سأضم صوتي لما قاله سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد خلال زيارته مؤخراً لوزارة الخارجية، إذ حديثه يذكرني بكثير من المقالات التي كتبناها بخصوص دور السفارات البحرينية «المطلوب» في الخارج وطريقة تعيين السفراء بالأخص بعد الأزمة التي عصفت بالبحرين، وأكرر هنا وأقول «الدور المطلوب» لا الدور الحالي لبعض السفارات واقتصارها على لعب دور «المراسم» في الاستقبال والتوديع أو حضور الحفلات والمناسبات.
أجزم بأن سمو ولي العهد أكثر شخص سيقدر ما نشير له، إذ هو لعب في فترات متعددة دور «السفير المتنقل» بين الدول الكبرى ليرسخ علاقات المملكة معها ويوضح الصورة الحقيقية التي تم تشويهها من قبل الفئات الانقلابية التي مارست التضليل الإعلامي بحرية مطلقة خاصة وأنه لم يقابلها تحرك إعلامي «رسمي» قوي، أو حراك دبلوماسي «جاد» مدافع عن البحرين من قبل بعض البعثات الدبلوماسية.
في بعض الدول الكبرى الهامة والتي تتضمن سفارات بحرينية، قد يظن البعض أن تغيير الصورة الحاصلة نتيجة «جهود مضنية» ونتيجة عمل يفرض على صاحبه «عدم نوم الليل»، لكن الحقيقة تفرض علينا أن نمنح «الكريدت» لأشخاص هم أصلاً لا يريدون القيام بخطوات لخدمة بلدهم، لأشخاص خدمتهم الصدفة أو «سيستم الترضيات» ليكونوا في مواقع هي اليوم أخطر المواقع التي يجب أن تكون خط الدفاع الأول عن البحرين.
أقول ذلك لأنني سأمنح «الكريدت» لكبار قادة البلد جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد على زياراتهم الخارجية وتقوية الروابط البحرينية مع الدول الكبرى، هذه الجهود هي التي غيرت ميزان القوى على الصعيد الرسمي، ولذلك أقول إن سمو ولي العهد -الذي تحدث بخطاب مضمونه صادر عن وعي بالوضع الحاصل بالنسبة لـ»بعض» سفاراتنا وبعثاتنا- مستحق لـ»الكريدت» في هذا الجانب.
لن أغفل جهود الوزير الكفء الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية، هذا الرجل المحترم الذي بالفعل هو شخص مناسب في مكان مناسب، جهوده بارزة وواضحة، لكن من الاستحالة أن «نستنسخ» منه نسخاً ليكونوا سفراء على قدر المسؤولية حول العالم يقومون بما يفترض عليهم القيام به من أجل البحرين.
هنا من الضرورة لفت عناية قيادة البلد، وبالأخص سمو ولي العهد باعتبار أنه زار وزارة الخارجية ولأنه أكد على ضرورة زيادة البعثات الدبلوماسية لمملكة البحرين خاصة في دول العشرين الكبرى، ألفت عنايتهم لضرورة تغيير «سيستم» التعيينات في مناصب السفراء، فالمرحلة التي تمر فيها البحرين تختلف عن السابق تماماً.
في السابق كان إيفاد أية شخصية لتعمل في موقع السفير يتركز على تعيين وزير سابق أو عضو شوري لم يجدد له أو وكيل وزارة أو أي شخص يراد تقديره بهذا الموقع، لكن اليوم مواقع السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية ليست «ترفاً دبلوماسياً» يقضى بحضور حفلات وفعاليات وتعزيز «الروابط الاجتماعية» مع الطبقات «الكلاس» في هذه المجتمعات، بل أصبحت «مسؤولية جسيمة» كون المطلوب هو إبراز إنجازات البحرين الحقيقية، وتقديم الصورة الواقعية، والأهم الرد على المغالطات التي تنشر في وسائل الإعلام وغيرها المستمدة معلوماتها من الجهات «المتوفرة» ليلاً ونهاراً لتزويدهم بأي شيء سواء حقيقياً أم خيالياً فقط لأن الطرف المفترض أن يكون «أهم طرف» غائباً عن الصورة بإرادته، غائباً لأنه لا يسعى للظهور والمواجهة.
ألفت عناية سمو ولي العهد باعتباره تطرق لشأن الدبلوماسية الخارجية لضرورة هامة معنية بشأن «التخصص»، وقبل أن أفصل أدرك تماماً أن بعض المناصب السياسية لا تعنى بالتخصص بقدر ما تعنى بالقدرات الإدارية، لكن المصيبة أن يكون المعين فيها فاقداً للاثنين. ألفت عنايتكم لضرورة إيجاد أشخاص أقلها لديهم القدرات في الشأن الدبلوماسي مع قدرات إعلامية تمنحهم القوة في النقاش والرد، أقلها أشخاص يكونون قد تدرجوا في السلك الدبلوماسي وتم «التعب عليهم» في شأن تدريبهم على الجوانب الإدارية والإعلامية وفنون التعامل، أما استمرار الوضع على ما هو عليه بتحويل التعيين لطريقة لـ»التقدير والتكريم» أو «تجنب الزعل» بعد انتهاء فترة التعيين بالمناصب الداخلية، فهذا ما يجعلنا أمام مجموعة قد يصعب عليها التمثل بتوجيهات وزارة الخارجية نفسها، وقد تقفز عليها حتى، ولو سألتم يا صاحب السمو وزير الخارجية الرجل الفاضل عن أمثلة فقد تجدون، أفترض ذلك.
مسألة أخرى وهي أكثر خطورة، ما حصل خلال الأزمة كشف لنا وجود «كارثة كبيرة» في بعض الدول الكبرى حتى، إذ بعد قرابة عقد من حكم جلالة الملك والدكم للبحرين، وبعد قرابة عقد كامل على المشروع الإصلاحي مازالت بعض الدول بشخصياتها الرسمية وحتى مجتمعاتها تجهل أن البحرين فيها «مشروع إصلاحي»، لا تعرف أن ملك البحرين طرح ميثاقاً وطنياً للتصويت حصد نسبة قياسية على مستوى العالم في التوافق عليه، لا تعرف أن ملك البلاد «بيض» السجون وفتح المجال لعودة الموجودين في الخارج ودشن برلماناً وأوجد مجلساً للمرأة بل ساوى المرأة بالرجل وأوصلها لمناصب عليا، كل هذا وعديد من الإنجازات غائبة تماماً.
هنا أسأل عن السبب في كل ذلك، أليس واضحاً أنه خلل في طريقة «تقديم» إنجازات البحرين وتطوراتها من خلال الواجهة الأولى التي تمثل البلد في أي دولة بالعالم وأعني السفارات والبعثات الدبلوماسية؟!
خط الدفاع الأول عن البحرين اليوم ليس معنياً بداخل البلد، بل أول خطوط الدفاع هي سفاراتنا في الخارج، وتتغير الصورة من «التضليل» إلى «الحقيقة» المطلقة حينما يكون تعيين الأشخاص المناسبين الأكفاء وذوي القدرات المتقدمة في هذه المواقع الحساسة، وللأسف إن استمرينا في نفس الوضع فإننا سنطالب بالتالي بتكثيف زيارات وسفرات كبار المسؤولين للدول المختلفة ليكون «سفيراً متنقلاً» يسد بجهوده الثغرات الحاصلة بسبب عدم تقويم وضع بعض السفارات وأدائها.
الولايات المتحدة الأمريكية ترسل للبحرين «أشرس» سفرائها، ولا تكترث حتى ببرلمان يعترض عليه أو تظاهرات تطالب بترحيله، بينما نحن نرسل لدول هامة ومؤثرة من لا يجرؤ على الخروج في الإعلام ليدافع عن البحرين أو يرد على المغالطات ويظن أن الدبلوماسية بحضور الحفلات والفعاليات التي لا ينتج عنها أي تأثير يذكر، ولو كان، لوجدنا هذا التأثير واقعاً ملموساً.
أجزم بأن سمو ولي العهد أكثر شخص سيقدر ما نشير له، إذ هو لعب في فترات متعددة دور «السفير المتنقل» بين الدول الكبرى ليرسخ علاقات المملكة معها ويوضح الصورة الحقيقية التي تم تشويهها من قبل الفئات الانقلابية التي مارست التضليل الإعلامي بحرية مطلقة خاصة وأنه لم يقابلها تحرك إعلامي «رسمي» قوي، أو حراك دبلوماسي «جاد» مدافع عن البحرين من قبل بعض البعثات الدبلوماسية.
في بعض الدول الكبرى الهامة والتي تتضمن سفارات بحرينية، قد يظن البعض أن تغيير الصورة الحاصلة نتيجة «جهود مضنية» ونتيجة عمل يفرض على صاحبه «عدم نوم الليل»، لكن الحقيقة تفرض علينا أن نمنح «الكريدت» لأشخاص هم أصلاً لا يريدون القيام بخطوات لخدمة بلدهم، لأشخاص خدمتهم الصدفة أو «سيستم الترضيات» ليكونوا في مواقع هي اليوم أخطر المواقع التي يجب أن تكون خط الدفاع الأول عن البحرين.
أقول ذلك لأنني سأمنح «الكريدت» لكبار قادة البلد جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد على زياراتهم الخارجية وتقوية الروابط البحرينية مع الدول الكبرى، هذه الجهود هي التي غيرت ميزان القوى على الصعيد الرسمي، ولذلك أقول إن سمو ولي العهد -الذي تحدث بخطاب مضمونه صادر عن وعي بالوضع الحاصل بالنسبة لـ»بعض» سفاراتنا وبعثاتنا- مستحق لـ»الكريدت» في هذا الجانب.
لن أغفل جهود الوزير الكفء الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية، هذا الرجل المحترم الذي بالفعل هو شخص مناسب في مكان مناسب، جهوده بارزة وواضحة، لكن من الاستحالة أن «نستنسخ» منه نسخاً ليكونوا سفراء على قدر المسؤولية حول العالم يقومون بما يفترض عليهم القيام به من أجل البحرين.
هنا من الضرورة لفت عناية قيادة البلد، وبالأخص سمو ولي العهد باعتبار أنه زار وزارة الخارجية ولأنه أكد على ضرورة زيادة البعثات الدبلوماسية لمملكة البحرين خاصة في دول العشرين الكبرى، ألفت عنايتهم لضرورة تغيير «سيستم» التعيينات في مناصب السفراء، فالمرحلة التي تمر فيها البحرين تختلف عن السابق تماماً.
في السابق كان إيفاد أية شخصية لتعمل في موقع السفير يتركز على تعيين وزير سابق أو عضو شوري لم يجدد له أو وكيل وزارة أو أي شخص يراد تقديره بهذا الموقع، لكن اليوم مواقع السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية ليست «ترفاً دبلوماسياً» يقضى بحضور حفلات وفعاليات وتعزيز «الروابط الاجتماعية» مع الطبقات «الكلاس» في هذه المجتمعات، بل أصبحت «مسؤولية جسيمة» كون المطلوب هو إبراز إنجازات البحرين الحقيقية، وتقديم الصورة الواقعية، والأهم الرد على المغالطات التي تنشر في وسائل الإعلام وغيرها المستمدة معلوماتها من الجهات «المتوفرة» ليلاً ونهاراً لتزويدهم بأي شيء سواء حقيقياً أم خيالياً فقط لأن الطرف المفترض أن يكون «أهم طرف» غائباً عن الصورة بإرادته، غائباً لأنه لا يسعى للظهور والمواجهة.
ألفت عناية سمو ولي العهد باعتباره تطرق لشأن الدبلوماسية الخارجية لضرورة هامة معنية بشأن «التخصص»، وقبل أن أفصل أدرك تماماً أن بعض المناصب السياسية لا تعنى بالتخصص بقدر ما تعنى بالقدرات الإدارية، لكن المصيبة أن يكون المعين فيها فاقداً للاثنين. ألفت عنايتكم لضرورة إيجاد أشخاص أقلها لديهم القدرات في الشأن الدبلوماسي مع قدرات إعلامية تمنحهم القوة في النقاش والرد، أقلها أشخاص يكونون قد تدرجوا في السلك الدبلوماسي وتم «التعب عليهم» في شأن تدريبهم على الجوانب الإدارية والإعلامية وفنون التعامل، أما استمرار الوضع على ما هو عليه بتحويل التعيين لطريقة لـ»التقدير والتكريم» أو «تجنب الزعل» بعد انتهاء فترة التعيين بالمناصب الداخلية، فهذا ما يجعلنا أمام مجموعة قد يصعب عليها التمثل بتوجيهات وزارة الخارجية نفسها، وقد تقفز عليها حتى، ولو سألتم يا صاحب السمو وزير الخارجية الرجل الفاضل عن أمثلة فقد تجدون، أفترض ذلك.
مسألة أخرى وهي أكثر خطورة، ما حصل خلال الأزمة كشف لنا وجود «كارثة كبيرة» في بعض الدول الكبرى حتى، إذ بعد قرابة عقد من حكم جلالة الملك والدكم للبحرين، وبعد قرابة عقد كامل على المشروع الإصلاحي مازالت بعض الدول بشخصياتها الرسمية وحتى مجتمعاتها تجهل أن البحرين فيها «مشروع إصلاحي»، لا تعرف أن ملك البحرين طرح ميثاقاً وطنياً للتصويت حصد نسبة قياسية على مستوى العالم في التوافق عليه، لا تعرف أن ملك البلاد «بيض» السجون وفتح المجال لعودة الموجودين في الخارج ودشن برلماناً وأوجد مجلساً للمرأة بل ساوى المرأة بالرجل وأوصلها لمناصب عليا، كل هذا وعديد من الإنجازات غائبة تماماً.
هنا أسأل عن السبب في كل ذلك، أليس واضحاً أنه خلل في طريقة «تقديم» إنجازات البحرين وتطوراتها من خلال الواجهة الأولى التي تمثل البلد في أي دولة بالعالم وأعني السفارات والبعثات الدبلوماسية؟!
خط الدفاع الأول عن البحرين اليوم ليس معنياً بداخل البلد، بل أول خطوط الدفاع هي سفاراتنا في الخارج، وتتغير الصورة من «التضليل» إلى «الحقيقة» المطلقة حينما يكون تعيين الأشخاص المناسبين الأكفاء وذوي القدرات المتقدمة في هذه المواقع الحساسة، وللأسف إن استمرينا في نفس الوضع فإننا سنطالب بالتالي بتكثيف زيارات وسفرات كبار المسؤولين للدول المختلفة ليكون «سفيراً متنقلاً» يسد بجهوده الثغرات الحاصلة بسبب عدم تقويم وضع بعض السفارات وأدائها.
الولايات المتحدة الأمريكية ترسل للبحرين «أشرس» سفرائها، ولا تكترث حتى ببرلمان يعترض عليه أو تظاهرات تطالب بترحيله، بينما نحن نرسل لدول هامة ومؤثرة من لا يجرؤ على الخروج في الإعلام ليدافع عن البحرين أو يرد على المغالطات ويظن أن الدبلوماسية بحضور الحفلات والفعاليات التي لا ينتج عنها أي تأثير يذكر، ولو كان، لوجدنا هذا التأثير واقعاً ملموساً.