لا يمكن أن نتجاهل الحقيقة الساطعة كالشمس تجاه السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، بل في كل العالم أيضاً، والتي تؤكد انحياز هذه الدولة إلى مصالحها ومصالح إسرائيل، ومن هنا فإننا نتعجب من بعض العرب الذين يحاولون أن يرتموا في أحضانها، ومن بعضهم الآخر الذي يريد أن يفعل كل شيء من أجل كسب ودها، حتى ولو أدى سلوكهم إلى سجودهم لها.
إن إعجابنا بالشعب الأمريكي والعلم والمدنية والتطور الحاصل في أمريكا، لا يعني بالضرورة إعجابنا بسياستها الداخلية والخارجية، فالسياسة شيء والنظام شيء مختلف تماماً، ولهذا يجب ألا نخلط الأوراق بين السياسي والمدني وبين التطور والهيمنة.
من الملاحظ لمن يتتبع التاريخ الحديث للولايات المتحدة الأمريكية، بأنه سوف يجد أن كل مشاريعها السياسية باءت بالفشل الذريع، ولم تستطع أن تحقق كامل أطماعها وسياساتها التوسعية في الدول التي حاولت غزوها والسيطرة على ثرواتها وخيراتها، بدءاً من فيتنام وانتهاء بالعراق، وما بينهما الكثير من الفشل في السياسة الخارجية لواشنطن.
في اعتقادنا أن أقل الدول استفادة من الأخطاء السياسية الخارجية على الرغم من مركزها العالمي الكبير هي الولايات المتحدة الأمريكية، ربما لأنها آمنت أنها هي الأقوى والأفضل والأغنى والأكثر عظمة من غيرها، وما ساعدها على ترسيخ هذا الوعي في فكرها السياسي المنحرف، هو انسحاق الكثير من دول العالم وشعوبها للولاءات والفروض الأمريكية التي دائماً ما تحاول أن تبين لهم بأنها الإله الجديد للعالم الحاضر، وأنها هي القوة التي لا تقهر، ومن هنا فإنها مازالت تستفيد من هذا الخضوع غير المبرر لسياستها في كل مكان.
إن ما تقوم به أمريكا في الواقع ومن خلال سياساتها الخارجية المتطرفة، هو من أبشع أنواع الانتحار السياسي، فهي ولحد الآن لم تستطع أن تثبت لنا بأنها الحاضن الآمن لكل تطلعات ورغبات الشعوب الشرقية وغيرها، وأن كل ما تطرحه من أفكار مثالية وجميلة ما هي إلا خديعة كبرى كبقية المصائد التي أوقعت من كان قبلنا في فخ خداعها، حتى انكشف زيف كل شعاراتها الرنانة، كالدعوة إلى الحرية والديمقراطية والعدالة، لأنها وبشكل بسيط ليست الأمل الحقيقي للنهضة الحضارية لشعوب ودول مازالت تعاني من انهيار تام في منظومتها السياسية والأخلاقية، بل أثبتت التجارب الحديثة أنها ليست الدولة المؤهلة لإعادة المسيرة الإنسانية لموقعها الطبيعي والريادي في العالم.
إذا كانت أمريكا ومازالت لم تستطع أن تكمل النصاب الحقيقي لاستحقاقات الشعب الفيتنامي وما ارتكبته هناك من جرائم ضد الإنسانية، وإعادة ما دمرته في تلك الدولة الصغيرة حتى ولو بالاعتذار عن كل فظائعها وفجائعها، وما تلتها بعد ذلك من مصائب ارتكبتها في أفغانستان والعراق وفي فلسطين وفي كل مكان في العالم، فإن عليها ومن منطلق المسؤولية الأخلاقية أن تفسح المجال للشعوب أن تختار مواقعها وتقرر مصيرها بعيداً عن لعبة الأمم وما تبقى في أراضينا من نفط وخيرات، ومن المؤكد كذلك أنه يجب عليها أن تكون بعيدة عن كل أشكال الفتك والقتل والخديعة وبيع السلاح لدول لا تملك قراراً واحداً في استعمالها ولو للدفاع عن نفسها. هذه هي أمريكا التي تحاول غير مخلصة أن تصدر لنا ديمقراطية هي لم تعشها بعد.
{{ article.visit_count }}
إن إعجابنا بالشعب الأمريكي والعلم والمدنية والتطور الحاصل في أمريكا، لا يعني بالضرورة إعجابنا بسياستها الداخلية والخارجية، فالسياسة شيء والنظام شيء مختلف تماماً، ولهذا يجب ألا نخلط الأوراق بين السياسي والمدني وبين التطور والهيمنة.
من الملاحظ لمن يتتبع التاريخ الحديث للولايات المتحدة الأمريكية، بأنه سوف يجد أن كل مشاريعها السياسية باءت بالفشل الذريع، ولم تستطع أن تحقق كامل أطماعها وسياساتها التوسعية في الدول التي حاولت غزوها والسيطرة على ثرواتها وخيراتها، بدءاً من فيتنام وانتهاء بالعراق، وما بينهما الكثير من الفشل في السياسة الخارجية لواشنطن.
في اعتقادنا أن أقل الدول استفادة من الأخطاء السياسية الخارجية على الرغم من مركزها العالمي الكبير هي الولايات المتحدة الأمريكية، ربما لأنها آمنت أنها هي الأقوى والأفضل والأغنى والأكثر عظمة من غيرها، وما ساعدها على ترسيخ هذا الوعي في فكرها السياسي المنحرف، هو انسحاق الكثير من دول العالم وشعوبها للولاءات والفروض الأمريكية التي دائماً ما تحاول أن تبين لهم بأنها الإله الجديد للعالم الحاضر، وأنها هي القوة التي لا تقهر، ومن هنا فإنها مازالت تستفيد من هذا الخضوع غير المبرر لسياستها في كل مكان.
إن ما تقوم به أمريكا في الواقع ومن خلال سياساتها الخارجية المتطرفة، هو من أبشع أنواع الانتحار السياسي، فهي ولحد الآن لم تستطع أن تثبت لنا بأنها الحاضن الآمن لكل تطلعات ورغبات الشعوب الشرقية وغيرها، وأن كل ما تطرحه من أفكار مثالية وجميلة ما هي إلا خديعة كبرى كبقية المصائد التي أوقعت من كان قبلنا في فخ خداعها، حتى انكشف زيف كل شعاراتها الرنانة، كالدعوة إلى الحرية والديمقراطية والعدالة، لأنها وبشكل بسيط ليست الأمل الحقيقي للنهضة الحضارية لشعوب ودول مازالت تعاني من انهيار تام في منظومتها السياسية والأخلاقية، بل أثبتت التجارب الحديثة أنها ليست الدولة المؤهلة لإعادة المسيرة الإنسانية لموقعها الطبيعي والريادي في العالم.
إذا كانت أمريكا ومازالت لم تستطع أن تكمل النصاب الحقيقي لاستحقاقات الشعب الفيتنامي وما ارتكبته هناك من جرائم ضد الإنسانية، وإعادة ما دمرته في تلك الدولة الصغيرة حتى ولو بالاعتذار عن كل فظائعها وفجائعها، وما تلتها بعد ذلك من مصائب ارتكبتها في أفغانستان والعراق وفي فلسطين وفي كل مكان في العالم، فإن عليها ومن منطلق المسؤولية الأخلاقية أن تفسح المجال للشعوب أن تختار مواقعها وتقرر مصيرها بعيداً عن لعبة الأمم وما تبقى في أراضينا من نفط وخيرات، ومن المؤكد كذلك أنه يجب عليها أن تكون بعيدة عن كل أشكال الفتك والقتل والخديعة وبيع السلاح لدول لا تملك قراراً واحداً في استعمالها ولو للدفاع عن نفسها. هذه هي أمريكا التي تحاول غير مخلصة أن تصدر لنا ديمقراطية هي لم تعشها بعد.