أي مواطن بحريني مخلص، سني أم شيعي المذهب، يتحدث بالحق ويمتلك الغيرة على عروبة ووطنية بلاده يتم استهدافه وترهيبه وتخويفه.
هذه السياسة متبعة منذ زمن بعيد من قبل الوفاق وأتباعها ومن يمارس الإرهاب في هذه الأرض بالتحديد مع الشيعة، إذ الصوت الشيعي الوطني المعتدل يؤذيهم ويشوه صورتهم، خاصة وأن الانقلابيين يحاولون تنصيب أنفسهم أوصياء على هذا الشعب متحدثين باسمه.
لم تكتف الوفاق ومن معها بسرقة صوت الشارع السني وادعاء أنه معهم في حراكهم الانقلابي بالاعتماد على عناصر سنية معدودة «متخندقة» معهم، بل «استعبدت» إرادة شيعة البحرين وحكمت على رأيهم وفكرهم بأن يكون معهم أو يتهمونه بالتخوين.
كثير من الشخصيات الشيعية الوطنية المعتدلة تم استهدافها، إما بالتسقيط وكيل الشتائم والسباب التي منبعها قاموس الوفاق الطائفي العنصري البذيء، كثير منهم مورست عليهم الضغوط وهددوا بالإرهاب حتى لا يتكلموا بالحق.
شيوخ دين مثل الشيخ محسن العصفور والدكتور عبدالله المقابي وغيرهما تمت الإساءة لهم وشتمهم وتخوينهم من قبل أتباع الوفاق فقط لأنهم يدافعون عن هذا البلد ويتحدثون باسم الشيعة الوطنيين المعتدلين. نواب شعب مثل الشيخ جواد بوحسين وأخيراً عباس الماضي تم استهدافهم في أمنهم وبيوتهم بالمولوتوفات وغيرها، فقط لأنهم يحرجون الوفاق ومن معها حينما يشذون عن قاعدة أن «الشيعة» كلهم يريدون إسقاط النظام.
كثير من البحرينيين العجم الذين عاشوا في هذه الأرض لعقود طويلة وولدوا على أرضها وساهموا في بنائها، باتوا في موقع اتهام بسبب اختزال الوفاق لصوت الشيعة وتصوير شريحة كبيرة من أبناء البحرين على أنهم ضد النظام وضد البلد.
الوفاق مهما فعلت لن تؤثر في الشارع السني الذي غالبه لا يقبل أن يقاد من أنفه سواء أكان من يريد قيادته مرتدياً بشت رجل الدين أو عمامته أو حتى كان صاحب نفوذ وسلطة، غالبية الشارع السني ليسوا مغفلين ليركضوا وراء «وهم» من يستغل منبر الرسول، ولذلك ترون الوفاق تستميت وراء أي صوت «نشاز»، تلتصق به وترفع من شأنه وتصوره على أنه بطل والأهم أنه «سني» معهم.
المشكلة تكمن في الإرهاب الموجه للشارع الشيعي، كم من الناس يعانون الأمرين اليوم بسبب ما فعلته الوفاق بهم، لا هم يعيشون في سلام داخل قراهم، ولا هم قادرون على بيان حقيقة الصورة بأنهم ظلموا بما يحصل وبات من لا يفرق بين الخائن والمخلص يعتبر أي شيعي ضد هذا البلد، وهنا الخطأ الكبير، في حين هو نجاح وإنجاز للوفاق في تقسيمها للشعب.
أي صوت شيعي يريد أن يتحدث بالحق بشأن هذا الوطن يتم العمل على إسكاته، أي صوت شيعي يريد إعلان رفضه لما يحصل من إرهاب وتخريب يتم توجيه هذا الإرهاب عليه، وأي شيعي يريد أن يثبت ولاءه لهذه الأرض تنتزع الوفاق منه صفة الوطنية وحتى الإيمان. أي منطق وعقل هذا؟!
لا تلوموا الوفاق إن هي فعلت كل ذلك، فهي تسير على نفس منهجية النظام الإيراني الذي يخون فيه من يقف ضد أوامر المرشد الأعلى ويخالفه الرأي، مخالفو الخميني والخامنئي شنقوا على أعمدة الإنارة وكثير منهم شيعة. المعارضة الإيرانية في الخارج شيعية، ومع ذلك هؤلاء يتم تخوينهم ويستهدفون.
يعيبون على الولايات المتحدة حينما قال رئيسها السابق جورج بوش «إما تكونوا معنا أو أنتم ضدنا»، بينما هم يطبقون هذه السياسة بأشنع الطرق، من يقف ضدهم يحللون استهدافه وهدر دمه حتى لو كان شيعي المذهب، هذا هو استغلال الدين، هذا هو أسلوب «مخربي الأوطان» حينما يكون همهم العمل على «تشرذم» المجتمع و»شرخ» صفوفه.
المهزلة بأن الوفاق تتهم غيرها بالطائفية وهي أصلاً «أم الطائفية»، فلم نعرف التقسيم «شيعة وسنة» بنفس هذه الصورة إلا حينما برزت «الجمعية الولائية الخمينية» بـ»سمها» في الساحة السياسية، إلا حينما قال مرجعها لأتباعه كونوا «حسينيين» باعتبار الآخرين «يزيديون»، أي إثبات أوضح على ذلك؟!
لست أتفق مع أي سني يرمي الشيعة بالتخوين والكفر، فمن شيعة البحرين مخلصون وموالون لهذه الأرض ورافضون لما يحصل، مع إدراكنا بأن كثيراً منهم «خائف» حتى من الكلام بسبب الإرهاب الذي قد يطالهم «بسهولة» في قراهم وبيوتهم وشخوصهم والأمثلة واضحة تماماً كما ترون.
نعم، نطالبهم بالحديث والتصدي لمن يسرق صوتهم، وكثير منهم لا يتحدثون، ولا أدري هل نلومهم، أم نعذرهم حينما يرون الدولة نفسها لا تنجح بشكل تام في حماية رجال الأمن على وجه الخصوص، فمن سيحميهم وهم يعيشون في مناطق تبسط الوفاق سيطرتها عليها؟!
هناك شيعة مخلصون ووطنيون يتحدثون بوجه مكشوف ويدافعون عن البلد ويرفضون سرقة أصوات الشيعة من قبل متطرفين عنصريين انقلابيين، هؤلاء اليوم هم «أهداف» متحركة تحددها الوفاق ومن يمارس الإرهاب الذي تدعمه، لأن هذه الأصوات هي التي تحرجهم وتدحض كذبتهم بأن الجميع سنة وشيعة معها.
في عرف الوفاق الطائفي، هؤلاء الشيعة يجب أن يتم إسكاتهم فوراً وبأسرع وقت، حتى لو تم حرقهم أحياء!