أخذت الأمور تتصاعد بترتيب مسبق، كان المشهد واضحاً، أصبحنا نحفظ لعبتهم، ونعرف تدليسهم وأكاذيبهم، فقد خرجت لنا رواية كاذبة حول المحكومة بالسجن من بعد أن كانت تنوي تفجير سباق الفورمولا1، فأخذوا يرددون ذات الكذبة وهي تمزيق ثيابها، من أكبرهم إلى أصغرهم، وأخذ عيسى قاسم يسخن، أخذ علي سلمان يتوعد بقول كلام يدينه ويسجن عليه في دولة أخرى.
كان ذلك واضحاً بالنسبة لنا من أن هذه الرواية الكاذبة خلفها أمر ما، كان أوله تحشيد العواطف واستثارتها تمهيداً إلى ما يسمى بالتمرد.
حتى وصل الأمر بعيسى قاسم إلى التحريض علانية على القتل والموت، وقال في تحريضه إن الموت لابد منه، كل ذلك المشهد والدولة تتفرج.
غير أن ما حدث من بعد تحشيد المحرضين عيسى قاسم وعلي سلمان وبقية شبيحة الوفاق هو ازدياد أعمال الإرهاب، إلى أن وصلوا بأعمالهم إلى استهداف المصلين في مسجد عيسى بن سلمان.
المسألة ليست في القبض على الفاعلين، ليس هنا بيت القصيد، فالأحكام كما ترون وتشاهدون ضعيفة ولا تردع، إنما هناك مسألة أكبر من ذلك، وهي في الرسالة التي أوصلها التفجير، وأنهم يستطيعون أن يصلوا إلى أماكن كثيرة، وأولها استهداف المصلين في صلاة التراويح، وهذا الأمر لم تستغله الدولة حتى اللحظة خارجياً.
يوم أمس أيضاً لامست تصريحات قادة البلد مشاعر الناس، فقد قال جلالة الملك حفظه الله: «إن على الجهات المختصة أن تطبق القانون على المحرضين وعلى من شارك فيها».
وهذا كنا ننتظره منذ زمن، والكرة اليوم من بعد تصريحات جلالة الملك في ملعب «الجهات المختصة» لتنفيذ التوجيهات.
كما إن تصريحات سمو رئيس الوزراء حفظه الله بعد الحادث كانت حازمة وقال «إن العمل الدنيء هو محاولة لجر البلاد إلى منزلق طائفي ومذهبي مرفوض، وإن هذا العمل تقف خلفه آلة تحريض ممنهجة لن تنجح أمام عزم حكومي وإصرار شعبي على مواجهة الإرهاب».
وأيضاً قال سمو ولي العهد أمس في تصريحات قوية وشديدة لدى زيارة مجلس الأستاذ نبيل الحمر «هناك حدود للصبر ولن نسكت عن الإرهاب، وأن هناك فئة ترفض الحوار، والحلول التوافقية»، وهذا تصريح قوي وشديد جداً لسمو ولي العهد حفظه الله، فقد لامست كلماته مشاعر الناس الرافضة لكل أنواع وأشكال الإرهاب.
وأعتقد أن تصريحات قادة البلد كانت قوية جداً بدءاً من جلالة الملك الذي قال تصريحه في وقت متأخر من الليل، إلا أن التصريح ترقبته الناس كثيراً وتداولته على مواقع التواصل الاجتماعي بقوة.
لا أعرف هل لنا أن نتحدث بشعور الناس اليوم، هل مع هؤلاء حوار؟
من يستهدف الآمنين بالإرهاب ويضع أجندات للفوضى واحدة تلو الأخرى، هل مع هؤلاء حوار؟
هل لدى من يدعم الإرهاب وتدمير اقتصاد البلد ذرة وطنية؟
الناس طالبت منذ فترة طويلة بسحب جنسيات المحرضين، ولكن الدولة لم تفعل، بل تترك أمثال علي سلمان يجول ويذهب ويحرض ويحشد إلى يوم 14 أغسطس، بكلمات وتحريض لو قاله أي شخص في دولة أخرى لأقيمت له المحاكمات.
اليوم الناس تريد سحب جنسيات المحرضين، اليوم الناس تريد من الدولة أن تقطع دابر الإرهاب، اليوم الناس تريد أن تعيش في أمان، وهذا يتطلب تصفية كل بؤر الإرهاب، لكن مع عميق الأسف الدولة لا تفعل، وإن فعلت تفعل على استحياء.
من يخطط لإحداث الفوضى اجعلوا الفوضى عنده وحوله، كل الإرهاب الذي مررنا به ولم تستطع الدولة بعد أن تمسك الخيوط الكبيرة.
لم تسكتون عمن يمول عمليات الإرهاب والدولة تعرفهم؟
لم تسمحون بالتجمعات وكأن الدولة ترخص للإرهاب بيدها، أمركم عجيب غريب، الإرهاب لا يحارب بالتصريحات أبداً، إنما يجب وضع منهاج عمل شامل وقوي وحاسم يصفي كل بؤر الإرهاب، وإلا فإن العملية الإرهابية القادمة لا نعرف أين تضرب..!
الجميع يقول اليوم «الإرهاب لا يحارب بالصوت، الإرهاب لا يحارب بالصوت» إما أن تكون الدولة جادة تماماً في قطع دابره، وإما أن نعيش الفوضى باستمرار وتدمر معيشة الناس، ويدمر الاقتصاد، فماذا أنتم فاعلون.. وإلى أين تنتظرون أن يصل الإرهاب؟