قبل أن «يهل» علينا نبدأ تبادل التهاني والتبريكات «مبارك عليكم الشهر، أعاده الله عليكم»، ويبدأ البشر -خاصة مع انتشار فايروس الإعلام الاجتماعي- بنشر الصور والتصاميم المهنئة بحلول «رمضان» بالإضافة للدعاء أن يبارك المولى القدير للناس في صيامهم وقيامهم وعبادتهم.
لكن المشكلة أن رمضان لدينا «كلش غير»؛ ففيه يحصل العجب العجاب.
صححوا لي إن كنت مخطئاً، من واقع مجتمعنا البحريني، حينما «يهل» علينا رمضان يحصل لدينا الآتي:
- يأخذ عدد كبير من الموظفين إجازة طوال الشهر، وليتها تكون بهدف التفرغ للعبادة، بل للسهر ولعب «الورق» و«التنطط» من ديوانية لأخرى، وطبعاً النوم طوال النهار.
- تنتشر «الخيام» المنصوبة في المواقع السكنية لتتحول إلى «ديوانيات» بعضها يؤثر على المنظر العام أو يؤذي الجيران بصخبها وإزعاجها وما يحصل فيها.
- لا ننسى خيام بعض الفنادق، التي ولولا «قليل من الخجل» في رمضان لتحولت «بعضها» لصالات رقص وطرب.
- الشوارع تتحول إلى حلبة سباقات بالأخص حينما تقترب ساعة الأذان، ولا تسأل عن الأخلاق في الشارع، فكل يقول «عندي الزود».
- بعض الناس تكتشف في رمضان أن أخلاقه «تجارية»، بالأصح «ماركة مضروبة»، لا أخلاق في معاملة الناس ولا «مزاج عدل»، والكارثة لو كان «مدخناً»، الهوس في العقل بأن نقص «النيكوتين» يحول بعضهم لـ«المارد الأخضر» و«يا ويلك من سواد ليلك» لو تجرأت وكلمته.
هذه بعض الظواهر وغيرها الكثير تلك التي تظهر بجلاء ووضوح في رمضان.
حينما نسعى لتحليل الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، نتساءل: هل هو الجوع والعطش؟! أم انقطاع عادات أخرى مثل تدخين السجائر والشيشة في النهار؟!
هناك بعض الرجال تستغرب منهم، توصيفهم «رجال» لكن تصرفاتهم وهم صائمون «أدنى مستوى» من تصرفات طفل صغير يعمد للبكاء والصراخ حينما يريد شيئاً ولا يعطى له؟!
أيضاً في مجتمعنا «قلما» تجد أناساً لا يتعاملون مع الصيام وكأنه مصيبة أو كارثة قومية! قلما ترون أناساً «لا تتغير» أخلاقهم للأسوأ وهم تحت تأثير الصيام. ولا حول ولا قوة إلا بالله، بالفعل أصبح البعض يشبه الصيام بحالة «هلوسة» كحال محتسي الكحول، إذ ألا يقول كثيرون بششأن من يقوم بتصرفات انفعالية وهو صائم بأنه واقع «تحت تأثير الصيام»؟!
«أقبح» ظاهرة تحصل لدينا في رمضان معنية بـ«الإنتاجية» في قطاعات الدولة (أقول الدولة لأن الخاص لا يستحمل «دلاعة» الموظف وإلا الباب يسع جمل). إضافة لهذه «الإنتاجية» التي ينزل مستواها للحضيض في رمضان، تتدنى معها «أخلاق» الموظف، ويزيد معها «الاستهتار» في الدوام (ويا ليته دوام طويل، كلها سويعات)، والأقبح أنه تزيد معها «قلة الأدب» و«قلة الاحترام» بحق المواطن المراجع وصاحب المعاملة.
المواطن بات يكره نفسه إن اضطر لتخليص معاملته في «رمضان»، كأنه شخص «حافي ومنتف» وذاهب ليخطب يد بنت السلطان! يكره نفسه المواطن لأنه يعرف بأنه «سينهان» و«سينـــذل» والحجـــة «الصيااام» والســبب «الموظف مأثر عليه الصيام». يدخل المواطن وزارة خدمية، أو مركزاً صحياً، أو أي مكان يكون فيه احتكاك بالموظفين فيواجه بـ«تكشيرة الأسد» من الموظفين، وجوه عبوسة، ولولا «الخجل» لربما «طردوه» قبل أن يتكلم.
هذا واقع ولسنا نتبلى، واسمعوا الناس، افتحوا لهم المجال في الإعلام المرئي والمسموع وصفحات الجرائد واستمعوا لـ«بلاوي» رمضان «الزرقة»، استمعوا لإبداعات بعض الموظفين في القطاعات الواقعين تحت «تأثير الصيام»، أستغفر الله العظيم وكأنما الصوم «مخدرات» تضر البشر.
زيدوا على ذلك بأن كثيراً من القطاعات يعمد الموظفون فيها لـ«اقتطاع» وقت الدوام (الذي هو مقتطع أساساً)، بحيث يبدأ الموظف العمل متأخراً نص ساعة مثلاً (خاصة في كونترات الانتظار)، وبالمثل ينهي العمل متقدماً نص ساعة مثلاً، وطبعاً «اللي» عندها «ساعتين رعاية» خلاص «ربيع» دوامها في رمضان يا دوب تكمل ساعتين.
نقل لي أحد الإخوة موقفاً حصل له شخصياً بالأمس في مركز الرفاع الشرقي الصحي، طالباً أن نرفع الموضوع لعناية وزير الصحة، إذ الدوام في المركز الصحي ينتهي في الثانية ظهراً، لكنه عندما وصل في الواحدة والنصف ظهراً قالت له الموظفة: «خلاص صكينا، تعال باجر!» أخبرها الأخ بأن وقت انتهاء العمل هو الثانية والآن هي الواحدة والنصف، فردت عليه بقولها: «هذا هو نفس الشيء» ومشت عنه!!
هذا مثال واحد، وأجزم بأن هناك أمثلة عديدة في مواقع مختلفة وبعضها قد يكون بمستوى «يشيب له الرأس».
الخلاصة في الموضوع، نقول لمن «تنخسف» أخلاقه إلى سابع أرض في رمضان، ويبدأ بأذية الناس ومعاملتهم بأسلوب «مرفوض»، لديكم حلان اثنان: يا «تنثبرون» في بيوتكم وتطلعون إجازات وتكفون الناس شركم، يا خلاص «لا تصومون»؛ والله قالها الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم: «كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش»، وكم من أحاديث ذكر فيها رسولنا بأن الصيام «تهذيب للنفس» و«تربية للأخلاق» فالصائم لا «يرفث ولا يفسق».
رمضان شهر الفضائل والأخلاق، لكن على ما يبدو بعض الناس تتعامل معه وكأنه «جاثوم» على الصدور، «مرض» يصيبهم بالعصبية والانفعال وانحدار الأخلاق، لهؤلاء لا نقول: «صوموا تصحوا»، بل نقول: «رجاء لا تصوموا حتى يصح صيام غيركم»!
لكن المشكلة أن رمضان لدينا «كلش غير»؛ ففيه يحصل العجب العجاب.
صححوا لي إن كنت مخطئاً، من واقع مجتمعنا البحريني، حينما «يهل» علينا رمضان يحصل لدينا الآتي:
- يأخذ عدد كبير من الموظفين إجازة طوال الشهر، وليتها تكون بهدف التفرغ للعبادة، بل للسهر ولعب «الورق» و«التنطط» من ديوانية لأخرى، وطبعاً النوم طوال النهار.
- تنتشر «الخيام» المنصوبة في المواقع السكنية لتتحول إلى «ديوانيات» بعضها يؤثر على المنظر العام أو يؤذي الجيران بصخبها وإزعاجها وما يحصل فيها.
- لا ننسى خيام بعض الفنادق، التي ولولا «قليل من الخجل» في رمضان لتحولت «بعضها» لصالات رقص وطرب.
- الشوارع تتحول إلى حلبة سباقات بالأخص حينما تقترب ساعة الأذان، ولا تسأل عن الأخلاق في الشارع، فكل يقول «عندي الزود».
- بعض الناس تكتشف في رمضان أن أخلاقه «تجارية»، بالأصح «ماركة مضروبة»، لا أخلاق في معاملة الناس ولا «مزاج عدل»، والكارثة لو كان «مدخناً»، الهوس في العقل بأن نقص «النيكوتين» يحول بعضهم لـ«المارد الأخضر» و«يا ويلك من سواد ليلك» لو تجرأت وكلمته.
هذه بعض الظواهر وغيرها الكثير تلك التي تظهر بجلاء ووضوح في رمضان.
حينما نسعى لتحليل الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، نتساءل: هل هو الجوع والعطش؟! أم انقطاع عادات أخرى مثل تدخين السجائر والشيشة في النهار؟!
هناك بعض الرجال تستغرب منهم، توصيفهم «رجال» لكن تصرفاتهم وهم صائمون «أدنى مستوى» من تصرفات طفل صغير يعمد للبكاء والصراخ حينما يريد شيئاً ولا يعطى له؟!
أيضاً في مجتمعنا «قلما» تجد أناساً لا يتعاملون مع الصيام وكأنه مصيبة أو كارثة قومية! قلما ترون أناساً «لا تتغير» أخلاقهم للأسوأ وهم تحت تأثير الصيام. ولا حول ولا قوة إلا بالله، بالفعل أصبح البعض يشبه الصيام بحالة «هلوسة» كحال محتسي الكحول، إذ ألا يقول كثيرون بششأن من يقوم بتصرفات انفعالية وهو صائم بأنه واقع «تحت تأثير الصيام»؟!
«أقبح» ظاهرة تحصل لدينا في رمضان معنية بـ«الإنتاجية» في قطاعات الدولة (أقول الدولة لأن الخاص لا يستحمل «دلاعة» الموظف وإلا الباب يسع جمل). إضافة لهذه «الإنتاجية» التي ينزل مستواها للحضيض في رمضان، تتدنى معها «أخلاق» الموظف، ويزيد معها «الاستهتار» في الدوام (ويا ليته دوام طويل، كلها سويعات)، والأقبح أنه تزيد معها «قلة الأدب» و«قلة الاحترام» بحق المواطن المراجع وصاحب المعاملة.
المواطن بات يكره نفسه إن اضطر لتخليص معاملته في «رمضان»، كأنه شخص «حافي ومنتف» وذاهب ليخطب يد بنت السلطان! يكره نفسه المواطن لأنه يعرف بأنه «سينهان» و«سينـــذل» والحجـــة «الصيااام» والســبب «الموظف مأثر عليه الصيام». يدخل المواطن وزارة خدمية، أو مركزاً صحياً، أو أي مكان يكون فيه احتكاك بالموظفين فيواجه بـ«تكشيرة الأسد» من الموظفين، وجوه عبوسة، ولولا «الخجل» لربما «طردوه» قبل أن يتكلم.
هذا واقع ولسنا نتبلى، واسمعوا الناس، افتحوا لهم المجال في الإعلام المرئي والمسموع وصفحات الجرائد واستمعوا لـ«بلاوي» رمضان «الزرقة»، استمعوا لإبداعات بعض الموظفين في القطاعات الواقعين تحت «تأثير الصيام»، أستغفر الله العظيم وكأنما الصوم «مخدرات» تضر البشر.
زيدوا على ذلك بأن كثيراً من القطاعات يعمد الموظفون فيها لـ«اقتطاع» وقت الدوام (الذي هو مقتطع أساساً)، بحيث يبدأ الموظف العمل متأخراً نص ساعة مثلاً (خاصة في كونترات الانتظار)، وبالمثل ينهي العمل متقدماً نص ساعة مثلاً، وطبعاً «اللي» عندها «ساعتين رعاية» خلاص «ربيع» دوامها في رمضان يا دوب تكمل ساعتين.
نقل لي أحد الإخوة موقفاً حصل له شخصياً بالأمس في مركز الرفاع الشرقي الصحي، طالباً أن نرفع الموضوع لعناية وزير الصحة، إذ الدوام في المركز الصحي ينتهي في الثانية ظهراً، لكنه عندما وصل في الواحدة والنصف ظهراً قالت له الموظفة: «خلاص صكينا، تعال باجر!» أخبرها الأخ بأن وقت انتهاء العمل هو الثانية والآن هي الواحدة والنصف، فردت عليه بقولها: «هذا هو نفس الشيء» ومشت عنه!!
هذا مثال واحد، وأجزم بأن هناك أمثلة عديدة في مواقع مختلفة وبعضها قد يكون بمستوى «يشيب له الرأس».
الخلاصة في الموضوع، نقول لمن «تنخسف» أخلاقه إلى سابع أرض في رمضان، ويبدأ بأذية الناس ومعاملتهم بأسلوب «مرفوض»، لديكم حلان اثنان: يا «تنثبرون» في بيوتكم وتطلعون إجازات وتكفون الناس شركم، يا خلاص «لا تصومون»؛ والله قالها الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم: «كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش»، وكم من أحاديث ذكر فيها رسولنا بأن الصيام «تهذيب للنفس» و«تربية للأخلاق» فالصائم لا «يرفث ولا يفسق».
رمضان شهر الفضائل والأخلاق، لكن على ما يبدو بعض الناس تتعامل معه وكأنه «جاثوم» على الصدور، «مرض» يصيبهم بالعصبية والانفعال وانحدار الأخلاق، لهؤلاء لا نقول: «صوموا تصحوا»، بل نقول: «رجاء لا تصوموا حتى يصح صيام غيركم»!