الأسبوع الماضي عبر وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة من جديد عن تمنياته بفتح صفحة جديدة مع إيران خلال الفترة القادمة التي سيتسلم فيها الرئيس المنتخب حسن روحاني مقاليد الحكم في بلاده. فقد كان واضحاً أن الشعب الإيراني سئم من جر رقبته إلى حيث يريد ساسته. ورغم أن روحاني لم يكن المأمول بالنسبة إليه، إلا أنه كان الخيار الأفضل بين من تمكنوا من الوصول إلى رضا المرشد، وفي كل الأحوال اختيار روحاني كان تعبيراً عن سخط الشعب الإيراني من سلفه الذي جعل العالم كله يعادي إيران، وتعبيراً عن الرغبة في أن تحل تلك الملفات التي تحول بينه وبين الحياة وعلى رأسها ملف العلاقات الإيرانية الخليجية.
من هذا المنطلق رحبت دول التعاون الخليجي كافة بالتغيير في إيران، ومدت يدها إلى الرئيس الجديد معربة عن أملها في أن يتمكن من استغلال الفرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الطرفين. ومن هذا المنطلق جاءت التصريحات الصحافية لوزير الخارجية الذي قال إن إيران بلد جار ومهم، وأشار إلى أن الملك هنأ الرئيس روحاني عقب فوزه بانتخابات الرئاسة الإيرانية، ما يعني أن البحرين تتطلع إلى ما لم تتطلع إليه القيادة الإيرانية السابقة وأنها في انتظار الردود الإيجابية من القيادة الإيرانية الجديدة على مبادرتها.
الأكيد في وضع كهذا أدى إلى حصر إيران في زاوية حتى بدت كالمنبوذة، والأكيد في مرحلة كهذه التي تمر بها المنطقة أن ترحب القيادة الإيرانية الجديدة بدعوة البحرين ودول التعاون وستمد اليد وترد التحية بأحسن منها، وليس مستبعداً أن يقوم روحاني بزيارة إلى البحرين ودول التعاون كافة ويؤكد ويقول كلاماً يسر السامعين، لكن غير المستبعد أيضاً أن يكون هذا كلام البدايات، أي على طريقة الخباز الذي أول ما يفتح يبيع الخبز بالسمسم قبل أن تتغير حساباته بعد قليل. والمؤسف أن التجارب السابقة تضيق من مساحة التفاؤل، فالمسؤولون الإيرانيون من النوع الذي ينطبق عليهم المثل المصري الشهير «أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أفعالك أستعجب»، فهم يمتلكون من حلو الكلام الكثير لكنهم كثيراً ما يفعلون عكس ما يقولون!
لسنا بصدد المحاسبة؛ فالرغبة في طي صفحة الماضي لدى البحرين ودول التعاون أكيدة، وقادة التعاون يمتلكون القدرة على تجاوز الماضي، فالتسامح صفة أساس لديهم، وغالباً أنهم لن يفتحوا في أي لقاءات تتم قريباً بينهم وبين المسؤولين الإيرانيين تلك الملفات التي تعكر الصفو وقد تعيق إعادة العلاقات وتنميتها، لكنهم في المقابل لا يريدون من رئيس إيران الجديد الكلام الحلو فقط وإنما الأفعال الحلوة والقرارات التي تؤدي بالفعل إلى إزالة الأسباب التي تمنع حالياً تطوير العلاقات وليستفيد كل طرف مما لدى الآخر من خبرات وتجارب.
الإيرانيون جربوا التطاول والنظر من علٍ لدول التعاون؛ فلم يجنوا شيئاً، بل إنهم خسروا الكثير، وجربوا الاستمرار في سياسة إرغام الآخرين على ما يريدون والتدخل في شؤونهم، فلم يجدوا غير القطيعة وتبين لهم أن خسارتهم أكبر، خصوصاً أن دول التعاون لم تعد تلك الدول التي كانت قبل سنين قليلة، فهي اليوم مؤثرة ومتعاونة أكثر وعلى وشك التحول إلى اتحاد لن تجني منها إيران لو استمرت في سلبيتها سوى الخسران والحسرة.
ما فعله قادة التعاون ببساطة هو أنهم رموا الكرة في ملعب إيران ورئيسها الجديد، ولأن الرئيس الجديد على علم ودراية واطلاع بتفاصيل ربما كانت غائبة عن سلفه، لذا فإن المأمول أن يستغل هذه الفرصة ويقابل الدعوة بأفعال تشجع دول التعاون على الاستمرار في هذا الدرب.
{{ article.visit_count }}
من هذا المنطلق رحبت دول التعاون الخليجي كافة بالتغيير في إيران، ومدت يدها إلى الرئيس الجديد معربة عن أملها في أن يتمكن من استغلال الفرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الطرفين. ومن هذا المنطلق جاءت التصريحات الصحافية لوزير الخارجية الذي قال إن إيران بلد جار ومهم، وأشار إلى أن الملك هنأ الرئيس روحاني عقب فوزه بانتخابات الرئاسة الإيرانية، ما يعني أن البحرين تتطلع إلى ما لم تتطلع إليه القيادة الإيرانية السابقة وأنها في انتظار الردود الإيجابية من القيادة الإيرانية الجديدة على مبادرتها.
الأكيد في وضع كهذا أدى إلى حصر إيران في زاوية حتى بدت كالمنبوذة، والأكيد في مرحلة كهذه التي تمر بها المنطقة أن ترحب القيادة الإيرانية الجديدة بدعوة البحرين ودول التعاون وستمد اليد وترد التحية بأحسن منها، وليس مستبعداً أن يقوم روحاني بزيارة إلى البحرين ودول التعاون كافة ويؤكد ويقول كلاماً يسر السامعين، لكن غير المستبعد أيضاً أن يكون هذا كلام البدايات، أي على طريقة الخباز الذي أول ما يفتح يبيع الخبز بالسمسم قبل أن تتغير حساباته بعد قليل. والمؤسف أن التجارب السابقة تضيق من مساحة التفاؤل، فالمسؤولون الإيرانيون من النوع الذي ينطبق عليهم المثل المصري الشهير «أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أفعالك أستعجب»، فهم يمتلكون من حلو الكلام الكثير لكنهم كثيراً ما يفعلون عكس ما يقولون!
لسنا بصدد المحاسبة؛ فالرغبة في طي صفحة الماضي لدى البحرين ودول التعاون أكيدة، وقادة التعاون يمتلكون القدرة على تجاوز الماضي، فالتسامح صفة أساس لديهم، وغالباً أنهم لن يفتحوا في أي لقاءات تتم قريباً بينهم وبين المسؤولين الإيرانيين تلك الملفات التي تعكر الصفو وقد تعيق إعادة العلاقات وتنميتها، لكنهم في المقابل لا يريدون من رئيس إيران الجديد الكلام الحلو فقط وإنما الأفعال الحلوة والقرارات التي تؤدي بالفعل إلى إزالة الأسباب التي تمنع حالياً تطوير العلاقات وليستفيد كل طرف مما لدى الآخر من خبرات وتجارب.
الإيرانيون جربوا التطاول والنظر من علٍ لدول التعاون؛ فلم يجنوا شيئاً، بل إنهم خسروا الكثير، وجربوا الاستمرار في سياسة إرغام الآخرين على ما يريدون والتدخل في شؤونهم، فلم يجدوا غير القطيعة وتبين لهم أن خسارتهم أكبر، خصوصاً أن دول التعاون لم تعد تلك الدول التي كانت قبل سنين قليلة، فهي اليوم مؤثرة ومتعاونة أكثر وعلى وشك التحول إلى اتحاد لن تجني منها إيران لو استمرت في سلبيتها سوى الخسران والحسرة.
ما فعله قادة التعاون ببساطة هو أنهم رموا الكرة في ملعب إيران ورئيسها الجديد، ولأن الرئيس الجديد على علم ودراية واطلاع بتفاصيل ربما كانت غائبة عن سلفه، لذا فإن المأمول أن يستغل هذه الفرصة ويقابل الدعوة بأفعال تشجع دول التعاون على الاستمرار في هذا الدرب.