الفارق بين المعارضة الرشيدة والمعارضة غير الرشيدة هو؛ أن الأولى تشتغل سياسة والثانية لا تعرف ذلك حتى لو أرادت، الأولى تأخذ وتعطي والثانية تريد أن تأخذ فقط، الأولى تتابع التطورات في الساحة وتقوم بتقييم ودراسة الأمور والمستجدات والثانية لا تعرف مثل هذه الأمور، الأولى تنحني أمام العاصفة حتى تمر والثانية تقف في وجه العاصفة وتعتبر ذلك بطولة.
لا أعرف على وجه الدقة إن كان يتوفر لدينا معارضة من النوع الأول، لكني على يقين بأن النوع الثاني متوفر جداً، ولهذا فإن أمور المعارضة ليست بخير، وأمور البلاد كذلك، أما النتيجة المنطقية لسواد النوع الثاني من المعارضة هنا فهو أنها لن تتمكن من تقديم ما هو مفيد لهذا الشعب الذي تقول إنها تسعى لإسعاده وتطوير حياته والعمل على الاستجابة لمطالبه وتحقيق أحلامه وأمنياته، وأنها ستظل تتلقى الضربة تلو الضربة حتى تجد نفسها ذات صباح وقد انتهت.
لعل المثال التالي يوضح كم هو بعيد عن الرشد هذا النوع من المعارضة، الدولة بعدما وصلت إلى مرحلة قدرت فيها أن الطيبة لا تنفع قررت أن تقطع دابر المسيئين للوطن وللحياة وبدأت في اتخاذ خطوات عملية لمواجهة الإرهاب والتخريب منها منع التظاهر في العاصمة، فكيف تصرفت المعارضة؟
في البلدان التي يتوفر فيها معارضة رشيدة تقوم المعارضة بدراسة التطورات الجديدة، وتقول ببساطة إنه عدا أنه لا يمكن كسر قرار الدولة، خصوصاً في هذه الظروف فإننا كمعارضة لا نمتلك القدرات التي تعيننا على إعلان التحدي، وتقول إن تسيير المظاهرات في العاصمة لا يعتبر مكسباً كبيراً لأنه لا يضيف إليها بل على العكس قد يسيء إليها ويستهلك من طاقتها، فتقرر أن تتوقف عن ممارسة هذا النوع من الأنشطة في العاصمة وتعتبرها معركة صغيرة لا بأس لو خسرتها.
هذا للأسف لم يحصل هنا لسبب بسيط هو أن المعارضة التي تقود الشارع لا تمتلك الخبرة والتجربة اللتين تؤهلانها للوصول إلى مثل هذا التفكير، لذا فإنها أخذت المسألة من باب التحدي وقامت بتسيير مظاهرات (بو نفرين) في العاصمة لتقول إنها قوية وإنها لا تخاف وإنها قبلت التحدي، بل أصدرت بيانات في هذا الخصوص أعلنت من خلالها رفضها للتوصيات والقرارات.
طبعاً الحديث هنا عن ما صار يعرف باسم ائتلاف فبراير باعتباره معارضة غير رشيدة وليس عن الجمعيات السياسية التي يفترض أنها تمتلك الخبرة والتجربة ولاتزال علاقتها بالحكمة طيبة. لكن هذا الاستنتاج يقود إلى سؤال مهم هو إذا كانت الجمعيات السياسية، وخصوصاً الممتدة في الزمن، رشيدة فما الذي فعلته إزاء عدم الرشد الذي تمارسه تلك غير الرشيدة والتي سلمتها مقاليد الشارع فصارت تقوده عوضاً عنها؟
ألا يفترض أن تقوم الجمعيات السياسية -خصوصاً وأنها أعلنت أنها ستواصل حوار التوافق الوطني- بدور ما يكفي الذين يصفونها بالمعارضة الرشيدة الحرج عندما يقولون عنها كذلك؟ ألا يفترض أن تقوم الجمعيات السياسية بدور إيجابي في هذه الفترة الصعبة التي يمر فيها الوطن؟ هل من الحكمة والرشد أن تقف في وجه الحكومة التي حصلت على تفويض واضح من الشعب (عبر ممثليه في المجلس الوطني) واتخذت حزمة من القرارات وأعلنت أنها ستضرب بيد من حديد وستمنع الإرهاب والتخريب مهما كلفها الأمر؟ هل من الحكمة الوقوف في وجه العاصفة وإعلان التحدي والدخول في مواجهة مع الحكومة معروف مسبقاً الطرف المنتصر فيها؟
لا أحد «يشره» على ما يسمى بائتلاف فبراير لأن عناصره إما شباب صغير السن أو كبار تنقصهم التجربة والحكمة، لكن الجميع «يشره» على الجمعيات السياسية لو سايرت الائتلاف ففي ذلك ابتعاد عن الرشد.
لا أعرف على وجه الدقة إن كان يتوفر لدينا معارضة من النوع الأول، لكني على يقين بأن النوع الثاني متوفر جداً، ولهذا فإن أمور المعارضة ليست بخير، وأمور البلاد كذلك، أما النتيجة المنطقية لسواد النوع الثاني من المعارضة هنا فهو أنها لن تتمكن من تقديم ما هو مفيد لهذا الشعب الذي تقول إنها تسعى لإسعاده وتطوير حياته والعمل على الاستجابة لمطالبه وتحقيق أحلامه وأمنياته، وأنها ستظل تتلقى الضربة تلو الضربة حتى تجد نفسها ذات صباح وقد انتهت.
لعل المثال التالي يوضح كم هو بعيد عن الرشد هذا النوع من المعارضة، الدولة بعدما وصلت إلى مرحلة قدرت فيها أن الطيبة لا تنفع قررت أن تقطع دابر المسيئين للوطن وللحياة وبدأت في اتخاذ خطوات عملية لمواجهة الإرهاب والتخريب منها منع التظاهر في العاصمة، فكيف تصرفت المعارضة؟
في البلدان التي يتوفر فيها معارضة رشيدة تقوم المعارضة بدراسة التطورات الجديدة، وتقول ببساطة إنه عدا أنه لا يمكن كسر قرار الدولة، خصوصاً في هذه الظروف فإننا كمعارضة لا نمتلك القدرات التي تعيننا على إعلان التحدي، وتقول إن تسيير المظاهرات في العاصمة لا يعتبر مكسباً كبيراً لأنه لا يضيف إليها بل على العكس قد يسيء إليها ويستهلك من طاقتها، فتقرر أن تتوقف عن ممارسة هذا النوع من الأنشطة في العاصمة وتعتبرها معركة صغيرة لا بأس لو خسرتها.
هذا للأسف لم يحصل هنا لسبب بسيط هو أن المعارضة التي تقود الشارع لا تمتلك الخبرة والتجربة اللتين تؤهلانها للوصول إلى مثل هذا التفكير، لذا فإنها أخذت المسألة من باب التحدي وقامت بتسيير مظاهرات (بو نفرين) في العاصمة لتقول إنها قوية وإنها لا تخاف وإنها قبلت التحدي، بل أصدرت بيانات في هذا الخصوص أعلنت من خلالها رفضها للتوصيات والقرارات.
طبعاً الحديث هنا عن ما صار يعرف باسم ائتلاف فبراير باعتباره معارضة غير رشيدة وليس عن الجمعيات السياسية التي يفترض أنها تمتلك الخبرة والتجربة ولاتزال علاقتها بالحكمة طيبة. لكن هذا الاستنتاج يقود إلى سؤال مهم هو إذا كانت الجمعيات السياسية، وخصوصاً الممتدة في الزمن، رشيدة فما الذي فعلته إزاء عدم الرشد الذي تمارسه تلك غير الرشيدة والتي سلمتها مقاليد الشارع فصارت تقوده عوضاً عنها؟
ألا يفترض أن تقوم الجمعيات السياسية -خصوصاً وأنها أعلنت أنها ستواصل حوار التوافق الوطني- بدور ما يكفي الذين يصفونها بالمعارضة الرشيدة الحرج عندما يقولون عنها كذلك؟ ألا يفترض أن تقوم الجمعيات السياسية بدور إيجابي في هذه الفترة الصعبة التي يمر فيها الوطن؟ هل من الحكمة والرشد أن تقف في وجه الحكومة التي حصلت على تفويض واضح من الشعب (عبر ممثليه في المجلس الوطني) واتخذت حزمة من القرارات وأعلنت أنها ستضرب بيد من حديد وستمنع الإرهاب والتخريب مهما كلفها الأمر؟ هل من الحكمة الوقوف في وجه العاصفة وإعلان التحدي والدخول في مواجهة مع الحكومة معروف مسبقاً الطرف المنتصر فيها؟
لا أحد «يشره» على ما يسمى بائتلاف فبراير لأن عناصره إما شباب صغير السن أو كبار تنقصهم التجربة والحكمة، لكن الجميع «يشره» على الجمعيات السياسية لو سايرت الائتلاف ففي ذلك ابتعاد عن الرشد.