أثيرت مؤخراً في أمريكا قضية التنصت أو الاطلاع على بيانات المواطنين والمقيمين بأمريكا من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية؛ إذ اتضح أن وكالة الاستخبارات الأمريكية تطلع على خوادم من عمالقة الإنترنت من بينها (غوغل وفيس بوك، وابل، ومايكروسوفت).
فقد أصبحت عملية التجسس من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية قضية الصحافة والمواطن، إلى أن خرج الرئيس الأمريكي مؤخراً يطمئن الأمريكيين على أن لا أحد يتنصت عليهم، غير أنه دافع عن مراقبة الاتصالات بقوله: «إن هذا القانون أقره الكونجرس الأمريكي»!
حدثت هذه الضجة أثناء زيارة الأمير سلمان بن حمد إلى الولايات المتحدة، وكانت قضية البحرين والحوار الوطني والأمن والعنف والإرهاب ضمن أكثر ما تم الحديث عنه مع المسؤولين الأمريكان، كما كان لموضوع التعاون الاستراتيجي البحريني الأمريكي أيضاً نصيب كبير من الزيارة.
نحن هنا في البحرين ننشغل بالوضع المحلي كثيراً؛ الإرهاب، المعيشة، الحوار، وغيرها من الملفات التي تشغل أي مواطن في أي بلد، غير أن هناك امراً مهماً للغاية؛ وهو أن جزءاً كبيراً مما يحدث على الساحة بالبحرين له ارتباط وثيق وقوي بأطراف خارجية، وعلى رأسها أمريكا.
الأحداث التي مرت بالبحرين تطلبت جهداً دبلوماسياً قوياً ومؤثراً ومقنعاً من أجل مخاطبة العالم وتوضيح الصورة الحقيقية للشرق والغرب، وكان صاحب السمو الأمير سلمان بن حمد قد حمل جزءاً كبيراً من هذا الملف على عاتقه، وقام بزيارات كثيرة وعديدة لدول مؤثرة، وكان لهذه الزيارات انعكاسات طيبة وردود أفعال إيجابية تجاه الأوضاع في البحرين.
انشغالنا في الوضع المحلي أو تركيزنا على الداخل يغيّب عنا الصورة الكبيرة لأحداث البحرين، قد كتبنا ذلك ذات مرة، لكن في كل زيارة يقوم فيها الأمير سلمان بن حمد لدول مؤثر وكبيرة مستفيداً من علاقاته الوثيقة والطيبة وخطابه المنفتح لإظهار الحقائق التي يغيبها الإعلام الذي استهدف البحرين، نجد أن هناك تطوراً إيجابياً قد طرأ لصالح البحرين.
ربما من أهم ما قاله الأمير سلمان للرئيس الأمريكي ونائبه ووزير الخارجية؛ هو أن نهج الإصلاح الذي اختطه جلالة الملك مستمر، وأن هناك مرتكزات قائمة في البحرين أهمها أن تأصيل القرارات الوطنية يتم عبر التوافق الوطني الجامع، فهذا أمر مهم جداً للمرحلة القادمة، فلا يختطف الشارع او المطالب جهة أو فصيل أو جمعية سياسية، هناك مكونات رئيسة لا ينبغي أن يتم تجاهلها في العملية السياسية.
كما قال الأمير سلمان بن حمد للرئيس الأمريكي إن الحوار الوطني المقام حالياً يعكس الرغبة الإيجابية بغية الوصول لتوافقات وطنية تؤسس للمرحلة القادمة.
لكن هناك استدراكاً كان مهماً أن يقال للإدارة الأمريكية وللرئيس أوباما بصراحة تامة، وقد قاله سمو ولي العهد، وهو أن هناك تحديات تواجه سير الحوار من خلال استمرار أعمال العنف التي يجب أن تدان من الجميع.
كان من المهم جداً أن يكون الخطاب للرئيس الأمريكي صريحاً وواضحاً، فالإرهاب أكبر عائق يواجه المواطنين والمقيمين في البحرين، فحين نذهب إلى أمريكا لا يجب أن نسمع فقط (حتى ونحن دولة صغيرة) بل يجب أن نقول الحقيقة، حتى وإن كانت أمريكا تعلم عن الوضع بالبحرين.
تركيز سمو ولي العهد على التعليم والتدريب كركيزة أساسية لنهضة وتطور المجتمع قاد سموه إلى إبرام اتفاقيات مهمة حول التدريب والتعليم خلال زيارته إلى كندا قبل ذهابه لأمريكا.
في الحقيقة فإن جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد في الداخل والخارج هي محل تقدير، فهو يضع مستقبل البحرين نصب عينه، غير أنه حمل ملفاً مؤثراً ومهماً وهو تصحيح الصورة بعد الأحداث، وإعادة الثقة في النظام الحاكم والاقتصاد البحريني والديمقراطية البحرينية.
إن كان الرئيس الأمريكي أوباما يدافع عما تفعله وكالة الاستخبارات من خلال التجسس على بيانات المواطنين، وكل ذلك من أجل الأمن القومي، فإن الأمن أيضاً مهم لنا في البحرين، فلا شيء يأتي قبل الأمن الداخلي، وهذا أيضاً لا يجب أن يُنكر على الدول التي تتعرض للإرهاب.
ذات الكأس التي نشرب منها شربت منها أمريكا مؤخراً، وبذات الأدوات الإرهابية، لذلك لا ينبغي أن تصطف أمريكا مع قوى الإرهاب وتدعمها، فأهل البحرين يعلمون التفاصيل، وهذا ما يجب أن يقال للسفير الأمريكي في البحرين.
{{ article.visit_count }}
فقد أصبحت عملية التجسس من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية قضية الصحافة والمواطن، إلى أن خرج الرئيس الأمريكي مؤخراً يطمئن الأمريكيين على أن لا أحد يتنصت عليهم، غير أنه دافع عن مراقبة الاتصالات بقوله: «إن هذا القانون أقره الكونجرس الأمريكي»!
حدثت هذه الضجة أثناء زيارة الأمير سلمان بن حمد إلى الولايات المتحدة، وكانت قضية البحرين والحوار الوطني والأمن والعنف والإرهاب ضمن أكثر ما تم الحديث عنه مع المسؤولين الأمريكان، كما كان لموضوع التعاون الاستراتيجي البحريني الأمريكي أيضاً نصيب كبير من الزيارة.
نحن هنا في البحرين ننشغل بالوضع المحلي كثيراً؛ الإرهاب، المعيشة، الحوار، وغيرها من الملفات التي تشغل أي مواطن في أي بلد، غير أن هناك امراً مهماً للغاية؛ وهو أن جزءاً كبيراً مما يحدث على الساحة بالبحرين له ارتباط وثيق وقوي بأطراف خارجية، وعلى رأسها أمريكا.
الأحداث التي مرت بالبحرين تطلبت جهداً دبلوماسياً قوياً ومؤثراً ومقنعاً من أجل مخاطبة العالم وتوضيح الصورة الحقيقية للشرق والغرب، وكان صاحب السمو الأمير سلمان بن حمد قد حمل جزءاً كبيراً من هذا الملف على عاتقه، وقام بزيارات كثيرة وعديدة لدول مؤثرة، وكان لهذه الزيارات انعكاسات طيبة وردود أفعال إيجابية تجاه الأوضاع في البحرين.
انشغالنا في الوضع المحلي أو تركيزنا على الداخل يغيّب عنا الصورة الكبيرة لأحداث البحرين، قد كتبنا ذلك ذات مرة، لكن في كل زيارة يقوم فيها الأمير سلمان بن حمد لدول مؤثر وكبيرة مستفيداً من علاقاته الوثيقة والطيبة وخطابه المنفتح لإظهار الحقائق التي يغيبها الإعلام الذي استهدف البحرين، نجد أن هناك تطوراً إيجابياً قد طرأ لصالح البحرين.
ربما من أهم ما قاله الأمير سلمان للرئيس الأمريكي ونائبه ووزير الخارجية؛ هو أن نهج الإصلاح الذي اختطه جلالة الملك مستمر، وأن هناك مرتكزات قائمة في البحرين أهمها أن تأصيل القرارات الوطنية يتم عبر التوافق الوطني الجامع، فهذا أمر مهم جداً للمرحلة القادمة، فلا يختطف الشارع او المطالب جهة أو فصيل أو جمعية سياسية، هناك مكونات رئيسة لا ينبغي أن يتم تجاهلها في العملية السياسية.
كما قال الأمير سلمان بن حمد للرئيس الأمريكي إن الحوار الوطني المقام حالياً يعكس الرغبة الإيجابية بغية الوصول لتوافقات وطنية تؤسس للمرحلة القادمة.
لكن هناك استدراكاً كان مهماً أن يقال للإدارة الأمريكية وللرئيس أوباما بصراحة تامة، وقد قاله سمو ولي العهد، وهو أن هناك تحديات تواجه سير الحوار من خلال استمرار أعمال العنف التي يجب أن تدان من الجميع.
كان من المهم جداً أن يكون الخطاب للرئيس الأمريكي صريحاً وواضحاً، فالإرهاب أكبر عائق يواجه المواطنين والمقيمين في البحرين، فحين نذهب إلى أمريكا لا يجب أن نسمع فقط (حتى ونحن دولة صغيرة) بل يجب أن نقول الحقيقة، حتى وإن كانت أمريكا تعلم عن الوضع بالبحرين.
تركيز سمو ولي العهد على التعليم والتدريب كركيزة أساسية لنهضة وتطور المجتمع قاد سموه إلى إبرام اتفاقيات مهمة حول التدريب والتعليم خلال زيارته إلى كندا قبل ذهابه لأمريكا.
في الحقيقة فإن جهود صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد في الداخل والخارج هي محل تقدير، فهو يضع مستقبل البحرين نصب عينه، غير أنه حمل ملفاً مؤثراً ومهماً وهو تصحيح الصورة بعد الأحداث، وإعادة الثقة في النظام الحاكم والاقتصاد البحريني والديمقراطية البحرينية.
إن كان الرئيس الأمريكي أوباما يدافع عما تفعله وكالة الاستخبارات من خلال التجسس على بيانات المواطنين، وكل ذلك من أجل الأمن القومي، فإن الأمن أيضاً مهم لنا في البحرين، فلا شيء يأتي قبل الأمن الداخلي، وهذا أيضاً لا يجب أن يُنكر على الدول التي تتعرض للإرهاب.
ذات الكأس التي نشرب منها شربت منها أمريكا مؤخراً، وبذات الأدوات الإرهابية، لذلك لا ينبغي أن تصطف أمريكا مع قوى الإرهاب وتدعمها، فأهل البحرين يعلمون التفاصيل، وهذا ما يجب أن يقال للسفير الأمريكي في البحرين.