يقول علي سلمان: «الشعب أقوى من النظام، وإن الشعب لم يستخدم نصف قوته، وإن النظام يرتعد من الناس وسيستمر يرتعد من الناس»، هذا ما قاله وسيقوله؛ فقد قال الكثير، بالأمس قال «لا تعطوا النظام أي أهمية فهو لا يستطيع أن يفعل أكثر مما فعل»، لماذا يقول هذا؟ يقول هذا لأنه يقول ما يقول ويتطاول بلسانه ويشتم ويعتدي ويحرق ويقتل ويفجر، وهو جالس متنعم لا تمس منه شعرة ولا يجرح له خاطر ولا يتطاول عليه أحد ببيان ولا بنصف بيان، لا من دولة ولا من جمعية ولا من تجمع ولا من نادٍ ولا من سياسي، بل يرى نفسه محبوباً ومقبولاً، تستقبله مجالس بعض أهل السنة وتأخذه بالأحضان، كما تلتقط له الكاميرات صوراً للتذكار ويصبح سيد المجلس، ثم يأتي إلى المحرق ويقول ما يقول ويتطاول بالإثم والعدوان ثم يعود إلى منزله كما جاء، ومرة أخرى يذهب إلى مدينة حمد ويهذي ويتكلم بكل سهولة ونعومة ويقول «إن النظام يرتعد من الناس وسيستمر يرتعد من الناس».يقول النظام سيستمر يرتعد من الناس، لأن النظام أعاد الأوضاع إلى أحسن مما كانت عليه قبل 14 فبراير 2011، لأن النظام كافأ الانقلابيين بعودتهم إلى أعمالهم معززين مكرمين بزيادات ومكافآت.وعلى سبيل المثال؛ إحدى الشركات التي كافأت المتمردين الذين شاركوا في العصيان بترقيات وسفرات وحوافز ومكافآت ومراكز، في الوقت الذي قامت به بالتضييق على الشرفاء والانتقام منهم، فقد قام أحد المديرين بالضغط على أحد الموظفين الشرفاء وعرض عليه 100 ألف دينار مقابل خروجه على التقاعد، كما قام بإلزامه بمراجعة الملفات وحدد له 3 أيام كي ينتهي منها، وقال له بالحرف؛ هؤلاء الموظفون جميعاً جلوس وأنك ستقوم بالعمل لوحدك، يريد أن يتخلص منه، لأنه كشف ألاعيبهم وكشف عقوداً خفية فيها شريك بحريني وشريك خليجي قد يكونان من دعم المؤامرة الانقلابية، فهذا ما يقصده علي سلمان عندما يقول «إن الشعب أقوى من النظام»، الشعب الذي يعتمد عليه علي سلمان في المؤسسات الحكومية والشركات الحيوية التي هي عصب الدولة وحياتها.يقول النظام سيستمر يرتعد من الناس، لأن الانقلابيين حصلوا على مكافأة 1000 دينار وهم في الدوار يهتفون بإسقاط النظام، وبعدما خرجوا ذهب أصحاب المؤسسات والدكاكين إلى إحدى المؤسسات لاستلام المكافآت المالية التي تجاوزت العشرة آلاف دينار تحت اسم دعم المؤسسات، كما خرج الطلبة من الدوار إلى الجهات الحكومية لاستلام مستحقاتهم وعلاواتهم وتذاكرهم للسفر لإكمال دراساتهم في أمريكا وأوروبا على نفقة الدولة، كما عاد المدرسون والمدراء والطلبة إلى مقاعدهم، عادوا بمكافآت وتعويضات.يقول إن النظام سيستمر يرتعد من الناس، أما هو فلا يرتعد ولا يخاف من النظام ولا يخاف من الله، إنما يرتعد ويخاف من مرجعيته، فقد قالها بأنه خادم وسيف وخاتم في يد عيسى قاسم، وأنه لا يخاف من الله لأنه اعترف بأنه يستند على أعمال الإرهاب التي يقوم بها إلى الطبيعة البشرية والمواثيق الدولية، وها هي كلمته في مدينة حمد لأتباعه يقول «إن حق التظاهر والاعتصام حق تكفله الطبيعة البشرية -وإننا مستمرون نحن في هذا الخطاب لأنه يعبر عن قيمنا وثقافتنا- وإن كثيراً من الأمور تحتاج إلى شجاعة سياسية واجتهاد بشري»، أي أن ثورته تقوم على أساس مادي دنيوي معياره قيمه وثقافته الممتدة من إسماعيل الصفوي واجتهاده المتصل بخامنئي، وأنه يحتمي بقانون الطبيعة البشرية ويتقوى بالمواثيق الدولية، لذلك فهو لا يأبه بالنظام، ولذلك يقول النظام سيستمر يرتعد من الناس.ولكن نقول لعلي سلمان ومن والاه؛ تذكر أنك تستعين بالطبيعة البشرية والمواثيق الدولية، فهذا هو الباطل الذي اندحرت منه أنت وميلشياتك، أما الشعب البحريني الحقيقي الذي يدين بالولاء والطاعة لولاة أمره آل خليفة الكرام فإنه الشعب الذي وقف في ساحة الفاتح ورفع يده إلى السماء فاستجاب الله له.كما نقول للدولة؛ لقد تجاوز الشعب مرحلة «طفح الكيل»، ويطالب بتطبيق شرع الله في المفسدين في الأرض، ومن سفك الدماء وشارك في سفكها وأعان على سفكها، نطالب بتطبيق حكم الله كما جاء في كتابه وكما جاءت به سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ففي شوال سنة 6 هـ «أن رهطاً من عكل وعرَينة أظهروا الإسلام، وأقاموا بالمدينة فاستوخموها، فبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذود في المراعي، وأمرهم أن يشربوا من ألبانها وأبوالها، فلما صحوا قتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستاقوا الإبل، وكفروا بعد إسلامهم، فبعث في طلبهم كرزاً الفهري في عشرين من الصحابة، ودعا على العرنيين: »اللهم أعم عليهم الطريق، واجعلها عليهم أضيق من مسك»، فعمي الله عليهم السبيل فأدركوا، فقطعت أيديهم وأرجلهم، وسملتْ أعينهم، جزاء وقصاصاً بما فعلوا، ثم تركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا، وحديثهم في الصحيح عن أنس، أنهم قتلوا لمقتل راعٍ واحد، فكيف بشعب تقتله ميلشيات علي سلمان كل لحظة وساعة دون رادع ولا قاطع.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90