ثقوا بأن تماسك الجبهة الداخلية البحرينية والخليجية سيكون حائط صد لكل محاولات الخيانة التي تحاول بمساعدة أمريكية أن يكون لإيران موطئ قدم في البحرين أو في الخليج عبر سياسة تمكين الأقليات الطائفية، وحائط صد لمخطط «الترويكا» الأمريكي الذي نفذوه في لبنان والعراق وقائمون على تنفيذه في سوريا الآن، ويحلمون أن ينفذوه في البحرين على يد مجموعة من الخونة.
وما «نصائح» الاستقرار و»نصائح» الإصلاح السياسي إلا خطوات تمهيدية تقود في النهاية إلى تقسيمات إدارية كاملة بين السنة والشيعة في البحرين.
لذلك الاعتماد على «نصائح» الإدارة الأمريكية الحالية هو تضييع للوقت، وإنفاذ أي من «نصائحها» هو بمثابة تسليمها مفتاح المخطط، فهذه الإدارة تعتقد أن إضعاف الكل تقوية لها ولنفوذها، وتسهيلاً لتنفيذ تصورها للمنطقة، فهي حريصة على إضعاف إيران وإضعاف خصومها، معتقدة أن هذه هي الترجمة العملية لسياسة «الاحتواء» التي نصحتها بها بيوت الاستشارات، وأن تمكين الأقليات ومساعدتهم وتوزيعهم في كانتونات ذات حكم ذاتي هو الحل للشرق الأوسط الجديد المستقر، ولن تحدث اضطرابات بعدها. فللشيعة كانتوناتهم وللسنة كانتوناتهم، وسينتهي الأمر كالقصص الرومانسية «الفيري تييل»!!
فهم يرون أن الاستقرار في البحرين ممكن كما في سوريا وقبلها العراق ولبنان، وكأن الأمر استقر في لبنان أو العراق، إنها توهم شعوب المنطقة بأنها تقف عند الإشارة البرتقالية لكل الأطراف وتعطي تصريحات هي كبندول الساعة مع المعارضة السورية وأحياناً ضدها، تسلحها أو قد لا تسلحها، ضد حزب الله وتسكت عنه حين يستقوي، وضد حزب الدعوة العراقي ثم تتغاضى عن جرائمه، وهكذا تفعل في البحرين فلا هي تتقدم ولا هي تتأخر وهي متعمدة وقاصدة إعطاء الإيحاءين، معتقدة أنها «ذكية» وغيرها أغبياء ستنطلي عليهم هذه الخدع، لقد اتضحت الصورة الآن أن هناك رغبةً في تقسيمات إدارية لكل وطن عربي السودان، مصر، ليبيا، العراق، لبنان، سوريا، ويراد للبحرين الصغيرة أن تنجر لهذا المخطط والذي لن يتحقق إلا إذا ضعفت الدولة وضعفت الجبهة الداخلية وأعطينا الخونة مجالاً للتحرك وانخدعنا بالنصائح الأمريكية.
فالخونة الذين تآمروا على وطنهم ويصرحون علناً بأنهم يريدون نظام «المحاصصة» الحكومية، لن يقتصر أمر مطالباتهم المحاصصية على أسس طائفية، بهذه القسمة التي يطلبونها في السلطة التنفيذية والتشريعية من خلال تقسيم الدوائر، بل ستمتد إلى السلطة القضائية ومن ثم على المؤسسات الأمنية، ويحلمون أن يقتسم البلد أصحاب العمائم، والمصيبة أن الدولة وبدون وعي منها ساهمت على مبدأ القسمة حين غفلت عن مشروعات التقسيم الديموغرافي وأعطتهم صكاً على بياض حين وافقت على طلباتهم التي دست كطلبات معيشية، فقسمت المدارس والمشروعات الإسكانية والمحافظات والبلديات بما يساعد التحرك اللاحق ويسهل لهم المطالبة بترسيخه حكماً ذاتياً، ثم أعطت لهذه المجموعة تحديداً صك القبول لحكم هذه المناطق وتقوية نفوذهم على حساب بقية الشيعة، إنها أخطاء قاتلة ترتكبها الدولة بحسن نية ودون إدراك لأبعادها الخطيرة.
لن يقف أمام هذا المخطط القذر إلا تماسك الجبهة الداخلية وتماسك العائلة الحاكمة وحسناً فعل ولي العهد حين كان ينتقل بوفد يمثل كل العائلة كجبهة متماسكة، وسينجح في صد هذا المخطط تماسك الشيعة مع السنة في كل مناطق البحرين أمام مجموعة الخونة عملاء إيران في المنطقة، وإعادة الاعتبار لعموم الشيعة المعتدلين وللتيارات الشيعية الوطنية البحرينية التي تدين لوطنها ومرجعياتها البحرينية ومساعدتها بكل الطرق وسد باب النفوذ الذي تمتعت به تلك المجموعة في سنوات عمرها الذهبي.
ما قام به صبحي الطفيلي وعلي الأمين وغيرهم من الشخصيات الشيعية الدينية هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه رأفة بالشيعة في العالم العربي والعالم الإسلامي، والذين لا ذنب لهم حتى لا يؤخذوا بذنب «خدم إيران» وهذا ما يجب أن يفعله شيعة البحرين بمساعدة الدولة ومساعدة بقية أطياف الشعب البحريني، وسينجحون بإذن الله.
يجب أن يكون هذا المخطط واضحاً لأي مفاوض بحريني مع أي مسؤول أمريكي، أن أي محاولة ضغط أمريكية على البحرين من أجل إجبارها على القبول بمبدأ المحاصصة كمخرج أو حل هو بمثابة تناول السم وسيكون وبالاً على المنطقة ككل وعلى المصالح الأمريكية وعلى الشيعة بالدرجة الأولى.
نحذر منه من يشارك في الحوار ونحذر منه من يزور أمريكا ونحذر منه القوى السياسية التي تستقبل وفوداً أمريكية.
إنها درجات وخطوات واحدة تليها الأخرى تلك التي يحاولون تمريرها، بحجة «الاستقرار» و»الإصلاح» وتنتهي كلها إلى تقسيم البحرين إلى كانتونات طائفية تفتح باب جهنم علينا وقد كنا في منأى عن هذا كله.
«الحكومة المنتخبة» أو «تسمية الوزراء» هي خطوة اقتسامية سنية شيعية بمسميات جديدة، وترسيم الدوائر على أسس طائفية هي قسمة شيعية سنية، وستمتد إلى بقية السلطات والمؤسسات بعد أن قسمت ديموغرافياً وسيكون عندنا بحرين سنية وبحرين شيعية يتقاتلان ويفتحان الباب لكل من يريد أن «ينصر» أي جبهة، هذا سيناريو حذرنا منه وسنظل نحذر منه وهذا ما رسمته أمريكا للبنان والعراق وسوريا وهي تنفذه بالحرف والتقسيمات جاهزة وجنيف 2 على الأبواب، ولقد قبلت الوفاق وتوابعها أن يكونوا عملاء لخيانة وطنهم، لكننا كنا أكثر وعياً من ذلك كله.
{{ article.visit_count }}
وما «نصائح» الاستقرار و»نصائح» الإصلاح السياسي إلا خطوات تمهيدية تقود في النهاية إلى تقسيمات إدارية كاملة بين السنة والشيعة في البحرين.
لذلك الاعتماد على «نصائح» الإدارة الأمريكية الحالية هو تضييع للوقت، وإنفاذ أي من «نصائحها» هو بمثابة تسليمها مفتاح المخطط، فهذه الإدارة تعتقد أن إضعاف الكل تقوية لها ولنفوذها، وتسهيلاً لتنفيذ تصورها للمنطقة، فهي حريصة على إضعاف إيران وإضعاف خصومها، معتقدة أن هذه هي الترجمة العملية لسياسة «الاحتواء» التي نصحتها بها بيوت الاستشارات، وأن تمكين الأقليات ومساعدتهم وتوزيعهم في كانتونات ذات حكم ذاتي هو الحل للشرق الأوسط الجديد المستقر، ولن تحدث اضطرابات بعدها. فللشيعة كانتوناتهم وللسنة كانتوناتهم، وسينتهي الأمر كالقصص الرومانسية «الفيري تييل»!!
فهم يرون أن الاستقرار في البحرين ممكن كما في سوريا وقبلها العراق ولبنان، وكأن الأمر استقر في لبنان أو العراق، إنها توهم شعوب المنطقة بأنها تقف عند الإشارة البرتقالية لكل الأطراف وتعطي تصريحات هي كبندول الساعة مع المعارضة السورية وأحياناً ضدها، تسلحها أو قد لا تسلحها، ضد حزب الله وتسكت عنه حين يستقوي، وضد حزب الدعوة العراقي ثم تتغاضى عن جرائمه، وهكذا تفعل في البحرين فلا هي تتقدم ولا هي تتأخر وهي متعمدة وقاصدة إعطاء الإيحاءين، معتقدة أنها «ذكية» وغيرها أغبياء ستنطلي عليهم هذه الخدع، لقد اتضحت الصورة الآن أن هناك رغبةً في تقسيمات إدارية لكل وطن عربي السودان، مصر، ليبيا، العراق، لبنان، سوريا، ويراد للبحرين الصغيرة أن تنجر لهذا المخطط والذي لن يتحقق إلا إذا ضعفت الدولة وضعفت الجبهة الداخلية وأعطينا الخونة مجالاً للتحرك وانخدعنا بالنصائح الأمريكية.
فالخونة الذين تآمروا على وطنهم ويصرحون علناً بأنهم يريدون نظام «المحاصصة» الحكومية، لن يقتصر أمر مطالباتهم المحاصصية على أسس طائفية، بهذه القسمة التي يطلبونها في السلطة التنفيذية والتشريعية من خلال تقسيم الدوائر، بل ستمتد إلى السلطة القضائية ومن ثم على المؤسسات الأمنية، ويحلمون أن يقتسم البلد أصحاب العمائم، والمصيبة أن الدولة وبدون وعي منها ساهمت على مبدأ القسمة حين غفلت عن مشروعات التقسيم الديموغرافي وأعطتهم صكاً على بياض حين وافقت على طلباتهم التي دست كطلبات معيشية، فقسمت المدارس والمشروعات الإسكانية والمحافظات والبلديات بما يساعد التحرك اللاحق ويسهل لهم المطالبة بترسيخه حكماً ذاتياً، ثم أعطت لهذه المجموعة تحديداً صك القبول لحكم هذه المناطق وتقوية نفوذهم على حساب بقية الشيعة، إنها أخطاء قاتلة ترتكبها الدولة بحسن نية ودون إدراك لأبعادها الخطيرة.
لن يقف أمام هذا المخطط القذر إلا تماسك الجبهة الداخلية وتماسك العائلة الحاكمة وحسناً فعل ولي العهد حين كان ينتقل بوفد يمثل كل العائلة كجبهة متماسكة، وسينجح في صد هذا المخطط تماسك الشيعة مع السنة في كل مناطق البحرين أمام مجموعة الخونة عملاء إيران في المنطقة، وإعادة الاعتبار لعموم الشيعة المعتدلين وللتيارات الشيعية الوطنية البحرينية التي تدين لوطنها ومرجعياتها البحرينية ومساعدتها بكل الطرق وسد باب النفوذ الذي تمتعت به تلك المجموعة في سنوات عمرها الذهبي.
ما قام به صبحي الطفيلي وعلي الأمين وغيرهم من الشخصيات الشيعية الدينية هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه رأفة بالشيعة في العالم العربي والعالم الإسلامي، والذين لا ذنب لهم حتى لا يؤخذوا بذنب «خدم إيران» وهذا ما يجب أن يفعله شيعة البحرين بمساعدة الدولة ومساعدة بقية أطياف الشعب البحريني، وسينجحون بإذن الله.
يجب أن يكون هذا المخطط واضحاً لأي مفاوض بحريني مع أي مسؤول أمريكي، أن أي محاولة ضغط أمريكية على البحرين من أجل إجبارها على القبول بمبدأ المحاصصة كمخرج أو حل هو بمثابة تناول السم وسيكون وبالاً على المنطقة ككل وعلى المصالح الأمريكية وعلى الشيعة بالدرجة الأولى.
نحذر منه من يشارك في الحوار ونحذر منه من يزور أمريكا ونحذر منه القوى السياسية التي تستقبل وفوداً أمريكية.
إنها درجات وخطوات واحدة تليها الأخرى تلك التي يحاولون تمريرها، بحجة «الاستقرار» و»الإصلاح» وتنتهي كلها إلى تقسيم البحرين إلى كانتونات طائفية تفتح باب جهنم علينا وقد كنا في منأى عن هذا كله.
«الحكومة المنتخبة» أو «تسمية الوزراء» هي خطوة اقتسامية سنية شيعية بمسميات جديدة، وترسيم الدوائر على أسس طائفية هي قسمة شيعية سنية، وستمتد إلى بقية السلطات والمؤسسات بعد أن قسمت ديموغرافياً وسيكون عندنا بحرين سنية وبحرين شيعية يتقاتلان ويفتحان الباب لكل من يريد أن «ينصر» أي جبهة، هذا سيناريو حذرنا منه وسنظل نحذر منه وهذا ما رسمته أمريكا للبنان والعراق وسوريا وهي تنفذه بالحرف والتقسيمات جاهزة وجنيف 2 على الأبواب، ولقد قبلت الوفاق وتوابعها أن يكونوا عملاء لخيانة وطنهم، لكننا كنا أكثر وعياً من ذلك كله.