زيارتان متقاربتان في الزمان ترسمان صورة واضحة للمقصود بالشرق الأوسط الجديد
والفوضى الخلاقة التي بشرت بها كونداليزا رايس، الأولى جرت في البحرين في العشرينات من شهر مايو حين قام السفير الأمريكي في البحرين بصحبة مندوب أوباما الشخصي بزيارة نائب المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية في البحرين «عيسى قاسم» في داره بعد أن تم تفتيش منزله من قبل رجال الأمن، و قرأ الشعب البحريني الزيارة على أنها دعم سافر لجماعة دينية يرأسها نائب المرشد الإيراني، و انحياز أمريكي تم لجماعة دينية سياسياً تختلف اختلافاً سياسياً مع باقي الشعب البحريني، وجمعية أبوها الروحي هو نائب المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية في البحرين.
أما الزيارة الثانية فقد كانت بعد شهر أي في 20 يونيو و جرت في مصر قبل موعد حملة «تمرد»، حيث زارت السفيرة الأمريكية في مصر آن بيترسون «خيرت الشاطر» نائب المرشد العام للإخوان في مكتبه، وهو الذي لا يحمل منصباً رسمياً إنما قالت له إن الولايات المتحدة تدعم صناديق الاقتراع، أي تدعمكم كجماعة، وتدعم مرشدكم كجماعة و أن «سياسة الشارع لا تعني الديمقراطية» في إشارة لحملة «تمرد» التي كان المزمع انطلاقها في 30 يونيو..
أمريكا في الزيارتين قدمت دعماً سافراً لمرشدي جماعتين دينتين و لم تزر حزبهما السياسي بل زارت مركز الإرشاد الديني للحزبين السياسيين حزب الحرية و العدالة في مصر، و حزب الوفاق في البحرين، في إشارة واضحة لدعم الجماعة الدينية و ليس الحزب السياسي فقط.
الولايات المتحدة حددت موقفها مما يحدث في مصر و البحرين بأنها تدعم الجماعة،
وليس الحزب فقط، قدمت دعمها للإخوان في مصر ودعمها لجماعة الولي الفقيه في البحرين.
وانتبهوا لتبدل المواقف حسب المصالح، (فسياسة الشارع) كما سمتها آن بيترسون في البحرين مقبولة و تعني الديمقراطية بالنسبة للأمريكان، لهذا تحاول تقييد يد رجال الأمن في البحرين من التصدي لأعمال العنف في الشارع على اعتبار أن ذلك يقع ضمن الحراك الديمقراطي المشروع، وما ذلك إلا لأن من يخرج في الشارع في البحرين هم الجماعة الدينية المتحالفة معها، لكن هذا الحراك في مصر مرفوض و لا يعني الديمقراطية لأن من سيقوم به هم شعب مصر وليسوا من الجماعة المتحالفة معها.
لم يقف الدعم السافر للإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان عند تلك الزيارة، إنما بذلت الإدارة الأمريكية كل ما في وسعها لدعم جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر ضد حملة تمرد، ظلت الإدارة الأمريكية داعمة لمرسي حتى آخر نفس، وجميع التصريحات التي خرجت من البيت الأبيض منذ 29 يونيو إلى قبل مشهد النهاية كانت لصالح جماعة الإخوان، بل وصل الأمر إلى تهديد الجيش المصري بقطع المعونات الأمريكية إن تحرك ضد (شرعية) النظام!! للعلم الطرف الثاني الداعم لنظام الإخوان في مصر كان إيران!!!
وجه الشبه الثاني من هي القناة الفضائية التي دعمت الجماعتين «الإخوان» في مصر، و«ولاية الفقيه» في البحرين وانحازت بشكل سافر للإثنين وتجاهلت نداءات الأطراف الأخرى عمداً وقصداً؟ واسألوا انفسكم لماذا وما القاسم المشترك؟
الولايات المتحدة الأمريكية بنت استراتيجياتها في المنطقة بناء على دراسات قدمتها بيوت استشارية كراند وكارنجي ومجلس السياسات الخارجية ومجلات
ودوريات أمنية بأن جميع الأنظمة العربية هي أنظمة آيلة للسقوط، وأن البديل الوحيد المؤهل للصعود هم الجماعات الدينية، فقررت الأخذ بتلك المعلومات والبدء بخطوة استباقية تضمن لها ولاء من سيصعد إلى سدة الحكم و احتفاظها بعلاقات، واتفاقيات مسبقة تضمن لها مصالحها وأمن إسرائيل بالطبع، استراتيجتها بنيت على أساس عدم انتظار لحظة سقوط الأنظمة وتربكها تلك اللحظة وعدم ضمان من سيصعد ليسد الفراغ، بل أن تنسق الأمر بنفسها وتعد المسرح السياسي بنفسها خاصة وهي تعتقد أن تلك الجماعات لها ثقلها في المجتمع، وتعتقد أيضاً أن تمثل الأغلبية، وتعتقد أنها الأكثر تنظيماً ومأسسة.
ومشروعها الداعم لجماعة الأخوان المسلمين في الحاضنة القطرية، ومن مشروع دعمها لجماعة الولي الفقيه في الحاضنة البريطانية تم الإعداد له والطبخ له على نار هادئة والآن حان وقت القطاف.
ربيع عربي جاءت نتائجه إلى تمكين جماعة الإخوان المسلمين في شمال أفريقيا وربيع عربي جاء بجماعة الإمام في العراق وأرادت أن تطال البحرين.
وقدمت دعماً لوجستياً وحضانة راعية لتفريخ زعامات و قيادات لتسويقها في الإعلام الأمريكي تبرر الإدارة الأمريكية من خلالها للجان الكونجرس وللرأي العام الأمريكي هذا الموقف الذي لا يستقيم مع شعارات دعم الحريات، والمرأة والليبرالية، والتي لا تؤمن بها تلك الجماعات.
اليوم هذا المشروع مهدد والإدارة الأمريكية في ارتباك فظيع، فمن أوقف هذا المشروع؟ من عطله من قطع سلسلة النجاحات وأعاد ترتيب الأوراق؟
فعلها شعب البحرين أولاً في 2011 رغم شراسة الضغط وصغر حجم البحرين قياساً بحجم الضغط الأمريكي إلا أنه قاد حملة التمرد التلقائية الأولى وخرج للفاتح يرفض حكم المرشد الأعلى لجماعة الولي الفقيه، والشعب المصري في 2013 الذي قاد حملة التمرد الثانية وخرج للتحرير يرفض حكم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الشعبان البحريني والمصري قالا للولايات المتحدة الأمريكية وللجماعات الدينية المتحالفة معها يسقط يسقط حكم المرشد رغم أنفك.
وعاش الإسلام وسيعيش الإسلام ديناً حنيفاً نقياً ولد قبل تلك الجماعات وسيظل بعدها، وتعيش العروبة وتعيش السيادة والحرية، والكرامة دونما حاجة لجماعة تحتكرها وتعيد توزيع صكوكها علينا بدعم أمريكي.
ونكمل في الغد.
والفوضى الخلاقة التي بشرت بها كونداليزا رايس، الأولى جرت في البحرين في العشرينات من شهر مايو حين قام السفير الأمريكي في البحرين بصحبة مندوب أوباما الشخصي بزيارة نائب المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية في البحرين «عيسى قاسم» في داره بعد أن تم تفتيش منزله من قبل رجال الأمن، و قرأ الشعب البحريني الزيارة على أنها دعم سافر لجماعة دينية يرأسها نائب المرشد الإيراني، و انحياز أمريكي تم لجماعة دينية سياسياً تختلف اختلافاً سياسياً مع باقي الشعب البحريني، وجمعية أبوها الروحي هو نائب المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية في البحرين.
أما الزيارة الثانية فقد كانت بعد شهر أي في 20 يونيو و جرت في مصر قبل موعد حملة «تمرد»، حيث زارت السفيرة الأمريكية في مصر آن بيترسون «خيرت الشاطر» نائب المرشد العام للإخوان في مكتبه، وهو الذي لا يحمل منصباً رسمياً إنما قالت له إن الولايات المتحدة تدعم صناديق الاقتراع، أي تدعمكم كجماعة، وتدعم مرشدكم كجماعة و أن «سياسة الشارع لا تعني الديمقراطية» في إشارة لحملة «تمرد» التي كان المزمع انطلاقها في 30 يونيو..
أمريكا في الزيارتين قدمت دعماً سافراً لمرشدي جماعتين دينتين و لم تزر حزبهما السياسي بل زارت مركز الإرشاد الديني للحزبين السياسيين حزب الحرية و العدالة في مصر، و حزب الوفاق في البحرين، في إشارة واضحة لدعم الجماعة الدينية و ليس الحزب السياسي فقط.
الولايات المتحدة حددت موقفها مما يحدث في مصر و البحرين بأنها تدعم الجماعة،
وليس الحزب فقط، قدمت دعمها للإخوان في مصر ودعمها لجماعة الولي الفقيه في البحرين.
وانتبهوا لتبدل المواقف حسب المصالح، (فسياسة الشارع) كما سمتها آن بيترسون في البحرين مقبولة و تعني الديمقراطية بالنسبة للأمريكان، لهذا تحاول تقييد يد رجال الأمن في البحرين من التصدي لأعمال العنف في الشارع على اعتبار أن ذلك يقع ضمن الحراك الديمقراطي المشروع، وما ذلك إلا لأن من يخرج في الشارع في البحرين هم الجماعة الدينية المتحالفة معها، لكن هذا الحراك في مصر مرفوض و لا يعني الديمقراطية لأن من سيقوم به هم شعب مصر وليسوا من الجماعة المتحالفة معها.
لم يقف الدعم السافر للإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان عند تلك الزيارة، إنما بذلت الإدارة الأمريكية كل ما في وسعها لدعم جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر ضد حملة تمرد، ظلت الإدارة الأمريكية داعمة لمرسي حتى آخر نفس، وجميع التصريحات التي خرجت من البيت الأبيض منذ 29 يونيو إلى قبل مشهد النهاية كانت لصالح جماعة الإخوان، بل وصل الأمر إلى تهديد الجيش المصري بقطع المعونات الأمريكية إن تحرك ضد (شرعية) النظام!! للعلم الطرف الثاني الداعم لنظام الإخوان في مصر كان إيران!!!
وجه الشبه الثاني من هي القناة الفضائية التي دعمت الجماعتين «الإخوان» في مصر، و«ولاية الفقيه» في البحرين وانحازت بشكل سافر للإثنين وتجاهلت نداءات الأطراف الأخرى عمداً وقصداً؟ واسألوا انفسكم لماذا وما القاسم المشترك؟
الولايات المتحدة الأمريكية بنت استراتيجياتها في المنطقة بناء على دراسات قدمتها بيوت استشارية كراند وكارنجي ومجلس السياسات الخارجية ومجلات
ودوريات أمنية بأن جميع الأنظمة العربية هي أنظمة آيلة للسقوط، وأن البديل الوحيد المؤهل للصعود هم الجماعات الدينية، فقررت الأخذ بتلك المعلومات والبدء بخطوة استباقية تضمن لها ولاء من سيصعد إلى سدة الحكم و احتفاظها بعلاقات، واتفاقيات مسبقة تضمن لها مصالحها وأمن إسرائيل بالطبع، استراتيجتها بنيت على أساس عدم انتظار لحظة سقوط الأنظمة وتربكها تلك اللحظة وعدم ضمان من سيصعد ليسد الفراغ، بل أن تنسق الأمر بنفسها وتعد المسرح السياسي بنفسها خاصة وهي تعتقد أن تلك الجماعات لها ثقلها في المجتمع، وتعتقد أيضاً أن تمثل الأغلبية، وتعتقد أنها الأكثر تنظيماً ومأسسة.
ومشروعها الداعم لجماعة الأخوان المسلمين في الحاضنة القطرية، ومن مشروع دعمها لجماعة الولي الفقيه في الحاضنة البريطانية تم الإعداد له والطبخ له على نار هادئة والآن حان وقت القطاف.
ربيع عربي جاءت نتائجه إلى تمكين جماعة الإخوان المسلمين في شمال أفريقيا وربيع عربي جاء بجماعة الإمام في العراق وأرادت أن تطال البحرين.
وقدمت دعماً لوجستياً وحضانة راعية لتفريخ زعامات و قيادات لتسويقها في الإعلام الأمريكي تبرر الإدارة الأمريكية من خلالها للجان الكونجرس وللرأي العام الأمريكي هذا الموقف الذي لا يستقيم مع شعارات دعم الحريات، والمرأة والليبرالية، والتي لا تؤمن بها تلك الجماعات.
اليوم هذا المشروع مهدد والإدارة الأمريكية في ارتباك فظيع، فمن أوقف هذا المشروع؟ من عطله من قطع سلسلة النجاحات وأعاد ترتيب الأوراق؟
فعلها شعب البحرين أولاً في 2011 رغم شراسة الضغط وصغر حجم البحرين قياساً بحجم الضغط الأمريكي إلا أنه قاد حملة التمرد التلقائية الأولى وخرج للفاتح يرفض حكم المرشد الأعلى لجماعة الولي الفقيه، والشعب المصري في 2013 الذي قاد حملة التمرد الثانية وخرج للتحرير يرفض حكم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الشعبان البحريني والمصري قالا للولايات المتحدة الأمريكية وللجماعات الدينية المتحالفة معها يسقط يسقط حكم المرشد رغم أنفك.
وعاش الإسلام وسيعيش الإسلام ديناً حنيفاً نقياً ولد قبل تلك الجماعات وسيظل بعدها، وتعيش العروبة وتعيش السيادة والحرية، والكرامة دونما حاجة لجماعة تحتكرها وتعيد توزيع صكوكها علينا بدعم أمريكي.
ونكمل في الغد.