باتت الأحداث في الدول العربية غير مهمة بالنسبة للعرب، فهناك ثورة مشتعلة في سوريا، وهناك احتجاجات متصاعدة في العراق، وفوضى سياسية عارمة تمتد من تونس إلى القاهرة، وفوضى أقل حدة بكثير في اليمن. هذا هو المشهد الظاهر على الأقل الذي يمكن مشاهدته عبر شاشات التلفاز يومياً في نشرات الأخبار.
ولكن المشهد غير الظاهر والذي لا يمكن مشاهدته في التلفاز العربي والأجنبي، هو الانقسامات العربية الحادة التي مازالت قيد التشكل، ولن تظهر نتائجها قريباً، وإن كانت ملامحها شبه ظاهرة، وهي بلاشك ستقودنا لصراع مختلف من نوع جديد لم تعتد عليه الدول العربية كثيراً.
المؤشرات تشير إلى ظهور معسكرين الأول من الدول التي طالتها الفوضى، والمعسكر الآخر من الدول التي لم تطلها الفوضى السياسية. وبعيداً عن مسائل الدعم والمصالح الأجنبية المتجذرة جيداً في الدول العربية حالياً وعلاقتها بالتغيير، فإن الدول العربية التي لم تطلها الفوضى تخوض حرباً بشكل غير مباشر بين بعضها بعضاً على أرض دول الفوضى!
ومظاهر هذه الحرب تشمل التمويل المباشر وغير المباشر، والدعم العسكري، والدعم السياسي، وكذلك الدعم الإعلامي. ولكن ماذا سيحدث بعد فترة؟
استقرار الفوضى هو السمة الأبرز اليوم في النظام الإقليمي العربي، وليس متوقعاً أن تنتهي هذه الفوضى في بضع سنوات سريعة، وإنما ستستغرق وقتاً، خلالها ستتراجع الأوضاع الاقتصادية في الشرق الأوسط، وخاصة دول «الربيع العربي». وحينها سيزداد الضغط من الشعوب العربية على النخب الجديدة الحاكمة، ولن تجد هذه النخب من يدعمها مالياً، فتضطر للاقتراض من بلدان مناوئة للدول التي لم تطلها الفوضى، وبالضرورة ستكون النتيجة أن الدول العربية التي طالتها الفوضى ستكون في مواجهة مباشرة مع الدول التي لم تطلها.
هذا ما تحقق خلال الفترة الماضية، وكانت نتيجة الصراع العربي ـ العربي درجة مرتفعة من الفتور في العلاقات البينية على الأقل بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول مثل تونس وليبيا وحتى مصر. ولكن السيناريو الذي لم يحدث حتى الآن وإن كانت هناك إرهاصات مؤشرات هو التضامن بين البلدان العربية التي طالتها الفوضى لتركز جهودها على نقل الفوضى إلى الدول التي لم تطلها الفوضى، فماذا ستكون النتيجة؟
أعتقد أن النتيجة ستكون مثيرة للغاية، لأننا سنكون أمام صراع سياسي صفري تكون فيه جميع الأطراف خاسرة، والضحية هي الشعوب العربية التي ستكون وسط موجة صراع حاد من الصعوبة بمكان إيقافه، خاصة وأن هناك مقومات واضحة لدى دول «الربيع العربي» قادرة على استغلالها لضرب الدول التي لم تشهد «الربيع العربي».
{{ article.visit_count }}
ولكن المشهد غير الظاهر والذي لا يمكن مشاهدته في التلفاز العربي والأجنبي، هو الانقسامات العربية الحادة التي مازالت قيد التشكل، ولن تظهر نتائجها قريباً، وإن كانت ملامحها شبه ظاهرة، وهي بلاشك ستقودنا لصراع مختلف من نوع جديد لم تعتد عليه الدول العربية كثيراً.
المؤشرات تشير إلى ظهور معسكرين الأول من الدول التي طالتها الفوضى، والمعسكر الآخر من الدول التي لم تطلها الفوضى السياسية. وبعيداً عن مسائل الدعم والمصالح الأجنبية المتجذرة جيداً في الدول العربية حالياً وعلاقتها بالتغيير، فإن الدول العربية التي لم تطلها الفوضى تخوض حرباً بشكل غير مباشر بين بعضها بعضاً على أرض دول الفوضى!
ومظاهر هذه الحرب تشمل التمويل المباشر وغير المباشر، والدعم العسكري، والدعم السياسي، وكذلك الدعم الإعلامي. ولكن ماذا سيحدث بعد فترة؟
استقرار الفوضى هو السمة الأبرز اليوم في النظام الإقليمي العربي، وليس متوقعاً أن تنتهي هذه الفوضى في بضع سنوات سريعة، وإنما ستستغرق وقتاً، خلالها ستتراجع الأوضاع الاقتصادية في الشرق الأوسط، وخاصة دول «الربيع العربي». وحينها سيزداد الضغط من الشعوب العربية على النخب الجديدة الحاكمة، ولن تجد هذه النخب من يدعمها مالياً، فتضطر للاقتراض من بلدان مناوئة للدول التي لم تطلها الفوضى، وبالضرورة ستكون النتيجة أن الدول العربية التي طالتها الفوضى ستكون في مواجهة مباشرة مع الدول التي لم تطلها.
هذا ما تحقق خلال الفترة الماضية، وكانت نتيجة الصراع العربي ـ العربي درجة مرتفعة من الفتور في العلاقات البينية على الأقل بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول مثل تونس وليبيا وحتى مصر. ولكن السيناريو الذي لم يحدث حتى الآن وإن كانت هناك إرهاصات مؤشرات هو التضامن بين البلدان العربية التي طالتها الفوضى لتركز جهودها على نقل الفوضى إلى الدول التي لم تطلها الفوضى، فماذا ستكون النتيجة؟
أعتقد أن النتيجة ستكون مثيرة للغاية، لأننا سنكون أمام صراع سياسي صفري تكون فيه جميع الأطراف خاسرة، والضحية هي الشعوب العربية التي ستكون وسط موجة صراع حاد من الصعوبة بمكان إيقافه، خاصة وأن هناك مقومات واضحة لدى دول «الربيع العربي» قادرة على استغلالها لضرب الدول التي لم تشهد «الربيع العربي».