«اكذب حتى يصدقك الناس»؛ شعار شهير لجوزيف غوبلز وزير الدعاية السياسية في عهد هتلر. ويعتبر هذا الشعار شعار خونة الوطن أيضاً منذ السبيعنيات للترويج عن قضايا باطلة منها اضطهاد الحكومة لهم، لتنفيذ مخطط ولاية الفقيه لإسقاط شرعية الحكم، وضم البحرين لإيران، ومساعدة الدول العظمى في تقسيم دول الخليج كمكافأة لأعوانها من الدول.
دوار مجلس التعاون أو تقاطع الفاروق شهد شعار غوبلز حيث الكذب والتلفيق على شرفاء البحرين من قادة وحكومة وشعب، فقد كان الحشد في الدوار بؤرة فساد للمعلومات الكاذبة والأخبار المفبركة والتي هدفت إلى زعزعة الأمن والأمان وتحطيم النفسيات والمعنويات لشرفاء البحرين. والكذبة الكبرى التي حاول فيها خونة الوطن وأعوان إيران الترويج لها هي نشر إشاعة بأن التمرد كان على الحكومة الفاسدة وليس على الشعب، فهذه كانت تصريحاتهم المبطنة بالمكر والخبث من أجل إسقاط طائفة في البداية، ومن ثم لإسقاط الحكومة ورموز البلد، فتطبيب العقول بالشعارات الكاذبة قد يصدقها المغرر بهم باسم الدين ومرجعياتهم المتعددة، ولكن لا يصدقها أصحاب العقول الراجحة من شرفاء البحرين.
يوم 14 أغسطس يجب أن تعد له العدة ويجب ألا يستهان بهذا اليوم حتى وإن كان حجم التمرد لا يمثل إلا فرقعة بالونة، فالشعب الوفي سيواجه حرباً إعلامية ونفسية، فوسائل الإعلام المختلفة وتكنولوجيا المعلومات كفيلة بأن تبرز بأن التمرد يضم شعب البحرين أجمع وليس ثلة من عملاء إيران. فلسفة الدعاية السياسية وحرب الإشاعة هي أخطر الحروب ممارسة، كما الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي سابقاً حيث الإعلام المتلاعب واستخدام المسميات أو استخدام الكلمات الرنانة من أجل التحكم بنفسيات الشارع وزعزعة الثقة من الحكومة.
هناك منظمات خارجية مؤيدة لتمرد 14 أغسطس، هناك إعلام مستأجر لتضليل الشعوب الأخرى، هناك دول مساندة للإرهاب وهناك جماعات مدفوعة الأجر للتخريب وهناك خلايا نائمة تنتظر الفرصة والوقت المناسبين لتكمل المخطط الإرهابي ضد شعب البحرين. فماذا أعدت حكومة البحرين بجميع وزاراتها وأجهزتها المختلفة للتصدي لتمرد 14 أغسطس؟
أولى خطوات النجاح لقمع التمرد منذ بدايته بألا يكون هناك شهيد ملفق بين حشود المتمردين، فالشهيد أداة من أدوات حشد جموع من الناس لتأييد قضيتهم أمام الرأي العام الدولي، كما إن التغطية الإعلامية الشاملة والكافية ونقلها للناس بكل شفافية لإشباع حاجات الشارع المحلي والدولي للمعومات، والتي تغني عن الاستماع إلى الإشاعات من وسائل الإعلام المستأجرة خطوة أخرى ناجحة لكشف أهداف منظمي التمرد ومعاونيهم. أما دور الشارع البحريني في هذه الفترة بألا يكونوا طعماً للخونة، ووسيلة للترويج عن الإشاعات التي يطلقها خونة الوطن من أجل تشتيت الصفوف وبث روح الفرقة والتكاتف مع القيادة، وعلى الجميع أن يترك للأجهزة الأمنية حق التصرف مع المتمردين وآلية ردعهم في حالة ارتكاب حماقات وترهيب في حق الآمنين من المواطنين والمقيمين.
المتظاهرون في 14 فبراير مارسوا حقهم في الاعتصام والتظاهر في دوار مجلس التعاون بكل شفافية وأريحية، لكنهم خرقوا فيها مفهوم الديمقراطية ومارسوها ممارسة خاطئة من أجل الوصول إلى مآربهم بطرق ملتوية ورخيصة، ومازال المشهد يتكرر في كل محفل وفرصة سانحة أمامهم باسم حرية الرأي والتعبير. علينا جميعاً صد هذا التمرد العدواني بكل ما أوتينا وألا نسمح للمتمردين والعابثين من الخونة أن يتعدوا الخطوط الحمراء لأمننا وعلى الحكومة أيضاً أن تفعل كل ما جاء في التوصيات في الجلسة الاستثنائية للمجلس الوطني فهذه عدتنا لصد التمرد في أي وقت أريد به باطل.