نشر مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية تقريراً لخص فيه وقائع الندوة التي نظمها المنتدى الثقافي المصري أخيراً تحت عنوان «الانتخابات الإيرانية وآثارها الإقليمية والدولية»، وذلك إثر فوز حسن روحاني في انتخابات الرئاسة الإيرانية، شارك فيها القائم بالأعمال الإيراني بمصر مجتبى أماني وعدد من المفكرين والسياسيين المصريين.
وبحكم وظيفته سعى أماني إلى إظهار إيران وكأنها الملاك؛ حيث برأها من كل فعل مشين وسعى إلى إقناع الحاضرين أن ما يقال عنها ما هو إلا نتيجة مخطط إميركي يريد إضعافها وإضعاف القضية الفلسطينية، وأن ذلك كله يصب في مصلحة إسرائيل ربيبة الولايات المتحدة!
أماني قال «إن الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي عاشتها إيران والتي حولها الشعب الإيراني إلى ملحمة سياسية تعتبر درساً قاسياً للولايات المتحدة لتتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لإيران، وتكف عن حرث البحر، فهي تترصد للجمهورية الإسلامية وتحاول أن تقدمها كدولة معادية للعرب بدلاً من إسرائيل، وأن تحول وجهة النظر العربية من التركيز على الصراع العربي الإسرائيلي إلى التركيز على ما تسميه الصراع العربي الإيراني»، وهي البضاعة نفسها التي روجتها حكومة الملالي في الداخل الإيراني ولقيت نجاحاً، حيث استطاعت بها صرف اهتمامات البسطاء الإيرانيين عن كل أخطائها وحتى عن مطالبهم حتى المعيشية.
لكن الحاضرين الذين بدا من التقرير أنهم لم تنطلِ عليهم الحكاية ولم يقتنعوا بهذه البضاعة اهتموا بلفت انتباه السفير إلى ما تقوم به إيران من ممارسات ضد بعض دول التعاون الخليجي، خصوصاً البحرين والإمارات، حيث قال له أحد الباحثين بالمركز إن إيران تتدخل في الشؤون العربية والخليجية تماماً مثلما تفعل الولايات المتحدة، وأن هناك تدخلاً لإيران في الشأن البحريني تعكسه جملة التصريحات الإيرانية المتوالية ضدها، وكذلك الكشف عن شبكات تجسس إيرانية في البحرين والكويت والسعودية، إضافة إلى الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث والاستفزازات المتكررة للإماراتيين، إضافة إلى شحنات الأسلحة التي تم الكشف عنها العام الماضي والتي كانت متجهة إلى اليمن، وأن كل ذلك يسيء إلى العلاقات الخليجية الإيرانية.
رد السفير الإيراني جاء كالعادة باهتاً عند سؤال أي مسؤول إيراني مثل هذه الأسئلة، فقال إن إيران «تعترف» بالبحرين منذ سنة 1971، وأن هناك علاقات دبلوماسية بين البلدين (...)، أما موضوع الجزر الإماراتية «فيجب» ألا تكون سبباً في تدني العلاقات (...)، ونفى مسألة التجسس على دول التعاون وشحنات الأسلحة إلى اليمن، وكذلك مسألة نشر المذهب الشيعي بقوله إن بلاده «تمنع» نشر المذهب الشيعي في البلدان الإسلامية (...)، وكرر كلامه عن أن الولايات المتحدة تحاول إقناع الدول العربية بذلك لاتخاذ إيران عدواً بدلاً من إسرائيل!
المثير في التقرير أنه تطرق إلى وصفة علاجية لترميم العلاقات العربية الإيرانية، اختتم بها الدكتور محمد السعيد إدريس الندوة بدا أن السفير مجتبى ولائي يتفق مع بنودها من خلال تأكيده عليها، رغم أنها تنسف البضاعة التي حرص على ترويجها عن البعبع الأميركي والإسرائيلي. كان من بنود الوصفة أن يعمل الرئيس الإيراني الجديد على وضع استراتيجية حقيقية لتطمين الدول العربية الخليجية بوقف فكرة التشيع وأن تسعى إيران إلى حل مشكلة الجزر الإماراتية وأن تحترم إرادة الدول الصغيرة في المنطقة وأن تؤطر لعلاقات حقيقية جادة مع الدول العربية والخليجية بعيداً عن التصريحات الاستفزازية والتدخلات في الشؤون الداخلية!
واضح أن القائم بأعمال السفير الإيراني في مصر لم ينتبه إلى أن اتفاقه مع ما ورد في هذه الوصفة اعتراف بأن كل هذا الذي تقوم به إيران وتمارسه صحيح، وأن كل ما قاله عن أن الولايات المتحدة تريد تخريب علاقة إيران بالدول العربية والخليجية غير صحيح!
{{ article.visit_count }}
وبحكم وظيفته سعى أماني إلى إظهار إيران وكأنها الملاك؛ حيث برأها من كل فعل مشين وسعى إلى إقناع الحاضرين أن ما يقال عنها ما هو إلا نتيجة مخطط إميركي يريد إضعافها وإضعاف القضية الفلسطينية، وأن ذلك كله يصب في مصلحة إسرائيل ربيبة الولايات المتحدة!
أماني قال «إن الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي عاشتها إيران والتي حولها الشعب الإيراني إلى ملحمة سياسية تعتبر درساً قاسياً للولايات المتحدة لتتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لإيران، وتكف عن حرث البحر، فهي تترصد للجمهورية الإسلامية وتحاول أن تقدمها كدولة معادية للعرب بدلاً من إسرائيل، وأن تحول وجهة النظر العربية من التركيز على الصراع العربي الإسرائيلي إلى التركيز على ما تسميه الصراع العربي الإيراني»، وهي البضاعة نفسها التي روجتها حكومة الملالي في الداخل الإيراني ولقيت نجاحاً، حيث استطاعت بها صرف اهتمامات البسطاء الإيرانيين عن كل أخطائها وحتى عن مطالبهم حتى المعيشية.
لكن الحاضرين الذين بدا من التقرير أنهم لم تنطلِ عليهم الحكاية ولم يقتنعوا بهذه البضاعة اهتموا بلفت انتباه السفير إلى ما تقوم به إيران من ممارسات ضد بعض دول التعاون الخليجي، خصوصاً البحرين والإمارات، حيث قال له أحد الباحثين بالمركز إن إيران تتدخل في الشؤون العربية والخليجية تماماً مثلما تفعل الولايات المتحدة، وأن هناك تدخلاً لإيران في الشأن البحريني تعكسه جملة التصريحات الإيرانية المتوالية ضدها، وكذلك الكشف عن شبكات تجسس إيرانية في البحرين والكويت والسعودية، إضافة إلى الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث والاستفزازات المتكررة للإماراتيين، إضافة إلى شحنات الأسلحة التي تم الكشف عنها العام الماضي والتي كانت متجهة إلى اليمن، وأن كل ذلك يسيء إلى العلاقات الخليجية الإيرانية.
رد السفير الإيراني جاء كالعادة باهتاً عند سؤال أي مسؤول إيراني مثل هذه الأسئلة، فقال إن إيران «تعترف» بالبحرين منذ سنة 1971، وأن هناك علاقات دبلوماسية بين البلدين (...)، أما موضوع الجزر الإماراتية «فيجب» ألا تكون سبباً في تدني العلاقات (...)، ونفى مسألة التجسس على دول التعاون وشحنات الأسلحة إلى اليمن، وكذلك مسألة نشر المذهب الشيعي بقوله إن بلاده «تمنع» نشر المذهب الشيعي في البلدان الإسلامية (...)، وكرر كلامه عن أن الولايات المتحدة تحاول إقناع الدول العربية بذلك لاتخاذ إيران عدواً بدلاً من إسرائيل!
المثير في التقرير أنه تطرق إلى وصفة علاجية لترميم العلاقات العربية الإيرانية، اختتم بها الدكتور محمد السعيد إدريس الندوة بدا أن السفير مجتبى ولائي يتفق مع بنودها من خلال تأكيده عليها، رغم أنها تنسف البضاعة التي حرص على ترويجها عن البعبع الأميركي والإسرائيلي. كان من بنود الوصفة أن يعمل الرئيس الإيراني الجديد على وضع استراتيجية حقيقية لتطمين الدول العربية الخليجية بوقف فكرة التشيع وأن تسعى إيران إلى حل مشكلة الجزر الإماراتية وأن تحترم إرادة الدول الصغيرة في المنطقة وأن تؤطر لعلاقات حقيقية جادة مع الدول العربية والخليجية بعيداً عن التصريحات الاستفزازية والتدخلات في الشؤون الداخلية!
واضح أن القائم بأعمال السفير الإيراني في مصر لم ينتبه إلى أن اتفاقه مع ما ورد في هذه الوصفة اعتراف بأن كل هذا الذي تقوم به إيران وتمارسه صحيح، وأن كل ما قاله عن أن الولايات المتحدة تريد تخريب علاقة إيران بالدول العربية والخليجية غير صحيح!