كلما حاولت الوفاق أن تلعب دوراً تمثيلياً «ناجحاً» عبر أداء يصورها بأنها جمعية «حرة» و»مستقلة» تدافع من أجل مبادئ إنسانية سامية على رأسها العدالة والحرية، تواجه نفسها في مواقف لا تحسد عليها، مواقف لا يقع فيها إلا «العبد» المطيع لـ»سيده»، المحكوم بـ»جنته» و»ناره».
الوفاق لا تجرؤ على التفوه بكلمة واحدة للتعليق على انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة في إيران. الوفاق لا تجرؤ على الحديث عن التنكيل الحاصل بحق المعارضين في إيران، ولا تنبس بحرف تجاه المعارضة الإيرانية التي تجاهد للدفاع عن نفس المبادئ والثوابت التي تدعي الوفاق أنها تدافع عنها.
أبسط شخص اليوم يمكنه أن يحرج الوفاق، يمكنه أن يجبر أفضل متحدث «مفوه» فيها على التلعثم وبلع لسانه المرة تلو الأخرى. يكفي أن تتحدث عن إيران حتى «تتلخبط» خرائط من يتحدث. يكفي أن تسأله عن إيران حتى تجد صوته الصارخ يتحول لـ»همس»، يكفي أن تحدثه عن ولائه للولي الفقيه حتى يتحدث باستماتة ويتوسل بأن «أبعدوا إيران عن الموضوع».
المناضل المدافع عن حقوق الناس مهما كانت ألوانهم وأشكالهم ومذاهبهم يفترض أن يكون خطابه واحداً ثابتاً، لا أن يتلون بحسب النظام الذي يواليه، ولا بحسب من يسلم له ناصيته، أو يدين له بالولاء المذهبي.
عندما يأتي الحديث عن إيران «تُحرج» الوفاق وتسكت ولا تتحدث، بعدها «تزعل» عندما يشار لتبعيتها وولائها للولي الفقيه الإيراني، تبعية سياسية قبل أن تكون تبعية دينية. إن كانت إيران تحرجهم، فسوريا النازفة دماً طاهراً «تفضحهم».
سوريا تفضحهم لأن الوفاق لا تجرؤ على وصف بشار الأسد بالأوصاف التي تصفها بقية الأنظمة ومن ضمنها النظام البحريني. هل تجرؤ الوفاق على وصف بشار الأسد بالديكتاتور وقاتل شعبه؟! هل تجرؤ على الدفاع باستماتة وقوة عن الشعب السوري بالأخص السنة منه الذين يقتلون ووصلت أعدادهم لتفوق الـ40 ألفاً؟! على فكرة، هذا العدد ألا يمكن للوفاق أن تصفه بـ»المجزرة»؟!
هم أصدروا كلمات خجلى بشأن الوضع في سوريا، داروا وناوروا فيها حتى لا يدينوا إجرام بشار الأسد، اضطروا لإصدارها لأننا كما قلنا، الوضع السوري وموقفهم منه يفضحهم، يكشف عنصريتهم وطائفيتهم وولاءهم لإيران والتزامهم بأوامر المرشد الأعلى الموجهة لـ»خدمه» من ولي فقيه و»مقدسين» له.
إيران تدعم نظام الأسد الدموي، وحزب الله ذراع الخامنائي العسكري يقتل السوريين مع نظام الأسد، وعليه كيف يمكن للوفاق أن تخالف أسيادها؟!
موقفكم من إيران يحرجكم لأن قنوات العالم والمنار وبرس تي في لم تقصر معكم، وقامت مشكورة بتقديمكم على أنكم الطابور الخامس الخائن في البحرين، وموقفكم من سوريا يفضحكم، لأنه يبين بالضبط علاقة «العبد» بـ»السيد».
كل هذا ويتضايقون إن تم التشكيك في ولائهم للبحرين وانتمائهم.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}