قال الفضل بن العباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يوعك وعكاً شديداً، وقد عصب رأسه، فقال: خذ بيدي يا فضل. فأخذت بيده حتى قعد على المنبر. ثم قال: ناد في الناس يا فضل. فناديت: الصلاة جامعة. فاجتمع القوم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم خطيباً فكان من ضمن ما قاله: «... ألا وإن الشحناء ليست من شأني، ولا من خلقي، وإن أحبكم إلي من أخذ حقاً، إن كان له علي، أو حللني فلقيت الله عز وجل وليس لأحد عندي مظلمة. وقال أيضاً: «أيها الناس من أحسن من نفسه شيئاً فليقم. أدع الله له. فقام عكاشة بن محصن وقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعل لي مرافقتك في الجنة. فدعا له الرسول عليه الصلاة والسلام وقال له: أعني على ذلك بكثرة السجود. ثم قام آخر فقال: يا رسول الله: أريد مرافقتك في الجنة. قال: سبقك بها عكاشة. ثم قام رجل فقال: يا رسول الله إني لمنافق، وإني لكذوب، وإني لنؤوم. فقال عمر: ويحك أيها الرجل، لقد سترك الله لو سترت على نفسك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مه يا ابن الخطاب فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة، اللهم ارزقه صدقاً وإيماناً وأذهب عنه النوم إذا شاء.
لقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم وقبل رحيله من الدنيا أروع الأمثلة خلال تلك الوقفة المؤثرة في صفاء النفوس والتحلل من الآخرين، والحذر من التشاحن والحسد والبغضاء.. لقد حذر منها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لكونها من الأوبئة الفتاكة وهي شر مستطير يطارد المجتمعات، ويساهم في تفكيك العلاقات، وقطع الأرحام، وانتشار العداوات، وتغلغل الحسد في النفوس الذي يأكل الحسنات كما يأكل النار الحطب!!
في زمان يكثر فيه اللغط والجدل والحوارات الساخنة حول مختلف القضايا الحياتية.. وفي زمان تكثر فيه الاجتهادات الفردية، والقرارات المبنية على الأهواء، والمصالح بين الأفراد داخل ميادين الأعمال، بات لزاماً على كل فطن أن يتمرس على تصفية نفسه من كل «حثالات الهواجس النفسية» ويلزم نفسه ويربيها على خلق «العفو والصفح والتسامح» ويتغاضى عن كل الهفوات البشرية.. لأنه بالفعل سيتعب إن لم يفعل ذلك.. وستشحن نفسه بالمضادات العنيفة!! فقط ليبادر ويدعو: «اللهم إني تصدقت بعرضي على الناس وعفوت عمن ظلمني».
لقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم وقبل رحيله من الدنيا أروع الأمثلة خلال تلك الوقفة المؤثرة في صفاء النفوس والتحلل من الآخرين، والحذر من التشاحن والحسد والبغضاء.. لقد حذر منها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لكونها من الأوبئة الفتاكة وهي شر مستطير يطارد المجتمعات، ويساهم في تفكيك العلاقات، وقطع الأرحام، وانتشار العداوات، وتغلغل الحسد في النفوس الذي يأكل الحسنات كما يأكل النار الحطب!!
في زمان يكثر فيه اللغط والجدل والحوارات الساخنة حول مختلف القضايا الحياتية.. وفي زمان تكثر فيه الاجتهادات الفردية، والقرارات المبنية على الأهواء، والمصالح بين الأفراد داخل ميادين الأعمال، بات لزاماً على كل فطن أن يتمرس على تصفية نفسه من كل «حثالات الهواجس النفسية» ويلزم نفسه ويربيها على خلق «العفو والصفح والتسامح» ويتغاضى عن كل الهفوات البشرية.. لأنه بالفعل سيتعب إن لم يفعل ذلك.. وستشحن نفسه بالمضادات العنيفة!! فقط ليبادر ويدعو: «اللهم إني تصدقت بعرضي على الناس وعفوت عمن ظلمني».