المواطن البسيط الذي ربما يشعر بكثير من الغبن والتهميش من جانب الدولة، ستجدونه اليوم هو الجندي الأول إذا ما دعت الحاجة، نعم كل أجهزتنا الأمنية بخير وتستطيع أن تواجه أي خرق للقانون (إذا ما أرادت ذلك) لكن المواطن البسيط ينذر نفسه لهذا الوطن في أي وقت وفي أي ساعة وتحت الأمر والإشارة، لن يقول كما قال البعض؛ الدولة لم تفعل لي كذا وكذا كما فعلت لغيري الذي يطعنها!
لكنه سيقف اليوم وقفة شرف، هذا هو المواطن الأصيل الذي تتجاهله الدولة مراراً وتكراراً وتقرب وتفضل عليه الخائن وتضعه في الأماكن المهمة.
(2)
اليوم نريد أمناً وحزماً وقوة، ونريد صرامة، لكننا نريد كل ذلك من غير أن نعطي الإرهابيين والولي الفقيه ما يريدون بإسالة الدماء، نعم نحن ننظر بعين واحدة أن دم البحريني حرام، ولا نريد أن نرى دماءً لا من رجال الأمن ولا ممن يخالفون القانون، هذه المعادلة يجب أن نحافظ عليها، نريد أمناً ولا نريد دماء، فغاية الجمعية الانقلابية الطائفية أن تسيل دماء لإثارة الناس والرأي العام ووسائل الإعلام الخارجية.
(3)
حين تنتشر الإشاعات والأكاذيب ويروج لها بصور مفبركة فإن على جهازنا الإعلامي الرسمي أن يقول للناس الحقيقة، لا نريده أن يهول أو يعطي حدثاً أكثر من حجمه، لكن المعلومة الصحيحة يجب أن تنشر للناس منعاً للغط وتفنيداً للقنوات الكاذبة.
إعلامنا يبدو أنه ضائع، لا يعرف حتى الساعة كيف يتعامل مع الحدث، وبالتالي ينعكس ذلك على الناس الذين ينتظرون المعلومة الصحيحة من مصدرها، ويريدون أن يعرفوا ماذا حدث على الأرض من تطورات؟
خلال الأزمة الماضية بث التلفزيون صوراً لحركة الشوارع وكان لها أثر عند الناس وعند أهلنا بالخليج، أظهرت الصور أن الأمور طبيعية ولا يوجد أي شيء مما يروج له من أكاذيب، ولا نعلم ماذا سيحدث هذه المرة..!
(4)
يعاني الانقلابيون من خذلان أهل القرى، معاناتهم كبيرة بسبب عدم الاستجابة لهم رغم الترهيب، حتى أن البعض ذهب إلى مناطق مختلطة آمنة منذ إجازة العيد ولم يرجع إلى قريته، وهذا مشاهد اليوم.
حتى في التواصل الاجتماعي هناك مناشدات، وهناك أحياناً سب وشتيمة للذين يجلسون في بيوتهم ولا يستجيبون لدعوات الخروج.
في العموم فإن المواطن في المدينة والقرية يريد الأمن ويريد العيش بسلام ولا يريد أن يخسر وظيفته أو ربما تسحب جنسيته بسبب مراهقة الوفاق وغيرها، هذا الشعور موجود رغم كل الترهيب.
من لا يريد أن يصيبه مكروه من أهل القرى، ولا يقع في كماشة إرهاب وترهيب الوفاق، عليه ألا يستجيب لدعوات الخروج وأن يجلس في بيته.
الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم قال في فتح مكة: «من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن»!!
الإرهابيون يروجون إذا خسرنا اليوم لن تقوم لنا قائمة، نعم لن تقوم لكم قائمة بإذن الواحد الأحد، فرب العباد لا ينصر من عباده إلا الذين يستعينون به ولا يشركون به شيئاً!
(5)
جزء من مواجهة الإرهاب أن يكون لدى رجال الأمن كافة الأجهزة التقنية الحديثة، فهناك أجهزة كثيرة تكشف تحركات المجموعات، وتكشف حرارة الأجسام، أو حرارة الاشتعال في أي مكان وخاصة من يحملون زجاجات حارقة.
في فرنسا وأمريكا وكوريا واليابان وإنجلترا ودول أخرى، هناك تقنيات حديثة لمواجهة إرهاب الشوارع، لذلك يجب أن يزود رجال الأمن بالأجهزة التي تمكنهم من حفظ الأمن والحفاظ على سلامتهم، لا شيء اليوم قبل الأمن.
(6)
سؤال مجرد سؤال.. هل سيطبق القانون ابتداءً من اليوم؟
متى تسحب الجنسيات؟ سحب الجنسيات مسألة قاصمة لظهر الإرهابيين.
(7)
سؤال آخر؛ هذا اليوم سيمر بإذن الله دون تحقيق أي من أحلام الإرهابيين الصغيرة، لكن إلى متى يا دولة ننتظر أجندات الإرهاب وأنتم تتفرجون ولا تضربون بيد من حديد على الإرهابيين والممولين والمحرضين؟
هل سننتظر في القادم من الأيام تاريخاً آخر، أم الدولة عازمة هذه المرة على تنظيف البلد من الإرهاب؟
(8)
حكمة قادة البحرين جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو نائب الملك عملوا بشكل كبير وحكيم خارجياً من أجل كشف حقيقة الإرهابيين، كما إن هناك تفاهمات واتفاقات قوية حدثت وتحسب لقادة البلاد.
فجولة الأمير سلمان بن حمد حفظه الله التي طاف فيها دولاً كثيرة بالشرق والغرب حققت نتائج جيدة جداً للبحرين، كما إن زيارته لأمريكا حملت أخباراً طيبة لأهل البحرين.
نحمد الله أن إرادة الحكم اليوم وبالأمس وغداً هي إرادة واحدة، ويداً واحدة، ونتمنى أن تكون مواجهة الإرهاب هذه المرة مواجهة حاسمة لا جعل الإرهاب يهدد بتدمير الاقتصاد.
(9)
قد يظن البعض أن ما نقوله بعيد عن واقع الأحداث اليوم، لكنه في صلب كبد الأحداث، فيجب على الدولة والمجلس النيابي أن يعرف كيف يوجه ميزانية الدولة، أين يضخ الأموال، أين يقيم المشاريع، إلى من تدفع أموال (تمكين) وبنك البحرين للتنمية؟
فتمكين حكاية أخرى من حكاية المهازل في الوطن، ولا يبدو أن هناك من يلتفت إلى ما يحدث داخلها من أمور قد تكون بأيادي من تحسبونهم وطنيين، وهذه كارثة كبيرة جداً، تمكين تحتاج إلى إعادة بناء من الأسفل إلى الأعلى، والباقي عند صاحب القرار.
هذه مجرد أمثلة، لكن يجب أن نعرف كيف نوجه بناء المدن وعلى أي أساس، وما هو التخطيط لها، لا ينبغي أن نبني مدناً في البحر دون أن نعرف كيف نقيم تركيبتها، والمراكز الأمنية فيها، هناك كثير من الأمور يجب أن نتعلمها جراء ما حدث لنا، فهل هذا الفكر موجود أم أننا نسير كما يسير الضائع في الصحراء؟!
(10)
ليس بعيداً عن أمن البحرين فإن إحدى بوابات أمن البحرين هو جسر الملك فهد، اليوم هناك تقنيات متطورة جداً تستخدم في أمريكا وفي أوروبا لفحص السيارات والشاحنات بنظام متطور يكشف كل شيء في السيارة أو الشاحنة. يقال إن كلفة هذا النظام تقدر بـ 4 ملايين دينار، لكن له دور كبير في انسياب حركة المسافرين والبضائع على حد سواء، فالسيارة التي بها أي شيء مشبوه يكون لمفتش الجمارك علم بها لأنه شاهد السيارة عبر جهاز خاص، فلا يتم إيقاف إلا السيارات التي تحمل أموراً مشبوهة، وهذا يحقق انسياباً للحركة وضبطاً لأمن البلد من خلال عدم استطاعة المهربين إدخال أي مواد أو أسلحة مشبوهة. نتمنى من الحكومة البحرينية أن تلتفت إلى هذا الأمر لتطوير العمل على جسر الملك فهد، 4 ملايين دينار لا شيء قياساً بالخدمة التي يقدمها هذا النظام، أتمنى أن تكون الرسالة وصلت..!
(11)
أيها الدولة.. ما يحك ظهرك إلا ظفرك، إياكم أن تفرطوا في البناء الداخلي لأجهزة الدولة، أعيدوا رسم السياسات، وزارات كثيرة ينخر فيها الفساد والطائفية في التوظيف.
إلى متى نبقى هكذا، إلى متى ننتظر وننتظر، والآخر يعد العدة منذ 30 عاماً؟
نحتاج إلى خطوات سريعة وذكية وقانونية، وهذا كله متوفر، فالعقول متوفرة وتستطيع أن تجد مخرجاً لكل شيء بشكل قانوني، فإلى متى تتأخرون عن تصحيح خراب وزارات ظاهرها أنها مع الوطن وباطنها خلايا انقلابية؟
(12)
يا دولة يا بحرينية أعيدوا بناء المحرق من الداخل وحافظوا على هويتها وأصالتها وتراثها، أعيدوا أهلها لها، فقد شربوا من كأس المرار وأصابهم ضيم من الدولة في فترة ما، لكن معدنهم بقي كما هو نقياً صافياً، لم يعضوا اليد التي امتدت إليهم يوماً، هؤلاء هم السند والظهر والقوة الحقيقية.
تركنا بيوت المحرق تُشترى بمال إيراني أو وفاقي أو مال الخمس، وبعد خراب مالطة التفتنا للكارثة.
يا دولة وجعنا من البطن، أهل المحرق سددوا فاتورة الخروج على المستعمر وفاتورة الناصرية بما يكفي، وأغلبهم مات ولم تعد هناك ناصرية، إلا من نفر قليل ممن مد الله في أعمارهم.
المحرق هي صارية السفينة لا تدعوا الفئران تنخر في أساسها، أعيدوا بناء المحرق في الداخل أعيدوا الأسر البحرينية الأصيلة إلى مكانها، هيئوا المكان للسكن بشكل ممتاز وسيعود أهلها.
شبعت المحرق من الوعود، أعيدوا أهلها لها، نعم المحرق كما القلب الذي يغذي الجسد فلا تتركوها لمن يريد أن يستولي عليها بأموال مشبوهة!
ما يحدث للمحرق من تغيير في التركيبة يحدث للرفاعين ولكن بشكل مختلف، ويحدث بشكل أكبر في الرفاع الغربي، تغيير هوية الرفاع أيضاً كارثة، ولا يبدو أن هناك من يلتفت إلى ذلك، فقط اسمعوا معاناة الناس.
تغيير تركيبة الرفاع الغربي خطر للغاية، أحسبوها صح قبل فوات الأوان!