يتفنن أخواننا المصريون في استخدام الأمثلة التي تعكس واقعهم المعاش، ومن هذه الأمثال ما يتكرر دائماً في الأفلام والمسلسلات مثل القول: «أنا المخ وأنت العضلات»، وهي جملة تصدر عادة عن «المعلم» أو «قائد العصابة» أو «العقــل المدبر» لأي جماعة، وهدفها بيان أنه هو «المخ» الذي يضع المخططات والاستراتيجيات وأن أتباعه هم «العضلات» التي تنفذ باستخدام القوة بمعزل عن العقل.
ما يحصل لدينا في البحرين هو تجسيد واضح لهذا المثل، فهناك من وضع نفسه في موقع «المخ» فهو يخطط ويرسم ويضع الخطط والأفكار، ثم يستخدم أتباعه «العضلات» لينفذوا مخططاته.
وفي كل الأحوال فإن التضحية بـ «العضلات» أمر عادي وغير مهم بالنسبة لمن يخطط، كونه يدرك بأن «تنمية العضلات» سهلة جداً، خاصة حينما يتم استخدام «مقويات» و»تركيبات» و»مكملات غذائية» وفي حالتنا هذه يستعاض عنها بالتحريض واللعب في العقول وتحميسهم بالشعارات ودغدغة مشاعرهم سواء بـ «الحمية» أو «الشهادة» ودخول الجنة.
«العضلات» في البحرين هي التي تنفذ، هي التي تقوم بالتخريب والإرهاب، وكثير من هؤلاء الذين يكونون في موضع «العضلات» هم من المراهقين وصغار السن والشباب الذين يرون فيما يفعلون بطولة، لأن «المخ» هو من يفكر عنهم ويقول لهم ما يفعلون ويوهمهم بأن ما يفعلونه هو مطابق لما يقوم به المناضلون والمجاهدون في سبيل الله.
بينما من يلعب دور «المخ» يجلس في موقعه آمناً مطمئناً، يحمي أبناءه ولا يدفع بهم في الصفوف الأمامية مثلما يدفع بأبناء الناس، يتنعم هو بالمزايا والمكاسب من خلال «تقربه» من الدولة تارة، ومن مناهضتها أو ممارسة «الضغط» عليها تارة أخرى، وفي نهاية المطاف فإن ما يأمله «المخ التحريضي» هو بلوغ مراميه من خلال مخططاته وباستخدام «العضلات المغرر بها»، بالمعنى الواضح هو من سيتسيد القرار وهو من سيجلس على الكراسي وهو من سيستفيد على كافة الأصعدة، بينما من لعب دور «العضلات» سيظل يمارس لعب نفس الدور، أي دور «العضلة» التابعة لما يصدر عن «المخ» من إشارات.
المفارقة في المشهد البحريني أن من يلعب دور «المخ» ليست لديه مشكلة إن خسر «عضلاته»، أو بالأصح «بعضاً منها»، إذ هي أصلاً «عضلات» غير ملتصقة بالجسد، أي «عضلات زائدة»، تستخدم كما «المحارم الورقية» ترمى بعد استخدامها ويستعاض عنها بمحارم جديدة، لا يهم إن حرقت، قتلت، أصيبت أو عوقبت، المهم أن تؤدي الدور المطلوب عنها وهو «حماية المخ» حتى لو فدته بأرواحها.
المشكلة أن «الأمخاخ الانقلابية» كثرت، وبينها صراعات تاريخية مازالت مستمرة، سواء أكانت هذه «الأمخاخ» في الداخل أو الخارج، وبدليل أن من يريد الاستفراد بالساحة هنا في داخل البحرين خرج قبل أسابيع وقال إن منافسيه السياسيين -وأغلبهم موقوفون في السجن- على رأسه وأنه يضع الخلافات جانباً، في مناورة «لغوية» سرعان ما كشفت وتمت تعريتها من قبل «عضلات» تلك «الأمخاخ» وهي التي تربت بشكل واضح من قبل من يوجهها على اكتشاف محاولات «المخ الوفاقي» القفز على حراكها وسرقة المشهد منها، فطال متحدث الوفاق سيل من الشتائم والتخوين.
«أمخاخ» في الداخل «وأمخاخ» في الخارج، و»عضلات» بدأت تعمل بلا إدراك أنها تحرق بلدها ومعه تحرق مستقبلها وتراهن على عراق جديد لا يعرف أهله الهناء والعيش الآمن مهما كانت الوعود والجهود.
«الأمخاخ» التي لدينا تقول لأتباعها: نحن نخطط وأنتم تنفذون. وحينما تفشل «العضلات» ويقبض عليها يدخل «المخ الانقلابي» حالة «اللاوعي» وحالة «الإنكار والتنصل» والادعاء بأن لا علاقة له بما حصل.
الدولة تعرف كل ذلك وتراقب، تتحرك لحماية المجتمع والقبض على «العضلات» التي تمارس الإرهاب وحولته إلى هواية، لكن القضية لا تكمن هنا، إذ حتى «تشل» «العضلات» لابد وأن توقف الإشارات العصبية التي تصلها من «المخ المحرض».
{{ article.visit_count }}
ما يحصل لدينا في البحرين هو تجسيد واضح لهذا المثل، فهناك من وضع نفسه في موقع «المخ» فهو يخطط ويرسم ويضع الخطط والأفكار، ثم يستخدم أتباعه «العضلات» لينفذوا مخططاته.
وفي كل الأحوال فإن التضحية بـ «العضلات» أمر عادي وغير مهم بالنسبة لمن يخطط، كونه يدرك بأن «تنمية العضلات» سهلة جداً، خاصة حينما يتم استخدام «مقويات» و»تركيبات» و»مكملات غذائية» وفي حالتنا هذه يستعاض عنها بالتحريض واللعب في العقول وتحميسهم بالشعارات ودغدغة مشاعرهم سواء بـ «الحمية» أو «الشهادة» ودخول الجنة.
«العضلات» في البحرين هي التي تنفذ، هي التي تقوم بالتخريب والإرهاب، وكثير من هؤلاء الذين يكونون في موضع «العضلات» هم من المراهقين وصغار السن والشباب الذين يرون فيما يفعلون بطولة، لأن «المخ» هو من يفكر عنهم ويقول لهم ما يفعلون ويوهمهم بأن ما يفعلونه هو مطابق لما يقوم به المناضلون والمجاهدون في سبيل الله.
بينما من يلعب دور «المخ» يجلس في موقعه آمناً مطمئناً، يحمي أبناءه ولا يدفع بهم في الصفوف الأمامية مثلما يدفع بأبناء الناس، يتنعم هو بالمزايا والمكاسب من خلال «تقربه» من الدولة تارة، ومن مناهضتها أو ممارسة «الضغط» عليها تارة أخرى، وفي نهاية المطاف فإن ما يأمله «المخ التحريضي» هو بلوغ مراميه من خلال مخططاته وباستخدام «العضلات المغرر بها»، بالمعنى الواضح هو من سيتسيد القرار وهو من سيجلس على الكراسي وهو من سيستفيد على كافة الأصعدة، بينما من لعب دور «العضلات» سيظل يمارس لعب نفس الدور، أي دور «العضلة» التابعة لما يصدر عن «المخ» من إشارات.
المفارقة في المشهد البحريني أن من يلعب دور «المخ» ليست لديه مشكلة إن خسر «عضلاته»، أو بالأصح «بعضاً منها»، إذ هي أصلاً «عضلات» غير ملتصقة بالجسد، أي «عضلات زائدة»، تستخدم كما «المحارم الورقية» ترمى بعد استخدامها ويستعاض عنها بمحارم جديدة، لا يهم إن حرقت، قتلت، أصيبت أو عوقبت، المهم أن تؤدي الدور المطلوب عنها وهو «حماية المخ» حتى لو فدته بأرواحها.
المشكلة أن «الأمخاخ الانقلابية» كثرت، وبينها صراعات تاريخية مازالت مستمرة، سواء أكانت هذه «الأمخاخ» في الداخل أو الخارج، وبدليل أن من يريد الاستفراد بالساحة هنا في داخل البحرين خرج قبل أسابيع وقال إن منافسيه السياسيين -وأغلبهم موقوفون في السجن- على رأسه وأنه يضع الخلافات جانباً، في مناورة «لغوية» سرعان ما كشفت وتمت تعريتها من قبل «عضلات» تلك «الأمخاخ» وهي التي تربت بشكل واضح من قبل من يوجهها على اكتشاف محاولات «المخ الوفاقي» القفز على حراكها وسرقة المشهد منها، فطال متحدث الوفاق سيل من الشتائم والتخوين.
«أمخاخ» في الداخل «وأمخاخ» في الخارج، و»عضلات» بدأت تعمل بلا إدراك أنها تحرق بلدها ومعه تحرق مستقبلها وتراهن على عراق جديد لا يعرف أهله الهناء والعيش الآمن مهما كانت الوعود والجهود.
«الأمخاخ» التي لدينا تقول لأتباعها: نحن نخطط وأنتم تنفذون. وحينما تفشل «العضلات» ويقبض عليها يدخل «المخ الانقلابي» حالة «اللاوعي» وحالة «الإنكار والتنصل» والادعاء بأن لا علاقة له بما حصل.
الدولة تعرف كل ذلك وتراقب، تتحرك لحماية المجتمع والقبض على «العضلات» التي تمارس الإرهاب وحولته إلى هواية، لكن القضية لا تكمن هنا، إذ حتى «تشل» «العضلات» لابد وأن توقف الإشارات العصبية التي تصلها من «المخ المحرض».