شهدت مصر ثورتها الأولى في الفترة من 25 يناير حتى 11 فبراير 2011 حيث أسقطت حكم مستبد استمر ثلاثين عاماً، كما شهدت سقوط حكم الاستبداد الديني بعد عام واحد من الحكم والسلطة وهذا يدل دلالة واضحة على سبع حقائق ذات دلالة ومغزى هي..
الأولى: إن حكم الاستبداد السياسي أو الديني هو حكم ضعيف المصداقية، فاقد الوعي بالحقائق التي تعيشها الشعوب، منعزل عن الواقع يعيش في عماء وغباء إيديولوجي وهذا ما حدث وأدى لسقوط وانهيار نظامي مبارك والإخوان.
الثانية: إن التطورات في المجتمع الحديث تقودها النخبة المثقفة التي تحظي بمساندة قوتين رئيسيتين الأولى هي القوة الشعبية والثانية هي القوات المسلحة، وصدق علماء الثورات ومفكروها عندما قالوا إنه يصعب القضاء على أية حركة سياسية إذا تلاحمت مع الشعب، والمقولة الثانية إن السلطة تنبع من فوهة البندقية.
الثالثة: إن الشعب المصري يمتاز بالصبر الطويل وعدم الثورة ضد الحاكم المستبد إلا عندما يبلغ السبل الغربي ولذلك فإن ثوراته عبر تاريخه الطويل كانت عبارة عن انتفاضات قصيرة الأمد، وأما ثوراته الشاملة فكانت محدودة، يكفي أن نشير إلى أنه بعد عصر الطغيان والاستبداد في الدولة القديمة وخاصة الأسرة الرابعة عصر بناة الأهرام قام المصريون بثورة دمرت الأخضر واليابس ووضعت نهاية للدولة القديمة في عهد الأسرة الخامسة، وبدأت مرحلة الدولة الوسطى فيما عرف بعصر الفوضى الأول، ثم ثارت في أكتوبر 1973 لإظهار قوتها ضد الاحتلال الإسرائيلي ضد الغطرسة الأمريكية والضعف العربي وموقفه الهزيل، وكانت ثورة 25 يناير هي ثورة ضد نظام مستبد حكم مصر ثلاثين عاماً وشاركه فيه الزوجة والأولاد على مقاليد الأمور لحاكم بلغ من السن عتياً وهذا ما حدث في عهد الأسرة السادسة الفرعونية عندما سيطرت الزوجة والأولاد والكهنة على الفرعون الذي عاش لأكثر من 90 عاماً، ولكن ثورة 25 يناير تم اختطافها من جماعات تتمسح باسم الدين وعمدت للإقصاء، والإدارة بالأزمات، والسرقة والنهب والقتل والابتزاز وهم اقتدوا بنظام مبارك الذي اضطهدهم وعاشوا في ظل عقدة الاضطهاد وسياسة الإقصاء وممارسات السراديب والعمل في الظلام.
الرابعة: إن القوة الحيوية في أي مجتمع هي الشباب وهم طليعة المجتمع وخاصة أبناء الطبقة الوسطى التي اضطهدها نظام مبارك، كما اضطهدها الإخوان المسلمون، باسم الدين وهذا الشباب قاد ثورات أوروبا المشهورة بل ثورات العالم بأسرة عام 1968 وأسقط حكومات، وأحدث فوضى أدت الاستقرار بعد ذلك، ولكن شباب ثورة 30يونيه 2013 استفاد من كل ذلك وخاصة بالنسبة للعمل وسط الجماهير الفقيرة والطبقة المتوسطة حشد جميع قوى المجتمع مثل المرأة والأقباط والمسلمين وأبناء الريف والمدن، المتدينين وغير المتدينين تحت شعار واحد، هو الوطنية المصرية. ولذلك جمع توقيعات 22 مليون مصري في بضعة أسابيع، وهذا عمل لم يسق له مثيل في تاريخ الشعوب، كما حافظ على الأمن والنظام وعلاقة الشباب بالفتيات كعلاقة سوية تقوم على الاحترام الكامل، وأدرك الجميع أن الأفعى الذي كان ينفث سمومه بادعاء انحراف الشباب والنظرة غير السوية تجاه المرأة وتجاه القوات المسلحة والشرطة والقضاء وغيرهم من قطاعات المجتمع، هذا الأفعى الخطير يجب مواجهته بأسلوب سلمي وهذا ما فعله غاندي في المقاومة السلمية، والتي استغرقت بضع سنين ساعدتها الحرب العالمية الثانية، وتراجع قوة الإمبراطورية العجوزة، فانسحبت بعد أن مارست سياسة فرق تسد في شبه الجزيرة الهندية، كما فعلت بالتعاون مع فرنسا بتقسيم المنطقة العربية باتفاقات سايكس بيكو، وما أعقبها من وعود وسياسات ومؤامرات.
شباب مصر الواعي أدرك أنه» لا يحك جلدك مثل ظفرك» كما يقول المثل، وأن الاستعانة بالأمريكان كالاستعانة بالرمضاء من النار، فاعتمد على قوته الذاتية بخلاف بعض عناصر ثورة 25 يناير وقام الجيش المصري، هو حصن الوطنية المصرية بتأمين تظاهرات الشباب السلمية، وأن الأزهر والكنيسة هما أعمدة الديانة المصرية عبر العصور، وأساس المواطنة المصرية وأن الشرطة دورها في حماية أمن المواطن، والقضاء مهمته تحقيق العدالة، وأن ثروة لمصر لشبابها وشيوخها، ولنسائها ورجالها، لمسلميها وأقباطها، للفلاحين والعمال باختصار لكافة طبقات وطوائف المجتمع بلا تمييز.
الخامسة: اكتسبت القوات المسلحة خبرة في إدارة الأزمات الداخلية، فأحسنت في إدارة هذه الأزمة والتعامل مع تداعياتها، إن التحية واجبة للقوات المسلحة وللشرطة والقضاء والإعلام الصادق الذي قاد حملة التوعية وللأزهر والكنيسة وتلاحمها ضد أعداء الدين من الجهلة وأنصاف المتعلمين الذين لم يدرسوا الدين في أصوله المعروفة وكانوا أطباء بيطريين ومهندسين ومدرسي تربية رياضية فاشلين فتحولوا في غفلة من الزمن إلى دعاة ورجال دين.
السادسة: نصيحة للسلفيين المصريين وأمثالهم ألا ترتكبوا الخطأ الفظيع للإخوان المسلمين، فمصر كانت إسلامية منذ أكثر من 14 قرناً، وتؤمن بالإله الواحد منذ عصر الفراعنة العظام وهي دولة تعتمد الوحدة الوطنية أساساً بغض النظر عن ديانة أي مواطن.
السابعة: لقد كشفت حركة حماس عن نفسها وأثبتت أنها عار على حركة النضال الفلسطيني فهي تحارب شعب مصر الذي ضحى من أجل فلسطين بدلاً من أن تحارب إسرائيل، وأن هذه الحركة لها تاريخ سري مع إسرائيل التي أنشأتها لضرب حركة النضال الفلسطيني، إن مأساة الحركة الفلسطينية وقياداتها عدم اعتمادها على شعبها وعدم العمل لمصلحة وطنها وقضيتها وقديما أعلنت أن تحرير القدس يبدأ من تحرير الدول العربية، وهذا الأمر يثير الشكوك والشبهات لهذه الحركة التي خدعت شعبها وخانته عبر عقود طويلة واعتدت على شعب مصر الذي قدم لها الغالي والنفيس وحسناً لو اهتمت إيران بشؤونها الداخلية ورفاهية شعبها ولو قام حزب الله اللبناني باحترام سيادة سوريا واحترام القانون اللبناني والتعاون مع شركاء الوطن بدلاً من التآمر مع حماس ضد مصر وشعبها وقياداتها وتهريب المسجونين.
وأخيراً شكراً للإخوان المسلمين الذين أساؤوا التصرف وقسموا الشعب فأدوا إلى نتيجة عظيمة وهي وحدة الشعب، وفي الوحدة قوة، حمى الله مصر أرض الكنانة، وحمى شعبها وبارك في جيشها فهم خير أجناد الأرض. كما ورد في الأثر تحية لثورة مصر وتباً لجريدة النيويورك تايمز وأمثالها الذين لا يرون النور في وضح النهار ويدعون أن ثورة مصر كانت انقلاباً عسكرياً هل بعد قيام 22 مليون مواطن ضد نظام فاسد بشعار إسلامي يجادل هؤلاء الأمريكيون بأنه انقلاب عسكري ويتحدثون عن الحريات وهم يتآمرون ضد حلفائهم في أوربا ويتجسسون عليهم.
{{ article.visit_count }}
الأولى: إن حكم الاستبداد السياسي أو الديني هو حكم ضعيف المصداقية، فاقد الوعي بالحقائق التي تعيشها الشعوب، منعزل عن الواقع يعيش في عماء وغباء إيديولوجي وهذا ما حدث وأدى لسقوط وانهيار نظامي مبارك والإخوان.
الثانية: إن التطورات في المجتمع الحديث تقودها النخبة المثقفة التي تحظي بمساندة قوتين رئيسيتين الأولى هي القوة الشعبية والثانية هي القوات المسلحة، وصدق علماء الثورات ومفكروها عندما قالوا إنه يصعب القضاء على أية حركة سياسية إذا تلاحمت مع الشعب، والمقولة الثانية إن السلطة تنبع من فوهة البندقية.
الثالثة: إن الشعب المصري يمتاز بالصبر الطويل وعدم الثورة ضد الحاكم المستبد إلا عندما يبلغ السبل الغربي ولذلك فإن ثوراته عبر تاريخه الطويل كانت عبارة عن انتفاضات قصيرة الأمد، وأما ثوراته الشاملة فكانت محدودة، يكفي أن نشير إلى أنه بعد عصر الطغيان والاستبداد في الدولة القديمة وخاصة الأسرة الرابعة عصر بناة الأهرام قام المصريون بثورة دمرت الأخضر واليابس ووضعت نهاية للدولة القديمة في عهد الأسرة الخامسة، وبدأت مرحلة الدولة الوسطى فيما عرف بعصر الفوضى الأول، ثم ثارت في أكتوبر 1973 لإظهار قوتها ضد الاحتلال الإسرائيلي ضد الغطرسة الأمريكية والضعف العربي وموقفه الهزيل، وكانت ثورة 25 يناير هي ثورة ضد نظام مستبد حكم مصر ثلاثين عاماً وشاركه فيه الزوجة والأولاد على مقاليد الأمور لحاكم بلغ من السن عتياً وهذا ما حدث في عهد الأسرة السادسة الفرعونية عندما سيطرت الزوجة والأولاد والكهنة على الفرعون الذي عاش لأكثر من 90 عاماً، ولكن ثورة 25 يناير تم اختطافها من جماعات تتمسح باسم الدين وعمدت للإقصاء، والإدارة بالأزمات، والسرقة والنهب والقتل والابتزاز وهم اقتدوا بنظام مبارك الذي اضطهدهم وعاشوا في ظل عقدة الاضطهاد وسياسة الإقصاء وممارسات السراديب والعمل في الظلام.
الرابعة: إن القوة الحيوية في أي مجتمع هي الشباب وهم طليعة المجتمع وخاصة أبناء الطبقة الوسطى التي اضطهدها نظام مبارك، كما اضطهدها الإخوان المسلمون، باسم الدين وهذا الشباب قاد ثورات أوروبا المشهورة بل ثورات العالم بأسرة عام 1968 وأسقط حكومات، وأحدث فوضى أدت الاستقرار بعد ذلك، ولكن شباب ثورة 30يونيه 2013 استفاد من كل ذلك وخاصة بالنسبة للعمل وسط الجماهير الفقيرة والطبقة المتوسطة حشد جميع قوى المجتمع مثل المرأة والأقباط والمسلمين وأبناء الريف والمدن، المتدينين وغير المتدينين تحت شعار واحد، هو الوطنية المصرية. ولذلك جمع توقيعات 22 مليون مصري في بضعة أسابيع، وهذا عمل لم يسق له مثيل في تاريخ الشعوب، كما حافظ على الأمن والنظام وعلاقة الشباب بالفتيات كعلاقة سوية تقوم على الاحترام الكامل، وأدرك الجميع أن الأفعى الذي كان ينفث سمومه بادعاء انحراف الشباب والنظرة غير السوية تجاه المرأة وتجاه القوات المسلحة والشرطة والقضاء وغيرهم من قطاعات المجتمع، هذا الأفعى الخطير يجب مواجهته بأسلوب سلمي وهذا ما فعله غاندي في المقاومة السلمية، والتي استغرقت بضع سنين ساعدتها الحرب العالمية الثانية، وتراجع قوة الإمبراطورية العجوزة، فانسحبت بعد أن مارست سياسة فرق تسد في شبه الجزيرة الهندية، كما فعلت بالتعاون مع فرنسا بتقسيم المنطقة العربية باتفاقات سايكس بيكو، وما أعقبها من وعود وسياسات ومؤامرات.
شباب مصر الواعي أدرك أنه» لا يحك جلدك مثل ظفرك» كما يقول المثل، وأن الاستعانة بالأمريكان كالاستعانة بالرمضاء من النار، فاعتمد على قوته الذاتية بخلاف بعض عناصر ثورة 25 يناير وقام الجيش المصري، هو حصن الوطنية المصرية بتأمين تظاهرات الشباب السلمية، وأن الأزهر والكنيسة هما أعمدة الديانة المصرية عبر العصور، وأساس المواطنة المصرية وأن الشرطة دورها في حماية أمن المواطن، والقضاء مهمته تحقيق العدالة، وأن ثروة لمصر لشبابها وشيوخها، ولنسائها ورجالها، لمسلميها وأقباطها، للفلاحين والعمال باختصار لكافة طبقات وطوائف المجتمع بلا تمييز.
الخامسة: اكتسبت القوات المسلحة خبرة في إدارة الأزمات الداخلية، فأحسنت في إدارة هذه الأزمة والتعامل مع تداعياتها، إن التحية واجبة للقوات المسلحة وللشرطة والقضاء والإعلام الصادق الذي قاد حملة التوعية وللأزهر والكنيسة وتلاحمها ضد أعداء الدين من الجهلة وأنصاف المتعلمين الذين لم يدرسوا الدين في أصوله المعروفة وكانوا أطباء بيطريين ومهندسين ومدرسي تربية رياضية فاشلين فتحولوا في غفلة من الزمن إلى دعاة ورجال دين.
السادسة: نصيحة للسلفيين المصريين وأمثالهم ألا ترتكبوا الخطأ الفظيع للإخوان المسلمين، فمصر كانت إسلامية منذ أكثر من 14 قرناً، وتؤمن بالإله الواحد منذ عصر الفراعنة العظام وهي دولة تعتمد الوحدة الوطنية أساساً بغض النظر عن ديانة أي مواطن.
السابعة: لقد كشفت حركة حماس عن نفسها وأثبتت أنها عار على حركة النضال الفلسطيني فهي تحارب شعب مصر الذي ضحى من أجل فلسطين بدلاً من أن تحارب إسرائيل، وأن هذه الحركة لها تاريخ سري مع إسرائيل التي أنشأتها لضرب حركة النضال الفلسطيني، إن مأساة الحركة الفلسطينية وقياداتها عدم اعتمادها على شعبها وعدم العمل لمصلحة وطنها وقضيتها وقديما أعلنت أن تحرير القدس يبدأ من تحرير الدول العربية، وهذا الأمر يثير الشكوك والشبهات لهذه الحركة التي خدعت شعبها وخانته عبر عقود طويلة واعتدت على شعب مصر الذي قدم لها الغالي والنفيس وحسناً لو اهتمت إيران بشؤونها الداخلية ورفاهية شعبها ولو قام حزب الله اللبناني باحترام سيادة سوريا واحترام القانون اللبناني والتعاون مع شركاء الوطن بدلاً من التآمر مع حماس ضد مصر وشعبها وقياداتها وتهريب المسجونين.
وأخيراً شكراً للإخوان المسلمين الذين أساؤوا التصرف وقسموا الشعب فأدوا إلى نتيجة عظيمة وهي وحدة الشعب، وفي الوحدة قوة، حمى الله مصر أرض الكنانة، وحمى شعبها وبارك في جيشها فهم خير أجناد الأرض. كما ورد في الأثر تحية لثورة مصر وتباً لجريدة النيويورك تايمز وأمثالها الذين لا يرون النور في وضح النهار ويدعون أن ثورة مصر كانت انقلاباً عسكرياً هل بعد قيام 22 مليون مواطن ضد نظام فاسد بشعار إسلامي يجادل هؤلاء الأمريكيون بأنه انقلاب عسكري ويتحدثون عن الحريات وهم يتآمرون ضد حلفائهم في أوربا ويتجسسون عليهم.