ألا تزال دولتنا مطالبة بضبط النفس في التعامل مع الإرهابيين الانقلابيين الذين «لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة»! ألا تزال دولتنا مطالبة بتخفيف أحكام العقوبة بالسجن عمن خان الوطن! وبإسقاط أحكام الإعدام في حق من أجرم وقتل!
تلك أسئلة يطرحها شرفاء الوطن كثيراً، وبالتحديد في الآونة الأخيرة، ويوجهونها إلى أمريكا ودول الغرب التي استنكرت وأدانت والتي لم تستنكر ولم تدن العنف والإرهاب الذي يمارس في مملكة البحرين، وآخره التفجير الإرهابي الغاشم الذي استهدف به المصلون في مسجد الشيخ عيسى بالرفاع، وما فتئنا ننتظر إجابة شافية من المعنيين الآن وبعد مضي ثلاثين شهراً على أعمال العنف الممنهج على يد الانقلابيين الراديكاليين، ذلك العنف الذي لم تسلم منه ملة ولا دين، ولم يسلم منه الأبرياء من المدنيين والعسكريين المنوط بهم حفظ النظام ومكافحة أعمال الشغب، ولم تسلم منه دور العبادة في شهر رمضان المبارك، فلم تمنعهم حرمته عن ارتكاب الجرم الكبير -في رفاع العز- بتفجيرهم السيارة المسروقة بجوار مسجد الشيخ عيسى، الذي كان يعجّ بالمصلين شيبةً وشباباً رجالاً ونساء وأطفالاً، ما جرم هؤلاء المصلين الذين استهدفت أرواحهم! ولولا لطف الله وعنايته لقضوا على يد الإرهابيين الراديكاليين.
إنّ هدف الإرهابيين والمحرّضين بات جلياً هو زعزعة السلم الأهلي وإشعال الحرب الأهلية بين المواطنين، وجرّهم إلى النفق الطائفي، إذاً فهو استنساخ للتجربة العراقية بحذافيرها من خلال تفجير مساجد أهل السنة والجماعة وقتل المصلين فيها.
إنّ هذا العمل الإرهابي المشين لا يمكن أن يتم إلا بفعل المحرّضين على العنف، ولا يمكن أن يتأتى إلا عبر أذرع إيران ومخالبها في البحرين، ولا يمكن نسبته إلى شباب متهور لا يحسن التفكير والتدبير.
إنّ هذه الجريمة النكراء تمّ الإعداد لها وتنفيذها بروية ودناءة على يد من يحرّض على العنف، ويدعو إلى زهق أرواح كل من يخالفه، وهذه نتيجة حتمية للإفلاس السياسي بعد تقلص وانحسار الأتباع. لقد زعم أحد كبار المحرّضين إفكاً وزوراً خلال اتصال هاتفي له مع إحدى الفضائيات المشبوهة في تعليق له على تفجير مسجد الشيخ عيسى بأن هذا المسجد لا يفتح إلا في المناسبات، ولا تقام فيه إلا صلاة العيد، ولم يكن أحد في المسجد أثناء التفجير. وهذا قول يخالف الصواب جملة وتفصيلاً لأن مسجد الشيخ عيسى جامع تقام فيه صلاة الجمعة، كما تقام فيه صلاة التراويح وصلاة العيدين. إنّ ادّعاء هذا المحرّض تبرير ضمني للأيدي الآثمة التي خططت والتي نفذت العمل الإرهابي، أليس هذا الكذب نابعاً من ثقافة «قم» التي يؤمن بها ويمارسها هؤلاء الإرهابيون «اكذب اكذب اكذب حتى يصدقوك»؟ أما ثقافة الشرفاء الأسوياء نابعة من «قل الحق ولو كان على نفسك». حقاً بحت أصواتنا ويبس ريقنا ونحن نردد: «من أمن العقوبة أساء الأدب».