تابعت اجتماع وزير الداخلية مع السلطة التشريعية، وقبل ذلك قيل إنه تم القبض على ثلاثة ممن قاموا بالتفجير في مسجد بالرفاع، هذان الخبران طيبان، خاصة مطالب النواب الستة والتي طالبنا بها مراراً وتكراراً، كما أن الذهاب إلى السلطة التشريعية قبل اتخاذ أي قرارات حاسمة كان مهماً جداً وذكياً جداً.
اليوم نلمس تأييداً قوياً وكبيراً لقرارات وتوجيهات جلالة الملك حمد بن عيسى حفظه الله، فمن بعد ما قال جلالة الملك في كلمته بدأت الأمور تتحرك بشكل جيد نحو تطبيق القانون، وأن أهل البحرين كانوا ينتظرون ذلك منذ أن بدأ الإرهابيون حربهم، لكن نعرف أن القرارات الحاسمة تحتاج لتوقيت ذكي وحاسم، وربما هذا الذي تحقق في التوجيهات الملكية الأخيرة.
ربما كل الصورة الواقعية لا نراها للأحداث في البحرين لا نعرفها، وكذلك لا نعرف تشابك الخطوط الخارجية حول البحرين، قادة البلد أكثر معرفة وإدراكاً وفهماً واطلاعاً، مع كل ذلك فإن هناك خيطاً رفيعاً يجب المحافظة عليه، وهو ألا نجعل الإرهاب في البحرين يكبر ويتمادى ويتطور من حيث الأسلحة والتدريب والتمويل، ونحن نتفرج.
البعض يظن أن التحريض فقط يجب إيقافه، بينما المنطق يقول إن تمويل الإرهاب أيضاً يساوي خطورة التحريض، في كل العالم كان تمويل الإرهاب يقطع أولاً، حتى نقطع الحبل السري لغول الإرهاب.
مع عميق الأسف لا نرى تحركاً قوياً في البحرين لوقف تمويل الإرهاب من الداخل والخارج، بل أن الأمريكان كانوا يدخلون بمبالغ كبيرة ويذهبون بها إلى حيث تعلم الدولة، ولكن لا أحد يتحرك، ولا حتى نطبق أقل مبادئ سيادة الدولة، لذلك فإن قطع دابر تمويل الإرهاب يتساوى مع قطع دابر التحريض.
حتى اليوم لم نسمع عن أي إجراءات لوقف الحسابات التي تبث الفتنة وتغذي الإرهاب، بل أن تحركات رجال الأمن تبث في تويتر مباشرة، يقال الآن دخلوا هنا، الآن تحرك رجال الأمن من هذه المنطقة، ناهيك عن التحريض ولغة الكراهية، كل ذلك يتطلب إجراءات قانونية لوقف هذه الحسابات.
نعيد ونذكر، فإن من يريد أن يحدث فوضى في البلد، اجعلوا الفوضى عنده وحوله، على الدولة أن تتعلم من أخطاء 2011 والسماح باحتلال الميادين، كان خطأ مكلفاً في ذلك الوقت، واليوم علينا أن نتعلم منه، فالإرهابي لا يريد الإصلاح، إنما يريد الذي أنتم تعرفونه ونعرفه، وهؤلاء أصحاب فتنة وحقد دفين.
ليس بعيداً عن أمن الوطن، بل أنه في صلب الموضوع، فإذا أردنا أن ننتصر، وأن يرضى الله عنا، فأول الخطوات أن نوقف إباحة الخمور، ومع عميق الأسف فإن الخبر الذي نشرته الوطن أمس حول بيع الخمور في رمضان بالمنامة كان مزعجاً ومؤلماً لأهل البحرين.
الإنسان منا قد يخطئ في حق نفسه ويرتكب معاصي، لكنه إن لم يجاهر بها فإن الله غفور رحيم، إن شاء غفر وإن شاء عذب، لكن أن تكون إباحة الخمور مرخصة من الدولة والجميع يتفرج بما فيهم شيوخ الدين ولا ننكر هذا الفعل فإن هذه هي الطامة الكبرى، قد يأخذنا الله أخذ عزيز مقتدر بما تفعله الدولة من إباحة للخمور.
إننا نناشد ونتمنى ونأمل من والدنا ووالد الجميع وتاج رأس أهل البحرين جلالة الملك حفظه الله أن يأخذ قراراً حاسماً في هذا الشهر الفضيل لوقف بيع الخمور، ونحن نعرف أياديه البيضاء وحبه للبحرين وأهلها، لذلك نناشده اليوم وفي هذا الشهر بأن يأخذ قراراً يرضي الواحد الأحد، حتى يوفقنا ربنا وينعم علينا بالأمن.
إذا أردنا الأمن علينا أن نوقف محاربة الله في أرضه، وسينعم الله علينا بالأمن من عنده، الأمن لا يجلبه أسطول ولا درع ولا اتحاد، رغم أهميه كل تلك العوامل وقوتها، إلا أن الأمن هو من عند رب العباد يهبه لمن يشاء من عباده.