المعلومات تقول إن عيسى قاسم الذي اتضح وبجلاء أنه يتمتع بـ «حصانة إيرانية» يمتلك ثلاثة بيوت في البحرين، في حين كثير من المواطنين لا يملكون حتى «عششا» يسكنونها إلا بالإيجار، وهو ما يعيد للذاكرة الورقة التي تم تناقلها خلال الأزمة لحساب «الولي الفقيه» في أحد البنوك الإيرانية التي تمتلك فروعاً في البحرين وتشير لأرقام تفوق الستة أصفار.
كل هذا يملكه «تاجر الدين» الذي يرسل الناس للشوارع ليواجهوا الدولة ويحرقوا ويخربوا تحت شعار «النضال المقدس»، في حين يصيح أنصاره وأتباعه مطالبين بالعدالة الاجتماعية التي يدعون غيابها لأن قاسم هو من يقول لهم ذلك.
بشأن ما يملك قلنا يومها «الله يزيدك»، واليوم نعدل الجملة ونقول «إيران تزيدك»، وبشأن البيوت الثلاثة، نقول «ما شاء الله على حياة الزهد وشراء الآخرة بالدنيا».
لكننا في البحرين لا نستغرب ذلك كله؛ فهؤلاء باتوا معروفين ومكشوفين، يقبلون ما يأتيهم من عطايا وما يتحصلون عليه من مزايا ولا يفصحون عن ذلك، بل يتكتمون أشد التكتم لا خوفاً من أن يتم اتهامهم بأنهم يقبلون العطايا من الدولة وأنهم مأجورون، بل حتى لا يهيج عليهم أتباعهم وبالأخص من يعانون معيشياً منهم حينما يعلمون أن مدعي الزهد ما هو إلا مليونير، ومن يورد أرقام الفقر والمعاناة المجتمعية ما هو إلا «بياع عقارات».. أرض هناك وعمارة هناك، وطبعاً لا تسألوه من أين له هذا.
لسنا أبداً ضد حقوق الناس وضد إيجاد حلول لمعاناتهم المعيشية، بل نحن ضد الفساد وضد تعطيل مشاريع تخدم الناس وضد تمكين الأجنبي على حساب المواطن، وضد الهدر المالي، لكننا ضد أن يستغل بعض «تجار الدين» و»تجار البشر»، ممن يدعون أنهم معارضون، ضد أن يستغلوا معاناة البشر ليحولوهم إلى أدوات أو «سلالم» يصعدون فوقها للوصول إلى مآربهم وأهدافهم، بعد أن يحولوا البلد لقطعة من جهنم.
هل سألتم عناصر الوفاق إن باعوا سياراتهم النيابية الفارهة ليساعدوا أقلها من فصل بسببهم؟! هل سألتموهم وهم الذين يطالبون بإسقاط الدولة ويدعون لتصفير عدادها الدستوري إن كانوا مازالوا يقبلون أن يستلموا رواتبهم التقاعدية من الدولة؟!
سيقولون «حق مكتسب»؟! إن كان حقاً فهم يعترفون بالتالي بالدولة وعليه لا يحق لهم لا المطالبة بمجلس تأسيسي ولا هدم أركانها وبنائها على مزاجهم.
ما أضاع أوروبا في العصور الوسطى إلا سطوة رجال الكنيسة وجشعهم تجاه المال والقوة بهدف السيطرة على الناس، فعاشوا هم في رفاه وجعلوا أتباعهم يعانون، وطريقة الإسكات كانت بأنه على الأتباع التوسل لديهم ليتوسطوا لهم لدى الرب أو المسيح ليغفر ذنوبهم.
نفس السيناريو تكرر في السابق، حينما تشتت الدولة الإسلامية بالاقتتال والصراع على السلطة والمال وقيادة الناس، أساس الصراع كان على حكم الناس، اختلط الحابل بالنابل وانشرخت الأمة وستظل مشروخة طالما يستغل الدين لتطويع الناس تحت إمرة «المتاجرين به».
اليوم، هؤلاء يقودون البشر من نواصيهم ويوصلونهم لدرجة «التضحية» بهم كقرابين، لا يهم إن ماتوا أو ضاعت عوائلهم، المهم الهدف، فالغاية تبرر الوسيلة، حتى لو كانت الوسيلة رمي الناس في أتون محرقة.
فقط انظروا لحالهم، ونعني من ينصبون أنفسهم عليكم كقادة معارضة وحراك سياسي، وانظروا لحالكم، واكتشفوا الفروقات المليون، ستجدون أنكم تضحون لا لأجل قضية ولا لأجل تغيير سيصلح من وضعكم، بل تضحون لأجل أن يصعد أناس على أكتافكم، ثم إن تمكنوا فإنكم في مواقعكم نفسها أتباع تؤمرون فتطيعون ومن يخالف مصيره مصير من يخالف الخامنائي في إيران.
ثلاثة بيوت ورصيد ثقيل وفوقها حصانة إيرانية، وفي النهاية يأتي الأمر بأن اذهب يا مواطن يا تابع يا مسكين وتظاهر وخرب حتى تموت من أجله وفداءً له!
{{ article.visit_count }}
كل هذا يملكه «تاجر الدين» الذي يرسل الناس للشوارع ليواجهوا الدولة ويحرقوا ويخربوا تحت شعار «النضال المقدس»، في حين يصيح أنصاره وأتباعه مطالبين بالعدالة الاجتماعية التي يدعون غيابها لأن قاسم هو من يقول لهم ذلك.
بشأن ما يملك قلنا يومها «الله يزيدك»، واليوم نعدل الجملة ونقول «إيران تزيدك»، وبشأن البيوت الثلاثة، نقول «ما شاء الله على حياة الزهد وشراء الآخرة بالدنيا».
لكننا في البحرين لا نستغرب ذلك كله؛ فهؤلاء باتوا معروفين ومكشوفين، يقبلون ما يأتيهم من عطايا وما يتحصلون عليه من مزايا ولا يفصحون عن ذلك، بل يتكتمون أشد التكتم لا خوفاً من أن يتم اتهامهم بأنهم يقبلون العطايا من الدولة وأنهم مأجورون، بل حتى لا يهيج عليهم أتباعهم وبالأخص من يعانون معيشياً منهم حينما يعلمون أن مدعي الزهد ما هو إلا مليونير، ومن يورد أرقام الفقر والمعاناة المجتمعية ما هو إلا «بياع عقارات».. أرض هناك وعمارة هناك، وطبعاً لا تسألوه من أين له هذا.
لسنا أبداً ضد حقوق الناس وضد إيجاد حلول لمعاناتهم المعيشية، بل نحن ضد الفساد وضد تعطيل مشاريع تخدم الناس وضد تمكين الأجنبي على حساب المواطن، وضد الهدر المالي، لكننا ضد أن يستغل بعض «تجار الدين» و»تجار البشر»، ممن يدعون أنهم معارضون، ضد أن يستغلوا معاناة البشر ليحولوهم إلى أدوات أو «سلالم» يصعدون فوقها للوصول إلى مآربهم وأهدافهم، بعد أن يحولوا البلد لقطعة من جهنم.
هل سألتم عناصر الوفاق إن باعوا سياراتهم النيابية الفارهة ليساعدوا أقلها من فصل بسببهم؟! هل سألتموهم وهم الذين يطالبون بإسقاط الدولة ويدعون لتصفير عدادها الدستوري إن كانوا مازالوا يقبلون أن يستلموا رواتبهم التقاعدية من الدولة؟!
سيقولون «حق مكتسب»؟! إن كان حقاً فهم يعترفون بالتالي بالدولة وعليه لا يحق لهم لا المطالبة بمجلس تأسيسي ولا هدم أركانها وبنائها على مزاجهم.
ما أضاع أوروبا في العصور الوسطى إلا سطوة رجال الكنيسة وجشعهم تجاه المال والقوة بهدف السيطرة على الناس، فعاشوا هم في رفاه وجعلوا أتباعهم يعانون، وطريقة الإسكات كانت بأنه على الأتباع التوسل لديهم ليتوسطوا لهم لدى الرب أو المسيح ليغفر ذنوبهم.
نفس السيناريو تكرر في السابق، حينما تشتت الدولة الإسلامية بالاقتتال والصراع على السلطة والمال وقيادة الناس، أساس الصراع كان على حكم الناس، اختلط الحابل بالنابل وانشرخت الأمة وستظل مشروخة طالما يستغل الدين لتطويع الناس تحت إمرة «المتاجرين به».
اليوم، هؤلاء يقودون البشر من نواصيهم ويوصلونهم لدرجة «التضحية» بهم كقرابين، لا يهم إن ماتوا أو ضاعت عوائلهم، المهم الهدف، فالغاية تبرر الوسيلة، حتى لو كانت الوسيلة رمي الناس في أتون محرقة.
فقط انظروا لحالهم، ونعني من ينصبون أنفسهم عليكم كقادة معارضة وحراك سياسي، وانظروا لحالكم، واكتشفوا الفروقات المليون، ستجدون أنكم تضحون لا لأجل قضية ولا لأجل تغيير سيصلح من وضعكم، بل تضحون لأجل أن يصعد أناس على أكتافكم، ثم إن تمكنوا فإنكم في مواقعكم نفسها أتباع تؤمرون فتطيعون ومن يخالف مصيره مصير من يخالف الخامنائي في إيران.
ثلاثة بيوت ورصيد ثقيل وفوقها حصانة إيرانية، وفي النهاية يأتي الأمر بأن اذهب يا مواطن يا تابع يا مسكين وتظاهر وخرب حتى تموت من أجله وفداءً له!