ليس غريباً أن تكون خطبة مرجع الوفاق عيسى قاسم -صاحب صفة «آية لله» الممنوحة له من خامنئي إيران- بالأمس مختلفة عن سابقاتها (قبل جلسة المجلس الوطني وما أعقبتها من توجيهات) فيما تحمله من مضامين، حين تغيرت «اللغة الثورية» إلى لغة «تصالحية!».
ظاهر الخطبة السياسية والتي عمد مرجع الوفاق للتحدث بعمومية عن الشأن العربي وما حصل في الفترة السابقة من ثورات في بعض الأقطار العربية، ظاهرها كان يتحدث بعمومية عن أدبيات العلاقة بين السلطات والشعب، وعن المظلومية والحقوق والاستبداد، لكن مضمونها كان واضحاً من خلال «اللمز والغمز» ومحاولة «إسقاط» كل ذلك على الواقع البحريني.
بعد أن مارس أقوى أنواع التحريض والتحشيد وإيغار صدور الناس على بلدهم وقيادتهم وعلى بقية المكونات، بالأمس يأتي ويقول ما يلي نصه حسبما نشرته الوفاق: «لا مخرج كذلك ولا حل يمكن له أن يحقق صورة التوافق القادر على الصمود على الأرض والتمتع بدرجة من الثبات إلا حل المصالحة القائم على الرضا ولو تسليماً للأمر الواقع!»
الآن يتحـــــدث عــــن «المصالحــــة» و«التسليم للأمر الواقع!» وليس صعباً على أي شخص أن يستوعب أسباب تغيير الخطاب نفسه ومضمونه ومراميه، خاصة وأن قاسم «غيبته» الوفاق عن خطبة الجمعة الماضية، وبان واضحاً تغيير اتجاه خطابه وسبقه إلى ذلك علي سلمان أمين عام الوفاق الذي «تقلب» في التصريحات.
بعد أن أوغر صدور الشيعة على السنة وقال لهم «كونوا حسينيين»، الآن يدعوهم إلى «المصالحة» مع «اليزيديين». واضح تماماً إنها «تقية سياسية» لا يعجز عنها ولا تعجز الوفاق عنها، أولم يغيروا «إسقاط» إلى «إصلاح؟!»
الآن يقــــول «صالحوهــــم» بعـد أن صرخ وانفعـــل وأزبد وأرعد وقـــال «اسحقوهـــم»، موجهــــاً أتباعــــه لاستهداف رجال الأمن بـ»السحق!»
مشكلتهـــم أنهـــم مهمـــا حاولـــوا «تجميــل» الخطــاب، ومهمــا حاولـوا «التلـــــون» وممارســــة «التقيــــــة السياسية» بإبداء مالا يبطنونه، فإن ما يعتمل داخلهم يبرز ويظهر ويطغى لا محالة. من الاستحالة أن يدعي «الطائفي» أنه متسامــــح ولا يميز بين الناس بينما أقواله وأفعاله وما وثقه التاريخ عليه يثبت خلاف ما يقول.
هذه المسألة لن تنطلي على العقلاء ولا يفترض أن تدفع الدولة لمراجعة حساباتها في شأن تطبيق القانون على من تطاول عليه وتجاوزه، فقط لأنه الآن خلع رداء «الذئب» وارتــدى رداء «الحمل الوديع». هل تجاوز القانون واستهداف الدولة والتحريض على قلب نظام حكمها والإساءة لقيادتها ومكونات عريضة من المجتمع كلها أمور تسقط فقط لأن فاعلها غير خطابه؟!
هذه لعبة تلعبها الوفاق للمرة الألف، لعبة الشد والجذب، لعبة التحمية والتبريد، لعبة التهدئة إن رأوا الدولة جادة في التعامل بحزم، ولعبة التصعيد إن رأوها توسع صدرها وتواصل ضبط النفس ومد الخيط.
الآن يغير خطابه وكأنه يستغل الناس والدولة، وكأن الجرم يسقط بمجرد الكلام.
فقط ننبه ممن قد يهلل لهذا الخطاب ويرى فيه بارقة أمل في تعديل مسار وتوجه الولي الفقيه ممثل الخامنئي في البحرين، ننبه من قد تنسيه كلمات مرتبة ومصفوفة ومدروسة بعناية قبل أن تقال جملاً وخطباً مشحونة مليئة بالبغض والكراهية والتوصيفات السيئة للدولة والنظام.
إن كان بالفعل هو تصحيح لمسار فهو أمر لا ينفي ضرورة تحمل تبعات تجاوزات القانون في السابق، وإن كانت رغبة في الإصلاح فأولاً يجب أن يسبقها اعتراف بالإساءة لهذا الوطن عبر التحريض وتبرير الإرهاب ودعمه والتطاول على نظامه وبقية البشر.
الكلام بالمجان، وسهل جداً على من مهنته «بيع الكلام» لمن يقبله «دون تدبر ومناقشة» أن يقول اليـوم «صالحوهم» بعد أن قال بالأمس «اسحقوهم».
ظاهر الخطبة السياسية والتي عمد مرجع الوفاق للتحدث بعمومية عن الشأن العربي وما حصل في الفترة السابقة من ثورات في بعض الأقطار العربية، ظاهرها كان يتحدث بعمومية عن أدبيات العلاقة بين السلطات والشعب، وعن المظلومية والحقوق والاستبداد، لكن مضمونها كان واضحاً من خلال «اللمز والغمز» ومحاولة «إسقاط» كل ذلك على الواقع البحريني.
بعد أن مارس أقوى أنواع التحريض والتحشيد وإيغار صدور الناس على بلدهم وقيادتهم وعلى بقية المكونات، بالأمس يأتي ويقول ما يلي نصه حسبما نشرته الوفاق: «لا مخرج كذلك ولا حل يمكن له أن يحقق صورة التوافق القادر على الصمود على الأرض والتمتع بدرجة من الثبات إلا حل المصالحة القائم على الرضا ولو تسليماً للأمر الواقع!»
الآن يتحـــــدث عــــن «المصالحــــة» و«التسليم للأمر الواقع!» وليس صعباً على أي شخص أن يستوعب أسباب تغيير الخطاب نفسه ومضمونه ومراميه، خاصة وأن قاسم «غيبته» الوفاق عن خطبة الجمعة الماضية، وبان واضحاً تغيير اتجاه خطابه وسبقه إلى ذلك علي سلمان أمين عام الوفاق الذي «تقلب» في التصريحات.
بعد أن أوغر صدور الشيعة على السنة وقال لهم «كونوا حسينيين»، الآن يدعوهم إلى «المصالحة» مع «اليزيديين». واضح تماماً إنها «تقية سياسية» لا يعجز عنها ولا تعجز الوفاق عنها، أولم يغيروا «إسقاط» إلى «إصلاح؟!»
الآن يقــــول «صالحوهــــم» بعـد أن صرخ وانفعـــل وأزبد وأرعد وقـــال «اسحقوهـــم»، موجهــــاً أتباعــــه لاستهداف رجال الأمن بـ»السحق!»
مشكلتهـــم أنهـــم مهمـــا حاولـــوا «تجميــل» الخطــاب، ومهمــا حاولـوا «التلـــــون» وممارســــة «التقيــــــة السياسية» بإبداء مالا يبطنونه، فإن ما يعتمل داخلهم يبرز ويظهر ويطغى لا محالة. من الاستحالة أن يدعي «الطائفي» أنه متسامــــح ولا يميز بين الناس بينما أقواله وأفعاله وما وثقه التاريخ عليه يثبت خلاف ما يقول.
هذه المسألة لن تنطلي على العقلاء ولا يفترض أن تدفع الدولة لمراجعة حساباتها في شأن تطبيق القانون على من تطاول عليه وتجاوزه، فقط لأنه الآن خلع رداء «الذئب» وارتــدى رداء «الحمل الوديع». هل تجاوز القانون واستهداف الدولة والتحريض على قلب نظام حكمها والإساءة لقيادتها ومكونات عريضة من المجتمع كلها أمور تسقط فقط لأن فاعلها غير خطابه؟!
هذه لعبة تلعبها الوفاق للمرة الألف، لعبة الشد والجذب، لعبة التحمية والتبريد، لعبة التهدئة إن رأوا الدولة جادة في التعامل بحزم، ولعبة التصعيد إن رأوها توسع صدرها وتواصل ضبط النفس ومد الخيط.
الآن يغير خطابه وكأنه يستغل الناس والدولة، وكأن الجرم يسقط بمجرد الكلام.
فقط ننبه ممن قد يهلل لهذا الخطاب ويرى فيه بارقة أمل في تعديل مسار وتوجه الولي الفقيه ممثل الخامنئي في البحرين، ننبه من قد تنسيه كلمات مرتبة ومصفوفة ومدروسة بعناية قبل أن تقال جملاً وخطباً مشحونة مليئة بالبغض والكراهية والتوصيفات السيئة للدولة والنظام.
إن كان بالفعل هو تصحيح لمسار فهو أمر لا ينفي ضرورة تحمل تبعات تجاوزات القانون في السابق، وإن كانت رغبة في الإصلاح فأولاً يجب أن يسبقها اعتراف بالإساءة لهذا الوطن عبر التحريض وتبرير الإرهاب ودعمه والتطاول على نظامه وبقية البشر.
الكلام بالمجان، وسهل جداً على من مهنته «بيع الكلام» لمن يقبله «دون تدبر ومناقشة» أن يقول اليـوم «صالحوهم» بعد أن قال بالأمس «اسحقوهم».