لا نعلم ما الذي جرى عندما غير ائتلاف الفاتح موقفه من موضوع «التمثيــل المتكافىء»؛ ففي 13 يونيو صرح أحمد سند البنعلي بأنه لا حاجة لوجود تمثيل متكافىء، كما كان تصريح آخر بتاريخ 15 مايو سابق لعبدالله الحويحي قال فيه «أنه لن يتم مناقشة موضوع التمثيل المتكافىء لأنها قضية غير متوافق عليها، وأنه في حالة مناقشتها سنلتزم الصمت»، وأكد على التصريح نفسه أحمد جمعة.
اليوم نقرأ تصريح عضو الائتلاف البنعلي والذي نشرته المواقع الصفوية يقول فيه «إن الائتلاف لديه ورقة يتدارسها قد تمثل مخرجاً لموضوع التمثيل المتكافىء»، الأمر الذي يدعونا إلى العودة إلى تصريح الحويحي بتاريخ 17 أبريل، والذي قال فيه «سنكون منفتحين في موضوع التمثيل المتكافىء وسنسمع ما ستطرحه المعارضة في هذا الشأن»، ألا يبدو هذا الأمر مريباً وغريباً؟ ألا يدعو للتساؤل والتشاؤم؟ ألا يجعل الأفكار تتلون وتتشكل في رؤوس أهل الفاتح حين يشاهدون هذا التناقض في مواقف ائتلاف الفاتح، في الوقت الذي يثبت أصحاب المؤامرة الانقلابية على مواقفهم ومطالبهم!!
فما الذي جرى؟ وماذا وراء هذا تبدل المواقف؟ أم أن هناك مقايضات ومساومات بين بعض أعضاء الائتلاف وبين مجيد الذي لا نعلم ماذا أسر في آذانهم وزن في أدمغتهم؟. إن ممثلي ائتلاف الفاتح ليسوا غشامة، إنما هم متأكدون أن إصرار الجمعيات الخمس على التمسك بالتمثيل المتكافىء، وذلك لأنه المفتاح الذي سيفتح لهم الطريق إلى دولة الولي الفقيه، والذي سينتج عنه إطلاق سراح عملاء إيران ليشاركوا في الحوار تحت مسمى الرموز الوطنية، مقابل فريق لا يختلف عن الفريق الأول الذي قد تتلاقى فيه بعض ممثليه مع مصالح الفريق المقابل، مما يؤدي إلى صياغة تخرج الحاكم من دولته، ليسلمها إلى ما يسمى القوى الوطنية، هـذه القـــوى الوطنية التي ستكون بالضبط مثلها مثل ما يسمى القوى والأحزاب الوطنية التي تحكم لبنان، فتختار الحكومة ورئيس الدولة كما تختار الوزراء وأعضاء البرلمان.
وها هو تقرير نشرعن «تأليف الحكومة اللبنانيــــــة» بتاريـــخ 24 يونيــــو 2013، حيث يذكر التقرير أن تقسيم الوزراء في الحكومة اللبنانية وفق مبدأ 8 8 8؛ أي 8 وزراء لقوى 8 آذار، و8 وزراء لقوى 14 آذار و8 وزراء وسطيين من حصة سلام ورئيس الجمهورية ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط، لكن حزب الله أيضاً لم يعجبه هذا التوزيع لأن هذا التقسيم لا يمثل القوى السياسية بأوزانها الحقيقية في تشكيل الحكومة، داعياً الرئيس الملكف إلى «عدم تضييع الوقت لأن الحكومة التي تملك القدرة على البقاء هي الحكومة التي تتمثل في كل القوى السياسية أوزانها التي تتمثل فيها بالمجلس النيابي»، والمجلس النيابي اللبناني كما تعلمون يسيطر عليه حزب الله والقوى المتحالفة معه، وهو يمثل أكبر كتلة نيابية، وبمقارنته بما يحدث الآن باعتبار جمعية الوفاق وجمعياتها السياسية التي سيتكون منها أغلبية مجلس النواب ومعها الجمعيات المتحالفة، والتي لن يكون لأهل الفاتح شبه تمثيل أو قد لا يكون له تمثيل، وذلك مثل ما حدث في تشكيلة الحوار الحالي، ومن هذه التركيبة النيابية تنبثق حكومة يسيطر عليها وزراء تعينهم الوفاق لأنها ستكون الكتلة الأكبر في البرلمان، ولن يكون للحاكم إلا اختيار 3 وزراء، وبعد المنظور القريب حسب تقدير علي سلمان لن يكون للحاكم إلا منصب تشريفي، حين تسيطر الوفاق بالكامل على الحكومة.
إنـه التمثيــل المتكافـــىء التـــي تضغـــط الجمعيات الخمس باتجاهه، والذي لا نعلم ما هو المخرج الداهية الذي سيخرج به ائتلاف الفاتح بعد دراسته، أو أنه قد يكون ولربما مشورة من أحد ما لا نعلم مستواها تحاول الدفع بالحوار، ظناً أن التمثيل المتكافىء هو مجرد تمثيل وينتهي دوره، ولا تدري أنه تمثيل يؤدي إلى تنفيذ مثله كمثـــل «تقرير بسيونـــي» الذي لف الحبل على رقبة الدولة، تمثيل يتحول البحرين إلى لبنان أخرى.
من هنا لا بد أن نقول لمن يمثل أهل الفاتح ولمن أسر الحديث في أذنه ومن قال أنه سيدرس موضوع التمثيل المتكافىء؛ إذا كنتم تنشدون عزة فلن تجدوها والله أبداً عند مجيد ولا بليد، ولن تجدوها عند كاظم ولا مكابر، فإن العـزة لله جميعـــاً (أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا).
وسنروي لكم هنا موقفاً من مواقف العزة، وكيف يتعامل أهل العزة، أنه ربعي بن عامر في معركة القادسية يبعثه سعد بن أبي وقاص رسولاً إلى رستم «قائد الفرس» فيدخل عليه وقد زين رستم مجلسه بالنمارق المذهبة، والزرابي الحرير، وأظهر الياقوت والجواهر الثمينة، وقد جلس رستم على كرسي من ذهب، ودخل ربعي بثياب مرقعة وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحُه ودرعه وبيضته على رأسه.
فقالوا له: ضع سلاحك، فقـــال: إني لم آتكم وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإنما تركتموني هكذا وإلا رجعت، فقال رستم: إئذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه حتى خرق رمحه النمارق عامتها»، هذه هي دروس العزة التي يجب أن يأخذ منها بعض ممثلي الفاتح، وأما إن أراد بعض ممثلي الفاتح أن تمرغ عزته من أجل أن يحضى بهمسة ود في أذنه من مجيد أو كاظم فيمرغها بينه وبينهم حتى لو شاء أن يقطع أذنه ويسلمها لهم فليقطعها، أما أن تمرغ عزة أهل الفاتح من أجل الدفع بالحوار أو استرضاء عملاء طهران فهو أمر مرفوض لن يقبل به أهل الفاتح حتى لو كان ثمن عزتهم أرواحهم.
اليوم نقرأ تصريح عضو الائتلاف البنعلي والذي نشرته المواقع الصفوية يقول فيه «إن الائتلاف لديه ورقة يتدارسها قد تمثل مخرجاً لموضوع التمثيل المتكافىء»، الأمر الذي يدعونا إلى العودة إلى تصريح الحويحي بتاريخ 17 أبريل، والذي قال فيه «سنكون منفتحين في موضوع التمثيل المتكافىء وسنسمع ما ستطرحه المعارضة في هذا الشأن»، ألا يبدو هذا الأمر مريباً وغريباً؟ ألا يدعو للتساؤل والتشاؤم؟ ألا يجعل الأفكار تتلون وتتشكل في رؤوس أهل الفاتح حين يشاهدون هذا التناقض في مواقف ائتلاف الفاتح، في الوقت الذي يثبت أصحاب المؤامرة الانقلابية على مواقفهم ومطالبهم!!
فما الذي جرى؟ وماذا وراء هذا تبدل المواقف؟ أم أن هناك مقايضات ومساومات بين بعض أعضاء الائتلاف وبين مجيد الذي لا نعلم ماذا أسر في آذانهم وزن في أدمغتهم؟. إن ممثلي ائتلاف الفاتح ليسوا غشامة، إنما هم متأكدون أن إصرار الجمعيات الخمس على التمسك بالتمثيل المتكافىء، وذلك لأنه المفتاح الذي سيفتح لهم الطريق إلى دولة الولي الفقيه، والذي سينتج عنه إطلاق سراح عملاء إيران ليشاركوا في الحوار تحت مسمى الرموز الوطنية، مقابل فريق لا يختلف عن الفريق الأول الذي قد تتلاقى فيه بعض ممثليه مع مصالح الفريق المقابل، مما يؤدي إلى صياغة تخرج الحاكم من دولته، ليسلمها إلى ما يسمى القوى الوطنية، هـذه القـــوى الوطنية التي ستكون بالضبط مثلها مثل ما يسمى القوى والأحزاب الوطنية التي تحكم لبنان، فتختار الحكومة ورئيس الدولة كما تختار الوزراء وأعضاء البرلمان.
وها هو تقرير نشرعن «تأليف الحكومة اللبنانيــــــة» بتاريـــخ 24 يونيــــو 2013، حيث يذكر التقرير أن تقسيم الوزراء في الحكومة اللبنانية وفق مبدأ 8 8 8؛ أي 8 وزراء لقوى 8 آذار، و8 وزراء لقوى 14 آذار و8 وزراء وسطيين من حصة سلام ورئيس الجمهورية ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط، لكن حزب الله أيضاً لم يعجبه هذا التوزيع لأن هذا التقسيم لا يمثل القوى السياسية بأوزانها الحقيقية في تشكيل الحكومة، داعياً الرئيس الملكف إلى «عدم تضييع الوقت لأن الحكومة التي تملك القدرة على البقاء هي الحكومة التي تتمثل في كل القوى السياسية أوزانها التي تتمثل فيها بالمجلس النيابي»، والمجلس النيابي اللبناني كما تعلمون يسيطر عليه حزب الله والقوى المتحالفة معه، وهو يمثل أكبر كتلة نيابية، وبمقارنته بما يحدث الآن باعتبار جمعية الوفاق وجمعياتها السياسية التي سيتكون منها أغلبية مجلس النواب ومعها الجمعيات المتحالفة، والتي لن يكون لأهل الفاتح شبه تمثيل أو قد لا يكون له تمثيل، وذلك مثل ما حدث في تشكيلة الحوار الحالي، ومن هذه التركيبة النيابية تنبثق حكومة يسيطر عليها وزراء تعينهم الوفاق لأنها ستكون الكتلة الأكبر في البرلمان، ولن يكون للحاكم إلا اختيار 3 وزراء، وبعد المنظور القريب حسب تقدير علي سلمان لن يكون للحاكم إلا منصب تشريفي، حين تسيطر الوفاق بالكامل على الحكومة.
إنـه التمثيــل المتكافـــىء التـــي تضغـــط الجمعيات الخمس باتجاهه، والذي لا نعلم ما هو المخرج الداهية الذي سيخرج به ائتلاف الفاتح بعد دراسته، أو أنه قد يكون ولربما مشورة من أحد ما لا نعلم مستواها تحاول الدفع بالحوار، ظناً أن التمثيل المتكافىء هو مجرد تمثيل وينتهي دوره، ولا تدري أنه تمثيل يؤدي إلى تنفيذ مثله كمثـــل «تقرير بسيونـــي» الذي لف الحبل على رقبة الدولة، تمثيل يتحول البحرين إلى لبنان أخرى.
من هنا لا بد أن نقول لمن يمثل أهل الفاتح ولمن أسر الحديث في أذنه ومن قال أنه سيدرس موضوع التمثيل المتكافىء؛ إذا كنتم تنشدون عزة فلن تجدوها والله أبداً عند مجيد ولا بليد، ولن تجدوها عند كاظم ولا مكابر، فإن العـزة لله جميعـــاً (أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا).
وسنروي لكم هنا موقفاً من مواقف العزة، وكيف يتعامل أهل العزة، أنه ربعي بن عامر في معركة القادسية يبعثه سعد بن أبي وقاص رسولاً إلى رستم «قائد الفرس» فيدخل عليه وقد زين رستم مجلسه بالنمارق المذهبة، والزرابي الحرير، وأظهر الياقوت والجواهر الثمينة، وقد جلس رستم على كرسي من ذهب، ودخل ربعي بثياب مرقعة وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحُه ودرعه وبيضته على رأسه.
فقالوا له: ضع سلاحك، فقـــال: إني لم آتكم وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإنما تركتموني هكذا وإلا رجعت، فقال رستم: إئذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه حتى خرق رمحه النمارق عامتها»، هذه هي دروس العزة التي يجب أن يأخذ منها بعض ممثلي الفاتح، وأما إن أراد بعض ممثلي الفاتح أن تمرغ عزته من أجل أن يحضى بهمسة ود في أذنه من مجيد أو كاظم فيمرغها بينه وبينهم حتى لو شاء أن يقطع أذنه ويسلمها لهم فليقطعها، أما أن تمرغ عزة أهل الفاتح من أجل الدفع بالحوار أو استرضاء عملاء طهران فهو أمر مرفوض لن يقبل به أهل الفاتح حتى لو كان ثمن عزتهم أرواحهم.