معروف جداً أن الشعب العربي له طابعه الخاص الذي يميزه عن غيره من شعوب العالم، ومن الطبيعي أن نجد الشعوب العربية بعضها بعضاً بينها الكثير من الاختلاف، وذلك بحكم الموقع الجغرافي وتاريخها وعاداتها وتقاليدها إلا أنه مهما كانت درجة الاختلاف متباينة فلابد أن تجد في المقابل الكثير من الأشياء المشتركة. وواحدة من تلك الأمور التي «نفخر» بها نحن العرب، عندما ينسب الطبيعة الفيزيائية للوقت بأنه «عربي»، كيف؟! بكل بساطة عندما يقوم شخص ما بدعوة شخص أو مجموعة إلى مكان ما في وقت ما، يبادره بالسؤال: «الموعد عربي أم غربي؟»، الفارق بين الكلمتين بسيط جداً من الناحية اللغوية والشكلية وهو وجود النقطة، أما في المعنى الفعلي فهو يعني الكثير جداً. لذلك نجد الكثير من المحاضرات وورش العمل تحمل عنوان «إدارة الوقت»، الأمر الذي أعطى الفرصة الكبيرة لكثير من الناس من تغيير تلك العادة السيئة التي شبوا عليها، ولاشك في أنه يوجد مجموعات أخرى تحاول أن تلحق الركب، ومجموعة أعتقد لاتزال تفكر في كيفية اللحاق به. هؤلاء ببساطة نلتقي بهم كل يوم في أوقات الذروة، أين؟! على تقاطع الإشارات الضوئية عندما ينتبهون إلى أنه باقي دقيقتين أو ثلاثة على موعدهم الذي يرتبطون به، فحينها إما أن ترى صاروخاً أرضياً يسير بسرعة 140 كلم/س أو إذا كان حظهم متعثراً فإنهم ينتظرون الإشارة الضوئية أن تتحول إلى اللون الأخضر، وهذا حقهم في السير، ولكن التصرف غير المثالي عندما تتحول الإشارة إلى اللون الأحمر أمام تلك السيارات، ويصر قائد السيارة أن يدخل في التقاطع رغم أن السير واقفاً، ورغم ذلك يتحرك هو وغيره من جهة إلى الجهة الأخرى، ويبدؤون بضرب «الزوامير»، بالرغم من إقفالهم للطريق فإنهم يريدون من السيارة التي أمامهم أن تركب أجنحة وتطير وذلك لسبب بسيط جداً أن الإشارة الضوئية تحولت إلى اللون الأخضر في الجهة الأخرى من التقاطع، ويبدأ كل منهم في مزاحمة الآخر!! لدرجة أنه مرة من المرات شارك في هذه الجولة التزاحمية حافلتان وأصبح التقاطع مقفلاً كلياً لدرجة تشعر وأنت تشاهد المشهد من بعيد أنه السد العالي، وبقدرة قادر تم إنشاؤه في وسط مدينة المنامة!!للأسف هذه المشكلة نواجهها كل يوم بسبب يقظة البعض فجأة، ورغبتهم في أن يلحقوا بارتباطاتهم في الموعد المحدد، بحسب الصيغة الأوروبية، وفي الوقت نفسه محملين وزر تأخيرهم إلى الأبرياء الذين لا دخل لهم بموعد هذا أو ذاك، وبدل أنهم يتحملون هم وزر تأخيرهم، لا يكتفون بذلك بل يحمل الجميع هذا الوزر، وتتحول المشكلة من حالة فردية إلى جماعية.وإذا قلنا إن الموعد غربي، فقط علينا ألا ننسى أن أخلاقنا عربية وهي التي تميزنا بالكثير عن باقي شعوب العالم.فلنرتقي بأخلاقنا ونحسن من تصرفاتنا ونصحح من عاداتنا بطريقة منطقية قبل أن نستيقظ بعد فوات الأوان، وحسناً فعلت مؤخراً الإدارة العامة للمرور حينما قامت بتركيب كاميرات لتصوير التصرفات الخاطئة التي يرتكبها البعض ويتحمل وزرها الكثيرون.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90