عندما سئل الراحل الكبير والأستاذ القدير غسان تويني، وذلك في عام 2005 في أعقاب اغتيال ابنه الصحافي اللامع جبران تويني؛ «عن السؤال الذي يود أن يطرحه الآن على حسن نصر الله في حال أتيح له الالتقاء به؟!»، أجاب الفقيد والد الفقيد «أريد أن أسأله أما زال راغباً في إقامة دولته الشيعية في لبنان؟!»،ولعلم أستاذنا غسان المسبق أن نداءه «لن يسمع به حيّاً أو حيياً على الأقل!»، فقد طرح بنفسه الإجابة قبل سنين مضت عندما صدح بمقولته الشهيرة «دعوا شعبي يعيش!»، وصدقت حينها وبعدها يا أستاذنا فقدر لبنان في تعايش طوائفه لا أن تعيش الطائفية فيه.ويأبى الأستاذ الحاضر الغائب، إلا أن يكفي تلميذه -كاتب السطور- عناء الإلهام وأنعم بأستاذنا المُلهم. فأنا بدوري أوجه نفس السؤال إلى ما تُسمى بحركة «تمرد البحرين»، التي قامت قبل عدة أيام مضت بعقد مؤتمر صحافي في لبنان حرّضت من خلاله مريديها في البحرين على العصيان المدني العام، في 14 أغسطس 2013! بقصد شلِّ مظاهر الحياة العامة في البحرين، في محاولة بائسة يائسة لتنغيص يوم شعب البحرين قبل يوم الحكومة، وكأن حركة البين هذه لم تكتفِ بأيامها السود على مدى ثلاث سنوات مضت، بل وقبلها بأعوام كثيرة، ولكن من طبع الوطن أن يسامح، ومن طبع العاق من أبنائه أن يستمر في عقوقه!وسؤال التلميذ العربي مقتبساً من حكمة أستاذه العربي «أما زلتم راغبين في إقامة دولة طائفية في البحرين؟!»، ولعلمي المسبق بأني «لن أُسمع حياً أو حيياً على الأقل!»، إذاً فإجابتي للساكتين عن الحق، «دعوا شعب البحرين يعيش!»، نعم فقدر البحرين عرف وترسخ منذ قبل أكثر من خمسة آلاف عام خلال فترة حضارة دلمون، عندما عُرفت البحرين حينها بين الأمم بأنها «وطن التعايش والسلام»، ومازالت رغم حركات موتورة -ومبتورة بإذن الله من جسم وطني السليم من مثل هذه الخلايا الدخيلة عليه- كحركة جُل هدفها أن «تدمر البحرين»، نعم يا سادة فهذه هي القراءة الصحيحة الوحيدة -والله على ما أقول شهيد- ولن يكون «تمرد البحرين»، إلا على مثل هؤلاء ممن تنطبق عليهم مقولة الزعيم الراحل أنطوان سعد «.. يبدو أن الاستقلال الذي سقيناه بدمائنا يوم غرسناه، يستسقي عروقنا من جديد». للعلم والتنويه؛ فيوم 14 أغسطس من كل عام، يصادف ذكرى توقيع مملكة البحرين على استقلالها من المستعمر، ويصادف أيضاً يوم أن أجمع شعب البحرين بكل أديانه وطوائفه في استفتاء شعبي على أن البحرين عربية تحت حكم عائلة آل خليفة، هذه هي شمس الحقيقة وحدها التي سطعت وستظل تسطع في البحرين، أما من يقول بخلاف ذلك من المحسوبين على الوطن والمنتمين لغيره -وهم قلة- فما هم إلا كـ «الأضراس المسوسة»، التي وصف لنا أستاذنا وفيلسوفنا الحاضر الغائب جبران خليل جبران، بأن علاجها الناجع الوحيد يكمن في خلعها، ولو أن الوطن سيتوجع خلالها أيما وجع ولكنه سيرتاح بعدها وراحته الأهم. ما أجرأكم على لبنان وفي لبنان، عندما تخفون طائفيتكم المقيتة تحت مسميات كبيرة كمسمى «حركة تمرد البحرين»، وتصرحون في مؤتمر وصالة ضيقة كضيق توجهكم، خلت من أي وجود بحريني أو عربي مخلص لوطنه أو لأمته، عبر بيانكم بأنكم تمثلون غالبية شعب البحرين!! وكأنكم كشاعرٍ محتال ذهب إلى لبنان ليلقي بين حضورٍ ضم لبنانيين وعرب، هذين البيتين بعد أن نسبهما لنفسه:عصــــر حريـــة شعـــبٍ ناهـضٍواتحــــــادٍ لبقايـــــــا يعـــــربِحبــــذا اليــــوم الـــذي يجمعنامـــن ضفـــاف النيــل إلـى يثربِفصفق له قلة جهلة، بينما صاحت فيه أغلبية الحضور، «كذبت يا أيها المحتال، أين أنت من هذا، وقائلهما رمز العروبة، العلامة مارون عبود»!.ها قد مر 14 أغسطس بسلام وعلى البحرين وشعبها السلام، والسلام ختام! فإليكم عنا وعن وطننا أنتم وحركات «النصف كُم»، فنحن أحرار بحرينيون وعرب والبحرين حُرة عربية، أما أنتم يا قطعان الطائفية فالقول فيكم قول شيخنا، شيخ أدباء العرب، مارون عبود، «إن الجرس يُعلّق برقبة الكراز»! لبنان.. أما وجدتم سوى لبنان! عذراً مارون وجبران وأنطوان وغسان... عذراً يا سادة من طيش الغلمان. عن موقع «إيلاف»