في كل جلسة لمجلس النواب تطرح مواضيع كثيرة حتى تصبح الجلسة شبيه بالكوكتيل، ولا أعرف كوكتيلاً طازجاً أو «محمض»، عموماً أنا من أنصار الكوكتيل اللبناني..!
كتبت أمس أن موضوع الميزانية انتهى، فلا ينتظر أحد زيادة الرواتب، انتهى موضوع الزيادة (ولو أحد عطاني الميزانية.. جان طلعت لكم زيادة)!
النائبة الأخت سمية الجودر قالت أمس إن بعض الأطباء في السلمانية حولوا 15 ألف مريض بالسكلر إلى مدمنين لمصالح سياسية وتجارية، والله لو أن هذا الأمر حدث في دولة أخرى لعلق الأطباء المجرمون على المشانق؛ لكن أنتم وأنا نعلم أين نحن..!
حين كنا نقول إن مستشفى السلمانية مريض مرضاً عضالاً لم نكن نتجنى على وزارة الصحة (بتعاقب الوزراء)، فما يحدث اليوم من تمييز في التوظيف كشفته الإحصائيات الأخيرة أمر موجع لكل أهل البحرين، والأنباء تأتي من هناك بأن الأمر كما كان سابقاً؛ بل وربما أسوأ.
الدولة تدفع ملايين الدنانير لشراء الأدوية، لكن أين تذهب هذه الأدوية؟ يا حكومة ويا مجلس نواب حققوا أين تذهب الأدوية ففي ذلك هدر للمال العام.
حين يقال لنا إن ميزانية مستشفى الطب النفسي 10 ملايين دينار، فهذا يعني أن نسبة كبيرة من المبلغ للدواء، فأين يذهب هذا الدواء؟ ومن يصرفه؟ وتحت مسؤولية من؟
هدر المال العام يحدث بهذه الطريقة، وهذا أمر مؤسف، على الدولة أولاً أن ترى أين تذهب مبالغ دعم وشراء الدواء.
سمعت أمس أيضاً نواباً وشوريين يشكرون الحكومة على إضافة مبالغ لمعونة الغلاء، وقيل إن الدعم سيرتفع لأكثر من 300 مليون دينار، وهذا يقدر بنصف مبلغ تم دفعه العام الماضي لطيران الخليج وقدر بأكثر من 600 مليون، وهي إحدى الدفعات فقط..!
طيران الخليج تستحق الملايين، والمواطن يستحق معونة غلاء مذلة له بشروطها، كل ذلك مؤلم للناس، نعم؛ نريد شركة طيران وطنية فهذا مهم للاقتصاد وللدولة ومكانتها، لكن لا نريد شركة طيران أصبحت سمعتها المالية ملوثة بعد تاريخ طويل من السرقات والنهب والتمييز في التوظيف.
نحن في نهاية الأسبوع ولا بأس بعمود يشبه جلسة النواب «كوكتيل» لكن طازج، فقد طالب النواب بإقالة القائم بأعمال مدير شركة إدامة على خلفية قضية الشاليهات التي في حقيقتها مضحكة مبكية، فقد زادت الإيجارات بنسبة لا تحدث إلا عند تجار البحرين حين يرفعون أسعار السلع، وأكاد أجزم أن من رفع هذه الأسعار يجهل أموراً كثيرة عن البحرين، ويستحق الإقالة، خصوصاً أن الشاليهات حتى الأسبوع الماضي في حالة مزرية تماماً، حتى الإضاءة تكاد تختفي، ويقال لك تطوير، هذه مصيبة حقيقية، ويبدو أن المسؤولين عن إدامة لا يزورون الشاليهات ويسمعون من الناس مشاكلهم، إعادة الشاليهات للبلدية أفضل بكثير رغم أن البلدية لم تطور الشاليهات، لكن الأسعار كانت مرضية.
على المسؤولين أن يفكروا بعقلانية في هذه الزيادة الظالمة المجحفة (كفاية ما في زيادات.. بعد زيادة إيجارات على مكان لا يصلح حتى للقطط)..!
لو أن هناك محاسبة حقيقية في هذا الوطن لما حدث لنا ما حدث، لكن هذا حالنا؛ من يرتكب أخطاء في حق الوطن والمواطنين يكافأ ويرقى وربما يقال له (كفو عليك)..!
أعود إلى ما قاله أمس الأول الأخوة النواب، وكلهم يتحسر على عدم احترام المجلس، وأعتقد أن المجلس هو من فقد جزءاً من احترامه حين يكون الأداء ضعيفاً، وحين يعجز المجلس عن تعديل اللائحة الداخلية، فهذا مثل بسيط، كيف تسقط الأسئلة بانتهاء دور فصل تشريعي؟
الأخ الشيخ جاسم السعيدي يقول إنه لم يسأل حتى سؤالاً واحداً وذلك لاستخفاف الوزراء بالإجابة، وأنا هنا اختلف مع الشيخ تماماً، أنت تسأل وتستخدم أدواتك التشريعية، وإذا ما أخل الوزير بالإجابة فإن لديك أدوات أخرى مثل لجان التحقيق والاستجواب، أما أن لا نسأل لأن الوزراء يستخفون بالمجلس فهذه كارثة مزدوجة وأنت حققت للوزراء ما يريدون.
أيضاً قال الأخ النائب علي الدرازي إن الأمن الغذائي في خطر بسبب المطحنة (أي مطحنة الدقيق) القديمة جداً..!
وأنا أقترح أن تشكل جمعية الزوجات (للطحنة) وسوف ينتجون دقيقاً ناعماً، الزوجة البحرينية تتقن الطحن تماماً..!
والله لا أعرف شيئاً يستحق الإشادة، كل شيء في كارثة، إذاً ماذا كان يعمل المسؤولون كل هذه السنوات؟
نطالب بأن يتم تشكيل حكومي جديد يقوم على وزراء شباب أكفاء لديهم الطموح ولديهم وطنية وحب للبحرين، مع احترامي للوزراء الحاليين، لكن بعض الوزراء يجب أن يترجل.
أطباء يحولون المرضى إلى مدمنين، وميزانية للدواء لا نعرف كيف تصرف وأين يصرف الدواء، ومطحنة الدقيق (قديمة)، والبعوض صار قضية وطنية، والناس تتخطى الإشارة الحمراء بعين قوية، وشركة إدامة تريد تهجير الناس من الشاليهات بزيادة الإيجارات، بلد روعة.. تستحقون شهادة الآيزو للكفاءة وحبكم للوطن المواطن..!
رذاذ
وزير حقوق الإنسان الأخ صلاح علي يقول في إجابته بمجلس النواب على سؤال السماح للمنظمات الخارجية بزيارة البحرين؛ إن الوزارة أوقفت حالياً التصاريح بعد دخول هومين رايتس وذلك لوضع معايير للزيارات..!
طيب يا سعادة الوزير، وما دام ما عندكم معايير كيف سمحتم بزيارات هيومن رايتس؟
مو قلنا البلد كوكتيل..!
- أحد الأخوة أرسل لي أمس صورة لبيض يقول أنه يباع بالأسواق ومكتوب على البيضة بالإنجليزي «إيران».. إن صح هذا الخبر فلا أعرف ماذا أقول..!
بيض من إيران، وخضروات من إيران، يعني تاكل «بيض وطماط» وتلقى نفسك تحذف مولوتوف في شارع البديع..!