أتكلم الآن لأن البعض استغل صمت قطاع من الإسلاميين مراعاة لمشاعر الغضب وحياء الآخرين من نقدهم في تلك الظروف لتضليل ملايين الشباب الأبرياء ومحو ذاكرتهم السياسية وإجراء عملية غسيل لأخطاء الجماعة الكارثية، التي أوصلت مصر وأهلها ومؤسساتها إلى حافة الحرب الأهلية خلال عام واحد فقط من الممارسات الإقصائية والصدامية وغير المسؤولة والعناد المفرط حتى في القرارات الصغيرة، أتكلم الآن لأنهم يدفعون بالتيار الإسلامي إلى محرقة خطيرة دفعاً لثمن أخطاء وانحرافات لم يكن شريكاً فيها، أتكلم الآن لأن حالة الجنون جعلت الإخوان يدفعون ويروجون لانشقاق الجيش المصري وانقسامه، وهو الجيش العربي الوحيد الموجود الآن في المنطقة في مقابل الجيش الإسرائيلي، ومن يلعب هذه اللعبة هو صهيوني أو متصهين ولو لبس عمامة شيخ الإسلام، ومن يروج لهذا الخطاب أو يسانده أو يتمناه هو خائن لدين الله، وخائن للعروبة وخائن لوطنه.
والأكاذيب التي يروجها الإخوان الآن والمنشورات المزورة والمجهلة والكاذبة التي يبثونها عبر الإنترنت لن ينساها التاريخ أبداً، وستسجل في سجلات العار لأي تيار سياسي أو قوة سياسية، وستكون دليلاً على رغبتهم المحمومة في تدمير البلاد على رؤوس من فيها إذا تصادمت مع مصالحهم أو منعتهم من تحقيق أهدافهم، وهو دليل جديد صارخ على أنهم لم يكونوا أمناءً على مصر ووحدتها ومؤسساتها وأمنها القومي، لا وهم في السلطة ولا وهم في المعارضة.
أتكلم لأن الإخوان يزعمون أن هذه الحشود التي يحركونها ويضللونها ليست من أجلهم ولا من أجل مرسي؛ وإنما من أجل الشرعية وحماية مبادئ الشرعية، ولو كان شفيق هو الرئيس المعزول أو البرادعي، فأقسم بالله غير حانث، إن الإخوان ما كانوا حركوا شاباً واحداً من شبابهم غضباً من أجل شرعيته.
يتحدثون الآن عن الدماء البريئة التي سالت أمام الحرس الجمهوري وفي المنصورة وفي رمسيس، ولكنهم دافعوا خلال العام الذي حكموا فيه عن إهدار نفس الدماء البريئة في بورسعيد والقاهرة وطنطا وغيرها وبأوامر مباشرة منهم، ووصف مرسي رجال داخليته الذين تورطوا في هذا الدم بأنهم رجال يؤدون واجبهم بكفاءة، واجتمع بهم ليشد على أيديهم ويبارك سلوكهم الدموي، وندد الإخوان بمظاهرات بورسعيد وطالبوا بالحسم، ولم يبكوا على الدماء، ربما لأنها دماء لا تحمل البصمة المقدسة.
وسالت الدماء البريئة أيام المجلس العسكري في محمد محمود وقتل أكثر من 30 شاباً، ودافع الإخوان ببسالة عن تلك المذبحة، وأبدوا شماتة لا تليق في القتلى لأنهم من التيار المدني المنافس، ونحن ندين كل هذه الجرائم التي ارتكبها حكم مرسي أو ارتكبها حكم العسكريين، ونطالب بالتحقيق الجاد فيها ومحاكمة كل من تورط فيها أياً كان موقعه وصفته، ولكن الأخلاق لا تتجزأ، وحرمة الدم لا تكون حسب الفصيلة السياسية للدم.
لقد سود الإخوان صفحات طويلة في صحفهم وكلام طويل عريض في فضائياتهم تنديداً بقطع الطرق والكباري وتعطيل مصالح الناس من قبل متظاهري المعارضة، ووصفوا ذلك صراحة بأنها جرائم وبلطجة ولا صلة لها بالتظاهر السلمي، والآن يمارسون نفس الأفعال دون أن يتذكروا أوصاف البلطجة والجرائم، يقولون إنهم لم يسجنوا ناشطاً ولا أغلقوا قناة، وقد سجنوا نشطاء ونكلوا بهم وأغلقوا قناة فضائية -مهما كان خلافنا مع مادتها ومستواها- وهددوا بغلق المزيد، وحركوا كوادرهم التي وسدوها الأمر في مدينة الإنتاج الإعلامي ليستدعوا أصحاب القنوات ويبلغوهم -بدم بارد- إنذاراً أخيراً بالغلق ووضعوهم على قوائم المنع من السفر.
يقولون الآن إن العسكر مكانهم على الحدود وحفظ الثغور ولا مكان لهم في الشوارع والميادين، ونسوا أنهم هم الذين استدعوا العسكر ومدرعاتهم بطلب مرسي لقمع الاحتجاجات في مدن القناة وأعلنوا حظر التجوال، يقولون إن الإطاحة بمرسي من أجل موقفه من الثورة السورية، رغم أن الغضب والحراك كان قبل ذلك بشهور، وتجاهلوا أن مرسي نفسه هو الذي باع الثورة السورية للإيرانيين ولم يقدم طلقة بارود واحدة للثوار، وقال للروس إن رؤيته متطابقة مع رؤيتهم في سوريا، بل تحدث مع ضيوفه عن أن ما يحدث هناك فتنة وصراع إقليمي، حتى احتد عليه بعض العلماء في جلسة شهيرة.
يتحدثون عن المشروع الإسلامي، وأتحداهم أن يعطوا مثلاً واحداً أو أثراً لهذا المشروع، بل جدد مرسي التراخيص لملاهي شارع الهرم والكازينوهات وعزز التعاون الأمني مع المخابرات الإسرائيلية وعزز من علاقاته مع أمريكا، ورفض تنفيذ أحكام قضائية بعودة ضباط الشرطة الملتحين لعملهم.
يقولون إن العلمانيين تحرشوا بمرسي من البداية لإعاقته وتخريب مشروعه وعادوه، وهو كذب، لأنهم تعاهدوا معه أمام الجميع في اتفاق فندق «فيرمونت» ثم نكث بعهده معهم تحت ضغط مكتب الإرشاد ونسي ما اتفق عليه، كما إن الكثير من هؤلاء كانوا معه، مفكرين وكتاباً وإعلاميين وصحافيين ودافعوا عنه بحرارة ودعموه بكل قوة، ثم اكتشفوا أنه يتلاعب بهم ويوظفهم لحسابات لا صلة لها بمصر، وإنما بجماعة وتنظيم، فانقلبوا عليه، وسبق وذكرت الأسماء بالتفصيل، ومنهم هذه الصحيفة (المصريون) التي لا يملون من سبابها.
يقولون إن الإعلام يشيطن الإخوان لتشويه صورتهم، وهو كلام صحيح ولكنه عادي في الصراع السياسي لأن هذه فضائيات المعارضة، لكنهم تجاهلوا أن الإخوان هم الذين شيطنوا كل مخالف لهم، بدون احترام لمكانة ولا شيبة في الإسلام ولا كرامة لأحد، حتى المجاهد الكبير الشيخ حافظ سلامة، الرجل الذي خاض جميع حروب التحرير منذ حرب 1948 وحرب 56 وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، وغابت عنه المشاركة في حرب 67 فقط لأنه كان معتقلاً، ولم يترك ثورة إلا ذهب إليها يدعمها ويحمل لها الغذاء والكساء والمال، في ليبيا وسوريا وغزة ولبنان، هذا الرمز الإسلامي الكبير، شتموه وأهانوه واتهموه بالخرف، لأنه انتقد مرسي ووقف أمامه ينصحه ويحذره ورفض تأييده حتى بعد عزله، وكل رموز المعارضة شتموهم وشنعوا عليهم بالأكاذيب التي يعلمون هم أنفسهم أنها أكاذيب وخاضوا في عرضهم وبيوتهم بطريقة لا تمت للإسلام وأخلاقه بأدنى صلة.
وكنت شاهداً شخصياً على أنهم كانوا يقرون في الغرف المغلقة بأخلاق الشخص ونزاهته ثم يقولون أمام الإعلام خلاف ذلك، ولولا أن الحديث في ذلك يطول لذكرت التفاصيل، والفريق عبدالفتاح السيسي الذي جعلوه الشيطان الأكبر الآن ووصلت ماكينة الأكاذيب المتدنية لديهم إلى اختراع نسب له من غير دين الإسلام، وهو فجر في الخصومة يتنزه عنه أهل الدين، هذا الرجل هو نفسه الذي قالوا فيه من قبل شعراً ووصفوه بأوصاف تقترب به من الصحابة أو التابعين في دينه وعلمه وأخلاقه ووطنيته.
والرئيس المؤقت رئيس المحكمة الدستورية العليا جعلوه ماسونياً وبهائياً ومسيحياً وبحثوا له عن ملل كثيرة بصورة بالغة التدني، وحزب النور الذي اختلف معهم فروجوا الأكاذيب عنه وسبوا قياداته بكل ما هو مقذع وبشع وهيجوا مشاعر «الطيبين» تجاهه ووصفوه بالنفاق والخيانة، رغم أن مبادرته كانت إنقاذاً لمرسي والإخوان، ولو استجاب لها لما انتهى به الحال إلى هذه المأساة، وبشكل عام فلا يوجد في قاموس الإخوان -كسلطة- شيء اسمه معارض أو مختلف، فالآخر دائماً هو خائن أو عميل أو متآمر أو منافق أو مرتزق، وتلك من المعالم الأساسية للنظم الفاشية.
- نقلا عن «المصريون» المصرية
والأكاذيب التي يروجها الإخوان الآن والمنشورات المزورة والمجهلة والكاذبة التي يبثونها عبر الإنترنت لن ينساها التاريخ أبداً، وستسجل في سجلات العار لأي تيار سياسي أو قوة سياسية، وستكون دليلاً على رغبتهم المحمومة في تدمير البلاد على رؤوس من فيها إذا تصادمت مع مصالحهم أو منعتهم من تحقيق أهدافهم، وهو دليل جديد صارخ على أنهم لم يكونوا أمناءً على مصر ووحدتها ومؤسساتها وأمنها القومي، لا وهم في السلطة ولا وهم في المعارضة.
أتكلم لأن الإخوان يزعمون أن هذه الحشود التي يحركونها ويضللونها ليست من أجلهم ولا من أجل مرسي؛ وإنما من أجل الشرعية وحماية مبادئ الشرعية، ولو كان شفيق هو الرئيس المعزول أو البرادعي، فأقسم بالله غير حانث، إن الإخوان ما كانوا حركوا شاباً واحداً من شبابهم غضباً من أجل شرعيته.
يتحدثون الآن عن الدماء البريئة التي سالت أمام الحرس الجمهوري وفي المنصورة وفي رمسيس، ولكنهم دافعوا خلال العام الذي حكموا فيه عن إهدار نفس الدماء البريئة في بورسعيد والقاهرة وطنطا وغيرها وبأوامر مباشرة منهم، ووصف مرسي رجال داخليته الذين تورطوا في هذا الدم بأنهم رجال يؤدون واجبهم بكفاءة، واجتمع بهم ليشد على أيديهم ويبارك سلوكهم الدموي، وندد الإخوان بمظاهرات بورسعيد وطالبوا بالحسم، ولم يبكوا على الدماء، ربما لأنها دماء لا تحمل البصمة المقدسة.
وسالت الدماء البريئة أيام المجلس العسكري في محمد محمود وقتل أكثر من 30 شاباً، ودافع الإخوان ببسالة عن تلك المذبحة، وأبدوا شماتة لا تليق في القتلى لأنهم من التيار المدني المنافس، ونحن ندين كل هذه الجرائم التي ارتكبها حكم مرسي أو ارتكبها حكم العسكريين، ونطالب بالتحقيق الجاد فيها ومحاكمة كل من تورط فيها أياً كان موقعه وصفته، ولكن الأخلاق لا تتجزأ، وحرمة الدم لا تكون حسب الفصيلة السياسية للدم.
لقد سود الإخوان صفحات طويلة في صحفهم وكلام طويل عريض في فضائياتهم تنديداً بقطع الطرق والكباري وتعطيل مصالح الناس من قبل متظاهري المعارضة، ووصفوا ذلك صراحة بأنها جرائم وبلطجة ولا صلة لها بالتظاهر السلمي، والآن يمارسون نفس الأفعال دون أن يتذكروا أوصاف البلطجة والجرائم، يقولون إنهم لم يسجنوا ناشطاً ولا أغلقوا قناة، وقد سجنوا نشطاء ونكلوا بهم وأغلقوا قناة فضائية -مهما كان خلافنا مع مادتها ومستواها- وهددوا بغلق المزيد، وحركوا كوادرهم التي وسدوها الأمر في مدينة الإنتاج الإعلامي ليستدعوا أصحاب القنوات ويبلغوهم -بدم بارد- إنذاراً أخيراً بالغلق ووضعوهم على قوائم المنع من السفر.
يقولون الآن إن العسكر مكانهم على الحدود وحفظ الثغور ولا مكان لهم في الشوارع والميادين، ونسوا أنهم هم الذين استدعوا العسكر ومدرعاتهم بطلب مرسي لقمع الاحتجاجات في مدن القناة وأعلنوا حظر التجوال، يقولون إن الإطاحة بمرسي من أجل موقفه من الثورة السورية، رغم أن الغضب والحراك كان قبل ذلك بشهور، وتجاهلوا أن مرسي نفسه هو الذي باع الثورة السورية للإيرانيين ولم يقدم طلقة بارود واحدة للثوار، وقال للروس إن رؤيته متطابقة مع رؤيتهم في سوريا، بل تحدث مع ضيوفه عن أن ما يحدث هناك فتنة وصراع إقليمي، حتى احتد عليه بعض العلماء في جلسة شهيرة.
يتحدثون عن المشروع الإسلامي، وأتحداهم أن يعطوا مثلاً واحداً أو أثراً لهذا المشروع، بل جدد مرسي التراخيص لملاهي شارع الهرم والكازينوهات وعزز التعاون الأمني مع المخابرات الإسرائيلية وعزز من علاقاته مع أمريكا، ورفض تنفيذ أحكام قضائية بعودة ضباط الشرطة الملتحين لعملهم.
يقولون إن العلمانيين تحرشوا بمرسي من البداية لإعاقته وتخريب مشروعه وعادوه، وهو كذب، لأنهم تعاهدوا معه أمام الجميع في اتفاق فندق «فيرمونت» ثم نكث بعهده معهم تحت ضغط مكتب الإرشاد ونسي ما اتفق عليه، كما إن الكثير من هؤلاء كانوا معه، مفكرين وكتاباً وإعلاميين وصحافيين ودافعوا عنه بحرارة ودعموه بكل قوة، ثم اكتشفوا أنه يتلاعب بهم ويوظفهم لحسابات لا صلة لها بمصر، وإنما بجماعة وتنظيم، فانقلبوا عليه، وسبق وذكرت الأسماء بالتفصيل، ومنهم هذه الصحيفة (المصريون) التي لا يملون من سبابها.
يقولون إن الإعلام يشيطن الإخوان لتشويه صورتهم، وهو كلام صحيح ولكنه عادي في الصراع السياسي لأن هذه فضائيات المعارضة، لكنهم تجاهلوا أن الإخوان هم الذين شيطنوا كل مخالف لهم، بدون احترام لمكانة ولا شيبة في الإسلام ولا كرامة لأحد، حتى المجاهد الكبير الشيخ حافظ سلامة، الرجل الذي خاض جميع حروب التحرير منذ حرب 1948 وحرب 56 وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، وغابت عنه المشاركة في حرب 67 فقط لأنه كان معتقلاً، ولم يترك ثورة إلا ذهب إليها يدعمها ويحمل لها الغذاء والكساء والمال، في ليبيا وسوريا وغزة ولبنان، هذا الرمز الإسلامي الكبير، شتموه وأهانوه واتهموه بالخرف، لأنه انتقد مرسي ووقف أمامه ينصحه ويحذره ورفض تأييده حتى بعد عزله، وكل رموز المعارضة شتموهم وشنعوا عليهم بالأكاذيب التي يعلمون هم أنفسهم أنها أكاذيب وخاضوا في عرضهم وبيوتهم بطريقة لا تمت للإسلام وأخلاقه بأدنى صلة.
وكنت شاهداً شخصياً على أنهم كانوا يقرون في الغرف المغلقة بأخلاق الشخص ونزاهته ثم يقولون أمام الإعلام خلاف ذلك، ولولا أن الحديث في ذلك يطول لذكرت التفاصيل، والفريق عبدالفتاح السيسي الذي جعلوه الشيطان الأكبر الآن ووصلت ماكينة الأكاذيب المتدنية لديهم إلى اختراع نسب له من غير دين الإسلام، وهو فجر في الخصومة يتنزه عنه أهل الدين، هذا الرجل هو نفسه الذي قالوا فيه من قبل شعراً ووصفوه بأوصاف تقترب به من الصحابة أو التابعين في دينه وعلمه وأخلاقه ووطنيته.
والرئيس المؤقت رئيس المحكمة الدستورية العليا جعلوه ماسونياً وبهائياً ومسيحياً وبحثوا له عن ملل كثيرة بصورة بالغة التدني، وحزب النور الذي اختلف معهم فروجوا الأكاذيب عنه وسبوا قياداته بكل ما هو مقذع وبشع وهيجوا مشاعر «الطيبين» تجاهه ووصفوه بالنفاق والخيانة، رغم أن مبادرته كانت إنقاذاً لمرسي والإخوان، ولو استجاب لها لما انتهى به الحال إلى هذه المأساة، وبشكل عام فلا يوجد في قاموس الإخوان -كسلطة- شيء اسمه معارض أو مختلف، فالآخر دائماً هو خائن أو عميل أو متآمر أو منافق أو مرتزق، وتلك من المعالم الأساسية للنظم الفاشية.
- نقلا عن «المصريون» المصرية