من يتابع تغريدات «المعارضة» عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعلى الخصوص «التويتر» يلاحظ جانباً من تفكيرها وتفكير المهووسين بها، فهؤلاء يعتقدون أن المبالغات ونشر أخبار مكان أخبار ومحاولة إظهار الصور بما يخدم أفكارهم وتوجهاتهم يمكن أن تنطلي على الجميع، فيتخذون موقفاً موجباً إلى جانبهم وسالباً ضد الآخر، من دون أن يلاحظوا أن مثل هذه الأمور من شأنها أن تؤثر على مصداقيتهم وتقلل من نسبة الثقة فيهم.
هنا مثال؛ البعض من مناوئي الرئيس المصري محمد مرسي نشروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً فيديو يقع في أربع دقائق يظهر فيه مرشد الإخوان المسلمين في مكتبه وقد تحلق حوله بعض معاونيه وأنصاره يراجع كلمة سيتم إلقاؤها لاحقاً، ويبدو واضحاً أنه لم يكن مقتنعاً ببعض العبارات الواردة في الكلمة، فقال لمن حوله «اندهوا لي محمد مرسي»، فأرسلوا في طلبه وجاء سريعاً ووقف إلى جانب المرشد الجالس على كرسيه وشاركهم في تعديل بعض العبارات والإجابة عن أسئلة واستفسارات المرشد بطريقة تبين العلاقة بين الرجلين، وكيف أن مرسي منقاد وخاضع للمرشد.
الفيديو الذي تم تصويره بكاميرا هاتف محمول وبعلم الآخرين كما هو واضح حاول ناشروه أن يظهروا أن محمد مرسي «الرئيس» لا قيمة له في حضور المرشد، وأنه في حضوره يصير ذليلاً. لهذا كتبوا في تعريفهم للفيديو أن المرشد يراجع خطاب الرئيس قبل أن يلقيه، وكتبوا «من يحكم مصر؟».
بالسؤال عن الفيديو ومدى صحته؛ أكد مصريون من ذوي الاطلاع أنه صحيح مائة في المائة وليس مفبركاً، لكنه لم يصور في فترة حكم مرسي، وإنما كان قبل عدة سنوات من الآن، أي عندما كان الرئيس أستاذاً في الجامعة!
الغريب أن بعض المحسوبين على «المعارضة» هنا ساهموا في نشر الفيديو ولم يترددوا عن التعليق عليه بكلام يسيء للإخوان المسلمين ومرشدهم والرئيس محمد مرسي، من دون أن يتأكدوا من صحته أو حتى يتساءلوا عما إذا كان مقنعاً خروج مثل هذا الفيديو الذي من الواضح أن الذي قام بتصويره لم يصوره خلسة.
هذا مثال عن الهوس الذي ينتاب البعض وهو يحاول أن يسيء إلى الآخر، فلا يبالي حتى بمسألة أنه إذا عرفت الحقيقة سيخسر جزءاً من رصيده لدى الناس.
مثال آخر، لكن عما يقوم به البعض هنا في البحرين، حيث يتم كثيراً نشر فيديوهات يرفق معها تعليق مكتوب مفاده أن قوات الأمن تقمع بوحشية مجموعة من الشباب «الثوري»، لكنك عندما تشاهده ترى أن طريقة رجال الأمن في معالجة الموقف فيها تساهل كبير، وأنه على العكس يظهر الفيديو مدى تجرؤ وقسوة الشباب الذين يهاجمون رجال الأمن بزجاجات المولوتوف الحارقة. فتكتشف أن التعليق المكتوب المصاحب للفيديو والممهد له عكس محتواه.
في البحرين، وفي التويتر أيضاً، تم قبل فترة نشر صورة أريد منها بيان مدى قسوة رجال الأمن، الصورة كانت عبارة عن فانيلة «قميص نص كم» لونها أحمر وليس بها ما يبين أن مرتديها قد خرج للتو من مشاجرة أو مشادة، ومع هذا كتب المغرد أنها فانيلة أحد الشباب الذين تم اعتقالهم قبل قليل.. وأنه خلعها من شدة الضرب! «كل من يشاهد تلك الصورة يقتنع أن التعليق المصاحب لها بعيد عن الصدق وغير مقنع، ولعله يتساءل عما إذا كان الغرض من نشرها الترويج للشركة التي كتب اسمها على الفانيلة»!
المبالغات في نقل الأخبار والصور ليست في صالح «المعارضة» لأن هذا الأسلوب ينفر حتى المتعاطفين معها منها، والمتلقي إن صدق خبراً أو صورة مرة لن يصدق ما يأتي بعدهما إن شك في صحة ما يتم نشره.
{{ article.visit_count }}
هنا مثال؛ البعض من مناوئي الرئيس المصري محمد مرسي نشروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً فيديو يقع في أربع دقائق يظهر فيه مرشد الإخوان المسلمين في مكتبه وقد تحلق حوله بعض معاونيه وأنصاره يراجع كلمة سيتم إلقاؤها لاحقاً، ويبدو واضحاً أنه لم يكن مقتنعاً ببعض العبارات الواردة في الكلمة، فقال لمن حوله «اندهوا لي محمد مرسي»، فأرسلوا في طلبه وجاء سريعاً ووقف إلى جانب المرشد الجالس على كرسيه وشاركهم في تعديل بعض العبارات والإجابة عن أسئلة واستفسارات المرشد بطريقة تبين العلاقة بين الرجلين، وكيف أن مرسي منقاد وخاضع للمرشد.
الفيديو الذي تم تصويره بكاميرا هاتف محمول وبعلم الآخرين كما هو واضح حاول ناشروه أن يظهروا أن محمد مرسي «الرئيس» لا قيمة له في حضور المرشد، وأنه في حضوره يصير ذليلاً. لهذا كتبوا في تعريفهم للفيديو أن المرشد يراجع خطاب الرئيس قبل أن يلقيه، وكتبوا «من يحكم مصر؟».
بالسؤال عن الفيديو ومدى صحته؛ أكد مصريون من ذوي الاطلاع أنه صحيح مائة في المائة وليس مفبركاً، لكنه لم يصور في فترة حكم مرسي، وإنما كان قبل عدة سنوات من الآن، أي عندما كان الرئيس أستاذاً في الجامعة!
الغريب أن بعض المحسوبين على «المعارضة» هنا ساهموا في نشر الفيديو ولم يترددوا عن التعليق عليه بكلام يسيء للإخوان المسلمين ومرشدهم والرئيس محمد مرسي، من دون أن يتأكدوا من صحته أو حتى يتساءلوا عما إذا كان مقنعاً خروج مثل هذا الفيديو الذي من الواضح أن الذي قام بتصويره لم يصوره خلسة.
هذا مثال عن الهوس الذي ينتاب البعض وهو يحاول أن يسيء إلى الآخر، فلا يبالي حتى بمسألة أنه إذا عرفت الحقيقة سيخسر جزءاً من رصيده لدى الناس.
مثال آخر، لكن عما يقوم به البعض هنا في البحرين، حيث يتم كثيراً نشر فيديوهات يرفق معها تعليق مكتوب مفاده أن قوات الأمن تقمع بوحشية مجموعة من الشباب «الثوري»، لكنك عندما تشاهده ترى أن طريقة رجال الأمن في معالجة الموقف فيها تساهل كبير، وأنه على العكس يظهر الفيديو مدى تجرؤ وقسوة الشباب الذين يهاجمون رجال الأمن بزجاجات المولوتوف الحارقة. فتكتشف أن التعليق المكتوب المصاحب للفيديو والممهد له عكس محتواه.
في البحرين، وفي التويتر أيضاً، تم قبل فترة نشر صورة أريد منها بيان مدى قسوة رجال الأمن، الصورة كانت عبارة عن فانيلة «قميص نص كم» لونها أحمر وليس بها ما يبين أن مرتديها قد خرج للتو من مشاجرة أو مشادة، ومع هذا كتب المغرد أنها فانيلة أحد الشباب الذين تم اعتقالهم قبل قليل.. وأنه خلعها من شدة الضرب! «كل من يشاهد تلك الصورة يقتنع أن التعليق المصاحب لها بعيد عن الصدق وغير مقنع، ولعله يتساءل عما إذا كان الغرض من نشرها الترويج للشركة التي كتب اسمها على الفانيلة»!
المبالغات في نقل الأخبار والصور ليست في صالح «المعارضة» لأن هذا الأسلوب ينفر حتى المتعاطفين معها منها، والمتلقي إن صدق خبراً أو صورة مرة لن يصدق ما يأتي بعدهما إن شك في صحة ما يتم نشره.