من عادتنا كبشر أن نتعلق منذ الطفولة بمن حوِلنا وما حولنا، فنحن بصورة طبيعية نتعلق بأمهاتنا أولاً، بسبب أننا نحتاج إلى حليبهن، ورعايتهن لنا، ثم نحتاج إلى آبائنا، فمنهم نجد الحماية والرعاية والاهتمام، ثم إلى إخوتنا، فمعهم نتعلم المحبة واللعب والمعرفة والمشاركة في الحياة.
بعد أن نكبر نتعلق بالمدرسين الذين يحنون علينا، ومن خلالهم نتعلم الخطوات الأولى في طريق الحياة الطويل الذي يمتد إلى نهاية أعمارنا.
كل هذا أمر مفهوم وطبيعي، وفطري وسليم، لأننا نحتاج إلى رعاية الجميع ومحبة كل ما حولنا، حتى ننمو ونكبر ونتطور في كلامنا وسلوكنا وطبائعنا. ثم بعدها نكوّن صداقات مع الآخرين.
المشكلة أن هذا التعلق يصبح تعلقاً مرضياً، بحيث يساهم في الحيلولة دون تقدم الإنسان نحو مناطق أخرى.
فتعلق الأم بابنتها، في كثير من الأحيان، يمنعها من تزويجها، خاصة إذا كان عمل الزوج في منطقة أخرى، قد تكون بعيدة نوعاً ما عن مكان عيش الأم، وبعض الأحيان يمنعها من الدراسة في الخارج، رغم حاجة البنت إلى هذه الدراسة التي تحبها.
البنت إذا كانت متعلقة بأمها تعلقاً مرضياً، من الممكن أن تبتعد عن كل إنسان يحاول أن يبعدها عنها. ولقد عشت بعض الحالات القريبة من هذا المرض.
وقد عرفت أن بعض الطالبات والطلبة يتعلقون بمدرسيهم إلى درجة أنهم لا يقبلون أي نقد يوجه للمعلم أوالمعلمة، ومن الممكن أن يؤدي هذا العراك بالأيدي وشد الشعر.
وعرفت بعض الأشخاص الذين لا يقبلون أي نقد لأصدقائهم وصديقاتهم، ولو كانوا أشراراً من الممكن أن يقودوهم إلى التهلكة.
إن المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان، قد تجره إلى هذا النوع من أنواع المرض. ولكن إذا وعى الإنسان المعنى الحقيقي لحياته، قد يخفف من هيمنة المرض.
السؤال كيف يمكننا التخفيف من هذه السيطرة التامة علينا أو سيطرتنا على الآخرين. كلمة كيف تقودنا إلى معرفة أولى الخطوات إلى التخلص من المرض.
علينا قبل كل شيء ألا نتعلق بما هو زائل، فتعلقنا بأمهاتنا وآبائنا كل هذا التعلق، يعني أنهم حين يموتون لا نستطيع العيش بدونهم، وهذه أكذوبة نقنع بها أنفسنا للتمسك بهذا التعلق، أكذوبة تثبت عدم صحتها الحياة اليومية لكل من يعيش على هذه الأرض، فالزوجة تتزوج بعد أن يموت زوجها والزوج يبحث عن امرأة أخرى بعد أن تمضي زوجته عن الحياة الدنيا، والأيتام يواصلون حياتهم بعد أن تنتهي حياة آبائهم وأمهاتهم، وقد عرفت أحد الآباء الذي كان متعلقاً بأبنائه إلى حد المرض، مات أحد أبنائه، لم يستطع مقاومة فقده والتعلق به، فلم تمضِ ستة أشهر إلا وتبعه إلى القبر، وأعرف إحدى النساء من اللواتي فقدن بنتاً من بناتها، وقد ظلت وربما حتى هذه اللحظة حزينة.
التعلق لا يقتصر على الأشخاص، بل الممتلكات، من سيارات وملابس وكتب، وعقار وأرصدة في البنوك وغيرها.
إن أي إنسان لو عرف جيداً، أن كل ما يملكه ويتعلق به، ليس من أجل الاستفادة منه وإفادة الآخرين منه. أنت لا تملك شيئاً، جئت إلى الدنيا عارياً وستغادرها عارياً، لا تتعلق بشيء، فأنت جئت الدنيا وحدك وستغادرها وحدك.
علينا أن نتعلق بمن نحب وما نحب ولكن ليس إلى درجة المرض والموت. فالله أعطانا الحياة لنعيشها بكل ما فيها من فرح وألم وحزن، لنحاول أن نوسّع من رقعة الفرح ونقلل من مساحة الحزن.
بعد أن نكبر نتعلق بالمدرسين الذين يحنون علينا، ومن خلالهم نتعلم الخطوات الأولى في طريق الحياة الطويل الذي يمتد إلى نهاية أعمارنا.
كل هذا أمر مفهوم وطبيعي، وفطري وسليم، لأننا نحتاج إلى رعاية الجميع ومحبة كل ما حولنا، حتى ننمو ونكبر ونتطور في كلامنا وسلوكنا وطبائعنا. ثم بعدها نكوّن صداقات مع الآخرين.
المشكلة أن هذا التعلق يصبح تعلقاً مرضياً، بحيث يساهم في الحيلولة دون تقدم الإنسان نحو مناطق أخرى.
فتعلق الأم بابنتها، في كثير من الأحيان، يمنعها من تزويجها، خاصة إذا كان عمل الزوج في منطقة أخرى، قد تكون بعيدة نوعاً ما عن مكان عيش الأم، وبعض الأحيان يمنعها من الدراسة في الخارج، رغم حاجة البنت إلى هذه الدراسة التي تحبها.
البنت إذا كانت متعلقة بأمها تعلقاً مرضياً، من الممكن أن تبتعد عن كل إنسان يحاول أن يبعدها عنها. ولقد عشت بعض الحالات القريبة من هذا المرض.
وقد عرفت أن بعض الطالبات والطلبة يتعلقون بمدرسيهم إلى درجة أنهم لا يقبلون أي نقد يوجه للمعلم أوالمعلمة، ومن الممكن أن يؤدي هذا العراك بالأيدي وشد الشعر.
وعرفت بعض الأشخاص الذين لا يقبلون أي نقد لأصدقائهم وصديقاتهم، ولو كانوا أشراراً من الممكن أن يقودوهم إلى التهلكة.
إن المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان، قد تجره إلى هذا النوع من أنواع المرض. ولكن إذا وعى الإنسان المعنى الحقيقي لحياته، قد يخفف من هيمنة المرض.
السؤال كيف يمكننا التخفيف من هذه السيطرة التامة علينا أو سيطرتنا على الآخرين. كلمة كيف تقودنا إلى معرفة أولى الخطوات إلى التخلص من المرض.
علينا قبل كل شيء ألا نتعلق بما هو زائل، فتعلقنا بأمهاتنا وآبائنا كل هذا التعلق، يعني أنهم حين يموتون لا نستطيع العيش بدونهم، وهذه أكذوبة نقنع بها أنفسنا للتمسك بهذا التعلق، أكذوبة تثبت عدم صحتها الحياة اليومية لكل من يعيش على هذه الأرض، فالزوجة تتزوج بعد أن يموت زوجها والزوج يبحث عن امرأة أخرى بعد أن تمضي زوجته عن الحياة الدنيا، والأيتام يواصلون حياتهم بعد أن تنتهي حياة آبائهم وأمهاتهم، وقد عرفت أحد الآباء الذي كان متعلقاً بأبنائه إلى حد المرض، مات أحد أبنائه، لم يستطع مقاومة فقده والتعلق به، فلم تمضِ ستة أشهر إلا وتبعه إلى القبر، وأعرف إحدى النساء من اللواتي فقدن بنتاً من بناتها، وقد ظلت وربما حتى هذه اللحظة حزينة.
التعلق لا يقتصر على الأشخاص، بل الممتلكات، من سيارات وملابس وكتب، وعقار وأرصدة في البنوك وغيرها.
إن أي إنسان لو عرف جيداً، أن كل ما يملكه ويتعلق به، ليس من أجل الاستفادة منه وإفادة الآخرين منه. أنت لا تملك شيئاً، جئت إلى الدنيا عارياً وستغادرها عارياً، لا تتعلق بشيء، فأنت جئت الدنيا وحدك وستغادرها وحدك.
علينا أن نتعلق بمن نحب وما نحب ولكن ليس إلى درجة المرض والموت. فالله أعطانا الحياة لنعيشها بكل ما فيها من فرح وألم وحزن، لنحاول أن نوسّع من رقعة الفرح ونقلل من مساحة الحزن.