لا يوجد إنسان على هذه الأرض إلا ويحب أمه بطريقته الخاصة؛ البعض منا يحاول أن يقدم أفضل ما عنده، ويدري أنه لا يساوي شيئاً أمام ما قدمته له، سواء في الحمل المتعب أو في الولادة المؤلمة أو في التربية المرهقة. فالأم، كما نعرف جميعاً لا يمكن تعويضها، وهناك من قال: إنك تستطيع استبدال زوجتك بزوجة أخرى، أو أولادك بإنجاب ولد آخر، ولكن الأم واحدة، لا يمكن أن تعوضها إنسانة أخرى.
قبل فترة قرأت قصة واقعية رائعة، أحببت أن أشارككم في روعتها والتي جاءت تحت عنوان «دعوة عشاء لشخصين».. تقول القصة..
امرأة جلست مع زوجها ذات يوم وقالت له: ألا تحب أن تخرج للعشاء مع امرأة غيري؟!!
فقال لها: كيف؟!
قالت: من فتره طويلة ما شفتك خرجت معها.
فقال: ومن هي؟
فقالت: أمك التي لم تخرج معها منذ 21 عاماً!!
وهنا تذكر الرجل أمه وهاتفها وعزمها على العشاء في اليوم التالي.
وهنا خافت الأم، لأنه لأول مرة يتصل بها ولدها وتفاجأت، فقالت له: يا ولدي هل أصابك مكروه؟!
الابن: لا..
الأم: هل أصاب أولادك مكروه؟!
الابن: لا..
الأم: هل أصاب زوجتك مكروه؟!
الابن: لا..
وظلت الأم تكرر عليه: أنا سأخرج معك للعشاء! غير مصدقة.
وأتى الابن ووجد أمه تنتظره عند باب البيت، لكثرة فرحها بقدوم ولدها لأخذها. وكانت الأم في كامل زينتها، وقالت لولدها: يا ولدي ما تركت أحداً من جيراني وأولادي وبناتي إلا وأخبرتهم بالعزومة من شدة فرحي بها.
وتفاجأ الابن أن أمه ترتدي ثوباً اشتراه الابن لها من 5 سنوات، وكان آخر شيء اشتراه لها. فدخلا المطعم وأخذت الأم لائحة الطعام ولم تنظر إليها، كانت تطالع ولدها. فنظر الابن للأم ففهم من نظرة أمه أن نظرها أصبح ضعيفاً.
فقال لأمه: أقرأ لك لائحة الطعام؟
الأم تنظر إليه وهي مبتسمة: نعم يا ولدي.
وقالت: وأنت صغير يا بني كنت أختار لك الطعام، واليوم أنت ترد لي الدين.
وفعلاً كانا سعيدين، وأحس الابن أنه كان غافلاً عن أمه طوال تلك السنوات، فقال لها: ما رأيك يا أمي نطلع بيوم ثان؟
الأم: لا مانع لدي، بس بشرط، المرة الثانية تكون العزومة على حسابي أنا.
وراحت الأم وهي تنتظر اللقاء الثاني شوقاً لولدها، لكنها مرضت قبل اللقاء الثاني شهوراً طويلة، والابن ينتظر حتى تشفى أمه ليأخذها كما وعدها، ولكن الموت غيب الأم قبل اللقاء الثاني.
وتفاجأ بعدها أن المطعم يتصل به ويخبره أنه معزوم وزوجته على العشاء والفاتورة مدفوعة، فذهبا ووجدا أن الأم تركت رسالة مع دفع الفاتورة تقول فيها: كنت أعلم أنني لن أتمكن أن أتعشى معك، فقررت أن تكون العزومة لك ولزوجتك.
إن مثل هذه الأم، وكل الأمهات، يقمن بهذا الدور بطريقة أو بأخرى، كانت تريد أن ترى ابنها سعيداً فرحاً قبل أن تغادر العالم.
لهذا أيها القارئ / القارئة؛ إن كانت أمك تتمتع بالحياة عليك أن تعمل على خروجها معك وحدك من أجل أن يكون كل الاهتمام لها، ولا تحاول أن تخرجها مع العائلة، لأنها ستتحول إلى (بيبي ستر) لأولادك، حتى لو أنت لم ترغب في ذلك. اخرج معها، وحدكما، دعها ترى الحياة. فقد سجنت نفسها طويلاً من أجلك وبعد ذلك من أجل أطفالك. أعطها شيئاً من الأوكسجين.. فهي تستحقه.