يقول المولى عز وجل في محكم التنزيل «يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما يذكر إلا أولوا الألباب»، صدق الله العظيم.
فارق شاسع بين أن تكون قائداً لديك من الحكمة الشيء الكثير، وبين أن تدعي القيادة معتمداً على تبعية الناس بأسلوب «الفزعة» أو «الصراخ» فيهم و»التسلط» أو استماتهم بـ «الشعارات الرنانة».
الحكمة بحسب الباحثين إما أن تكون غريزية أو مكتسبة، وهي وليدة خبرات متراكمة تأتي من خلال التعامل مع المواقف ومخالطة الناس وحسن التصرف بأفضل الأساليب. والحكماء هنا هم القادرون على التعامل مع الظروف ببعد نظر، وهم من يصدق فيهم الوصف بأن الله «فتح عليهم أبواب الحكمة ونور بصائرهم»، هؤلاء هم المؤهلون لقيادة المجتمعات نحو التطور الحقيقي.
من يتتبع سيرة رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان، ويتمعن في طريقة تعامله مع القضايا والأمور المختلفة والمعقدة خاصة، يدرك مقدار الحكمة التي يتمتع بها هذا الرجل رفيع القامة. سيدرك حجم المخزون الكبير من التجارب والخبرات التي تجعله قائداً مميزاً في موقع مهم ومؤثر معني ببناء البلد والاهتمام بشؤون مواطنيها والمقيمين فيها.
ثبات الأمير خليفة على المواقف بالأخص ما يتعلق منها في شأن البحرين وعروبتها ومصيرها مسألة نابعة من حكمة إضافة لـ«كاريزما» قيادية لدى الرجل، لم نعهد من سموه سوى الخطابات القوية الثابتة التي لا تساوم على البحرين، وتاريخه يشهد على ذلك، ابتداءً من ثباته إزاء محاولات إيران في السبعينات لابتلاع البحرين وصولاً إلى يومنا هذا الذي يشدد فيه رئيس الوزراء على قدرة البحرين على تجاوز العقبات بوعي شعبها المخلص وإصراره على التصدي لمن يضمر لها الشر.
ليس من الحكمة الانشغال بسجالات السياسة على حساب التنمية والحراك المجتمعي ومسيرة البناء، وهو ما يؤكده خليفة بن سلمان دوماً بقوله: «محاولات إشغالنا عن أولوياتنا التنموية مصيرها الحتمي الفشل لأنها ستتحطم على صخرة الإصرار الحكومي والشعبي على المضي قدماً في مسيرة التنمية والنهضة».
عبر موقعه كرئيس للحكومة، رئيس الوزراء مسؤول عن أداء الوزراء، وبعض هؤلاء للأسف لا يعملون بنفس «حيوية» و»ديناميكة» الرئيس، بل بعضهم يتلقى التوجيهات وبدلاً من المسارعة لوضعها موضع التنفيذ «ينام» عليها ويؤخرها وهو ما يوقع الضرر على المواطن، وبالتالي نرى كثيراً أن «حسم الأمور» يأتي حينما تصل المسائل إلى رئيس الوزراء. والحكمة واضحة هنا في تعامله سواء مع أصحاب المشكلة أو المعنيين من المسؤولين، بحيث يكون التوجيه حاضراً والحث على الاهتمام بالناس والنزول لهم وحل مشاكلهم بسرعة عوضاً عن التقريع الصريح واللوم بما «يهز» صورة الوزير أو المسؤول، وفي ذلك حكمة لا تصدر إلا عن رجل عركته خبرة السنين.
وسط سجال الميزانية برزت تصريحات سموه لتولد نوعاً من الارتياح لدى شريحة المتقاعدين والمتحصلين على إعانة دعم الغلاء، إذ أن تلك الشرائح اعتراها القلق بشأن مكتسباتها، وسط عملية «قذف ولقف» المشروع بين نواب وشورى وحكومة. وبالتالي الإعلان عن سرعة صرف الزيادات بأثر رجعي يطمئن المواطن الواقع ضمن فئة المستحقين بأن حقه محفوظ ولن يتأثر بالمدة الزمنية الطويلة التي استغرقتها المناقشات.
حتى في ظل التخاذل النيابي بشأن محاربة الفساد الإداري وإلقائهم اللوم على ديوان الرقابة، تأتي توجيهات خليفة بن سلمان المتجددة لقطاعات الدولة بضرورة إفادة الحكومة بشأن إجراءاتها المتبعة بخصوص ملاحظات التقارير وخطتها لتنفيذ توصياتها وتصحيح الأخطاء، وهذا من منطلق الإصلاح الذاتي بدلاً من انتظار متابعة ومساءلة السلطة التشريعية التي يبدو أنها مشغولة بأمور أكثر أهمية من محاربة الفساد وزيادة الرواتب مثل إنشاء المماشي والحدائق وغيرها!
الحكمة في موقع القيادة تتطلب متابعة شخصية لنبضات المواطن وهواجسه وهمومه، والحكيم في فكره دائماً من يتابع المنابر التي تنقل هموم الناس مباشرة دون الاعتماد مباشرة على ما ينقله الوزراء والمسؤولون، خاصة أن كثيراً منهم في مجتمعاتنا العربية اعتاد لسانه على نطق جملة «كل الأمور تمام وبخير يا طويل العمر» حتى لو كانت البلد على فوهة بركان يكاد ينفجر.
الأمير خليفة بن سلمان أسرع مسؤول في تواصله مع كل ما تنشره وسائل الإعلام بخصوص مشاكل المواطنين ومعاناتهم، جهاز المتابعة لديه متابع قوي ومميز لكل شيء وأمين في إيصاله الأمور بشكل سريع وبكل وضوح، وبالتالي تكون الإجراءات والتوجيهات سريعة وفي نفس اللحظة للتعامل مع أي وضع لخدمة المواطن.
مؤخراً نشرت صحيفتنا «الوطن» معاناة الطفل عبدالرحمن المصاب بمادة بيضاء في رأسه منعته من النطق والمشي والحبو، وكيف أن سمو رئيس الوزراء تفاعل على الفور وتدخل مباشرة لعلاجه، ما أفرح عائلته وأعاد لها البسمة، وقالت إن «البطل الحقيقي» هو سمو رئيس الوزراء. نعم هي بطولة جاءت من وراء «حكمة» في سرعة التصرف والتوجيه، في وقت نتساءل فيه بشأن عديد الحالات والقضايا عما سيكون وضعها ووضع البشر إن لم تصل لعلم رئيس الحكومة أو لم يطلع عليها مباشرة من خلال وسائل الإعلام؟!
الحكمة ضالة المؤمن، وكثير من مسؤولينا يفتقرون للحكمة في التعامل وإدارة العمل والحرص على وضع الأولويات على رأس اهتماماتهم والتي يفترض أن تتمثل بالمواطن أولا ولا شيء قبله.
لدينا في هذا البلد العزيز رجل «حكيم»، لديه عصارة خبرة مميزة لا تشترى بالمال، مسيرته تحتاج إلى توثيق يبنى على تجارب الناس وتعاملاتهم معه، هو مدرسة إدارية قائمة بحد ذاتها، نغبط من هو قريب منه ويتعلم من «حكمته» كل يوم، ونعيب على من هو بقربه لكنه عاجز عن النهل من حكمته، إذ هؤلاء خاسرون خسراناً مبيناً والدليل التخبطات والأخطاء في قطاعاتهم والبطء والفشل في التعامل مع الملمات.
{{ article.visit_count }}
فارق شاسع بين أن تكون قائداً لديك من الحكمة الشيء الكثير، وبين أن تدعي القيادة معتمداً على تبعية الناس بأسلوب «الفزعة» أو «الصراخ» فيهم و»التسلط» أو استماتهم بـ «الشعارات الرنانة».
الحكمة بحسب الباحثين إما أن تكون غريزية أو مكتسبة، وهي وليدة خبرات متراكمة تأتي من خلال التعامل مع المواقف ومخالطة الناس وحسن التصرف بأفضل الأساليب. والحكماء هنا هم القادرون على التعامل مع الظروف ببعد نظر، وهم من يصدق فيهم الوصف بأن الله «فتح عليهم أبواب الحكمة ونور بصائرهم»، هؤلاء هم المؤهلون لقيادة المجتمعات نحو التطور الحقيقي.
من يتتبع سيرة رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان، ويتمعن في طريقة تعامله مع القضايا والأمور المختلفة والمعقدة خاصة، يدرك مقدار الحكمة التي يتمتع بها هذا الرجل رفيع القامة. سيدرك حجم المخزون الكبير من التجارب والخبرات التي تجعله قائداً مميزاً في موقع مهم ومؤثر معني ببناء البلد والاهتمام بشؤون مواطنيها والمقيمين فيها.
ثبات الأمير خليفة على المواقف بالأخص ما يتعلق منها في شأن البحرين وعروبتها ومصيرها مسألة نابعة من حكمة إضافة لـ«كاريزما» قيادية لدى الرجل، لم نعهد من سموه سوى الخطابات القوية الثابتة التي لا تساوم على البحرين، وتاريخه يشهد على ذلك، ابتداءً من ثباته إزاء محاولات إيران في السبعينات لابتلاع البحرين وصولاً إلى يومنا هذا الذي يشدد فيه رئيس الوزراء على قدرة البحرين على تجاوز العقبات بوعي شعبها المخلص وإصراره على التصدي لمن يضمر لها الشر.
ليس من الحكمة الانشغال بسجالات السياسة على حساب التنمية والحراك المجتمعي ومسيرة البناء، وهو ما يؤكده خليفة بن سلمان دوماً بقوله: «محاولات إشغالنا عن أولوياتنا التنموية مصيرها الحتمي الفشل لأنها ستتحطم على صخرة الإصرار الحكومي والشعبي على المضي قدماً في مسيرة التنمية والنهضة».
عبر موقعه كرئيس للحكومة، رئيس الوزراء مسؤول عن أداء الوزراء، وبعض هؤلاء للأسف لا يعملون بنفس «حيوية» و»ديناميكة» الرئيس، بل بعضهم يتلقى التوجيهات وبدلاً من المسارعة لوضعها موضع التنفيذ «ينام» عليها ويؤخرها وهو ما يوقع الضرر على المواطن، وبالتالي نرى كثيراً أن «حسم الأمور» يأتي حينما تصل المسائل إلى رئيس الوزراء. والحكمة واضحة هنا في تعامله سواء مع أصحاب المشكلة أو المعنيين من المسؤولين، بحيث يكون التوجيه حاضراً والحث على الاهتمام بالناس والنزول لهم وحل مشاكلهم بسرعة عوضاً عن التقريع الصريح واللوم بما «يهز» صورة الوزير أو المسؤول، وفي ذلك حكمة لا تصدر إلا عن رجل عركته خبرة السنين.
وسط سجال الميزانية برزت تصريحات سموه لتولد نوعاً من الارتياح لدى شريحة المتقاعدين والمتحصلين على إعانة دعم الغلاء، إذ أن تلك الشرائح اعتراها القلق بشأن مكتسباتها، وسط عملية «قذف ولقف» المشروع بين نواب وشورى وحكومة. وبالتالي الإعلان عن سرعة صرف الزيادات بأثر رجعي يطمئن المواطن الواقع ضمن فئة المستحقين بأن حقه محفوظ ولن يتأثر بالمدة الزمنية الطويلة التي استغرقتها المناقشات.
حتى في ظل التخاذل النيابي بشأن محاربة الفساد الإداري وإلقائهم اللوم على ديوان الرقابة، تأتي توجيهات خليفة بن سلمان المتجددة لقطاعات الدولة بضرورة إفادة الحكومة بشأن إجراءاتها المتبعة بخصوص ملاحظات التقارير وخطتها لتنفيذ توصياتها وتصحيح الأخطاء، وهذا من منطلق الإصلاح الذاتي بدلاً من انتظار متابعة ومساءلة السلطة التشريعية التي يبدو أنها مشغولة بأمور أكثر أهمية من محاربة الفساد وزيادة الرواتب مثل إنشاء المماشي والحدائق وغيرها!
الحكمة في موقع القيادة تتطلب متابعة شخصية لنبضات المواطن وهواجسه وهمومه، والحكيم في فكره دائماً من يتابع المنابر التي تنقل هموم الناس مباشرة دون الاعتماد مباشرة على ما ينقله الوزراء والمسؤولون، خاصة أن كثيراً منهم في مجتمعاتنا العربية اعتاد لسانه على نطق جملة «كل الأمور تمام وبخير يا طويل العمر» حتى لو كانت البلد على فوهة بركان يكاد ينفجر.
الأمير خليفة بن سلمان أسرع مسؤول في تواصله مع كل ما تنشره وسائل الإعلام بخصوص مشاكل المواطنين ومعاناتهم، جهاز المتابعة لديه متابع قوي ومميز لكل شيء وأمين في إيصاله الأمور بشكل سريع وبكل وضوح، وبالتالي تكون الإجراءات والتوجيهات سريعة وفي نفس اللحظة للتعامل مع أي وضع لخدمة المواطن.
مؤخراً نشرت صحيفتنا «الوطن» معاناة الطفل عبدالرحمن المصاب بمادة بيضاء في رأسه منعته من النطق والمشي والحبو، وكيف أن سمو رئيس الوزراء تفاعل على الفور وتدخل مباشرة لعلاجه، ما أفرح عائلته وأعاد لها البسمة، وقالت إن «البطل الحقيقي» هو سمو رئيس الوزراء. نعم هي بطولة جاءت من وراء «حكمة» في سرعة التصرف والتوجيه، في وقت نتساءل فيه بشأن عديد الحالات والقضايا عما سيكون وضعها ووضع البشر إن لم تصل لعلم رئيس الحكومة أو لم يطلع عليها مباشرة من خلال وسائل الإعلام؟!
الحكمة ضالة المؤمن، وكثير من مسؤولينا يفتقرون للحكمة في التعامل وإدارة العمل والحرص على وضع الأولويات على رأس اهتماماتهم والتي يفترض أن تتمثل بالمواطن أولا ولا شيء قبله.
لدينا في هذا البلد العزيز رجل «حكيم»، لديه عصارة خبرة مميزة لا تشترى بالمال، مسيرته تحتاج إلى توثيق يبنى على تجارب الناس وتعاملاتهم معه، هو مدرسة إدارية قائمة بحد ذاتها، نغبط من هو قريب منه ويتعلم من «حكمته» كل يوم، ونعيب على من هو بقربه لكنه عاجز عن النهل من حكمته، إذ هؤلاء خاسرون خسراناً مبيناً والدليل التخبطات والأخطاء في قطاعاتهم والبطء والفشل في التعامل مع الملمات.