بات الكثير من المشهد السياسي العربي بيد المتطرفين ممن يديرون الحراك السياسي برمته، حتى أصبح الصقور صقوراً، والحمائم أقل شأناً من كل الحمائم الناعمة، ومن هنا فإن كل ما ينتجه واقعنا السياسي بات عنيفاً ومتطرفاً لأبعد حد ممكن.
ما الذي يوقف هذا التطرف؟ ومن الذي يصنعه ويقف وراءه؟ كيف انتشر هذا النوع من التطرف الوحشي بعد الربيع العربي مباشرة؟ هل كان موجوداً تحت الركام؟ أم أنه جاء بفعل ضغط هائل لم تتحملهُ الأنظمة العربية وليس شعوبها؟
أسئلة كثيرة يمكن أن تكون إجاباتها مدخلاً رئيساً لأية دراسات من شأنها أن تضفي حلاً لكثير من قضايانا العالقة بين السماء والأرض، وتخلق فرصاً لكثير من صراعاتنا الإقليمية الحاصلة، لكن لعل في اعتقادي أن هناك فرضية مهمة جداً لوقف الكثير من التطرف الحاصل، واسترداد المسار السلمي للنهج السياسي المعتدل.
نحن لسنا من دعاة العنف، ولسنـــا مـــن مؤيـــدي كافـــة أشكــــــال التطـــــرف السياسي المفضي إلى النهج الدَّامي، لكن هذا لا يعني أن هنالك بعض المناطق النادرة في مجــــال الحلــــول السياسيــة يجـــب أن تتسم بالعنف بأقل درجاته، من بـاب «آخر الدواء الكي»، ومع كل ذلك لا يجب أن يكـون العنف الحل دموياً.
هذا التقييم في اختيـار الحـل العنيف لا يكـون إلا فــي حــالات شـاذة ونادرة للغــايـة، وعلى الرغم مما تتــسم به الحالة السياسية العربية من فوضى إلا أننــا مازلنا نرى أن العنف ولو بأقل درجاته في عصرنا الراهن، لا يمكن أن يكون مقبولاً أبداً، لأن من يفتون اليوم من السياسيين أو الدينيين بوجوب إطلاق العنان للعنف وإلى سفك الدماء، لا يمكن وصفهم بأنهم من دعاة الخير والإصلاح، لأنهم اختاروا «الكي» قبل الدواء، وقدَّموا السلم على الحرب، وفضلوا الفوضى على الانتظام، ولذا من الضروري فرملة هذا النوع من الإفتاء السياسي غير المسؤول، بل ومحاربته من جهة كل الأجنحة الأخرى التي تشارك في القرار سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي.
هي ليست شكوكاً ولا ظنوناً تدور في فلك السياسيين المتطرفين، بل هو اليقين المحض في أن جماعات التطرف السياسي والديني تريد أن ترسخ من قيمها السلبية في المجتمع المتحضر ولو باستخدام الدين كورقة تستطيع تحريك ملايين المسلمين عبر القارات لأجل أن تتبناها، ومن هنا أدرك المفكر الكبير خالص جلبي هذا الأمر الخطير، حينما قال إن أخطر ما في أمر الأمة الحاضرة هو أن يتحول الفقيه إلى سياسي أو يتحول السياسي إلى فقيه.
.. للحديث بقية
{{ article.visit_count }}
ما الذي يوقف هذا التطرف؟ ومن الذي يصنعه ويقف وراءه؟ كيف انتشر هذا النوع من التطرف الوحشي بعد الربيع العربي مباشرة؟ هل كان موجوداً تحت الركام؟ أم أنه جاء بفعل ضغط هائل لم تتحملهُ الأنظمة العربية وليس شعوبها؟
أسئلة كثيرة يمكن أن تكون إجاباتها مدخلاً رئيساً لأية دراسات من شأنها أن تضفي حلاً لكثير من قضايانا العالقة بين السماء والأرض، وتخلق فرصاً لكثير من صراعاتنا الإقليمية الحاصلة، لكن لعل في اعتقادي أن هناك فرضية مهمة جداً لوقف الكثير من التطرف الحاصل، واسترداد المسار السلمي للنهج السياسي المعتدل.
نحن لسنا من دعاة العنف، ولسنـــا مـــن مؤيـــدي كافـــة أشكــــــال التطـــــرف السياسي المفضي إلى النهج الدَّامي، لكن هذا لا يعني أن هنالك بعض المناطق النادرة في مجــــال الحلــــول السياسيــة يجـــب أن تتسم بالعنف بأقل درجاته، من بـاب «آخر الدواء الكي»، ومع كل ذلك لا يجب أن يكـون العنف الحل دموياً.
هذا التقييم في اختيـار الحـل العنيف لا يكـون إلا فــي حــالات شـاذة ونادرة للغــايـة، وعلى الرغم مما تتــسم به الحالة السياسية العربية من فوضى إلا أننــا مازلنا نرى أن العنف ولو بأقل درجاته في عصرنا الراهن، لا يمكن أن يكون مقبولاً أبداً، لأن من يفتون اليوم من السياسيين أو الدينيين بوجوب إطلاق العنان للعنف وإلى سفك الدماء، لا يمكن وصفهم بأنهم من دعاة الخير والإصلاح، لأنهم اختاروا «الكي» قبل الدواء، وقدَّموا السلم على الحرب، وفضلوا الفوضى على الانتظام، ولذا من الضروري فرملة هذا النوع من الإفتاء السياسي غير المسؤول، بل ومحاربته من جهة كل الأجنحة الأخرى التي تشارك في القرار سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي.
هي ليست شكوكاً ولا ظنوناً تدور في فلك السياسيين المتطرفين، بل هو اليقين المحض في أن جماعات التطرف السياسي والديني تريد أن ترسخ من قيمها السلبية في المجتمع المتحضر ولو باستخدام الدين كورقة تستطيع تحريك ملايين المسلمين عبر القارات لأجل أن تتبناها، ومن هنا أدرك المفكر الكبير خالص جلبي هذا الأمر الخطير، حينما قال إن أخطر ما في أمر الأمة الحاضرة هو أن يتحول الفقيه إلى سياسي أو يتحول السياسي إلى فقيه.
.. للحديث بقية