ثلاثة انفجارات حدثت في يوم واحد في البحرين، الأول في البديع؛ حيث تم تفجير إسطوانتي غاز في مبنى إحدى الشركات وتسبب في أضرار كبيرة في المبنى، والثاني في عالي؛ حيث تم تنفيذ عمل تخريبي لأبراج إحدى شركات الاتصالات وتسبب في تعطيل مصالح الناس، والثالث في الرفاع بالقرب من أحد المساجد.
ولأن مثل هذه الأحداث غريبة على البحرين وشعبها، خصوصاً أنها تمت في شهر الله، لذا فإن السؤال الذي يشغل بال البحرينيين هو؛ من الذي قام بتنفيذ هذه الانفجارات؟ ولماذا؟
في وضع كالذي نعيشه من الطبيعي أن يتهم كل طرف الآخر بأنه هو الذي يقف وراء هذه الأعمال التخريبية، فالحكومة «تتهم المعارضة»، وتقول إنها تهدف إلى إحداث الفوضى، وإن هذا يتم ضمن مخطط بات معروفاً وموجهاً من الخارج، بينما تتهم «المعارضة» الحكومة وتقول إنه شغل مخابرات يراد منه تحقيق هدف معين. في كل الأحوال فإن المتضرر الأكبر هو المواطن الذي يخسر الإحساس بالأمن والأمان ويصير عرضة لأن يكون الضحية في أي لحظة.
«المعارضة» تقول إن هذه التفجيرات من شغل المخابرات كي تتهمها -المعارضة- بممارسة العنف، ولتقول إن شعار السلمية الذي ترفعه يناقضه فعلها الميداني، وإنها تريد الاستمرار في الفوضى لأنها تموت خارجها، وتقول المعارضة أيضاً إن المخابرات تقوم بهذه الأفعال في محاولة منها لتسجيل أهداف مبكرة في مرماها كي تفشل مشروع تمرد 14 أغسطس وتقتله قبل أن يولد، وإن هذا يعني أنها خائفة من هذه الحركة وتحاول أن تجهضها، وتقول أيضاً أن الحكومة تسعى إلى إحداث شرخ طائفي جديد كي تقول إن تمرد أغسطس هو من فعل طائفة محددة وليس من فعل الشعب.
أما الحكومة فتقول إن «المعارضة» تقوم بهذه التفجيرات كي تقول إنها ما زالت تتنفس وإنها ستواصل المشوار رغم تلقيها الضربات الموجعة في الفترة الأخيرة، وإنها لا تريد الإصلاح وإنما تسعى إلى إسقاط النظام بكل الوسائل.
اتهام كل طرف للآخر بأنه وراء التفجيرات أمر طبيعي في مثل هذه الظروف التي نعيشها، وكذلك سعي كل طرف لتأكيد براءته وإثبات التهمة على الآخر. لكن لنسأل أنفسنا؛ هل يعقل أن تقوم المخابرات بهذه التفجيرات؟ ما الذي يمكن أن تجنيه من هكذا أفعال؟ وما الذي سيعود على الحكومة التي تخدمها من فوائد منه؟
شخصياً أقول إنه في مثل هذه الأوضاع التي تمر فيها بلادنا تظل كل الاحتمالات واردة، فكل خبر يحتمل الوجهين؛ الصدق والكذب. ولكني أقول أيضاً إنه لو كانت تلك التفجيرات من عمل المخابرات فإن أقل وصف يمكن أن توصف به هو أنها غبية أو على الأقل تعاني من مشكلة في قدراتها العقلية.
ما لا ينتبه إليه البعض هو أن الإعلان عن حدوث أعمال عنف يؤثر على الدولة سلباً ويعرضها لخسارة الكثير من الأموال والفرص التي لا يمكن أن تعيش في غياب الاستقرار وأعمال العنف. لهذا فإنه ليس منطقاً القول إن ما حدث من انفجارات هو من عمل المخابرات، فليس معقولاً أبداً أن تغامر الحكومة فتقبل على مثل هذه الأعمال فقط لتقول إن «المعارضة» غير سلمية وتتهمها بممارسة العنف، وليس معقولاً أبداً أن تفرط الحكومة في استقرارالبلاد وأمنها لتحقيق هذا الهدف البسيط والمتحقق أصلاً. أما القول إن التفجيرات من عمل الحكومة كي تحاصر حركة تمرد وتضيق عليها الخناق فليس مقنعاً لأن الحكومة على يقين بأن تمرد 14 أغسطس لن يضرها ولا تأثير له على الدولة، وفي كل الأحوال ليس مقنعاً اختيار المخابرات للرفاع ساحة لتوصيل مثل هذه الرسالة.
ولأن مثل هذه الأحداث غريبة على البحرين وشعبها، خصوصاً أنها تمت في شهر الله، لذا فإن السؤال الذي يشغل بال البحرينيين هو؛ من الذي قام بتنفيذ هذه الانفجارات؟ ولماذا؟
في وضع كالذي نعيشه من الطبيعي أن يتهم كل طرف الآخر بأنه هو الذي يقف وراء هذه الأعمال التخريبية، فالحكومة «تتهم المعارضة»، وتقول إنها تهدف إلى إحداث الفوضى، وإن هذا يتم ضمن مخطط بات معروفاً وموجهاً من الخارج، بينما تتهم «المعارضة» الحكومة وتقول إنه شغل مخابرات يراد منه تحقيق هدف معين. في كل الأحوال فإن المتضرر الأكبر هو المواطن الذي يخسر الإحساس بالأمن والأمان ويصير عرضة لأن يكون الضحية في أي لحظة.
«المعارضة» تقول إن هذه التفجيرات من شغل المخابرات كي تتهمها -المعارضة- بممارسة العنف، ولتقول إن شعار السلمية الذي ترفعه يناقضه فعلها الميداني، وإنها تريد الاستمرار في الفوضى لأنها تموت خارجها، وتقول المعارضة أيضاً إن المخابرات تقوم بهذه الأفعال في محاولة منها لتسجيل أهداف مبكرة في مرماها كي تفشل مشروع تمرد 14 أغسطس وتقتله قبل أن يولد، وإن هذا يعني أنها خائفة من هذه الحركة وتحاول أن تجهضها، وتقول أيضاً أن الحكومة تسعى إلى إحداث شرخ طائفي جديد كي تقول إن تمرد أغسطس هو من فعل طائفة محددة وليس من فعل الشعب.
أما الحكومة فتقول إن «المعارضة» تقوم بهذه التفجيرات كي تقول إنها ما زالت تتنفس وإنها ستواصل المشوار رغم تلقيها الضربات الموجعة في الفترة الأخيرة، وإنها لا تريد الإصلاح وإنما تسعى إلى إسقاط النظام بكل الوسائل.
اتهام كل طرف للآخر بأنه وراء التفجيرات أمر طبيعي في مثل هذه الظروف التي نعيشها، وكذلك سعي كل طرف لتأكيد براءته وإثبات التهمة على الآخر. لكن لنسأل أنفسنا؛ هل يعقل أن تقوم المخابرات بهذه التفجيرات؟ ما الذي يمكن أن تجنيه من هكذا أفعال؟ وما الذي سيعود على الحكومة التي تخدمها من فوائد منه؟
شخصياً أقول إنه في مثل هذه الأوضاع التي تمر فيها بلادنا تظل كل الاحتمالات واردة، فكل خبر يحتمل الوجهين؛ الصدق والكذب. ولكني أقول أيضاً إنه لو كانت تلك التفجيرات من عمل المخابرات فإن أقل وصف يمكن أن توصف به هو أنها غبية أو على الأقل تعاني من مشكلة في قدراتها العقلية.
ما لا ينتبه إليه البعض هو أن الإعلان عن حدوث أعمال عنف يؤثر على الدولة سلباً ويعرضها لخسارة الكثير من الأموال والفرص التي لا يمكن أن تعيش في غياب الاستقرار وأعمال العنف. لهذا فإنه ليس منطقاً القول إن ما حدث من انفجارات هو من عمل المخابرات، فليس معقولاً أبداً أن تغامر الحكومة فتقبل على مثل هذه الأعمال فقط لتقول إن «المعارضة» غير سلمية وتتهمها بممارسة العنف، وليس معقولاً أبداً أن تفرط الحكومة في استقرارالبلاد وأمنها لتحقيق هذا الهدف البسيط والمتحقق أصلاً. أما القول إن التفجيرات من عمل الحكومة كي تحاصر حركة تمرد وتضيق عليها الخناق فليس مقنعاً لأن الحكومة على يقين بأن تمرد 14 أغسطس لن يضرها ولا تأثير له على الدولة، وفي كل الأحوال ليس مقنعاً اختيار المخابرات للرفاع ساحة لتوصيل مثل هذه الرسالة.