حين قررت جمعية الوفاق التسجيل ضمن قانون الجمعيات بعكس رغبة تيار الممانعة، ومن ثم حين قررت المشاركة في الانتخابات بعكس رغبة تيار الممانعة اكتفت جمعية الوفاق بالدعم الأمريكي لقرارها لعلمها أنها حصان أمريكا الذي راهنت عليه في منطقة الخليج، وأنها ستكون جزءاً رئيساً ضمن استراتيجية التغيير في الشرق الأوسط الجديد.
خطأ الوفاق الاستراتيجي كان أنها صبت جهودها في استثمار هذا الدعم الأمريكي في تطوير علاقتها مع دوائر صنع القرار والدوائر الإعلامية الأمريكية والبريطانية «مطبخ الصفقة الأمريكية الشيعية» وأهملت الداخل إهمالاً شديداً.
أهملت عوامل تثبيت قرارها داخل التيار الشيعي الذي تقوده، وأهملت التصدي لتيار الممانعة الذي كان يكثر من دق مطرقته على رأسها منذ 2006 وصولاً إلى الذروة في 2010 حين ألقي القبض على الخلية الإرهابية.
أهملت عقد تحالفات مع مكونات شعب البحرين عبر القبة البرلمانية أو خارجها، واكتفت بتحالفها مع جمعيتين يساريتين فاقدتي الشعبية.
كما أهملت تماماً البعد الإقليمي والخليجي تحديداً، أغوتها قوة حليفها بشكل أعمى بصيرتها عن استحقاقات الدور المنوط بها، كما استعجلت قطف الثمار قبل أن تنضج.
لذا لم تستطع الصمود طويلاً أمام تيار الممانعة حين شعرت في 14 فبراير وفي فورة صعود التيارات الدينية السنية لسدة الحكم أن أوان قطف الثمار قد حان، فألقت بنفسها في أحضان تيار الممانعة الذي فجر الاحتجاج قبل أن ينعم وحده بالمكاسب، فاتخذت قرار الانسحاب من المجلس النيابي محدثة إرباكاً في الحسابات الأمريكية وأجبرتها أن تلحق بها وتستجيب لتوقيتها.
ومنذ فبراير 2011 إلى اليوم والوفاق ترتكب الحماقة تلو الأخرى وتحرج حليفتها أكثر من مرة، بمساندتها للعنف وبانسحابها المفاجئ من المجلس النيابي وبالتصاقها بتيار إيراني التمويل والعمالة، محرجة الإدارة الأمريكية التي اضطرت أن تلقي بثقلها أول الأمر خلف الوفاق حصانها في السباق، حين اعتبر أوباما جمعية الوفاق الممثل الوحيد للشعب البحريني بتسرع تلام عليه وكالة الاستخبارات الأمريكية التي لم توفر المعلومات الصحيحة عن الوضع في البحرين.
بل إن الولايات المتحدة الأمريكية تخلت عن رصانتها المعهودة ومارست التهديد والوعيد ورفعت العصا في وجه مملكة البحرين بإجراءات تصعيدية لا تتناسب وموقفها الداعم للبحرين قبل عدة أشهر من هذا التصعيد والذي امتدحها كمشروع ديمقراطي واعد في المنطقة، ضاربة عرض الحائط بعلاقة تاريخية تمتد إلى ما يقارب القرن ومجازِفة مجازَفة كبيرة بمواجهة أكبر حلفائها التاريخيين والاستراتيجيين في المنطقة خاصة وهي تعلم ماذا تعني البحرين لأكبر قوة استراتيجية في غرب الخليج العربي أي المملكة العربية السعودية.
أخطاء جسيمة وقعت فيها الولايات المتحدة الأمريكية هددت بخسارتها لحليف استراتيجي في توقيت مضر بالمصالح الأمريكية على كل صعيد أمني واقتصادي وسياسي.
اليوم وبعد اكتشاف خطأ حساباتها، تحاول الولايات المتحدة الأمريكية أن تعيد الوفاق إلى المربع رقم واحد، أي إلى وضعها عام 2006 بعد أن أصبحت أمام خيارين لا ثالث لهما، إما تقليل الخسائر وإما ضياع الاستثمار كله.
بإصرار الولايات المتحدة الأمريكية على استمرار الحوار وبالضغط على حصانها وصنيعتها «الوفاق» بالقبول في الدخول في جلسات الحوار مع الاستعداد بالقبول بالخروج بأية مكاسب مهما صغرت تنقذ الولايات المتحدة الأمريكية ما يمكن إنقاذه من مشروعها الاستثماري الذي كلفها الكثير وراهنت عليه كثيراً.
الولايات المتحدة الأمريكية تدرك أن الظرف لم يعد كما كان عليه في 2011 والرفض الشعبي البحريني لوجود جمعية الوفاق أصبح في تصاعد ويضغط على القيادة البحرينية، وتردد الجمعية بالابتعاد عن تيار الممانعة أصبح عائقاً كبيراً أمام وجود الوفاق على المسرح السياسي ويحرج الإدارة الأمريكية بشدة.
أتدرون ما المثير في هذا الموضوع كله؟ إن القيادة البحرينية والقوى السياسية البحرينية بل والشعب البحريني بأسره يلاعب الأمريكان ويسايرهم في لعبة «الحوار والهدوء والتنديد بالعنف ووو من الخطاب الأمريكي المأخوذ خيره» وهم مدركون تماماً لما يجري خلف الكواليس من محاولات لإنقاذ الحصان الأمريكي وهو يترنح!!
نكتفي بهذا القدر اليوم.. والأيام حبلى بالمفاجآت.
خطأ الوفاق الاستراتيجي كان أنها صبت جهودها في استثمار هذا الدعم الأمريكي في تطوير علاقتها مع دوائر صنع القرار والدوائر الإعلامية الأمريكية والبريطانية «مطبخ الصفقة الأمريكية الشيعية» وأهملت الداخل إهمالاً شديداً.
أهملت عوامل تثبيت قرارها داخل التيار الشيعي الذي تقوده، وأهملت التصدي لتيار الممانعة الذي كان يكثر من دق مطرقته على رأسها منذ 2006 وصولاً إلى الذروة في 2010 حين ألقي القبض على الخلية الإرهابية.
أهملت عقد تحالفات مع مكونات شعب البحرين عبر القبة البرلمانية أو خارجها، واكتفت بتحالفها مع جمعيتين يساريتين فاقدتي الشعبية.
كما أهملت تماماً البعد الإقليمي والخليجي تحديداً، أغوتها قوة حليفها بشكل أعمى بصيرتها عن استحقاقات الدور المنوط بها، كما استعجلت قطف الثمار قبل أن تنضج.
لذا لم تستطع الصمود طويلاً أمام تيار الممانعة حين شعرت في 14 فبراير وفي فورة صعود التيارات الدينية السنية لسدة الحكم أن أوان قطف الثمار قد حان، فألقت بنفسها في أحضان تيار الممانعة الذي فجر الاحتجاج قبل أن ينعم وحده بالمكاسب، فاتخذت قرار الانسحاب من المجلس النيابي محدثة إرباكاً في الحسابات الأمريكية وأجبرتها أن تلحق بها وتستجيب لتوقيتها.
ومنذ فبراير 2011 إلى اليوم والوفاق ترتكب الحماقة تلو الأخرى وتحرج حليفتها أكثر من مرة، بمساندتها للعنف وبانسحابها المفاجئ من المجلس النيابي وبالتصاقها بتيار إيراني التمويل والعمالة، محرجة الإدارة الأمريكية التي اضطرت أن تلقي بثقلها أول الأمر خلف الوفاق حصانها في السباق، حين اعتبر أوباما جمعية الوفاق الممثل الوحيد للشعب البحريني بتسرع تلام عليه وكالة الاستخبارات الأمريكية التي لم توفر المعلومات الصحيحة عن الوضع في البحرين.
بل إن الولايات المتحدة الأمريكية تخلت عن رصانتها المعهودة ومارست التهديد والوعيد ورفعت العصا في وجه مملكة البحرين بإجراءات تصعيدية لا تتناسب وموقفها الداعم للبحرين قبل عدة أشهر من هذا التصعيد والذي امتدحها كمشروع ديمقراطي واعد في المنطقة، ضاربة عرض الحائط بعلاقة تاريخية تمتد إلى ما يقارب القرن ومجازِفة مجازَفة كبيرة بمواجهة أكبر حلفائها التاريخيين والاستراتيجيين في المنطقة خاصة وهي تعلم ماذا تعني البحرين لأكبر قوة استراتيجية في غرب الخليج العربي أي المملكة العربية السعودية.
أخطاء جسيمة وقعت فيها الولايات المتحدة الأمريكية هددت بخسارتها لحليف استراتيجي في توقيت مضر بالمصالح الأمريكية على كل صعيد أمني واقتصادي وسياسي.
اليوم وبعد اكتشاف خطأ حساباتها، تحاول الولايات المتحدة الأمريكية أن تعيد الوفاق إلى المربع رقم واحد، أي إلى وضعها عام 2006 بعد أن أصبحت أمام خيارين لا ثالث لهما، إما تقليل الخسائر وإما ضياع الاستثمار كله.
بإصرار الولايات المتحدة الأمريكية على استمرار الحوار وبالضغط على حصانها وصنيعتها «الوفاق» بالقبول في الدخول في جلسات الحوار مع الاستعداد بالقبول بالخروج بأية مكاسب مهما صغرت تنقذ الولايات المتحدة الأمريكية ما يمكن إنقاذه من مشروعها الاستثماري الذي كلفها الكثير وراهنت عليه كثيراً.
الولايات المتحدة الأمريكية تدرك أن الظرف لم يعد كما كان عليه في 2011 والرفض الشعبي البحريني لوجود جمعية الوفاق أصبح في تصاعد ويضغط على القيادة البحرينية، وتردد الجمعية بالابتعاد عن تيار الممانعة أصبح عائقاً كبيراً أمام وجود الوفاق على المسرح السياسي ويحرج الإدارة الأمريكية بشدة.
أتدرون ما المثير في هذا الموضوع كله؟ إن القيادة البحرينية والقوى السياسية البحرينية بل والشعب البحريني بأسره يلاعب الأمريكان ويسايرهم في لعبة «الحوار والهدوء والتنديد بالعنف ووو من الخطاب الأمريكي المأخوذ خيره» وهم مدركون تماماً لما يجري خلف الكواليس من محاولات لإنقاذ الحصان الأمريكي وهو يترنح!!
نكتفي بهذا القدر اليوم.. والأيام حبلى بالمفاجآت.