الأخ والصديق الصحافي، إبراهيم بشمي، يوصيني دائماً بالعناية بالعناوين والابتعاد عن العناوين الحادة فيقول «لا تخلي العنوان يطز العين»، ورأيه أن أي كلام يمكن أن يستوعب في متن المادة، أما العنوان فينبغي أن يكون جاذباً ولكن ليس حاداً و»يطز العين» فينفر منه المتلقي، خصوصاً إن كان مسؤولاً.
أعتقد أنني أطبق هذه الوصية إلى حد كبير في انتقائي لعناوين مقالاتي، لأنني أؤمن بها، لكني في هذا المقال لم أجد سبيلاً إلى عدم العمل بهذه الوصية وبهذه القناعة، وكلمات العنوان أعلاه بالمناسبة ليست مني، لكنها من بيان لجمعية الوفاق الإسلامية متوفر على موقعها الإلكتروني تهاجم فيه الحكومة.
شخصياً صدمت من استخدام جمعية الوفاق.. «الإسلامية» لهذه الجملة في بيان يحمل اسمها، وتألمت، ولست أفهم كيف فات على فريق «الرقابة» بالجمعية تهذيب البيان قبل السماح بنشره. لعل من المناسب أن أقتطع الجزئية التي وردت فيها جملة العنوان الذي «يطز العين.. طزا» ليشاركني القراء صدمتي وألمي، فقد جاء في البيان ما يلي: «عورات كثيرة كشفها التصريح، سيكون أولها وليس آخرها أن الحكومة لا تتعاطى السياسة، ولا تتعامل مع قواعد اللعبة السياسية كما تفعل الحكومات في العالم عادة، فهي لا تتفاعل، ولا يمكن أن ترتبك، ولا يمكن حتى أن تستدرك، وهي حتى لو كشف ما هو أكبر من هذا الفيديو، فهي تسير واثقة كعاهرة، وتتفاعل على طريقتها المعهودة: لا أريكم إلا الحل الأمني».
لست أفهم أهمية ورود جملة «فهي تسير واثقة كعاهرة» في بيان رسمي لجمعية سياسية إسلامية، خصوصاً وأنها لا تضيف شيئاً إلى الكلام، حيث المعنى المتمثل في أن «الحكومة غير جادة وتعتمد الحل الأمني دون السياسي» واصل ومفهوم ومعبر عن رأي الجمعية وموقفها من الحكومة، فلماذا سمحت الوفاق لنفسها اللجوء إلى هذه العبارة الدونية التي يمكن تصنيفها في باب قلة الأدب وتجاوز العادات والتقاليد.. والأخلاق؟
التفسير المنطقي الوحيد هو أن الوفاق فقدت أعصابها وإلا ما لجأت إلى السب والشتم، ولما تجاوزت وفتحت على نفسها باباً ما كان عليها أن تفتحه، وفقد الأعصاب بالنسبة للمشتغلين بالسياسة يعني أنهم بدؤوا يشعرون بالضعف والهزيمة، حيث القوي لا يلجأ إلى السب والشتم؛ إنما يقارع الحجة بالحجة ويعبر عن قناعاته بطريقة يحاول معها أن يقنع الخصم أنه على حق وأن رأيه هو الصواب.
إذا كان مثل هذا الكلام البذيء يخرج عن هذه الجمعية في بيانات تحمل اسمها وتنشر في موقعها الرسمي، فكيف هو حال الكلام الذي يدور في اجتماعاتها بعيداً عن الموقع الإلكتروني والكاميرات وأجهزة التسجيل؟
لم يكن قراراً حكيماً السماح بنشر هذه الجملة في بيان الوفاق، خصوصاً وأنها تطرح نفسها على أنها جمعية سياسية وطنية إسلامية، حيث الجملة الناقصة تلك بعيدة عن السياسة والعمل السياسي وبعيدة عن الوطنية وبعيدة عن الإسلام، عدا أن الجمعية نفسها لا تقبل أن توصف بهذا الوصف.
في رأيي المتواضع أن تهتم الوفاق بتوجيه أعضائها إلى عدم استخدام مثل هذه الألفاظ البعيدة عن الأخلاق والإسلام والوطنية، وأن تبادر بالاعتذار من كل من قاده حظه العاثر لقراءة البيان الذي وردت فيه تلك الجملة، وأن تعتذر من الحكومة التي نعتتها بذلك النعت، وأن تحاسب نفسها على استخدامها لتلك العبارة والتعهد أمام «الجماهير» بعدم استخدامها أو استخدام عبارات أو كلمات مثلها، فبهذه المبادرة تشتري نفسها وتؤكد أنها لا توافق على مثل هذه العبارات التي «تطز العين» وتؤذي المشاعر وتقلل من شأن قائلها ومكانته!
أعتقد أنني أطبق هذه الوصية إلى حد كبير في انتقائي لعناوين مقالاتي، لأنني أؤمن بها، لكني في هذا المقال لم أجد سبيلاً إلى عدم العمل بهذه الوصية وبهذه القناعة، وكلمات العنوان أعلاه بالمناسبة ليست مني، لكنها من بيان لجمعية الوفاق الإسلامية متوفر على موقعها الإلكتروني تهاجم فيه الحكومة.
شخصياً صدمت من استخدام جمعية الوفاق.. «الإسلامية» لهذه الجملة في بيان يحمل اسمها، وتألمت، ولست أفهم كيف فات على فريق «الرقابة» بالجمعية تهذيب البيان قبل السماح بنشره. لعل من المناسب أن أقتطع الجزئية التي وردت فيها جملة العنوان الذي «يطز العين.. طزا» ليشاركني القراء صدمتي وألمي، فقد جاء في البيان ما يلي: «عورات كثيرة كشفها التصريح، سيكون أولها وليس آخرها أن الحكومة لا تتعاطى السياسة، ولا تتعامل مع قواعد اللعبة السياسية كما تفعل الحكومات في العالم عادة، فهي لا تتفاعل، ولا يمكن أن ترتبك، ولا يمكن حتى أن تستدرك، وهي حتى لو كشف ما هو أكبر من هذا الفيديو، فهي تسير واثقة كعاهرة، وتتفاعل على طريقتها المعهودة: لا أريكم إلا الحل الأمني».
لست أفهم أهمية ورود جملة «فهي تسير واثقة كعاهرة» في بيان رسمي لجمعية سياسية إسلامية، خصوصاً وأنها لا تضيف شيئاً إلى الكلام، حيث المعنى المتمثل في أن «الحكومة غير جادة وتعتمد الحل الأمني دون السياسي» واصل ومفهوم ومعبر عن رأي الجمعية وموقفها من الحكومة، فلماذا سمحت الوفاق لنفسها اللجوء إلى هذه العبارة الدونية التي يمكن تصنيفها في باب قلة الأدب وتجاوز العادات والتقاليد.. والأخلاق؟
التفسير المنطقي الوحيد هو أن الوفاق فقدت أعصابها وإلا ما لجأت إلى السب والشتم، ولما تجاوزت وفتحت على نفسها باباً ما كان عليها أن تفتحه، وفقد الأعصاب بالنسبة للمشتغلين بالسياسة يعني أنهم بدؤوا يشعرون بالضعف والهزيمة، حيث القوي لا يلجأ إلى السب والشتم؛ إنما يقارع الحجة بالحجة ويعبر عن قناعاته بطريقة يحاول معها أن يقنع الخصم أنه على حق وأن رأيه هو الصواب.
إذا كان مثل هذا الكلام البذيء يخرج عن هذه الجمعية في بيانات تحمل اسمها وتنشر في موقعها الرسمي، فكيف هو حال الكلام الذي يدور في اجتماعاتها بعيداً عن الموقع الإلكتروني والكاميرات وأجهزة التسجيل؟
لم يكن قراراً حكيماً السماح بنشر هذه الجملة في بيان الوفاق، خصوصاً وأنها تطرح نفسها على أنها جمعية سياسية وطنية إسلامية، حيث الجملة الناقصة تلك بعيدة عن السياسة والعمل السياسي وبعيدة عن الوطنية وبعيدة عن الإسلام، عدا أن الجمعية نفسها لا تقبل أن توصف بهذا الوصف.
في رأيي المتواضع أن تهتم الوفاق بتوجيه أعضائها إلى عدم استخدام مثل هذه الألفاظ البعيدة عن الأخلاق والإسلام والوطنية، وأن تبادر بالاعتذار من كل من قاده حظه العاثر لقراءة البيان الذي وردت فيه تلك الجملة، وأن تعتذر من الحكومة التي نعتتها بذلك النعت، وأن تحاسب نفسها على استخدامها لتلك العبارة والتعهد أمام «الجماهير» بعدم استخدامها أو استخدام عبارات أو كلمات مثلها، فبهذه المبادرة تشتري نفسها وتؤكد أنها لا توافق على مثل هذه العبارات التي «تطز العين» وتؤذي المشاعر وتقلل من شأن قائلها ومكانته!