بحثت في كل الديانات السماوية والفلسفات الروحية، وقرأت للحكماء والكهنة والمتنورين، فلم أجد إلا شيئاً واحداً، شيئاً بسيطاً جداً تستطيع أن تكون من خلاله سعيداً طوال أيام حياتك؛ إنه الرضا.
فأنت تنهض من نومك ممتلئاً بالراحة بعد جرعة نوم كاملة، تشعر بخلاياك ممتلئة، وصدرك منشرح، تستقبل يومك بكوب شاي بالحليب، تصبح على من في البيت مبتسماً كأشعة الفجر تلامس جلد الأرض.
أنت هنا الآن، ماضيك يجلس في غرفة الذاكرة البعيدة لكنك تستعيد أمراضه ومشاكله وهمومه، مستقبلك يتشكل في مكان آخر. أنت الآن هنا تملك كل شي، ذاتك المنفتحة على الدنيا، دنيا تأتيك بخيراتها. أنت الآن هنا تقرأ عمودي (بنادر).
لابد أن تكون فرحاً لأنك تملك عيناً تقرأ بهاً، وتملك وعياً يفهم أسرار الكلمات التي تقرأ، أنت أفضل من ملايين الناس في العالم، أنت أكثر صحة من ملايين الناس الذين يلفون مستشفيات العيون ويستخدمون آلاف الأدوية الكيميائية والوصفات الشعبية، ألا يدعوك هذا للرضا التام عن حياتك وعن ذاتك وعن معنى وجودك في هذا المكان بالذات وفي هذا الزمان بالذات.
أنت تملك الآن هنا كل هذه الأشياء العظيمة التي يفتقدها الملايين على كرتنا الأرضية.
يقول الدكتور عايض القرني: «الرضا بوابة السعادة ومفتاح الراحة والطريق إلى السلامة والسلّم إلى العافية، ارضَ عن الله في أحكامه وأقداره، تقبل ما يأتيك به القضاء، سلّمْ أمرك لرب الأرض والسماء، كن ساكناً في الضراء والسراء والشدة والرخاء، ارضَ بما كتب عليك من المكارة لتتحول إلى مكارم، ارضَ بالمحن لتصبح منحاً، ارضَ بالبلايا لتصير عطايا، تلذذ بالألم في سبيل الله، تمتع بالمرض في طاعة الله، تذوق الفقر لمرضاة الله حينها تجد حلاوة الرضا وطعم اليقين وثمرة الصبر وعاقبة الشكر، إياك والتسخط فإنه دمار للشخصية واعتراض على القضاء وعصيان لله ومتصادمة لسنن الكون، وتذمر من المقدور، ومحاربة للفطرة، ارضَ بالحياة حلوها ومرها عسرها ويسرها، غناها وفقرها، صحتها ومرضها، ارضَ بأصدقائك فمحاسنهم تغطي مساوئهم، فإنك لست المبرأ من كل عيب ولا السليم من كل ذنب، ارضَ بزوجتك فإيجابياتها تنسيك سلبياتها وقد رضيت بك على ما فيك من عوج وما عندك من أخطاء، ارضَ ببيتك فغرفة في هناء تقيك البرد وحرارة الشمس أفضل من إيوان كسرى، ارض بخبزك الدافئ فهو مع الأمن والسكينة والعافية ألذ من موائد البرامكة، ارضَ بثوبك ولو كان بالياً فإنه مع التقوى والشرف أجمل من بردة النعمان بن المنذر، ارضَ برجليك مركباً وعصاك متكأ فإنها مع الصحة والستر والسلامة أعز من موكب هارون الرشيد، ارضَ بوظيفتك فإنها مع البساطة واليسر وسد الحاجة أجمل من وزارة أبي مسلم الخراساني، المهم أن تكون راضياً، فإن لم تفعل فماذا تفعل؟ هل عندك حيلة غير الرضا؟ هل عندك سلم ترتقي به إلى السماء؟ هل لديك نفق تدخل به أعماق الأرض فتفر من المكتوب؟ هل معك وصفة سحرية تلقف ما يأفكون؟ ليس عندك إلا الرضا، فكن راضياً باسماً».
إن الرضا متوفر في الحياة مثل توفر الهواء، ولا يحتاج إلى أن تبحث عنه في خارجك، لا يحتاج أن تذهب إلى جبال التبت أو تصرف عليه الأموال، إنه في داخلك، ما عليك إلا أن تستدعيه لتراه أمامك يلبي كل احتياجاتك.
إن الرضا هو ما يجعلك أقوى من كل المصاعب، وأسرع من كل الرياح، وأكثر حلاوة من عسل الملكات.
اشرب الرضا وأنت تتنفس كل ما هو رائع وجميل وطيب وخير في هذه الحياة، وستجد نفسك ملكت الدنيا بكل ما فيها من لذائذ المحبة والعطاء.
{{ article.visit_count }}
فأنت تنهض من نومك ممتلئاً بالراحة بعد جرعة نوم كاملة، تشعر بخلاياك ممتلئة، وصدرك منشرح، تستقبل يومك بكوب شاي بالحليب، تصبح على من في البيت مبتسماً كأشعة الفجر تلامس جلد الأرض.
أنت هنا الآن، ماضيك يجلس في غرفة الذاكرة البعيدة لكنك تستعيد أمراضه ومشاكله وهمومه، مستقبلك يتشكل في مكان آخر. أنت الآن هنا تملك كل شي، ذاتك المنفتحة على الدنيا، دنيا تأتيك بخيراتها. أنت الآن هنا تقرأ عمودي (بنادر).
لابد أن تكون فرحاً لأنك تملك عيناً تقرأ بهاً، وتملك وعياً يفهم أسرار الكلمات التي تقرأ، أنت أفضل من ملايين الناس في العالم، أنت أكثر صحة من ملايين الناس الذين يلفون مستشفيات العيون ويستخدمون آلاف الأدوية الكيميائية والوصفات الشعبية، ألا يدعوك هذا للرضا التام عن حياتك وعن ذاتك وعن معنى وجودك في هذا المكان بالذات وفي هذا الزمان بالذات.
أنت تملك الآن هنا كل هذه الأشياء العظيمة التي يفتقدها الملايين على كرتنا الأرضية.
يقول الدكتور عايض القرني: «الرضا بوابة السعادة ومفتاح الراحة والطريق إلى السلامة والسلّم إلى العافية، ارضَ عن الله في أحكامه وأقداره، تقبل ما يأتيك به القضاء، سلّمْ أمرك لرب الأرض والسماء، كن ساكناً في الضراء والسراء والشدة والرخاء، ارضَ بما كتب عليك من المكارة لتتحول إلى مكارم، ارضَ بالمحن لتصبح منحاً، ارضَ بالبلايا لتصير عطايا، تلذذ بالألم في سبيل الله، تمتع بالمرض في طاعة الله، تذوق الفقر لمرضاة الله حينها تجد حلاوة الرضا وطعم اليقين وثمرة الصبر وعاقبة الشكر، إياك والتسخط فإنه دمار للشخصية واعتراض على القضاء وعصيان لله ومتصادمة لسنن الكون، وتذمر من المقدور، ومحاربة للفطرة، ارضَ بالحياة حلوها ومرها عسرها ويسرها، غناها وفقرها، صحتها ومرضها، ارضَ بأصدقائك فمحاسنهم تغطي مساوئهم، فإنك لست المبرأ من كل عيب ولا السليم من كل ذنب، ارضَ بزوجتك فإيجابياتها تنسيك سلبياتها وقد رضيت بك على ما فيك من عوج وما عندك من أخطاء، ارضَ ببيتك فغرفة في هناء تقيك البرد وحرارة الشمس أفضل من إيوان كسرى، ارض بخبزك الدافئ فهو مع الأمن والسكينة والعافية ألذ من موائد البرامكة، ارضَ بثوبك ولو كان بالياً فإنه مع التقوى والشرف أجمل من بردة النعمان بن المنذر، ارضَ برجليك مركباً وعصاك متكأ فإنها مع الصحة والستر والسلامة أعز من موكب هارون الرشيد، ارضَ بوظيفتك فإنها مع البساطة واليسر وسد الحاجة أجمل من وزارة أبي مسلم الخراساني، المهم أن تكون راضياً، فإن لم تفعل فماذا تفعل؟ هل عندك حيلة غير الرضا؟ هل عندك سلم ترتقي به إلى السماء؟ هل لديك نفق تدخل به أعماق الأرض فتفر من المكتوب؟ هل معك وصفة سحرية تلقف ما يأفكون؟ ليس عندك إلا الرضا، فكن راضياً باسماً».
إن الرضا متوفر في الحياة مثل توفر الهواء، ولا يحتاج إلى أن تبحث عنه في خارجك، لا يحتاج أن تذهب إلى جبال التبت أو تصرف عليه الأموال، إنه في داخلك، ما عليك إلا أن تستدعيه لتراه أمامك يلبي كل احتياجاتك.
إن الرضا هو ما يجعلك أقوى من كل المصاعب، وأسرع من كل الرياح، وأكثر حلاوة من عسل الملكات.
اشرب الرضا وأنت تتنفس كل ما هو رائع وجميل وطيب وخير في هذه الحياة، وستجد نفسك ملكت الدنيا بكل ما فيها من لذائذ المحبة والعطاء.