لا يمكن لليد الآثمة التي شاركت في قتل رجل الأمن بالحرق والحراب، لا يمكن لقتلة الوافدين والمواطنين، لا يمكن لقطاع الطرق، لا يمكن لمن نصبوا المشانق الثلاث على الدوار، لا يمكن لمن صفقوا لجمهورية «الولي الفقيه»، لا يمكن للمتخابرين مع طهران وبهرام، لا يمكن لمن يطير إلى واشنطن ويشتكي ضد الدولة ويطالب بإسقاط حكامها، لا يمكن لمن يحج إلى النجف، ويبارك للمالكي قتل ملايين من سنة العراق، لا يمكن لمن يقف مع بشار ويسمي الجيش الحر بـ»الإرهابيين»، لا يمكن لمن يدافع عن الحوثيين، ويدفع لهم الأخماس والأسداس، لا يمكن لمن جعلوا من البحرين أحداثاً، تتناقلها وكالات الأنباء، لا يمكن لمن يفبرك الأكاذيب ويرسلها إلى المنظمات الأجنبية، لا يمكن لمن يطالب بتدخل الأمم المتحدة في البحرين، لا يمكن لمن يهين النساء على طاولة الحوار، لا يمكن لمن فعل كل هذا أن يطالب اليوم وبكل جرأة مشاركة الكريم ابن الكريم، وريث المجد سليل الحسب والنسب، حفيد أحمد الفاتح، الذي يحمل أمانة تاريخ أجداده، أن يجلس مقابل هذه الوجوه التي شاهدناها على صفحة «الصحيفة الصفوية»، فهل هذه وجوه أهل للثقة أو تستحق أن يكون لها مكان في السلطة، فما هو تاريخها، وما هي أصولها، وماذا قدمت للبحرين ماضياً وحاضراً؟! فماضيها أسود، وحاضرها نار ودخان، ولن يكون مستقبلها إلا أنهاراً من الدماء.
إن شعب البحرين الحر يأبى ثم يأبى ويرفض أن ينحني لهذه الوجوه، التي صفعها الحقد وحفر ملامحها الثأر، هذه الوجوه التي تنحني لخامنئي الراعي الرسمي للمجازر المرتكبة ضد الشعب السوري، الذي أصبحت متعته سماع نياح وبكاء نساء سوريا، وتسليته مشاهدة سكينة حرسه الحاقد تقطع رقاب الأطفال الأبرياء، إنهم هؤلاء الذين يقفون اليوم على المنصة، ويريدون أن يستحوذوا على الدولة، إنهم يسعون لذلك بكل قوة وطريقة وحيلة، إنهم يسعون لشق الصف، وها نحن نسمع لحن كلامهم، فقد تجرؤوا على كبار رجالات الدولة، وأهانوا المرأة الكريمة التي وقفت في وجوههم، تصول وتجول، فإذا بهم ينهالون عليها بأوصاف مست كرامتها وشرفها ومقامها، دون أن يحاسبوا، ودون أن تتحرك حمية وغيرة عند رجل، هذا العضو الوفاقي كاظم الذي أهان السيدة الكريمة الشريفة «لطيفة القعود»، ثم يطلب اليوم ويشترط.
إنه المكر والخبث الذي يريدون أن يستدرجوا من خلاله الدولة، فتارة يخاطبون الدولة من خلال الرؤية الاقتصادية 2030، ويهددون أنه لن تكون رؤية ما دام لن يكون لهم مكان في السلطة، وهم يتصدون اليوم لإقامة سباق «الفورموولا1»، وهو جزء مهم من استراتيجية هذه الرؤية، وتارة أخرى يقولون إن «سمو ولي العهد قادر على تجسير عامل الثقة بين الحكم والشعب»، وهم من رفضوا مبادرته الأولى التي كانت بدون سقف وحد، وقابلوها بحفر الخنادق والهجوم على الديوان الملكي واحتلال المستشفيات والعاصمة والمؤسسات الاقتصادية، واليوم يتمسكنون ويتباكون بلحن الكلام.
إنهم هؤلاء اليوم المتباكون على الواقع وهم سببه، إنهم الذين فتقوا الدولة وقطعوا أوصال شعبها وأحرقوا أرضها، ثم ها هم يدعون أعداء الأمة لاحتلال البحرين كما فعل بالضبط حزبهم في العراق.