حملة إعلامية ضد الحكومة.
بصراحة؛ لم يعد مقبولاً القول إن فلاناً طفل وإنه لم يتعد مرحلة الطفولة لأنه لم يبلغ بعد الثامنة عشرة من عمره، فمن يقوم بالتخريب وخطف الشوارع وإلقاء زجاجات المولوتوف على رجال الأمن بغية إحداث أكبر ضرر بينهم ودون مراعاة حتى للمواطنين والمقيمين من مستخدمي الطريق ممن صادف تواجدهم في المكان، من يقوم بكل هذا هو خارج دائرة الطفولة ولا بد من معاقبته، لأن ما يمارسه هذا «الطفل» من أعمال يمكن أن تؤذي الآخرين وقد تؤدي إلى القتل.
في اليومين الأخيرين تم الضرب على وتر آخر هو الطلاب المحرومون من الامتحانات بسبب وجودهم في السجن أو بسبب أنهم «ملاحقون أمنياً»، وتم أيضاً العمل على الاستفادة من هذا الأمر بهدف الإساءة إلى الدولة وإظهار أنها دولة بوليسية لا تراعي الطلبة وأعمارهم ومستقبلهم، مثلما لا يعنيها الأطفال والطفولة، وبالتالي فإن المطالبة بإسقاطها حق ومنطق.
لكن؛ مثلما أنهم لم يبينوا للعالم ماذا فعل أولئك «الأطفال» وكيف أنهم قاموا باستغلالهم وتحويلهم إلى أداة لتنفيذ خططهم ومآربهم، كذلك فإنهم لم يشيروا أبداً إلى ما فعله الطلاب المحرومون من الامتحانات للأسباب التي ذكروها.
توريط الأطفال بزجهم في أتون معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل ثم السعي إلى الاستفادة إعلامياً مما يحدث لهم مسألة أخلاقية ما كان ينبغي من الجمعيات السياسية أن تفعلها أو توافق من يفعلها ، لأن استغلال الأطفال في هذا الأمر جريمة، ولا يمكن إلا أن توصف بهذا الوصف.