تعرف الوفاق علم اليقين أنها لو فقط حاولت العودة إلى ركب هذا الوطن، ولو أنها نبذت العنف ونددت به ورفضته، وأنها لو اعتذرت عما أجرمت فيه، تدرك بأن الدولة ستتعاطى معها، بل وقد تحقق الوفاق مكاسب قريبة من تلك التي كانت تمتلكها قبل أن تقفز في الدوار وتصور نفسها كمتصدرة للناس.
تعرف الوفاق ذلك جيداً، وتعرف تماماً بأن ما تفعله الدولة معها ليس إلا من منطلق منحها الفرص لمراجعة النفس مع قدرة الدولة على حسم الأمور كما حصل في السلامة الوطنية، رغم أن هذا أمر ترفضه الغالبية العظمى من هذا الشعب التي تصر على أن الوفاق يجب أن تحاسب بالقانون على ما فعلته بهذا البلد وأهله، وألا يمر ما فعلته مرور الكرام.
البحرين أثبتت بأنها باقية وثابتة وقوية، لكن إلى أين يريد أن يصل علي سلمان؟! إلى أي نقطة تريد أن تصل الوفاق؟!
الوفاق نفسها لا تعرف كيف تنهي ما بدأته، اليوم هي تراهن فقط على الاستمرار في شحن الناس، تعمل على استمرار الوضع على ما هو عليه، رغم إدراكها بأن الدولة لن تقبل أبداً بسقف الوفاق العالي الذي كان من الممكن التعاطي معه بشكل نسبي في الحوار الذي دعا له سمو ولي العهد خلال فترة الدوار، تدرك الوفاق أنها ليست تلعب في موقف القوة، بل الموقف القوي تملكه الدولة التي خولها الشعب من خلال المؤسسة التشريعية أن تطبق التشريعات والقوانين لوقف هذه الفوضى.
لكن هي العزة بالإثم والاستكبار الذي يمارس لا من أجل تحقيق ما يريدون الآن، بل لأجل امتصاص غضب شارعهم ومن انساق وراء وعودهم، الجمهور الوفاقي التابع للمنظرين والمحرضين أكبر متضرر في البلد، وشيعة البحرين الذين سرق صوتهم هم الذين يعانون وليست عناصر الوفاق التي تسافر وقت ما يحلو لها، تحشد وتجلس في بيوتها، يموت الناس فتبيع وتشتري في جثثهم وتتاجر بدمائهم ولا يطالها القانون.
يمكن للوفاق أن تعود وهي تدرك ذلك تماماً، لكنها ترى في طريق العودة مجازفة أمام الشارع الذي شحنته، وتراه صعباً بوجود عناصر اعتبرت الوفاق «كاذبة» و»لاعبة» على جراحهم فباتوا يتحركون بكلمة واحدة تصدر من سعيد الشهابي وجماعته في لندن غير متأثرين بصراخ علي سلمان الذي بات أنصاره يردون عليه بكل قسوة واستهزاء في مواقع التواصل الاجتماعي. تدرك الوفاق أنها لو عادت -وواضح أنها تريد ذلك، وإلا لما سعت للجلوس في اجتماعات مغلقة- تدرك أنها لو عادت فإن المولوتوف الذي يرمى على رجال الأمن قد يوجه لها ولعناصرها ولمقرها، هي مثل الماسكة بذيل أسد، إن واصلت مسكه تعبت، وإن تركته أكلها.
الوضع في البحرين اليوم يحتاج لشجاعة، وأصاب سمو ولي العهد كبد الحقيقة حينما قال بأن من أخطأ بحق البحرين وأهلها يتوجب عليه الاعتذار، وهي دعوة يتضح بأنها تفتح باباً آخر للعودة إن أرادوا وإن كانت نيتهم صادقة بشأن صلاح البحرين، لكنهم مع ذلك كابروا واستكبروا واستخفوا بذلك.
الوفاق تحشد لمسيرة هنا وتجمع هناك، ومنتقدوها ممن ينسبون أنفسهم لثورة إسقاط النظام باتوا أكثر قسوة عليها من المخلصين من أبناء الوطن حتى، لكن السؤال المهم هنا هو: إلى متى وأين هي النقطة في نهاية السطر؟!
مطالب الوفاق التي تتعنت بشأنها لن تتحقق، إذ منذ متى يحق لممارس الإرهاب وداعمه أن يتشرط وأن يتعنجه في مواجهة دولة ونظام شرعي وغالبية شعبية ملتزمين بالقانون والدستور ويصرون عليه؟! لا توجد دولة تحترم قوانينها تمنح الإرهابي فسحة ليتنفس فيها، فما بالكم بمنحه مساحة ليفعل ما يريد ويحرق ما يشاء؟!
إن كان البعض يرى أن الدولة كانت تتخبط في بعض المواقف والقرارات، فعلى الناس أن تدرك بأن أكثر المتخبطين اليوم من طريقة تعامل الدولة مع الوضع هي الوفاق نفسها، والتي باتت تكذب على نفسها قبل الآخرين بإيهام نفسها أن حراكهم الانقلابي يزيد قوة وأن «تمردهم» الفاشل نجح نجاحاً باهراً.
واصل يا علي سلمان حرق «مراكبك»، نعرف تماماً أنك تريد العودة لكنك اليوم تقاد رغماً عنك من شاب مراهق ملثم يحمل بيده زجاجة مولوتوف حارقة، إن انتقتده أو أدنت إرهابه فسيطالك منه من الأذى والشتم أكثر مما يطالك من الدولة التي قد تحميك بالقانون.
{{ article.visit_count }}
تعرف الوفاق ذلك جيداً، وتعرف تماماً بأن ما تفعله الدولة معها ليس إلا من منطلق منحها الفرص لمراجعة النفس مع قدرة الدولة على حسم الأمور كما حصل في السلامة الوطنية، رغم أن هذا أمر ترفضه الغالبية العظمى من هذا الشعب التي تصر على أن الوفاق يجب أن تحاسب بالقانون على ما فعلته بهذا البلد وأهله، وألا يمر ما فعلته مرور الكرام.
البحرين أثبتت بأنها باقية وثابتة وقوية، لكن إلى أين يريد أن يصل علي سلمان؟! إلى أي نقطة تريد أن تصل الوفاق؟!
الوفاق نفسها لا تعرف كيف تنهي ما بدأته، اليوم هي تراهن فقط على الاستمرار في شحن الناس، تعمل على استمرار الوضع على ما هو عليه، رغم إدراكها بأن الدولة لن تقبل أبداً بسقف الوفاق العالي الذي كان من الممكن التعاطي معه بشكل نسبي في الحوار الذي دعا له سمو ولي العهد خلال فترة الدوار، تدرك الوفاق أنها ليست تلعب في موقف القوة، بل الموقف القوي تملكه الدولة التي خولها الشعب من خلال المؤسسة التشريعية أن تطبق التشريعات والقوانين لوقف هذه الفوضى.
لكن هي العزة بالإثم والاستكبار الذي يمارس لا من أجل تحقيق ما يريدون الآن، بل لأجل امتصاص غضب شارعهم ومن انساق وراء وعودهم، الجمهور الوفاقي التابع للمنظرين والمحرضين أكبر متضرر في البلد، وشيعة البحرين الذين سرق صوتهم هم الذين يعانون وليست عناصر الوفاق التي تسافر وقت ما يحلو لها، تحشد وتجلس في بيوتها، يموت الناس فتبيع وتشتري في جثثهم وتتاجر بدمائهم ولا يطالها القانون.
يمكن للوفاق أن تعود وهي تدرك ذلك تماماً، لكنها ترى في طريق العودة مجازفة أمام الشارع الذي شحنته، وتراه صعباً بوجود عناصر اعتبرت الوفاق «كاذبة» و»لاعبة» على جراحهم فباتوا يتحركون بكلمة واحدة تصدر من سعيد الشهابي وجماعته في لندن غير متأثرين بصراخ علي سلمان الذي بات أنصاره يردون عليه بكل قسوة واستهزاء في مواقع التواصل الاجتماعي. تدرك الوفاق أنها لو عادت -وواضح أنها تريد ذلك، وإلا لما سعت للجلوس في اجتماعات مغلقة- تدرك أنها لو عادت فإن المولوتوف الذي يرمى على رجال الأمن قد يوجه لها ولعناصرها ولمقرها، هي مثل الماسكة بذيل أسد، إن واصلت مسكه تعبت، وإن تركته أكلها.
الوضع في البحرين اليوم يحتاج لشجاعة، وأصاب سمو ولي العهد كبد الحقيقة حينما قال بأن من أخطأ بحق البحرين وأهلها يتوجب عليه الاعتذار، وهي دعوة يتضح بأنها تفتح باباً آخر للعودة إن أرادوا وإن كانت نيتهم صادقة بشأن صلاح البحرين، لكنهم مع ذلك كابروا واستكبروا واستخفوا بذلك.
الوفاق تحشد لمسيرة هنا وتجمع هناك، ومنتقدوها ممن ينسبون أنفسهم لثورة إسقاط النظام باتوا أكثر قسوة عليها من المخلصين من أبناء الوطن حتى، لكن السؤال المهم هنا هو: إلى متى وأين هي النقطة في نهاية السطر؟!
مطالب الوفاق التي تتعنت بشأنها لن تتحقق، إذ منذ متى يحق لممارس الإرهاب وداعمه أن يتشرط وأن يتعنجه في مواجهة دولة ونظام شرعي وغالبية شعبية ملتزمين بالقانون والدستور ويصرون عليه؟! لا توجد دولة تحترم قوانينها تمنح الإرهابي فسحة ليتنفس فيها، فما بالكم بمنحه مساحة ليفعل ما يريد ويحرق ما يشاء؟!
إن كان البعض يرى أن الدولة كانت تتخبط في بعض المواقف والقرارات، فعلى الناس أن تدرك بأن أكثر المتخبطين اليوم من طريقة تعامل الدولة مع الوضع هي الوفاق نفسها، والتي باتت تكذب على نفسها قبل الآخرين بإيهام نفسها أن حراكهم الانقلابي يزيد قوة وأن «تمردهم» الفاشل نجح نجاحاً باهراً.
واصل يا علي سلمان حرق «مراكبك»، نعرف تماماً أنك تريد العودة لكنك اليوم تقاد رغماً عنك من شاب مراهق ملثم يحمل بيده زجاجة مولوتوف حارقة، إن انتقتده أو أدنت إرهابه فسيطالك منه من الأذى والشتم أكثر مما يطالك من الدولة التي قد تحميك بالقانون.