من أبرز مشاكل مصر العروبة، وربما كثير من الدول العربية الأخرى، هو في اعتمادها هي وغيرها على المعونات الاقتصادية التي تتقاطر عليها، إما من دول عربية غنية، أو من دول غربية لها مطامع واضحة في نهب خيرات الوطن العربي.
لا يمكن في عصرنا الراهن أن تعيش دول على المعونات الاقتصادية من دول مبتزة، فالدول التي تتلقى معونات ليست دولاً، بل هي صناديق خيرية ومراكز جمع أموال من المحسنين لا أكثر، لأن الدول الحقيقية لا يمكن أن تكون مثلها كمثل «حصالات» التي توضع في المساجد والبرادات، بل هي كيانات يجب أن تتمتع باستقلاليتها وبمركزيتها بين الدول، كما يجب أن تتمتع الدول المستقلة باقتصاد متين، يقوم على رؤى وخطط ومشاريع ناهضة وناجزة، وتقوم كذلك على اقتصاد يمكن لها من خلاله أن تواجه كل التحديات التي تقف في وجه الدول ذات السيادة، دون الحاجة منها لأي من الدول التي تقوم بدور «فاعل خير». مشكلة مصر أنها أصبحت رهينة المساعدات والعطايا التي تعطيها إياها الدول المانحة والمتبرعة، لتكون في نهاية المطاف دولة أسيرة لأهواء سياسية تعصف بها تارة، وتارة تتحكم في مستقبلها ومصيرها. هذه الأزمة التي نتناولها هنا، هي في واقع الأمر، ليست أزمة مصرية؛ بل هي أزمة عربية خالصة.
إن المساعدات المالية في حقيقتها ليست مساعدات، بل هي مجموعة من الديون الدولية التي تضغط على مجرى تنفس الدول التي تقبل بتلك المساعدات / القروض، فلا يمكن أن تعطي الدول المانحة لمصر مبالغ فلكية أو حتى بسيطة دون أن يكون لهذا العطاء / القرض أي مقابل، فالدول المانحة والقارضة لا يمكن أن تقوم بهذا الفعل لأجل التقرب إلى الله تعالى أو مساعدة الشعوب التي تعيش في تلك الدول، بل تعطي ما تعطي لتتحصل على نتائج تصب في مصلحتها، والأهم من كل ذلك أن تظل الدول التي تقبل بهذه المساعدات أسيرة لسياستها إلى الأبد.
لا يمكن لدول عربية تفوق ثرواتها ثروات كل الدول الغربية أن تنهض وتستقل ذاتياً، وهي مازالت تؤمن بمبدأ التسول غير المنطقي، فالتسول لا يصنع دولاً مستقلة، بل يصنع دولاً تابعة ومستعمرة، ومن هنا يجب على الدول العربية أن تبني لها ثقافة مستقلة وقوية في هذا الاتجاه، ثقافة تعتمد على بناء نفسها من خلال مقدراتها وشعوبها، وهذه هي بداية الاستقلال الحقيقي، أما القبول بالمساعدات فإن ذلك يعني أن هذه الدول لم تتحرر بعد من ثقافة العبودية. يجب على مصر العظيمة بعد كل المخاضات والتجارب العنيفة التي عصفت بها، أن تنهض بإنسانها الذي يعتبر أكبر الثروات الحقيقية لبلاد الفراعنة، كما يجب على مصر أن تتحرر من كل الضغوط الدولية، وذلك ببناء اقتصاد يعتمد على ثرواتها وإمكاناتها العملاقة، بعيداً عن الاستجداء والتسول والمساعدات والقروض التي تنهش في حاضرها فضلاً عن مستقبلها، وهذا التوجيه ينطبق كذلك على كافة الدول العربية التي لحد الآن لم تضمن أمنها الغذائي والمائي والاقتصادي والصناعي.
{{ article.visit_count }}
لا يمكن في عصرنا الراهن أن تعيش دول على المعونات الاقتصادية من دول مبتزة، فالدول التي تتلقى معونات ليست دولاً، بل هي صناديق خيرية ومراكز جمع أموال من المحسنين لا أكثر، لأن الدول الحقيقية لا يمكن أن تكون مثلها كمثل «حصالات» التي توضع في المساجد والبرادات، بل هي كيانات يجب أن تتمتع باستقلاليتها وبمركزيتها بين الدول، كما يجب أن تتمتع الدول المستقلة باقتصاد متين، يقوم على رؤى وخطط ومشاريع ناهضة وناجزة، وتقوم كذلك على اقتصاد يمكن لها من خلاله أن تواجه كل التحديات التي تقف في وجه الدول ذات السيادة، دون الحاجة منها لأي من الدول التي تقوم بدور «فاعل خير». مشكلة مصر أنها أصبحت رهينة المساعدات والعطايا التي تعطيها إياها الدول المانحة والمتبرعة، لتكون في نهاية المطاف دولة أسيرة لأهواء سياسية تعصف بها تارة، وتارة تتحكم في مستقبلها ومصيرها. هذه الأزمة التي نتناولها هنا، هي في واقع الأمر، ليست أزمة مصرية؛ بل هي أزمة عربية خالصة.
إن المساعدات المالية في حقيقتها ليست مساعدات، بل هي مجموعة من الديون الدولية التي تضغط على مجرى تنفس الدول التي تقبل بتلك المساعدات / القروض، فلا يمكن أن تعطي الدول المانحة لمصر مبالغ فلكية أو حتى بسيطة دون أن يكون لهذا العطاء / القرض أي مقابل، فالدول المانحة والقارضة لا يمكن أن تقوم بهذا الفعل لأجل التقرب إلى الله تعالى أو مساعدة الشعوب التي تعيش في تلك الدول، بل تعطي ما تعطي لتتحصل على نتائج تصب في مصلحتها، والأهم من كل ذلك أن تظل الدول التي تقبل بهذه المساعدات أسيرة لسياستها إلى الأبد.
لا يمكن لدول عربية تفوق ثرواتها ثروات كل الدول الغربية أن تنهض وتستقل ذاتياً، وهي مازالت تؤمن بمبدأ التسول غير المنطقي، فالتسول لا يصنع دولاً مستقلة، بل يصنع دولاً تابعة ومستعمرة، ومن هنا يجب على الدول العربية أن تبني لها ثقافة مستقلة وقوية في هذا الاتجاه، ثقافة تعتمد على بناء نفسها من خلال مقدراتها وشعوبها، وهذه هي بداية الاستقلال الحقيقي، أما القبول بالمساعدات فإن ذلك يعني أن هذه الدول لم تتحرر بعد من ثقافة العبودية. يجب على مصر العظيمة بعد كل المخاضات والتجارب العنيفة التي عصفت بها، أن تنهض بإنسانها الذي يعتبر أكبر الثروات الحقيقية لبلاد الفراعنة، كما يجب على مصر أن تتحرر من كل الضغوط الدولية، وذلك ببناء اقتصاد يعتمد على ثرواتها وإمكاناتها العملاقة، بعيداً عن الاستجداء والتسول والمساعدات والقروض التي تنهش في حاضرها فضلاً عن مستقبلها، وهذا التوجيه ينطبق كذلك على كافة الدول العربية التي لحد الآن لم تضمن أمنها الغذائي والمائي والاقتصادي والصناعي.