كنت قد كتبت في واحدة من السنوات التي خلت مقالاً بعنوان «الوزير شال الثلاجة» وهو في الأساس عنوان مسرحية للكاتب المصري الكبير سعد الدين وهبة. تقديري أن التذكير بقصة المسرحية ربما يكون مفيداً في هذه الفترة التي يمارس فيها البعض الضغوطات على بعض الوزراء كي يستقيلوا أو على الحكومة كي تستفيد من عناصر وطاقات أخرى يؤمل أن ترتقي بأداء تلك الوزارات. ففي مثل هذه الأحوال ينشغل الناس بالحديث عن المتوقع إسناد تلك الوزارات إليهم حتى يصل الأمر إلى أن يشكل كل واحد منهم وزارة بنفسه يرى أنها الأنسب!
في مثل هذه الأحوال تزداد الإشاعات ويصير موضوع التعديل الوزاري حديث المجالس الأول وتشتعل بالأسماء التي يرى البعض أنها الأقرب للوصول إلى المناصب التي ستشغر، وتشتعل بالأسماء التي يرى البعض الآخر أنها الأكفأ لشغل تلك الشواغر، وهكذا ترتفع أسهم أسماء وتهبط أسهم أخرى.
عن مثل هذا الوضع تدور مسرحية «الوزير شال الثلاجة» لوهبة والتي كتبها قبل أكثر من نصف قرن، فهي تتناول أحاديث الموظفين عن إشاعات تغيير وزيرهم وما إذا كان صحيحاً ما يقال إنه استقال أو أقيل، حيث يرتقي الكاتب بالأحداث وصولاً إلى اللحظة التي يحسم فيها الأمر ويأتي من يؤكد للموظفين أن الوزير سيتغير، حيث يقول لهم فراش الوزير إن «الوزير شال الثلاجة» وإن هذا يعني أنه ماشي خلاص!
أما قصة الثلاجة، فملخصها أن الوزير في مصر في تلك الفترة كان يضطر إلى شراء ثلاجة صغيرة على حسابه الخاص ليخزن فيها بعض العصائر يقدمها لضيوف مكتبه من المسؤولين، ولأن الثلاجة ملكه لذا كان يأخذها إلى بيته عندما تحين ساعة الرحيل من المنصب، فيعرف الفراش الذي يقوم بنقل الثلاجة أو يكون أول من شاهد عملية نقل إخراجها من المكتب أن الوزير خلاص ماشي، لذا فإنه يقول للموظفين بثقة إن الوزير سيتغير لأن «الوزير شال الثلاجة»!
طبعا في بلادنا حيث الخير الكثير تهتم الحكومة بتوفير كل احتياجات الوزير فلا يضطر إلى جلب شيء إلى مكتبه على حسابه الخاص ما يصعب عملية معرفة إن كان سيتغير أم لا، لذا تجد الإشاعات حضناً دافئاً لتنمو وتترعرع فيتم توزير أسماء وإسقاط أسماء حتى تحين اللحظة التي يتم فيها الإعلان رسمياً عن الأسماء الحقيقية التي يظل أصحابها يشغلون مناصبهم ردحا من الزمن إلى أن تحين لحظة ترقب شيلهم للثلاجة!
على مدى الأيام القليلة الماضية دار حديث كثير عن احتمال تغيير وزير الصحة ووزير شؤون حقوق الإنسان، الأول بسبب تكرار الأخطاء الطبية الكبيرة والتي تسببت في وفاة بعض المرضى وما اعتبره البعض إخفاقاً في إدارة الوزير لوزارته، والثاني بسبب ما اعتبره البعض إخفاقاً في إدارة ملف حقوق الإنسان في اجتماعات جنيف. عزز من هذه الاحتمالات مطالبة بعض خطباء الجمعة الوزيرين بتقديم استقالتيهما وعقد كتلة البحرين البرلمانية مؤتمرا صحفيا بمجلس النواب طالبت فيه وزير الصحة بتقديم استقالته وعرضت مبرراتها، إضافة إلى مطالبات أهالي المرضى الضحايا والجمعيات السياسية المعنية بحقوق الإنسان وغيرهم بذلك.
هذا الجو وفر شبه قناعة بأن الحكومة ستقوم بتغيير الوزيرين المذكورين، فتمنى البعض أن يمتد التغيير إلى وزراء آخرين يعتقدون أن أداءهم دون المستوى أو يتخذون منهم موقفاً معيناً لأسباب سياسية في الغالب.
لا علاقة شخصية لي بالوزيرين موضوع الحديث ولست مدافعاً عنهما ولكن سبق أن عبرت عن وجهة نظري في موضوع دعوة الوزراء إلى «شيل ثلاجاتهم» لأسباب تتعلق بتورط منتسبين إلى وزاراتهم في أخطاء وإن كانت كبيرة، ذلك أن المطالبة نفسها ستتكرر بعد قليل مع الوزراء البدلاء.
في مثل هذه الأحوال تزداد الإشاعات ويصير موضوع التعديل الوزاري حديث المجالس الأول وتشتعل بالأسماء التي يرى البعض أنها الأقرب للوصول إلى المناصب التي ستشغر، وتشتعل بالأسماء التي يرى البعض الآخر أنها الأكفأ لشغل تلك الشواغر، وهكذا ترتفع أسهم أسماء وتهبط أسهم أخرى.
عن مثل هذا الوضع تدور مسرحية «الوزير شال الثلاجة» لوهبة والتي كتبها قبل أكثر من نصف قرن، فهي تتناول أحاديث الموظفين عن إشاعات تغيير وزيرهم وما إذا كان صحيحاً ما يقال إنه استقال أو أقيل، حيث يرتقي الكاتب بالأحداث وصولاً إلى اللحظة التي يحسم فيها الأمر ويأتي من يؤكد للموظفين أن الوزير سيتغير، حيث يقول لهم فراش الوزير إن «الوزير شال الثلاجة» وإن هذا يعني أنه ماشي خلاص!
أما قصة الثلاجة، فملخصها أن الوزير في مصر في تلك الفترة كان يضطر إلى شراء ثلاجة صغيرة على حسابه الخاص ليخزن فيها بعض العصائر يقدمها لضيوف مكتبه من المسؤولين، ولأن الثلاجة ملكه لذا كان يأخذها إلى بيته عندما تحين ساعة الرحيل من المنصب، فيعرف الفراش الذي يقوم بنقل الثلاجة أو يكون أول من شاهد عملية نقل إخراجها من المكتب أن الوزير خلاص ماشي، لذا فإنه يقول للموظفين بثقة إن الوزير سيتغير لأن «الوزير شال الثلاجة»!
طبعا في بلادنا حيث الخير الكثير تهتم الحكومة بتوفير كل احتياجات الوزير فلا يضطر إلى جلب شيء إلى مكتبه على حسابه الخاص ما يصعب عملية معرفة إن كان سيتغير أم لا، لذا تجد الإشاعات حضناً دافئاً لتنمو وتترعرع فيتم توزير أسماء وإسقاط أسماء حتى تحين اللحظة التي يتم فيها الإعلان رسمياً عن الأسماء الحقيقية التي يظل أصحابها يشغلون مناصبهم ردحا من الزمن إلى أن تحين لحظة ترقب شيلهم للثلاجة!
على مدى الأيام القليلة الماضية دار حديث كثير عن احتمال تغيير وزير الصحة ووزير شؤون حقوق الإنسان، الأول بسبب تكرار الأخطاء الطبية الكبيرة والتي تسببت في وفاة بعض المرضى وما اعتبره البعض إخفاقاً في إدارة الوزير لوزارته، والثاني بسبب ما اعتبره البعض إخفاقاً في إدارة ملف حقوق الإنسان في اجتماعات جنيف. عزز من هذه الاحتمالات مطالبة بعض خطباء الجمعة الوزيرين بتقديم استقالتيهما وعقد كتلة البحرين البرلمانية مؤتمرا صحفيا بمجلس النواب طالبت فيه وزير الصحة بتقديم استقالته وعرضت مبرراتها، إضافة إلى مطالبات أهالي المرضى الضحايا والجمعيات السياسية المعنية بحقوق الإنسان وغيرهم بذلك.
هذا الجو وفر شبه قناعة بأن الحكومة ستقوم بتغيير الوزيرين المذكورين، فتمنى البعض أن يمتد التغيير إلى وزراء آخرين يعتقدون أن أداءهم دون المستوى أو يتخذون منهم موقفاً معيناً لأسباب سياسية في الغالب.
لا علاقة شخصية لي بالوزيرين موضوع الحديث ولست مدافعاً عنهما ولكن سبق أن عبرت عن وجهة نظري في موضوع دعوة الوزراء إلى «شيل ثلاجاتهم» لأسباب تتعلق بتورط منتسبين إلى وزاراتهم في أخطاء وإن كانت كبيرة، ذلك أن المطالبة نفسها ستتكرر بعد قليل مع الوزراء البدلاء.